الحمد لله رب العالمين ، و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ، و بعد :
فهذه محاولة متواضعة لدراسة حديث مروي عن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ و الكشف عن علله ، و هو حديث : ((من ذرعه القيء فلا قضاء عليه و من استقاء فعليه القضاء))...
و لربما وجد الناظر فيها نقصا ممن جهة التوثيق و ضبط النقول ،
وعذري في ذلك أني أكتب ـ الآن ـ بعيدا عن الكتب،
و ما سبب حرصي على وضعها إلا خوف ضياعها ،
فالرجاء من المشايخ الفضلاء و طلاب العلم النبلاء ألا يبخلوا علي بتوجيهاتهم و ملاحظاتهم ،
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
فهذه محاولة متواضعة لدراسة حديث مروي عن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ و الكشف عن علله ، و هو حديث : ((من ذرعه القيء فلا قضاء عليه و من استقاء فعليه القضاء))...
و لربما وجد الناظر فيها نقصا ممن جهة التوثيق و ضبط النقول ،
وعذري في ذلك أني أكتب ـ الآن ـ بعيدا عن الكتب،
و ما سبب حرصي على وضعها إلا خوف ضياعها ،
فالرجاء من المشايخ الفضلاء و طلاب العلم النبلاء ألا يبخلوا علي بتوجيهاتهم و ملاحظاتهم ،
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
تخريج الحديث :
الحديث
أخرجه الإمام أحمد، و البخاري في "التاريخ الكبير"، و أبو داود ، والترمذي
في "الجامع" و في "العلل الكبير"، والنسائي في "الكبرى" و ابن ماجه، و
الدارمي، والطحاوي في "المعاني" و في "المشكل"، وابن الجارود في "المنتقى"،
و أبو يعلى ، وابن خزيمة ، وابن حبان ، والاسماعيلي في "معجم الشيوخ"،
والدارقطني، والحاكم ، والبيهقي في "الكبرى"، و ابن حزم في "المحلى"، و
البغوي في "شرح السنة"، و المزي في "تهذيب الكمال" ...من طرق عن عيسى بن
يونس، عن هشام بن حسان البصري ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة .
الحديث
أخرجه الإمام أحمد، و البخاري في "التاريخ الكبير"، و أبو داود ، والترمذي
في "الجامع" و في "العلل الكبير"، والنسائي في "الكبرى" و ابن ماجه، و
الدارمي، والطحاوي في "المعاني" و في "المشكل"، وابن الجارود في "المنتقى"،
و أبو يعلى ، وابن خزيمة ، وابن حبان ، والاسماعيلي في "معجم الشيوخ"،
والدارقطني، والحاكم ، والبيهقي في "الكبرى"، و ابن حزم في "المحلى"، و
البغوي في "شرح السنة"، و المزي في "تهذيب الكمال" ...من طرق عن عيسى بن
يونس، عن هشام بن حسان البصري ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة .
دراسة أسانيده :
قال مقيده ـ عفا الله عنه ـ :
ظاهر إسناده الصحة ، و قد قال الدارقطني : "رواته ثقات كلهم" ، و قال الحاكم النيسابوري:"صحيح على شرط الشيحين".
و صححه ـ بناء على هذا ـ بعض العلماء السابقين ، و كذا بعض فضلاء عصرنا.
قال مقيده ـ عفا الله عنه ـ :
ظاهر إسناده الصحة ، و قد قال الدارقطني : "رواته ثقات كلهم" ، و قال الحاكم النيسابوري:"صحيح على شرط الشيحين".
و صححه ـ بناء على هذا ـ بعض العلماء السابقين ، و كذا بعض فضلاء عصرنا.
إلا أن الخبر عند الإمعان في النظر معلول ،
وقد قال إمام العلل ابن المديني ـ رحمه الله ـ : "الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه".
وقد قال إمام العلل ابن المديني ـ رحمه الله ـ : "الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه".
