بسم
الله الرحمن الرحيم : قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا
تَعْبُدُونَ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ
مَا عَبَدْتُمْ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ
وَلِيَ دِينِ .
--------------------------------------------------------------------------------
يأمر
الله -جل وعلا- نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يقول للكافرين المتصفين بهذا
الوصف حالة كفرهم: يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا
تَعْبُدُونَ .
وهذا خطاب للكافرين المتصفين بصفة الكفر؛ ولهذا ما جاء فيه يا أيها الأشخاص، أو يا أيها النفر؛ لأن الحكم متعلق بالوصف.
لَا
أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ أي: لا أعبد في الحاضر، ولا في المستقبل ما
تعبدونه أنتم في الحاضر أو المستقبل؛ لأن كليهما فعل مضارع، والفعل
المضارع يدل على الحال والاستقبال.
وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ أي: لستم عابدين ما أعبد في الحال أو المستقبل.
وَلَا
أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ أي: ولا أنا عابد في الحال، ولا في المستقبل
ما عبدتم في الماضي. وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ في جميع
الأحوال.
وهذه السورة يبين الله -جل وعلا- فيها أن نبينا -صلى
الله عليه وسلم- لن يعبد إلههم الذي يعبدونه حال كفرهم، كما أنهم لن
يعبدوا إله النبي -صلى الله عليه وسلم- حال كفرهم؛ لأنهم لو آمنوا بالنبي
-صلى الله عليه وسلم- لعبدوا إلهه، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يستحيل أن
يعبد آلهتهم؛ لأنه لا يعبد إلا الله وحده.
وهذا قضاء على ما عرضه
المشركون على النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن يعبدوا إلهه سنة، ويعبد
آلهتهم سنة، فأمره ربه -جل وعلا- وأنزل عليه هذا الوحي بأن يقول: لهم ذلك
لكن إذا آمنوا، فقد انتفى عنهم وصف الكفر، فعندئذ يعبد النبي -صلى الله
عليه وسلم- ما يعبدون، وهم يعبدون ما يعبد النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وأما
وهم موصفون بوصف الكفر الذي في صدر السورة فإن النبي -صلى الله عليه وسلم-
لا يعبد ما يعبدون، وهم لا يعبدون ما يعبد النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم
قرر الله -جل وعلا- ذلك على سبيل التهديد: لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ
أي: أنتم لكم دينكم الذي تتبعونه وتدينون به، وأنا لي ديني الذي أتبعه،
وهو دين الله -جل وعلا- وهذا خرج مخرج التهديد لهم، كقوله جل وعلا: فَمَنْ
شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ وهذا ليس راجعا إلى مشيئتهم
واختيارهم بأنهم إن شاءوا آمنوا، وإن شاءوا كفروا، وإنما خرج مخرج
التهديد.
ولهذا قال الله -جل وعلا-: إِنَّا أَعْتَدْنَا
لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وهذه الآية وهذه
السورة جاءت كما أمر خليل الرحمن إبراهيم -عليه السلام- بأن يقول ذلك
للمشركين: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي
بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ
سَيَهْدِينِ .
ونبينا -صلى الله عليه وسلم- تابع للخليل -عليه
السلام- وأصل دين الأنبياء واحد، فهم في العقيدة سواء؛ ولهذا قال الله -جل
وعلا-: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ
وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ
وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا
بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى
تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ
لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ نعم.
ردود احبائي لا تقرؤا وترحلو ردو ولو بكلمة شكرااااا
- yara Crazyعضو محترف
- رقم العضوية : 2016
الجنس : عدد المساهمات : 8007 نقاط التميز : 10221 تقييم العضو : 158 التسجيل : 27/12/2009 العمر : 33 الإقامة : الجزائر
تمت المشاركة الجمعة مايو 31, 2013 11:48 am
التوقــيـــــــــــــــــــــع
- عبدالحميد19عضو محترف
- رقم العضوية : 13498
الجنس : عدد المساهمات : 10035 نقاط التميز : 12443 تقييم العضو : 105 التسجيل : 07/10/2012 العمر : 34 الإقامة : برج بوعريريج
تمت المشاركة الجمعة مايو 31, 2013 12:49 pm
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى