ابيضاض الدم «اللوكيميا» عبارة عن مرض في أجزاء الجسم الذي يصنع الدم، وفيها يقوم الجسم بإنتاج عدد كبير من خلايا دم غير طبيعية، وهو ما يتسبب في الالتهابات والعدوى، حيث إن خلايا اللوكيميا تفقد الخلايا البيضاء قدرتها على محاربة العدوى.
كما تسبب كذلك فقر الدم «أنيميا» فينخفض من إنتاج خلايا الدم الحمراء، وذلك بسبب غزو خلايا ابيضاض الدم لمجرى الدم.
النزف الشديد بسبب نقص عدد الصفائح الدموية وهي عبارة عن أسطوانات صغيرة لازمة لتخثر الدم.
ويمكن لابيضاض الدم أن يصيب الأطفال وخصوصًا بين سنة إلى 15 سنة وكذلك يصيب الكبار أيضًا وخصوصًا من هم فوق سن 60 عامًا، ولحسن الحظ يوجد هذه الأيام علاج متقدم عن السابق يضيء الأمل لهؤلاء الذين يعانون ابيضاض الدم «اللوكيميا». ولا يوجد حتى الآن سبب معروف لمنع حدوثها ولكن علاجها فعال بإذن الله.
يوجد نوعان أساسيان لابيضاض الدم ولكل منهما أشكال متعددة:
ابيضاض الدم الليمفاوي «ليمفوسايتك لوكيميا»: وعلاماته هي ازدياد عدد كريات الدم البيضاء والتي تسمى كرية ليمفاوية، وهذه الخلية يتم صنعها في الغدد الليمفاوية وفي نخاع العظم، وفي هذا النوع من اللوكيميا تكون أكثر الخلايا غير طبيعية أو غير ناضجة.
ابيضاض الدم النقوي النخاعي: وعلاماته هي زيادة في عدد كريات الدم البيضاء والتي تسمى «كريات محببة» وهي عادة ما تنتج في نخاع العظم، ولكن هناك أيضًا ما يظهر في أعضاء أخرى مثل: الكبد أو الطحال، ومريض نخاع الدم النقوي يفتقر إلى وجود الخلايا الطبيعية الموجودة في أجسامنا والتي تؤدي دورًا مهمًا في الدفاع عنه ضد العدوى.
كما يمكن لابيضاض الدم أن يظهر في شكلين: ابيضاض الدم الحاد وهذا النوع يتطور بسرعة، فيهدد حياة المريض في حالة عدم علاجه والذي يستغرق من أسابيع إلى عدة شهور ولكن بالأدوية أو بزراعة نخاع العظم.
ونسبة شفاء الأطفال المصابين بابيضاض الدم الحاد عالية وقد تصل إلى 80% والنسبة أقل نوعًا ما عند الكبار ولكن يمكن شفاؤهم أيضًا.
ابيضاض الدم المزمن أي يتطور ببطء، هناك علاجات تساعد على القضاء على المرض وخصوصًا زراعة النخاع العظمي لمرضى ابيضاض الدم النقوي المزمن.
ما الذي يحدث في ابيضاض الدم؟
يوجد في حالات ابيضاض الدم الحاد والمزمن عدد كبير جدًا من خلايا الدم البيضاء غير الطبيعية تنتج وتغزو نخاع العظم، وهذه الخلايا مهمة جدًا كي تحمل الأكسجين من الرئة إلى كل أجزاء الجسم وهي تصنع في النخاع العظمي. ويصيب ابيضاض الدم الحاد خلايا الدم الحمراء، وتقدر بملايين عدة في كل نقطة دم في ابيضاض الدم تنخفض عدد خلايا الدم الحمراء وتتبدل بخلايا غير طبيعية وتكون النتيجة أنيميا «فقر دم» حادًا وذلك بسبب نقص الأكسجين، وهو ما يسبب اصفرارًا، وضعفًا، وتعبًا شديدًا.. إلى آخره.
خلايا الدم البيضاء: تقوم خلايا الدم البيضاء بمحاربة الالتهابات والعدوى وذلك بالقضاء على البكتيريا والفيروسات وأي مؤثرات غريبة تقتحم الدم، فهي تساعد على بناء مناعة ضد الأمراض. وفي ابيضاض الدم تتبدل خلايا الدم البيضاء بخلايا غير طبيعية فيضعف عملها. وتكون النتيجة ظهور الالتهابات والعدوى بسرعة لأن الخلايا تصبح عاجزة عن
محاربة البكتيريا والفيروسات.
الصفائح: وهي عبارة عن خلايا صغيرة تنتج في النخاع العظمي، وهي مهمة جدًا لعملية تخثر الدم فهي تتجمع حول الجرح وتخثره كي توقف النزف، وفي ابيضاض الدم ينخفض معدل إنتاج الصفائح، وتكون النتيجة: نزفًا زائدًا وكدمات زرقاء تظهر على الجلد ولا تتوقف وذلك بسبب نقص الصفائح.
إنشاء خلايا الدم: عادة ما تنتج هذه الأنسجة خلايا الدم الحمراء وأنواعًا عدة من الخلايا البيضاء والصفائح.
في ابيضاض الدم يغزو الدم وخصوصًا نخاع العظم خلايا بيضاء غير طبيعية، وتنتج أنسجة تعوق إنتاج خلايا الدم.
وتكون النتيجة ظهور انتفاخ في الغدد الليمفاوية وفي الطحال، والكبد، والكلى.
ابيضاض الدم المزمن: وهو أقل تأثيرًا على المريض. في ابيضاض الدم الليمفاوي تكون الإصابة بسبب زيادة في انتشار خلايا ليمفاوية في الدم وفي نخاع العظم، فيتسبب أيضًا في ظهور ورم النخاع «النقي المتعدد» ويمكن البقاء لسنين طويلة دون ظهور أي أعراض مرضية، ولكن يمكن حدوث عدوى أو نزف. في ابيضاض النخاع «اللوكيميا» يحدث فرط في النمو والإنتاج لنخاع غير طبيعي فيتسبب أحيانًا في زيادة الصفائح، مثل زيادة خلايا الدم البيضاء، ويمكن التحكم فيه لسنوات عدة، ولكن معظم الحالات في النهاية تتحول إلى الجانب الحاد.
ما هي مسببات ابيضاض الدم؟
من المفهوم أن التغيير في بنية الجينات هي المسببة للشذوذ وعدم التحكم في زيادة خلايا الدم البيضاء في ابيضاض الدم. والسبب لهذا التغيير غير معروف وهناك عدة حقائق يحتمل تسببها في ابيضاض الدم.
خلل معين عند الولادة: مثل متلازمة «داون» عند الأطفال حديثي الولادة فهؤلاء المرضى لديهم استعداد زائد للإصابة بابيضاض الدم النقي الحاد.
الأشعة السينية: بسببها يحتمل زيادة الاستعداد للإصابة بابيضاض الدم في بعض الحالات.أشكال أخرى من الإشعاع: مثل التي تنتج عن القنابل الذرية والتي ترتبط بزيادة نسبة حدوث ابيضاض الدم.
الفيروسات: يحتمل أن تكون هي السبب، لأن الفيروسات يحتمل أنها سبب في صلتها ببعض أنواع اللوكيميا عند الحيوانات. كما يمكن للفيروسات أن تتسبب في تغيير الجينات.
حساسية للكيماويات: مثل البترول ويظن أنه السبب في أنواع عدة من فشل وظائف الدم بما فيها اللوكيميا.
ما هي أعراض ابيضاض الدم اللوكيميا؟
أعراضها تشبه أعراض كثير من الأمراض، لكنها في النهاية تدوم وتشتد، والأعراض هي:
- تعب شديد ودائم «مزمن».
- ضعف شديد.
- فقر الدم، شحوب الوجه.
- سهولة حدوث الكدمات.
- سيولة في الدم.
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- انتفاخ في الغدد الليمفاوية والطحال والكبد.
- آلام في المفاصل والعظام.
- عدوى متكررة.
يجب زيارة الطبيب عند ظهور أي من العلامات السابقة أو في حالة تكرار حدوثها.
كيف يمكن علاج ابيضاض الدم «اللوكيميا»؟
حدث تقدم كبير في السنوات الأخيرة لعلاج ابيضاض الدم «اللوكيميا»، ويمكن علاجه بالطرق التالية.
العلاج الكيميائي: وهو يحتوي على عقار مركب قوي يقوم بقتل الخلايا غير الطبيعية، ويبطئ من تكاثرها، وفي بعض الحالات يعطى العقار عن طريق الوريد لأيام عدة .
زراعة نخاع العظم: وذلك بحقن نخاع سليم في مجرى دم المريض فيتسلل إلى العظم، وعند دخوله إلى الدم يبدأ إنتاج خلايا سليمة وصفائح، وهذا في حالة وجود متبرع مناسب، وهو ما سيجعل نخاع المريض يبدأ في العمل مرة أخرى بعد القضاء على النخاع المصاب.
العلاج الإشعاعي: ويعطى عادة بجانب العلاج الكيميائي، ويمكن أن يكون علاجًا فعالاً للأعضاء التي تأثرت بالخلايا المريضة.
وهناك ثلاث مراحل من العلاج:
علاج مبدئي: تعطى العقاقير يوميًا لأجل أن يحفز على سكون المرض، وغالبًا ما تتوقف أي أعراض للمرض في خلال أربعة أسابيع.
علاج وقائي: يستمر العلاج لفترة طويلة، وعادة ما يستمر من سنتين ونصف إلى ثلاث سنوات يستعمل العلاج المحدد ويدمج معًا كي يطيل مدة السكون.
علاج داعم: ويستعمل عندما يكون المرض في مرحلة نشاط وربما يتضمن الآتي:
- نقل دم.
- نقل صفائح دموية.
- مضاد حيوي.
أفضل الفرص لإبقاء المرض في سكون هو العلاج، ولقد أصبح الآن لدى مريض ابيضاض الدم فرصة جيدة لحياة طويلة بإذن الله.
عافانا و عافاكم الله من كل داء[/size
]