و ممن أعله من الحفاظ الأكابر : الإمام أحمد ،والبخاري ، وأبو داود ، والترمذي ، و النسائي.
و الواحد منهم إذا انفرد مقدم على من بعده ، فكيف بهم مجتمعين ؟!
و الواحد منهم إذا انفرد مقدم على من بعده ، فكيف بهم مجتمعين ؟!
بيان علله :
العلة الأولى :أن أحد الرواة وهم في متن الحديث
و
قد ذكر أبو داود في "مسائله " للإمام أحمد حديثنا هذا ، فقال : "ليس من
هذا شيء ، إنما هو حديث (( من أكل ناسيا – يعني و هو صائم- فالله أطعمه
وسقاه)) "
قال مقيده : هذه
فائدة نفيسة حفظها لنا الإمام أبو داود عن الإمام أحمد ـ رحمهما الله ـ ،
فعض عليها بالنواجذ . [وقد غفل عنها صاحب "مستدرك التعليل" !]
قد ذكر أبو داود في "مسائله " للإمام أحمد حديثنا هذا ، فقال : "ليس من
هذا شيء ، إنما هو حديث (( من أكل ناسيا – يعني و هو صائم- فالله أطعمه
وسقاه)) "
قال مقيده : هذه
فائدة نفيسة حفظها لنا الإمام أبو داود عن الإمام أحمد ـ رحمهما الله ـ ،
فعض عليها بالنواجذ . [وقد غفل عنها صاحب "مستدرك التعليل" !]
فقد روى المتن المشار إليه (( من أكل ناسيا ..)) عن هشام بن حسان ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة مرفوعا جماعة ،
ومن أعيانهم : إسماعيل بن علية ، ويزيد بن هارون ، ويزيد بن زريع ، وعبد الله بن المبارك ، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الأعلى بن عبد الاعلى ، و عبد الله بن بكر السهمي ...
و حديثهم مخرج عند الإمام أحمد، والبخاري ، ومسلم ، والدارمي ، و ابن خزيمة ،و ابن حبان ، والبيهقي ...ومن أعيانهم : إسماعيل بن علية ، ويزيد بن هارون ، ويزيد بن زريع ، وعبد الله بن المبارك ، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الأعلى بن عبد الاعلى ، و عبد الله بن بكر السهمي ...
وعلى هذا تسمى رواية (عيسى) شاذة أو منكرة ـ و لا مشاحة في الاصطلاح ـ .
و أعله الإمام الترمذي رحمه الله بالتفرد
فقال رحمه الله:"حسن غريب لا نعرفه من حديث هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة إلا من حديث عيسى بن يونس"
و نقل عن شيخه الإمام البخاري "قوله ما أراه محفوظا".
و قال الإمام أبو داود : "نخاف ألا يكون محفوظا"
* و تعقبه من صحح الحديث
بأن عيسى تابعه (حفص بن غياث) عند ابن ماجه .
قال مقيده :
لا يمكن الاعتبار بهذه المتابعة البتة :
- لما علمتَ من مخالفة المتابَع و المتابِع لجماعة ، وفيهم حفاظ أثبات .
- زد عليه أنه وقع اختلاف على (حفص بن غياث) ،
فروي عنه أيضا عن عبد الله بن سعيد المقبري عن جده عن أبي هريرة .
أخرجه أبو يعلى ،
و البخاري يرجع حديث أبي هريرة كله إلى عبد الله بن سعيد ـ كما في "التاريخ الكبير " ـ
و عبد الله بن سعيد متروك ...
[والرواية بحاجة إلى تحقيق]
لا يمكن الاعتبار بهذه المتابعة البتة :
- لما علمتَ من مخالفة المتابَع و المتابِع لجماعة ، وفيهم حفاظ أثبات .
- زد عليه أنه وقع اختلاف على (حفص بن غياث) ،
فروي عنه أيضا عن عبد الله بن سعيد المقبري عن جده عن أبي هريرة .
أخرجه أبو يعلى ،
و البخاري يرجع حديث أبي هريرة كله إلى عبد الله بن سعيد ـ كما في "التاريخ الكبير " ـ
و عبد الله بن سعيد متروك ...
[والرواية بحاجة إلى تحقيق]
بيان منشأ هذه العلة :
و اختلف النقاد في آفة الحديث:
1- فحمل بعض الحفاظ فيه على "هشام بن حسان".
و نقل إسحاق بن راهويه ، و كذا الدارمي عن عيسى بن يونس قوله : "زعم أهل البصرة أن هشاما أوهم فيه".
و في "المعرفة" للبيهقي كلام نحو هذا ، ولكن الكتاب لا تطاوله يدي الآن .
و اختلف النقاد في آفة الحديث:
1- فحمل بعض الحفاظ فيه على "هشام بن حسان".
و نقل إسحاق بن راهويه ، و كذا الدارمي عن عيسى بن يونس قوله : "زعم أهل البصرة أن هشاما أوهم فيه".
و في "المعرفة" للبيهقي كلام نحو هذا ، ولكن الكتاب لا تطاوله يدي الآن .
2-وحمل الإمام أحمد رحمه الله على (عيسى بن يونس) ،
فقال في "مسائل مهنا" : "غلط فيه عيسى، حدث به من غير كتابه" . أفاده الحافظ في "التلخيص".
و لم يتضح لي – بعد- وجه هذا الإعلال .
فقال في "مسائل مهنا" : "غلط فيه عيسى، حدث به من غير كتابه" . أفاده الحافظ في "التلخيص".
و لم يتضح لي – بعد- وجه هذا الإعلال .
و يقوي القول الأول - و الله أعلم- :
أن عيسى بن يونس نفسه روى الحديث عن هشام بن حسان ، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعا على الصواب (يعني بمتن : من أكل ناسيا ...).
أخرجه النسائي في "الكبرى".
إلا أنه وقع اختلاف على عيسى في إسناده .
أن عيسى بن يونس نفسه روى الحديث عن هشام بن حسان ، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعا على الصواب (يعني بمتن : من أكل ناسيا ...).
أخرجه النسائي في "الكبرى".
إلا أنه وقع اختلاف على عيسى في إسناده .
العلة الثانية :الوقف.
فقد رواه عطاء عن أبي هريرة موقوفا .
أخرجه النسائي في "الكبرى".
و هذا الموقوف معلول أيضا كما نبه عليه ابن القيم رحمه الله في "حاشية أبي داود"،
فقد رواه عطاء عن أبي هريرة موقوفا .
أخرجه النسائي في "الكبرى".
و هذا الموقوف معلول أيضا كما نبه عليه ابن القيم رحمه الله في "حاشية أبي داود"،
و يبينه :
العلة الثالثة
و هي مخالفة أبي هريرة لما تضمنه الحديث من الحكم
فقد ثبت عنه ـ فيما رواه يحيى بن أبي كثير عن عمر بن الحكم ـ أنه قال "من قاء لا يفطر إنما الفطر مما دخل لا مما يخرج"
علقه البخاري في صحيحه مجزوما به.
و إلى هذه العلة أشار الترمذي في "العلل الكبير" و البخاري في "التاريخ" ، والحافظ ابن رجب رحمه الله في "شرح علل الترمذي".
العلة الثالثة
و هي مخالفة أبي هريرة لما تضمنه الحديث من الحكم
فقد ثبت عنه ـ فيما رواه يحيى بن أبي كثير عن عمر بن الحكم ـ أنه قال "من قاء لا يفطر إنما الفطر مما دخل لا مما يخرج"
علقه البخاري في صحيحه مجزوما به.
و إلى هذه العلة أشار الترمذي في "العلل الكبير" و البخاري في "التاريخ" ، والحافظ ابن رجب رحمه الله في "شرح علل الترمذي".
***