بسم الله الرحمـن الرحـيـم
السـلام عليكـم و رحمـة الله و بـركاتـه
مـرحبا بأعضاء و مشرفي منـتـدى القران الكريم
أسعد الله اوقاتكم بكل خير
إذا عرفت قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- للقرآن وقراءة الصحابة الأبرار والتابعين الأخيارفعليك لزاماً أن تجتنب قراءة أهل البدع، فقد
حذر منها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث كثيرة، منها:
روى الإمام أحمد وغيره من حديث زاذان عن عليم قال: كنا جلوساً على سطح ومعنا رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال عليم:
لا أعلمه إلا عابس أو عبس الغفاري -رضي الله عنه- والناس يخرجون في الطاعون، فقال: يا طاعون خذني، ثلاثاً، فقلت: ألم يقل رسول الله
-صلى الله عليه وسلم-: "ولا يتمنّينّ أحدكم الموت فإنه عند انقطاع عمله ولا يرد فيستعتب"، فقال: سمعته يقول: "بادروا بالأعمال ستاً:
إمارة السفهاء، وكثرة الشرط، وبيع الحكم، واستخفافاً بالدم، وقطيعة الرحم، ونشئاً يتخذون القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليغنّيهم وإن كان أقلهم فقهًا".
وقال القرطبي:
اعلم أن القرآن يُقرأ على عشرة أضرب من القراءة:
*خمسة منها نهى أئمة القراءة عن الإقراء بها، وهي: الترعيد والترقيص والتطريب والتلحين والتحزين، إذ ليس فيها أثر ولا نقل عن أحد من
السلف رضي الله عنهم، بل ورد عن بعضهم أنه كره القراءة بذلك.
*وخمسة منها أجاز الأئمة الإقراء بها، ونقلت عنهم على اختلاف فيها، وهي: التحقيق، واشتقاق التحقيق، والتجويد، والتمطيط، والحدر.
أما الترعيد في القراءة فهو أن يأتي بالصوت إذا قرأ مضطرباً كأنه يرتعد من برد أو ألم، وربما لحق ذلك من يطلب الألحان.
وأما الترقيص فهو أن يروم السكوت على السواكن ثم ينفر مع الحركة كأنه في عدو وهرولة، وربما دخل ذلك على من يريد التجويد والتحقيق، وهو
أدق معرفة من الترعيد.
وأما التطريب فهو أن يتنغم بالقراءة ويترنم بها، ويزيد المد في موضعه، وفي غير موضعه، وربما أتى في ذلك بما لا يجوز في العربية، وربما
دخل ذلك على من يقرأ بالتمطيط.
وأما التلحين فهو الأصوات المعروفة عند من يغني بالقصائد وإنشاد الشعر، وهي من ثمانية ألحان، وقد أتى القرآن بتاسع، وليس هو في موضع
أصواتهم، والذي يلحن إذا أتى باللحن لا يخرج منه إلى سواه.
وقد اختلف السلف -رضي الله عنهم- في جواز ذلك، فكرهه قوم وأجازه آخرون. وأما الإقراء به فلا يجوز، ولا بالتطريب ولا بالترقيص
ولا بالتحزين ولا بالترعيد.
وأما التحزين فإنه ترك القارئ طباعه وعادته في الدرس إذا تلا فيليِّن الصوت ويخفض النغمة كأنه ذو خشوع وخضوع، ويجري ذلك مجرى الرياء، لا
يؤخذ به ولا يقرأ على الشيوخ إلا بغيره
وقال أبو بكر الطرطوشي: فأما أصحاب الألحان فإنما حدثوا في القرن الرابع، منهم: محمد بن سعد، صاحب الألحان، والكرماني، والهيثم، وأبان
فكانوا مهجورين عند العلماء فنقلوا القراءة إلى أوضاع لحون الأغاني، فمدوا المقصور، وقصروا الممدود، وحركوا الساكن، وسكنوا المتحرك، وزادوا
في الحرف ونقصوا منه، وجزموا المتحرك، وحركوا المجزوم؛ لاستبقاء نغمات الأغاني المطربة.
ثم اشتقوا لها أسماء فقالوا: شذر، ونبر، وتفريق، وتعليق، وهز، وخز، وزمر، وزجر، وحذف، وتشريق، وإسجاج، وصياح.
ثم يقولون: مخرج هذا الحرف من الأنف، وهذا من الرأس، وهذا من الصدر، وهذا من الشدق. فما خرج من القحف فهو صياح، وما خرج من
الجبهة فهو زجر، وما خرج من اللهوات فهو نبر، وما خرج من الأنف فهو زمر، وما خرج من الحلق فهو خرير وشذر، وما خرج من الصدر
فهو هرير وسموها لحوناً.
ثم جعلوا لكل لحن منها اسماً مخترعاً فقالوا: اللحن الصقلبي، فإذا قرؤوا قوله تعالى: وإذا قيل إن وعد الله حق، ، يرقصون في هذه الآية
كرقص الصقالبة بأرجلها، وفيها الخلاخيل، ويصفقون بأيديهم على إيقاع الأرجل، ويرجعون الأصوات بما يشبه تصفيق الأيدي ورقص
الأرجل، كل ذلك على نغمات متوازنة.
ومن ذلك الرَّهب: نظروا إلى كل موضع في القرآن فيه ذكر المسيح، كقوله تعالى: إنما المسيح عيسى بن مريم وكقوله تعالى:
وإذ قال الله ياعيسى بن مريم. )، فمثلوا أصواتهم فيه بأصوات النصارى والرهبان والأساقفة في الكنائس.
ومن ألحانهم في القرآن: البيزنطي، والرومي، والحساني، والمكي، والاسكندراني، والمصري، والكازوندي، والراعي، والديباجي، والياقوتي
والعروسي، والزرجوان، والموجي، والمجوسي، والزنجي، والمنمنم، والسندي، وغيرها، كرهنا ذكر التطويل بها.
فهذه أسماء ابتدعوها في كتاب الله تعالى: ماأنزل الله بها من سلطن فالتالي منهم والسامع لا يقصدون فهم معانيه من أمر، أو نهي، أو وعد، أو
وعيد، أو وعظ، أو تخويف، أو ضرب مثل، أو اقتضاء حكم، أو غير ذلك مما أنزل به القرآن. وإنما هو للذة والطرب والنغمات
والألحان، كنقر الأوتار وأصوات المزامير، كما قال الله عز وجل يذم قريشاً: وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكآء وتصدية، وإنما أنزل القرآن
لتُتدبر آياته وتُفهم معانيه. قال الله تعالى: كتاب أنزلنه إليك مبارك ليدبروا آياته ، وقال تعالى: أفلا يتدبرون القرآن ، وقال: إنما المؤمنون الذين
إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ، وهذا يمنع أن يقرأ القرآن بالألحان المطربة المشبهة للأغاني، لأن ذلك يثمر ضد
الخشوع، ونقيض الخوف والوجل. وقوله تعالى فيهم: وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق ، وهذا
يفيد الأمر بتلاوته على هذا الوجه، وأن بكاءهم إنما كان مما فهموا من معانيه، لا من نغمات القارئ. فأين هذا من دق الرِّجْل، وثني العطف
وتحريك الرأس، والصياح، والزعق، والمكاء، والتصدية، قال تعالى: لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله
فليت شعري! ما الذي يورث خشية الله تعالى؟! ألحان الكرماني، ونغمات الترمذي؟ أو فهم معانيه، وتدبر آياته، واستخلاص حكمه
وعجائب مضمونه؟
وقال النووي بعد أن ساق كلام الماوردي في تقسيم الألحان إلى قسمين، وذكر الأول وهو القراءة بالألحان الموضوعة التي أخرجت لفظ القرآن
عن صيغته بإدخال حركات فيه أو إخراج حركات منه، أو قصر ممدود أو مد مقصور، أو تمطيط يخل به بعض اللفظ ويلتبس المعنى
وأنه حرام يفسَّق به القارئ ويأثم المستمع.
قال -رحمه الله-: وهذا القسم من القراءة بالألحان المحرمة معصية ابتلي بها بعض العوام الجهلة، والطغام الغشمة، الذين يقرؤون على
الجنائز، وفي بعض المحافل، وهذه بدعة محرمة ظاهرة يأثم كل مستمع لها، كما قال الماوردي، ويأثم كل قادر على إزالتها، أو على النهي
عنها، إذا لم يفعل ذلك
وقال ابن الجزري في منظومته:
وهو أيضاً حلية التلاوة
وزينة الأداء والقراءة
ثم قال:
مكملاً من غير ما تكلفِ
باللطف في النطق بلا تعسف
ومعناه: أي من غير تكلف في القراءة، ولتكن القراءة باللطف في النطق بلا تعسف، فيحترز في الترتيل عن التمطيط، وفي الحدر عن الإدماج
وقال ابن الجزري:
إن مما ابتدع الناس في قراءة القرآن: أصوات الغناء، وهي التي أخبر بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنها ستكون بعده ونهى عنها، ويقال:
إن أول ما غني به من القرآن قوله عز وجل: أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر ، نقلوا ذلك من تغنيهم بقول الشاعر:
أما القطاة فإني سوف أنعتها
نعتاً يوافق عندي بعض ما فيها
ثم ذكر بدع الترقيص والترعيد والتطريب والتحزين في القراءة ثم قال:
وآخر أحدثه هؤلاء الذين يجتمعون فيقرؤون كلمة بصوت واحد، فيقولون في نحو قوله: أفلا تعقلون ، (أفلَ تعقلون)، (أوَلَ يعلمون)، فيحذفون
الألف، وكذلك يحذفون الواو فيقولون (قالُ آمنّا) والياء فيقولون: (يوم الدن) في يوم الدين ، ويمدون ما لا يمد، ويحركون السواكن التي لم
يجز تحريكها ليستقيم الطريق التي سلكوها.
وينبغي أن يسمى هذا: التحريف.
وأما قراءتنا التي نقرأ ونأخذ بها فهي القراءة السهلة المرتلة العذبة الألفاظ، التي لا تخرج عن طباع العرب وكلام الفصحاء على وجه من وجوه
القراءات، فنقرأ لكل إمام بما نُقل عنه من مد أو قصر، أو همز أو تخفيف همز، أو تشديد أو تخفيف، أو إمالة أو فتح أو إشباع، أو نحو ذلك.
وقد سمعت قراءة غريبة في شريط لأحد المقرئين يقرأ من سورة الذاريات والنجم والقمر والنازعات، فرأيتها أنغاماً أشبه بالأغاني، ومدوداً أشبه
بالتلحين وأبعد ما تكون من الخشوع والتدبر والتفكير. ورأيت المستمعين إليه يطربون ويصرخون بقول: الله، مع بعض الأدعية كلما أطال
القارئ النفس، أو نوَّع في النغمة، أو أعاد الآية بقراءاتها حتى تبدو غريبة لكل مستمع. فصار القصد للأسف من هذه القراءة:
الإغراب والطرب وليس الخشوع، والمصيبة الكبرى إن كان هذا القارئ يتأكل من قراءاته هذه ويسأل بها مالاً، وأعظم من هذا أني سمعت أن
مثل هذا القارئ يحذف بعض الحروف من بعض الآيات لتنظيم النغمة التي يقرأ بها فصار عمله ظلمات بعضها فوق بعض.
وأسمعت بعض الإخوان هذا الشريط، وطلبت منهم جميعاً أن يميزوا الآيات التي يقرأها القارئ، فلم يستطع أحد منهم تمييزها لكثرة صراخ
القارئ، وتعدد نغماته، وهتاف مستمعيه، فهذا لا يشك عاقل في بدعية هذه القراءة وأنها مخالفة لقراءة الرسول -صلى الله عليه وسلم-
والسلف الصالح، وإن التدبر والتفكر والخشوع بعيد عن هذه القراءة بُعد المشرق عن المغرب.
وأما معنى التغني الوارد في الحديث "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به، فمعناه تحسين الصوت بالقراءة
وبين سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ابن باز -رحمه الله- معنى التغني بقوله:
جاء في السنة الصحيحة الحث على التغني بالقرآن، يعني تحسين الصوت به، وليس معناه أن يأتي به كالغناء، وإنما المعنى تحسين الصوت
بالتلاوة، ومنه الحديث الصحيح: "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به"وحديث:
"ليس منا مَن لم يتغن بالقرآن يجهر به"ومعناه تحسين الصوت بذلك كما تقدم.
ومعنى الحديث المتقدم: "ما أذن الله" أي ما استمع الله، "كإذنه" أي كاستماعه، وهذا استماع يليق بالله، لا يشابه صفات خلقه
مثل سائر الصفات، يقال في استماعه سبحانه وإذنه مثلما يقال في بقية الصفات على الوجه اللائق بالله سبحانه وتعالى، لا شبيه له في شيء
سبحانه وتعالى، كما قال عز وجل: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، والتغني: الجهر به مع تحسين الصوت والخشوع فيه حتى
يحرك القلوب، لأن المقصود تحريك القلوب بهذا القرآن حتى تخشع وحتى تطمئن، وحتى تستفيد، ومن هذه قصة أبي موسى الأشعري
رضي الله عنه لما مر عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يقرأ، فجعل يستمع له -عليه الصلاة والسلام- وقال:
"لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود". فلما جاء أبو موسى أخبره عليه الصلاة والسلام بذلك، قال أبو موسى:
"لو علمت يا رسول الله أنك تستمع إلي لحبَّرته لك تحبيراً"، ولم ينكر عليه النبي -عليه الصلاة والسلام- ذلك، فدل على أن تحبير الصوت
وتحسين الصوت والعناية بالقراءة أمر مطلوب ليخشع القارئ والمستمع ويستفيد هذا وهذا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- فراسبيتوعضو محترف
- رقم العضوية : 3079
الجنس : عدد المساهمات : 7200 نقاط التميز : 10794 تقييم العضو : 40 التسجيل : 28/01/2010 الإقامة : الجزائر
تمت المشاركة السبت فبراير 27, 2010 1:14 pm
- barcaعضو محترف
تمت المشاركة السبت فبراير 27, 2010 2:05 pm
مشكوووووووور
التوقــيـــــــــــــــــــــع
فداك أبـــــــــ يا رسول الله ــــــي وأمي
معلوماتـــ مهمة:
تنبيــه!! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى