الرئيسية
المنشورات
أحدث الصور
التسجيل
دخول
كسبت شهرتها من زنزانات سجن سركاجي
زلابية بوفاريك .. عائلات تشترط على بناتها عدم كشف سر صناعتها
زلابية بوفاريك التي أصبحت ''ماركة جزائرية'' في سماء الحلويات العالمية، لم تعرف شهرتها الطاغية سوى في زنزانات سجن سركاجي بالعاصمة. والطريف في قصة الزلابية أن العائلات التي تصنع هذه الحلوى في مدينة بوفاريك تشترط على بناتها عدم كشف سر صناعتها، حتى لا يتم ''السطو'' عليها.
تاريخيا، كان المجاهدون المعتقلون في سجون الاحتلال الفرنسي يلحون على عائلاتهم بجلب حلوى الزلابية لهم، بعدما اكتشفوها أول مرة بسجن سركاجي في قفة أحد معتقلي عائلة ''أكسيل'' التي تسكن بمدينة بوفاريك (30 كلم) غربي العاصمة وتحترف مهنة صناعة حلوى الزلابية منذ قرابة قرن من الزمن. ومن المثير أن جابت زلابية بوفاريك جبال الجزائر خلال الحرب التحريرية، وكانت من بين ''الإكراميات'' التي يحظى بها المجاهدون. وفي بيت إحدى العائلات التي تمتهن صناعة حلوى الزلابية، وهو عمي عبد الله. أ (85 سنة) بقلب مدينة بوفاريك تحكي جدران البيت وبهوه الضيق حكاية ''زلابية بوفاريك'' التي ذاع صيتها في كل أرجاء الجزائر وحتى خارجها، لكن عمي عبد الله بدا حزينا لخطر الزوال الذي يتهدد هذه الزلابية، بسبب ''القرصنة'' التي تتعرض لها على أيدي أشخاص لا يحسنون صنعها من جهة، وبسبب عزوف أحفاده عن تعلم ''الصنعة'' من جهة أخرى، حسب ما كشف عنه في لقاء مع ''الخبر''.
وبالنسبة لعمي عبد الله، فإن ما يباع الآن في الجزائر تحت اسم ''زلابية بوفاريك'' ليست سوى تقليد للحلوى الأصلية التي تصنع في بيته العائلي منذ قرابة قرن، حيث تقوم النسوة في المنزل بتحضير العجينة، فيما يتكفل الرجال بطهيها أمام الزبائن في البهو على نار هادئة.
ويعود عمي أحمد بذاكرته إلى جدته التي كانت تصنع هذه الحلوى في ''دار الناقوس'' في بدايات القرن العشرين ثم يقوم أبوه ببيعها في ''زنقة العرب'' (شارع شرشالي بوعلام حاليا)، وكانت الزلابية وقتها تطهى على الحطب..
ولم تكن ''زلابية بوفاريك'' تصنع سوى مرة واحدة في السنة بمناسبة قدوم شهر رمضان، ولهذا كان سكان المدينة والمناطق المجاورة لها ينتظرونها بلهفة ويقبلون عليها بشغف، حسب المتحدث.
أما الأكثر طرافة، فهو منع بنات عائلة ''أكسيل'' من كشف سر كيفية صناعة هذه الحلوى لأزواجهن ويعتبر هذا الأمر شرطا من شروط زواجهن. والسبب خوف العائلة من ''سرقة'' السر وضياعه بين العائلات والتجار الذين يمتهنون صناعة الزلابية اليوم بكثرة.
