ايها اليهود ............ لقد طفح التاريخ
قال تعالى عن شأن هؤلاء: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ )(المائدة: 82)
يقول ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية : فقوله تعالى" لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا" وما ذاك إلا لأن كفر اليهود كفر عناد وجحود ومباهتة للحق وغمط للناس وتنقص بحملة العلم ولهذا قتلوا كثيرا من الأنبياء حتى هموا بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة وسموه وسحروه وألبوا عليه أشباههم من المشركين عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة.
قال الحافظ أبو بكر بن مردويه عند تفسير هذه الآية عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما خلا يهودي بمسلم قط إلا هم بقتله" ...
وقال تعالىاحباااااااااااااط ابتسامات في فتكات وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَـارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْْ) [البقرة:120]
علينا أن نقرأ التاريخ لندرك حقيقة مفادها: أن يهود الأمس سلف سيِّئ، ويهودَ اليوم خلف أسوأ، كفَّارُ النعم، ومحرِّفو الكلم، وممزقوا المصحف، عُبَّاد العجل، قتلة الأنبياء، قتلة الأطفال والشيوخ والنساء، مكذِّبوا الرسالات، خصوم الدعوات،
شُذَّاذ الآفاق، حثالة البشرية، أترى أبشع مَن: ( لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّـاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ )[المائدة:60].
هؤلاء هم اليهود، الذين قالوا إن الله تعب في خلق السماوات والأرض سلسلةٌ متصلة من اللؤم والمكر والعناد، والبغي والشر والفساد، قال الله عنهم: (وَيَسْعَوْنَ في الأرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [المائدة:64].
حلقات من الغدر والكيد، والخسة والدناءة، تطاولوا على مقام الربوبية والألوهية، قالو ا إن الله فقير ونحن أغنياء: ( لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء) [آل عمران:181]، قالوا يد الله مغلولة: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ) [المائدة:64]، تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً.
لقد رموا الرسل بالعظائم، ما تركوا أحد من الأنبياء إلا واتهموهم بالشناعات والجرائم، آذوا موسى، وكفروا بعيسى وهموا أن يقتلوه، وقتلوا زكريا ويحيا، وحاولوا قتل محمد صلى الله عليه وسلم ماديا ومعنويا، عملوا له السحر، وأذووا ودسّوا له السمّ، عملوا أن يقتلوا دعوته فما استطعوا لأن الله حفظها وأيدها، (أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُم اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ) [البقرة:87].
أمة التوحيد، اليوم تواجه الأمة الصراع على أشدّه مع أعداء الأمس واليوم والغد إلى أن تقوم الساعة كما يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم والتي ذكر منها " لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمين اليهود.
عهد غير مشروط حتى مع الله:
فقد عقد الله حلفاً خاصاً بينه وبين إسرائيل، يعطيهم بمقتضاه الأرض والمدينة المقدسة والمعبد والهيكل، ويؤيد بالنصر . فالشعب شعب الله ، والنصر نصر الله . وفى مقابل ذلك لم يطلب الله منهم شيئاً، لا تقوى ولا طاعة ولا عملاً صالحاً ولا إيماناً بالله ولا تصديقاً بالأنبياء. فالعهد أحادى الطرف، الله يعطى واليهود يأخذون. الله يعطى مجاناً، واليهود يأخذون بلا مقابل.
هو عهد غير مشروط حتى مع الله. إنما الالتزامات وحدها من جانب الله، واليهود أبناء الله وأحباؤه لا التزام عليهم بشيء ولا حتى بمحبة الله. وهو عهد مادي لا أخلاقي، يعطى الفول والعدس والبصل وأرض مصر ولا يتطلب الإيمان أو الطاعة أو كمال الأخلاق. وهو عهد جماعي يتم بين اليهود كشعب وبين الله وليس عهداً فردياً يقوم على الاختيار الحر والمسئولية الفردية . المسئولية في العهد جماعية . والإنقاذ جماعي، ولا عقاب. وكيف يعاقب الله أبناؤه وأحباؤه ؟ ويتم الإنقاذ للجماعة المذنبة الخاطئة العاصية . ومادام هناك مؤمنون متعبدون في البيع يؤمنون بإله الأجداد و الأبناء فإن بوسع الأبناء و الأحفاد أن يفعلوا أي شيء حتى ولو كان القتل والذبح والعدوان والاستيلاء على أرض الغير.
اليهود أرادوا قتل المسيح عليه السلام:
حقيقة أن اليهود أرادوا قتل المسيح بسبب أنه أمرهم بهدم الهيكل وهو يقيمه لهم في مكان آخر"
وان المعجزات التي عملها لهم المسيح كانت لمجرد أن يثبت لهم بأنه رسول ليطيعوه وينفذوا أمر الله لهم بهدم الهيكل لنقله لأنهم نجسوا
المكان المقدس بذبائحهم وروثها وهذا هو سبب غضب الله عليهم" وكان المسيح لا يقبل أفعالهم في الهيكل بعد أن بنوه على ارض مقدسة خصصها الله بيت صلاة للأمم"
اقرؤوا ما جاء في انجيل مرقص:
(15) وَجَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ الْهَيْكَلَ ابْتَدَأَ يُخْرِجُ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ.
(16) وَلَمْ يَدَعْ أَحَداً يَجْتَازُ الْهَيْكَلَ بِمَتَاعٍ. (17) وَكَانَ يُعَلِّمُ قَائِلاً لَهُمْ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً: بَيْتِي بَيْتَ صَلاَةٍ يُدْعَى لِجَمِيعِ الأُمَمِ؟ وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ».
وفي انجيل يوحنا دار الحوار التالي بين المسيح عليه السلام واليهود:
.... فقال يسوع لليهود الذين آمنوا به إنكم إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي
وتعرفون الحق والحق يحرركم .
أجابوه إننا ذرية إبراهيم ولم نستعبد لأحد قط .كيف تقول أنت أنكم تصيرون أحرارا .
أجابهم يسوع الحق الحق أقول لكم إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية .
والعبد لا يبقى في البيت إلى الأبد .أما الابن فيبقى إلى الأبد .
فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا .
أنا عالم أنكم ذرية إبراهيم .لكنكم تطلبون أن تقتلوني لان كلامي لا موضع له فيكم .
أنا أتكلم بما رأيت عند أبي .وانتم تعملون ما رأيتم عند أبيكم .
أجابوا وقالوا له أبونا هو إبراهيم .قال لهم يسوع لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم .
ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله .هذا لم يعمله إبراهيم .
انتم تعملون أعمال أبيكم .فقالوا له إننا لم نولد من زنا .لنا أب واحد وهو الله .
فقال لهم يسوع لو كان الله أباكم لكنتم تحبونني لأني خرجت من قبل الله وأتيت .لأني لم آت من نفسي بل ذاك أرسلني .
لماذا لا تفهمون كلامي .لأنكم لا تقدرون أن تسمعوا قولي .
انتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا .ذاك كان قتالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق .متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له لأنه كذاب وأبو الكذاب . (انجيل يوحنا:
شهادة أحدهم بذكره صلى الله عليه وسلم في التوراة:
عن عطاء بن يسار قال لقيت عبد الله بن عمرو فقلت أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة قال أجل والله إنه لموصوف في التوراة كصفته في القرآن "يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا" وحرزا للأميين أنت عبدي ورسولي اسمك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله ويفتح به قلوبا غلفا وآذانا صما وأعينا عميا. قال عطاء ثم لقيت كعبا ( وهو مسلم من أهل الكتاب ) فسألته عن ذلك فما اختلف حرفا..
طردهم من معظم دول العالم:
توالت جرائم اليهود في بريطانيا حتى عام 1290 حيث ذبح اليهود في أكسفورد طفلاً مسيحياً واستنفدوا دمه، وأدت هذه الجريمة إلى إصدار الملك إدوارد الأول أمره التاريخي بطرد كل اليهود من إنجلترا، استمرت فعاليته طوال العهود الوسطى. ألغي القرار بعد أكثر من 350 عامًا وذلك في 1656. لم يكن القرار استثنائيًا بل حصيلة أكثر من 200 سنة من سوء المعاملة.
وفي فرنسا.. بيع شاب مسيحي إلى اليهود في سنة 1192 من قبل الكونتس أوف دور، وكان متهماً بالسرقة، فذبحه اليهود واستنفدوا دمه، وقد حضر الملك فيليب أغسطس المحكمة بنفسه وأمر بحرق المذنبين من اليهود!!
وفي ألمانيا.. اختطف يهودي طفلاً يبلغ من العمر 3 سنوات وقتله بعد استنزاف دمه، وحكم على اليهودي بالإعدام حرقاً!!
وفي أسبانيا.. اعترف أحد اليهود على زملائه والذين كانوا قد اشتركوا معه في ذبح أحد الأطفال وأخذ دمه.. وأعدم 8 من اليهود في هذه القضية.. وكانت السبب الرئيسي في قرار طرد اليهود من أسبانيا في عام 1490م!!
وفي سويسرا.. في سنة 1287 فيBerne ذبح اليهود الطفل رودلف في منزل يهودي ثري بمدينة، واعترف اليهود بجريمتهم وأعدم عدد كبير منهم، وصنعت المدينة تمثالاً على شكل يهودي يأكل طفلاً صغيراً ونصب التمثال في الحي اليهودي ليذكرهم بجرائمهم الوحشية!!
وفي النمسا.. في عام 1462 م في بلدة انسبيرك بيع صبي مسيحي إلى اليهود فذبحوه على صخرة داخل الغابة، واستعملوا دمه في عيدهم، وصدرت عدة قرارات بعد تلك الحادثة تلزم اليهود بوضع رباط أصفر اللون على ذراعهم اليسرى لتمييزهم عن بقية السويسريين اتقاء لشرهم!!
وفي إيطاليا.. عام 1475 اختفى طفل عمره ثلاث سنوات يدعى سيمون، في مدينة تيرنت وحينما اتجهت الأنظار إلى اليهود، أحضروا الجثة من ترعة ليبعدوا الشبهة عنهم، وبعد التحقيق ثبت أن الطفل لم يمت غرقاً، بل من استنزاف دمه بواسطة جروح في العنق والمعصم والقدم، واعترف اليهود بالجريمة، وبرروا ذلك بحاجتهم للدم من أجل إتمام طقوسهم الدينية، وعجن خبز العيد بالدم البشري والنبيذ.. أعدم سبعة من اليهود في هذه القضية!!
وفي المجر.. اختطف اليهود فتاة مسيحية تدعى استرسوبيموس وكان عمرها 14 عاماً.. واعترفت طفلة يهودية بأنها شاهدت أمها تدعو الفتاة المسيحية إلى منزلها..ومن هناك اقتادها عدد من اليهود الى الكنيس.. واعترف غلام يهودي بأنه شاهد عملية ذبح الفتاة وجمع دمائها في إناء كبير..واعترف عدد من اليهود باشتراكهم في عملية قتل الفتاة من أجل عيد الفصح اليهودي.. واتهم 15 يهوديا في هذه الجريمة وبدأت محاكمتهم، وكانت من أشهر المحاكمات التاريخية.. واستطاع المال اليهودي أن يطمس الجريمة، وبرأت المحكمة اليهود القتلة بالرغم من أن كل أدلة الاتهام كانت تشير إلى اشتراكهم في الجريمة! وأدت هذه الجريمة إلى ظهور حالة من العداء ضد اليهود انتشرت في أوروبا كلها!!
وفي روسيا.. فقد في عيد الفصح اليهودي طفل في الثانية والنصف من عمره، وبعد أسبوع.. عثر على جثته في مستنقع قرب المدينة.. وعند فحص الجثة.. وجدت بها جروح عديدة من وخز مسامير حادة في جميع أنحاء الجسم.. ولم يعثر على قطرة دم واحدة..لأن الجثة كانت قد غسلت قبل إعادة الثياب إليها.. واعترفت ثلاث سيدات من اليهود باقترافهن الجريمة!!
وفي تركيا.. في جزيرة رودس اختفى طفل يوناني في عيد البوريم اليهودي.. وكان قد شوهد وهو يدخل الحي اليهودي في الجزيرة.. وحينما هاج اليونان وطالبوا بالبحث عن الطفل اضطر الحاكم التركي يوسف باشا إلى تطويق الحي اليهودي وحبس رؤساء اليهود.. وتعترف دائرة المعارف اليهودية طبعة 1905 الجزء العاشر صفحة 410 أن وساطة المليونير اليهودي مونتفيوري في تقديم الرشوة للباب العالي الكونت كاموند والذي كان مديراً لأعمال البنوك في الحكومة العثمانية.. وهكذا استطاعت قوة المال اليهودي أن تطمس الحق في هذه الجريمة.
وبعد كل ما ذكر أن العداء بين المسلمين واليهود هو عداء عقائدي، عداء وجد يوم قبل وبعد بعثته صلى الله عليه وسلم بالإسلام الذي جعله الله خاتمة الرسالات، وجعله الطريق إلى دخول الجنَّة في الدار الآخرة.
كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود:
روى ابن هشام أنَّ كعب بن أسعد قال لليهود لما رأى أنَّ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- غير منصرف عنهم: "يا معشر يهود، قد نزل بكم من الأمر ما ترون، وإني عارضٌ عليكم خلالاً ثلاثًا فخذوا أيها شئتم، قالوا: فما هي؟ قال: نتابع هذا الرجل ونصدقه، فو الله لقد تبيَّن لكم أنه لنبيٌّ مُرسل، وأنه للذي تجدونه في كتابكم، فتأمنون على دمائكم وأبنائكم ونسائكم، قالوا: لا نُفارق حكم التوراة أبدًا، قال: فهلمَّ فلنقتل أبناءنا ونساءنا، ثمَّ نخرج إلى محمدٍ وأصحابه رجالاً مُصلتين بالسيوف، لم نترك وراءنا ثقلاً حتى يحكم الله بيننا وبين محمد، فإن نهلك نهلك ولم نترك وراءنا نسلاً نخشى عليه، قالوا: فما ذنب المساكين؟ قال: فإنْ أبيتم هذه أيضًا فإنَّ الليلة ليلة السبت، وإنه عسى أن يكون محمد وأصحابه قد أمنونا فيها، فأنزلوا لعلنا نُصيب منهم غرة، فأبوا ذلك أيضًا.
فبعد انتهاء غزوة الأحزاب ورجوع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، وفي نفس اليوم يأتيه الأمر من جبريل بالسير إلى بني قريظة، وهو معهم في موكب من الملائكة لزلزلة حصونهم وقذف الرعب في قلوبهم ، فنادى النبي في أصحابه: ( لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة) رواه البخاري .
وأعطى الرسول الراية لعلي بن أبي طالب وقدمه على الجيش ، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم وخرج الرسول مع المهاجرين والأنصار ، وتحرك الجيش الإسلامي وقد بلغ ثلاثة آلاف ، والخيل ثلاثين فرساً ، وفرضوا الحصار على بني قريظة في حصونهم . وقد جرت أحداث هذه الغزوة في السنة الخامسة من الهجرة .
واشتد الحصار عليهم ، ونصحهم رئيسهم كعب بن أسد بأمور منها الإسلام فلم يقبلوا منه ، ثم بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدون أبا لبابة رضي الله عنه يستشيرونه ، وقد كان حليفاً لهم ، فنصحهم بالنزول على حكم الرسول . فاستسلموا وأذعنوا وقبلوا بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمر باعتقال الرجال، وجمع النساء والذراري، ولما طالبت الأوس بالإحسان إليهم ، حكّم فيهم رجلاً منهم وهو سعد بن معاذ الذي أصدر حكمه بأن يقتل الرجال، وتسبى النساء، وتقسم الأموال، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لقد حكمت فيهم بحكم الله ) متفق عليه .
وأمر رسول الله فحبست النساء ، وحفرت الخنادق للرجال الذين ضُربت أعناقهم ، وقد بلغوا من الستمائة إلى السبعمائة ، وقتل من النساء واحدة لقتلها رجلاً من المسلمين ، ولم يقتل من المسلمين غيره .
وأسلم من اليهود نفرٌ قبل النزول، فحقنوا دمائهم وأموالهم وذراريهم. وقسم الرسول أموال بني قريظة بعد إخراج الخمس.
وبذلك تم الجلاء الثالث لليهود، ولكنه يختلف عن سابقيه، فقد تم جلاؤهم هذه المرة إلى الخنادق استئصالاً للغدر وأهله، وإبعاداً للخيانة وأصحابها، وهكذا تكون نهاية الظالمين الخائنين .
واليوم تواجه الأمة الصراع على أشدّه مع أعداء الأمس واليوم والغد، مع أحفاد بني قريظة والنضير وقينقاع، عليهم لعائن الله المتتابعة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. فهل يعي بنو قومنا حقيقةَ أمةِ الغصب والضلال بعد أن تفاقم شرهم وتطاير شررهم وطفح بالعدوان كيلهم؟!
فالصراع أخذ يتفجّر ويتعاظم، والاستغلال والأطماع تزداد وتتفاقم، والتمادي في الاستخفاف بالعرب والمسلمين ومقدساتهم بلغ أوج خطورته من جرذان العالم، نقضةِ العهود والمواثيق، مَنْ عشَّش الغدر والتخريب والمكر في عقولهم، وسرى الظلم والطغيان في عروقهم، فأبوا إلا الصَلَف والرعونة والفساد والأذى، فاستحقوا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
ولعل ما حدث على الساحة الفلسطينية من مشاهد مرعبة ومآسي مروِّعة حيث المجازر والمجنزرات، والقذائف والدبابات، جُثثٌ وجماجم، حصار وتشريد، تقتيلٌ ودمار، في حرب إبادة بشعة، وانتهاك صارخ للقيم الإنسانية، وممارسة إرهاب الدولة الذي تقوم به الصهيونية العالمية، مما لم ولن ينساه التاريخ، بل سيسجّله بمداد قاتمة، تسطّرها دماء
الأبرياء، الذين رويت الأرض بمسك دمائهم، من إخواننا وأخواتنا على أرض فلسطين المجاهدة، الذين يُذبَّحون ذبح الشياه. عشراتُ المساجد دمِّرت، ومئات البيوت هُدّمت، وآلاف الأنفس أُزهقت، كم نساءٍ أيِّمت،وأطفالٍ يُتِّمت، وحسبنا الله ونعم الوكيل... وإن لله وإنا إليه راجعون
- فراسبيتوعضو محترف
- رقم العضوية : 3079
الجنس : عدد المساهمات : 7200 نقاط التميز : 10794 تقييم العضو : 40 التسجيل : 28/01/2010 الإقامة : الجزائر
تمت المشاركة الجمعة مارس 26, 2010 1:42 pm
التوقــيـــــــــــــــــــــع
- barcaعضو محترف
تمت المشاركة السبت مارس 27, 2010 12:05 am
شكرا لك
التوقــيـــــــــــــــــــــع
فداك أبـــــــــ يا رسول الله ــــــي وأمي
معلوماتـــ مهمة:
تنبيــه!! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
- فراسبيتوعضو محترف
- رقم العضوية : 3079
الجنس : عدد المساهمات : 7200 نقاط التميز : 10794 تقييم العضو : 40 التسجيل : 28/01/2010 الإقامة : الجزائر
تمت المشاركة الأحد مارس 28, 2010 2:27 pm
التوقــيـــــــــــــــــــــع
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى