الرئيسية
المنشورات
أحدث الصور
التسجيل
دخول
قيم الحياة المثلى حقائق ثابتة لا يستطيع أى إنسان أن يشكك فى مصداقيتها ولا يستطيع أى عاقل أن يتابهى بالتخلى عنها أو بعضها فالكل يتغنى بها حتى وإن لم يكن يتخلق بها لأنها تخلق للإنسان جوا من الإنسانية المثالية وكلنا يسعى لأن يكون كذلك .
لكن حين تضطرنا الحياة إلى أن نتخلق بأخلاقا فى ظاهرها مذمومة لكنها مشروعة فى عالم التعاملات البشرية فلا أحد يجرؤ أن ينقد الفعل خاصة إن صلحت نتائجه ولا أدعى أنى أؤمن بالحكمة التى تنص بأن الغاية تبرر الوسيلة لكن الحياة لم ولن تكن لقمة سائغة لمن أراد أن يعش فيها سعيدا, وسأتطرق فى خضم تلك الزاوية النقاشية إلى صفة الدهــاء .
الدهــاء سبيل من سبل الذكاء والذى يتبعه البعض فى الوقت الذى يحتاج فيه الموقف تلك الصفة والدهــاء وإن كان من شروط تطبيقه الخيانة الحسية فلا بد لنا أن نسلكه كسبيل من أجل تحقيق بعض أهدافنا خاصة وأننا إن ترفعنا عنه لخسرنا ما قد يجعلنا نوضع تحت طائلة المغفلين لأن الشفافية لم تعد توصف كما كانت من قبل بل أصبحت حماقة وإظهار ثغرات يؤتى المرأ من خلالها دون إنقطاع .
حدائق الحياة جميلة فيها من الثمرات والزهور ما يكفى لبسط أكف الراحة والسعادة ولكن هناك تختبأ الأشواك حيث لا ندرى ولا نراها ولنعلم أننا لو لم نتبع سبلا رسمناها بعقولنا نهرب فيها من إيذاء الأشواك ونقطف من ثمرات الحياة ما يسعدنا ما جنينا إلا التعاسة .
جاء عن حذيفة بن اليمان انه قال: دعاني رسول الله ونحن في غزوة الخندق فقال لي: اذهب الى معسكر قريش فانظر ماذا يفعلون، فذهبت فدخلت في القوم (والريح من شدتها لا تجعل احداً يعرف احدا) فقال ابوسفيان: يا معشر قريش لينظر كل امرئ من يجالس (خوفا من الدخلاء والجواسيس) فقال حذيفة: فأخذت بيد الرجل الذي بجانبي وقلت: من أنت يا رجل؟ فقال مرتبكا: أنا فلان بنفلان!.
ماحملنى على كتابة تلك الكلمات هو مرورى بموقف كان للدهاء دور بارز فى إنهاؤه بطريقة حفظت حقوق الجميع .
وأخيرا ...
هل الدهاء صفة خبيثة أم أن تصنيفها يكون على حسب إستغلالها ؟؟
هل نحتاج إلى الدهــاء فى بعض الأوقات لنسلم من تخطبات الحياة ؟؟
هل بالفعل يوجد ما يسمى بالدهاء وهل هو نوع من أنواع الخيانة ؟
