تدهشني وتؤلمني كثيرا ردود الفعل والتعليقات الجارحة والنابية
والبعيدة كل البعد عن الأخلاق الرياضية التي أقرأها على كل موضوع عن مصر أو الجزائر.
أقول تدهشني لأنها تثبت بما لا يدع مجالا للشك أننا شعوب
عربية ولسنا أمة واحدة وهذا هو مبعث الألم، وأننا ما زلنا أعراب عاربة
وربما مستعربة وليس أمة متحضرة لها تاريخها العريق ومستقبلها التي تكافح
للصعود إليه.
ماذا يعني أن يشتم الجزائري المصري، أو أن يلعن المصري
أخاه الجزائري؟ وماذا يعني أن يعاير المصري الجزائري بعلاقات نظامه
السياسي مع هذا الكيان أو ذاك! وكأن الشعب المصري الطيب والأصيل قد اختار
هذه العلاقات أو رضي عنها في يوم من الأيام!
ومن جهة أخرى كيف يرضى أن يستنكر المصري تاريخ شعب
الجزائر الطويل في النضال ضد الاستعمار، وكيف يهزأ من أنهر الدم التي غذت
أرض الجزائر، كيف يصير دم أخيك ماء...
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء
..تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟ثم تضحك...
عجيب والله حالنا، والأعجب منه هذا الاستهتار بمشاعر بعضنا البعض، وهذه
السخرية المرة من تاريخنا الذي نفاخر به ولا فخر! الجزائري يهزأ من تاريخ
المصري والمصري ينكر تاريخ الجزائر، ووسط هذا الإنكار والنفي المتبادل
يضيع احترامنا لأنفسنا وذواتنا.
ألم يكن الأجدى أن نتعلم معنى الحوار الموضوعي والبناء
والذي يحترم الرأي والرأي الآخر، كم كنت أتمنى أن يحاور الجزائري المصري
حول أحقية بلاده بلقب أفضل منتخب في أفريقيا عام 2009 مثلا، وأن يقول
الجزائر الأفضل للأسباب التالية، ثم يذكر أسبابه بهدوء ودون انفعال.
وكم كنت أتمنى أن يحاور المصري بنفس الطريقة المتزنة أخاه
الجزائري حول أفضلية مصر على الجزائر، أو لماذا كانت مصر تستحق أن تكون في
المونديال ويذكر أسبابه المبنية على الحقائق العلمية لا على الصراخ
والعويل والردح والشتم على الفاضي والمليان.
والبعيدة كل البعد عن الأخلاق الرياضية التي أقرأها على كل موضوع عن مصر أو الجزائر.
أقول تدهشني لأنها تثبت بما لا يدع مجالا للشك أننا شعوب
عربية ولسنا أمة واحدة وهذا هو مبعث الألم، وأننا ما زلنا أعراب عاربة
وربما مستعربة وليس أمة متحضرة لها تاريخها العريق ومستقبلها التي تكافح
للصعود إليه.
ماذا يعني أن يشتم الجزائري المصري، أو أن يلعن المصري
أخاه الجزائري؟ وماذا يعني أن يعاير المصري الجزائري بعلاقات نظامه
السياسي مع هذا الكيان أو ذاك! وكأن الشعب المصري الطيب والأصيل قد اختار
هذه العلاقات أو رضي عنها في يوم من الأيام!
ومن جهة أخرى كيف يرضى أن يستنكر المصري تاريخ شعب
الجزائر الطويل في النضال ضد الاستعمار، وكيف يهزأ من أنهر الدم التي غذت
أرض الجزائر، كيف يصير دم أخيك ماء...
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء
..تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟ثم تضحك...
عجيب والله حالنا، والأعجب منه هذا الاستهتار بمشاعر بعضنا البعض، وهذه
السخرية المرة من تاريخنا الذي نفاخر به ولا فخر! الجزائري يهزأ من تاريخ
المصري والمصري ينكر تاريخ الجزائر، ووسط هذا الإنكار والنفي المتبادل
يضيع احترامنا لأنفسنا وذواتنا.
ألم يكن الأجدى أن نتعلم معنى الحوار الموضوعي والبناء
والذي يحترم الرأي والرأي الآخر، كم كنت أتمنى أن يحاور الجزائري المصري
حول أحقية بلاده بلقب أفضل منتخب في أفريقيا عام 2009 مثلا، وأن يقول
الجزائر الأفضل للأسباب التالية، ثم يذكر أسبابه بهدوء ودون انفعال.
وكم كنت أتمنى أن يحاور المصري بنفس الطريقة المتزنة أخاه
الجزائري حول أفضلية مصر على الجزائر، أو لماذا كانت مصر تستحق أن تكون في
المونديال ويذكر أسبابه المبنية على الحقائق العلمية لا على الصراخ
والعويل والردح والشتم على الفاضي والمليان.
هل نسينا عقلنا أم أننا بلا عقل أصلا؟