الليل محراب العابدين، ومثوى الساجدين، وروضة المُخبتين، يناجون ربَّهم بكلامه، ويسألونه من عطائه، ويرجون الله ويخافونه.
وفي الليل كان الحبيب المصطفى سيّدنا صلّى الله عليه وسلّم الّذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يقف في خشوع وضراعة، ومناجاة ومناداة حتّى تتشقق قدماه، ويقول: ''أفلاَ أكونُ عبدًا شكورًا''.
وكان صلّى الله عليه وسلّم إذا دخل شهر رمضان اجتهد في العبادة وجاد بالخير، فكان أجود من الريح المرسلة، وتعهَّد مع أمين السّماء جبريل عليه السّلام القرآن، وأقبل على الله بكُلِّيَّته، وكان يُبَشِّر أصحابه بهذا الشهر ويرغّبهم فيه، وكان يكثـر في صيامه خلوته بربّه لمناجاته وذكره، فيفتح الله عليه من موارد أنسه، ونفحات قدسه، فكان يرد على قلبه من المعارف الإلهية، والمنح الربانية، ما يغذيه، وعن الخلق يغنيه، وعن الطعام والشراب يرويه. كان من سنته صلّى الله عليه وسلّم أن يتحرّى ليلة القدر في شهر رمضان المبارك، التماسًا للخير الّذي قدَّره الله فيها، وحرصًا منه صلّى الله عليه وسلّم على نيل أكمل الخير وأتمَّه؛ ولذلك اعتكف مرّة في العشر الأول من رمضان، ثم انتقل إلى العشر الأواسط، ثمّ استقر آخر الأمر على الاعتكاف والتماس ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان.
وكان من هديه صلّى الله عليه وسلّم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان شمَّر للعبادة واستعد لها استعدادًا لم يكن مثله في غيرها، روى البخاري رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها قالت: ''كان النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - إذا دخل العشر: شدّ مئزره وأحيَا ليله، وأيقظ أهله''، وشدّ مئزره صلّى الله عليه وسلّم يقتضي الاجتهاد في العبادة، وروى مسلم رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها قالت: ''كان رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يُحْيي الليل بالصّلاة والدعاء وغيرهما من الطاعات وكان يشرك أهله في هذا الخير، فيوقظهم لقيام الليل معه''. وكان صلّى الله عليه وسلّم لا يترك أحدًا من أهله يستطيع القيام للعبادة والسّهر للإحياء، والقوة على ذلك إلاّ أيقظه، ذكر في فتح الباري: روى الترمذي ومحمد بن نصر من حديث زينب بنت أم سلمة: ''لم يكن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إذا بقي من رمضان عشرة أيام يدع أحدًا من أهله يطيق القيام إلاّ أقامه''؛ ولذا قال الثوري: أحبّ إليّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه، وينهض أهله ووالده إلى الصّلاة إن طاقوا ذلك.
وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه، ومَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه'' رواه البخاري.
- العائد من الظلامعضو مميز
- الجنس : عدد المساهمات : 2184 نقاط التميز : 2895 تقييم العضو : 19 التسجيل : 24/08/2009 العمر : 31
تمت المشاركة الجمعة سبتمبر 18, 2009 1:50 pm
- العائد من الظلامعضو مميز
- الجنس : عدد المساهمات : 2184 نقاط التميز : 2895 تقييم العضو : 19 التسجيل : 24/08/2009 العمر : 31
تمت المشاركة الجمعة سبتمبر 25, 2009 10:36 pm
وكان من هديه صلّى الله عليه وسلّم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان شمَّر للعبادة واستعد لها استعدادًا لم يكن مثله في غيرها، روى البخاري رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها قالت: ''كان النّبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - إذا دخل العشر: شدّ مئزره وأحيَا ليله، وأيقظ أهله''، وشدّ مئزره صلّى الله عليه وسلّم يقتضي الاجتهاد في العبادة، وروى مسلم رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها قالت: ''كان رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يُحْيي الليل بالصّلاة والدعاء وغيرهما من الطاعات وكان يشرك أهله في هذا الخير، فيوقظهم لقيام الليل معه''. وكان صلّى الله عليه وسلّم لا يترك أحدًا من أهله يستطيع القيام للعبادة والسّهر للإحياء، والقوة على ذلك إلاّ أيقظه، ذكر في فتح الباري: روى الترمذي ومحمد بن نصر من حديث زينب بنت أم سلمة: ''لم يكن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إذا بقي من رمضان عشرة أيام يدع أحدًا من أهله يطيق القيام إلاّ أقامه''؛ ولذا قال الثوري: أحبّ إليّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه، وينهض أهله ووالده إلى الصّلاة إن طاقوا ذلك.
وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه، ومَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه'' رواه البخاري.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
معاينة صفحة البيانات الشخصي للعضو ارسل رسالة خاصة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه، ومَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه'' رواه البخاري.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
معاينة صفحة البيانات الشخصي للعضو ارسل رسالة خاصة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى