بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد :
رقم :1 - حـــــــــمزة الكــــــــوفي
هـو : حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الكوفي التيمى ، وكنيته أبو عمارة ، وهو الإمام الحبر شيخ القراء ، وأحد الأئمة السبعة ، ويعرف بالزيات لأنه كان يجلب الزيت من العرف إلى حلوان [ بلد بالعراق] ، ويجلب الجبن والجوز منها إلى الكوفة.
ولد سنة ثمانين وأدرك الصحابة بالسن ، فيحتمل أن يكون رآى بعضهم فيكون من التابعين.
وقرأ على أبي محمد سليمان بن مهران الأعمش وعلى أبي حمزة حمران بن أعين وعلى أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، وعلى محمد بن أبي ليلى وعلى طلحة بن مصرف ، وعلى أبي عبد الله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زيد العابدين على بن الحسين بن على بن أبي طالب.
وقرأ الأعمش وطلحة على يحيى بن وثاب الأسدي.
وقرأ يحيى بن أبي أشبل على علقمة بن قيس وعلى ابن أبي أخيه الأسود بن يزيد بن قيس، وعلى زر بن حبيش، وعلى زيد بن وهب، وعلى عبيدة بن عمرو السلماني، وعلى مسروق بن الأجدع.
وقرأ حمران على أبي الأسود وعلى محمد الباقر ، وعلى عبيد بن فضيلة.
وقرأ عبيد على علقمة، وقرأ أبو إسحاق على أبي عبد الرحمن السلمي وعلى زر بن حبيش ، وعلى عاصم بن حمزة، وعلى الحارث بن عبد الله الهمداني.
وقرأ عاصم والحارث على علىّ.
وقرأ بن أبي ليلى على المنهال بن عمرو وغيره.
وقرأ المنهال على سعيد بن جبير ، وقرأ علقمة والأسود وابن وهب ومسروق وعاصم بن حمزة والحارث أيضاً على عبد الله بن مسعود وقرأ جعفر الصادق على أبيه محمد الباقر وقرأ الباقر على أبيه زين العابدين وقرأ زين العابدين على سيد شباب أهل الجنة الحسين وقرأ الحسين على أبيه على بن أبي طالب وقرأ على وابن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال المحقـق في الطبقـات : كان الأعمش يجود حرف بن مسعود ، وكان ابن أبي ليلى يجود حرف على ، وكان أبو إسحاق يقرأ من هذا الحرف ومن هذا الحرف.
وكان حمران يقرأ قراءة ابن مسعود ولا يخالف مصحف عثمان يعتبر حروف عبد الله ولا يخرج من موافقة مصحف عثمان ، وهذا كان اختيار حمزة.
كان حمزة إمام الناس في القراءة بالكوفة بعد عاصم الأعمش ، وكان ثقة حجة قيماً بكتاب الله تعالى بصيراً بالفرائض ، عارفاً بالعربية حافظاً للحديث.
قال له ابو حنيفة يوماً: شيئان غلبتنا فيهما ، لا ننازعك في واحد منهما القرآن والفرائض ، وقال سفيان الثوري : ما قرأ حمزة حرفاً من كتاب الله إلا بأثر.
وكان شيخه الأعمش إذا رآه مقبلاً يقول: هذا حبر القرآن ، ورآه يوماً مقبلا فقال : وبشر المحسنين وكان خاشعاً متضرعاً ، مثلاً يحتذى في الصدق والورع ، والعبادة والتنسك والزهد في الدنيا ، ولا يأخذ على تعليم القرآن أجراً ، جاءه رجل قرأ عليه من مشاهير الكوفة فأعطاه جملة دراهم فردها إليه وقال له : أنا لا آخذ أجراً على القرآن ، أرجو بذلك الفردوس ، قال يحيى بن معين سمعت محمد بن فضيل يقول : ما أحسب أن الله تعالى يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة.
وقال جرير بن عبد الحميد مرّبي حمزة الزيات في يوم شديد الحر فعرضت عليه الماء ليشرب فأبي لأني كنت أقرأ عليه القرآن.
وروى عن حمزة أنه كان يقول لمن يبالغ في المد وتحقيق الهمز لا تفعل ، أما علمت أن ما كان فوق البياض فهو برص وما كان فوق الجُعُودَة فهو قطط (2) ، وما كان فوق القراءة فليس بقراءة.
وروى عنه القراءة أناس لا يحصيهم العد ، منهم إبراهيم بن أدهم والحسين بن على الجعفى ، وسليم بن عيسى وهو أضبط أصحابه ، وسفيان الثوري وعلى بن حمزة الكسائي ، وهو أجل أصحابه ، ويحيى بن زياد الفراء ، ويحيى بن المبارك اليزيدى.
وتوفى سنة ست وخمسين ومائة بحلوان ـ مدينة في آخر سواد العراق ـ عن ست وسبعين سنة.
ومـن أشهـر مـن روى قـراءتـه.
1- خلف. 2- خلاد.
[1- خلف]
هو خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف بن ثعلب بن هشيم بن ثعلب بن داود بن مقسم بن غالب الأسدى البغدادي البزار ، ويقال خلف بن هشام وابن أبي طالب بن غراب ، وكنيته أبو محمد وهو أحد الرواة عن سليم عن حمزة . وأختار لنفسه قراءة فكان أحد القراء العشرة.
ولد سنة خمسين ومائة وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين ، وابتدأ في طلب العلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة.
أخذ القراءة عرضاً عن سليم بن عيسى وعبد الرحمن بن أبي حماد عن حمزة ، ويعقوب بن خليفة الأعشى ، وأبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري عن المفضل الضبى.
وروى الحروف عن إسحاق المسيبى وإسماعيل بن جعفر وعبد الوهاب بن عطاء ويحيى بن آدم، وسمع من الكسائى الحروف ولم يقرأ عليه القرآن . قال أبو علي الأهوازي في مفردة الكسائي قال الفضل بن شاذان عن خلف أنه قرأ على الكسائي والمشهود عند أهل النقل لهذا الشأن أنه لم يقرأ عليه وإنما سأله عنها وسمعه يقرأ القرآن إلى خاتمته وضبط ذلك عنه بقراءته عليهم وكذا قال الحافظ أبو العلا وهو صحيح والله أعلم.
وكان ثقةً كبيراً زاهداً عالماً عابداً روى عنه أنه قال : أشكل على باب في النحو فأنفقت ثمانين ألف درهم حتى حفظته ووعيته.
وروى القراءة عنه عرضاً وسماعاً أحمد بن إبراهيم ، ورافة ، وأخوه إسحاق بن إبراهيم ، وإبراهيم بن على القصار ، وأحمد بن يزيد الحلواني ، وإدريس بن عبد الكريم الحداد ، ومحمد بن إسحاق شيخ ابن شنبود وغيرهم .
قال ابن أشتة : كان خلف يأخذ بمذهب حمزة لأنه خالفه في مائة وعشرين حرفاً في إختياره ، وقد تتبع ابن الجزري اختياره فلم يره يخرج عن قراءة حمزة والكسائي وشعبة إلا في قوله تعالى " وحرام على قرية " بالأنبياء فقرأه كحفص.
وتوفي خلف في جمادة الآخرة سنة تسع وعشرين ومائتين ببغداد [غاية النهاية (1/273) تاريخ بغداد (8/322) الأعلام (2/360)].
[ 2- خلاد]
هو خلاد بن خالد الشيبانى الصيرفي الكوفي وكنيته أبو عيسى وقيل أبو عبد الله ، ولد في نصف رجب سنة تسع عشرة ـ وقيل سنة ثلاثين ـ ومائة. أيام هشام أو مروان
أخذ القراءة عرضاً عن سليم وهو من أضبط أصحابه وأجلهم.
وروى القراءة عن حسين بن على الجعفي عن أبي بكر ، وعن أبي بكر نفسه عن عاصم ، وعن أبي جعفر محمد بن الحسن الرواسي.
وخلاد إمام القراءة ثقة عارف محقق أستاذ مجود ضابط متقن ، وروى عنه للقراءة عرضاً أحمد بن يزيد الحلواني وإبراهيم بن على القصار ، وعلى بن الحسين الطبرى وإبراهيم بن نصر الرازي ، والقاسم بن يزيد الوزان وهو أنبل أصحابه ، ومحمد بن الفضل ، ومحمد بن سعيد البزازي ، ومحمد بن الهيثم قاضي بكر وهو من أجل أصحابه.
وتوفي خلاد سنة عشرين ومائتين [ النشر لابن الجزرى( 1/165 ) الإعلام ( 2/356 ) ] رحمه الله وأثابه.
منهـج حمـزة فـي القـراءة:
1- يصل آخر كل سورة بأول تاليتها من غير بسملة بينهما.
2- يضم الهاء وصلاً ووقفاً في الألفاظ الثلاثة : ( عليهم ، إليهم ، لديهم ) .
3- يقرأ بالإشباع في المدين المتصل والمنفصل بمقدار ست حركات.
4- يسكن الهاء في : يؤده إليك ، وقوله ( ما تولى ونصله جهنم ) نؤته منها ، فألقه إليهم.
5- يقرأ بالسكت على أل وشيء ويقرأ من رواية خلف بالسكت على المفصول نحو ﴿ عذاب أليم ﴾.
6- يغير الهمز عند الوقف سواء كان في وسط الكلمة نحو يؤمنون ، أم في آخرها نحو ينشئ على تفصيل في ذلك.
7- يدغم من رواية خلف ذال إذ في الدال والتاء ، ومن رواية خلاد في جميع حروفها ما عدا الجحيم ، ويدغم من الروايتين دال قد في جميع حروفها ، وتاء التأنيث في جميع حروفها ، ويدغم لام هل الثاء ﴿ هل ثوب الكفار ﴾ في المطففين ، ولام بل في السين في ﴿ بل سولت لكم ﴾ بيوسف وفي التاء نحو ﴿ بل تأتيهم ﴾ ويدغم الباء المجزومة في الفاء نحو وإن تعجب فعجب ، وهذا من رواية خلاد ، ويدغم الذال في التاء في ( عذت ، واتخذتم ، فنبذته ) والثاء في التاء في ﴿ أورثتموها ﴾، وفي لبث كيف وقع.
8- يميل الألفات من ذوات الياء والألفات المرسومة ياء في المصاحف نحو ( الهدى ، اشترى ، النصارى ) ، ويميل الألفات في ( خاب ، خافوا ، طاب ، ضاقت ، وحاق ، زاع ، جاء ، شاء ، وزاد ) ، ويقلل الألفات الواقعة بين راءين ثانيهما متطرفة مكسورة نحو ( إن كتاب الأبرار ، من الأشرار ) .
9- يسكن ياءات الإضافة في ﴿ قل لعبادي الذين آمنوا بإبراهيم ﴾، ﴿ يا عبادي الذين أسرفو ﴾، بالزمر ونحو ذلك وقد حصرها العلماء.
10- يثبت الياء الزائدة في ﴿ اتمدونن بمال ﴾ في النمل، ﴿ ربنا وتقبل دعاء ﴾ بإبراهيم.
__________________________
(1) راجع ترجمته: معرفة القراء الكبار الذهبي(1/93) النشر في القراءات (1/166) الأعلام (2/208).
(2) يقال: جَعُد الشعرُ جُعُوَدَّة إذا كان فيه إلتواء وتقبض فهو خلاف المترسل وشعر قط وقطط إذا كان شديد الجعودة مع القصر.
الشيخ/ عبد الفتاح القاضي
رقم :2 - عــاصم بن النَّــجُود
هو عاصم بن بهدلة أبي النَّجُود الكوفي "بفتح النون وضم الجيم " - وقد غلط من ضم النون - وقيل اسم أبيه عبد الله وكنيته أبو النجود ، وأسم أم عاصم "بهدلة" وبذلك يقال عاصم بن بهدلة. اسم أبيه لا يعرف له اسم غير ذلك .
وكنيته أبو بكر ، وهو أسدي - مولاهم - كوفي الحناط بالمهملة والنون ، شيخ الإقراء بالكوفة ، وأحد القراء السبعة ، وهو تابعي جليل فقد حدث عن أبي رمثة رفاعي التيمي ، والحارث بن حسان البكري ، وكان لهما صحبة . أما حديثه عن أبي رمثة فهو مسند الأمام أحمد بن حنبل ، وأما حديثه عن الحارث فهو في كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام.
وقرأ عاصم على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب بن ربيعة السلمي الضرير وعلى أبي مريم زر بن حبيش بن خباشة الأسدى ، وعلى عمرو سعد بن إلياس الشيباني.
وقرأ هؤالء الثلاثة على عبد الله بن مسعود وقرأ زر والسلمي أيضاً على عثمان بن عفان وعلى بن أبي طالب.
وقرأ السلمي أيضاً على أبي بن كعب وزيد بن مثبت ، وقرأ على ابن مسعود وعثمان وعلى وأبي وزيد على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعاصم هو الإمام الذي أنتهت إليه مشيخة الإفراء بالكوفة بعد أبي عبد الرحمن السلمي ورحل إليه الناس للقراءة من شتى الآفاق . جمع بين الفصاحة والتجويد ، والإتقان والتحرير ، وكان أحسن الناس صوتاً بالقرآن . قال أبو بكر بن عياش ـ وهو شعبة ـ لا أحصى ما سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول : ما رأيت أحداً أقرأ للقرآن من عاصم بن أبي النجود ، وكان عالماً بالسنة لغوياً نحوياً فقيهاً .
وقال يحيى ابن آدم حدثنا حسن بن صالح قال : ما رأيت أحداً قط أفصح من عاصم إذا تكلم كاد يدخله خيلاء ، وقال أبو بكر بن عياش : قال لى عاصم : مرضت سنتين فلما قمت قرأت القرآن فما أخطأت حرفاً ، وقال حماد بن سلمة : رأيت حبيب بن الشهيد ، ورأيت عاصم بن بهدلة يعقد أيضاً ويصنع مثل صنيع شيخه عبد الله بن حبيب السلمي.وروى القراءة عنه حفص بن سليمان ، وأبو بكر شعبة بن عياش ، وهما أشهر الرواة عنه ، وأبان بن تغلب ، وحماد بن سلمة ، وسليمان بن مهران الأعمش ، وأبو المنذر سلام بن سليمان ، وسهل بن شعيب ، وشيبان بن معاوية وخلق لا يحصون ، وروى عنه حروفاً من القرآن أبو عمرو بن العلاء والخليل بن أحمد ، وحمزة الزيات.
سئل أحمد بن حنبل عن عاصم فقال: رجل صالح خير ثقة ووثقة أبو زرعة وجماعة وقال أبو حاتم محله الصدق وحديثه مخرج في الكتب الستة.
قال شعبة : دخلت على عاصم وقد احتضر فجعلت أسمعه يردد هذه الآية ﴿ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ ﴾ [الأنعام:62] يحققها كأنه في الصلاة ، لأن تجويد القراءة صار فيه سجية.
توفى آخر سنة سبع وعشرين ومائة بالكوفة.
وأشهر الرواة عن عاصم. 1- شعبة. 2- حفص.
[1- شعبة.]
هو شعبة بن عياش بن سالم الحناط النهشلي الكوفي وكنيته أبو بكر ولد سنة خمس وتسعين من الهجرة.
عرض القرآن على عاصم أكثر من مرة وعلى عطاء بن السائب ، وأسلم المنقري.
وعمر دهراً طويلاً إلا أنه قطع الإقراء قبل موته بسبع سنين.
وكان إماماً كبيراً عالما حجة من كبار أهل السنة وكان يقول : من زعم أن القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زنديق عدو الله لا نجالسه ولا نكلمه.
وعرض عليه القرآن أبو يوسف يعقوب بن خليفة الأعشى ، وعبد الرحمن بن أبي حماد ويحيى بن محمد العليمي وعروة بن محمد الأسدى ، وسهل بن شعيب وغيرهم.
وروى عنه الحروف سماعاً من غير عرض إسحاق بن عيسى ، وإسحاق بن يوسف الأزرق وأحمد بن جبر ، وعبد الجبار بن محمد العطاردي وعلى بن حمزة الكسائي ويحيى بن آدم وغيرهم ولما حضرته الوفاة بكت أخته فقال لها ما يبكيك ، أنظرى إلى تلك الزاوية فقد ختمت فيها القرآن ثمان عشر ألف ختمة.
توفى في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة وقيل سنة أربع وتسعين ومائة رضي الله عنه [أنظر النشر (1/56/1) الأعلام (242)].
[2- حفص.]
هو حفص بن سليمان بن المغيرة بن أبي داود الأسدي الكوفي الغاضري البزاز ـ نسبة لبيع البز أي الثياب ـ وكنيته : أبو عمر، ولد سنة تسعين. ويعرف بحفيص.
أخذ القراءة عرضاً وتلقيناً عن عاصم ، وكان ربيبه ـ ابن زوجته ـ.
قال الداني : وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة ، ونزل بغداد فأقرأ بها ، وجاور بمكة فأقرأ بها ، قال يحيى بن معين : الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم هي رواية أبي عمر حفص بن سليمان.
وقال أبو هشام الرفاعي : كان حفص أعلم أصحاب عاصم بقراءة عاصم فكان مرجحاً على شعبة بضبط الحروف ، وقال الذهبى : هو في القراءة ثقة ثبت ضابط ، وقال ابن المنادي : قرأ على عاصم مراراً ، وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش . ويصفونه بضبط الحروف التي قرأها على عاصم ، وقرأ الناس بها دهراً طويلاً وكانت التي أخذها عن عاصم ترتفع إلى على رضي الله عنه.
روى عن حفص أنه قال : قلت لعاصم إن أبا بكر شعبة يخالفني في القراءة ، فقال أقرأتك بما أقرأني به أبو عبد الرحمن السلمي عن على رضي الله عنه ، وأقرأت أبا بكر بما أقرأني به زربن حبيش عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
قال الإمام ابن مجاهد : بين حفص وابي بكر من الخلاف في الحروف خمسمائة وعشرون حرفاً في المشهور عنهما وذكر حفص أنه لم يخالف عاصماً في شيء من قراءته إلا في قوله تعالى في سورة الروم ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْف ﴾ .. الآية.
قرأ حفص لفظي ضعف ولفظ ضعفاً في الأية بضم الضاد.
وقرأ عاصم بالفتح وروى عنه عرضاً وسماعاً أناس كثيرون ، منهم حسين ابن محمد المروزي ، وعمرو بن الصباح ؛ وعبيد بن الصباح ، والفضل بن يحيى الأنباري وأبو شعيب القواس.
وتوفى سنة ثمانين ومائة هجرية على الصحيح [النشر(1/156) غاية النهاية (1/254) الأعلام(2/291)].
منهـج عـاصـم فـي القـراءة:
1- يبسمل بين كل سورتين إلا بين الأنفال وبراءة فله السكت والوصل.
2- يقرأ المدين المتصل والمنفصل بالتوسط بمقدار أربع حركات.
3- يميل شعبة عنه ألف " رمى " في ولكن الله رمى " بالأنفال " وألف أعمى في موضعي الإسراء " ومن كان في هذا أعمى فهو في الآخرة أعمى " وألف نآى في " ونآي بجانبه " في الإسراء ، وألف ران في "كلا بل ران" في المطففين وألف في " شفا جرف هار " في التوبة ، ويميل حفص عنه الألف بعد الراء في " مجريها ".
4- يفتح من رواية شعبة ياء الإضافة في " من بعدي اسمه أحمد "في الصف ويسكنها من رواية شعبة أيضاً في "أومى إلهين" في المائدة و"أجرى إلا" في جميع المواضع، و"وجهي لله" في آل عمران والإنعام.
و "بيتى" في "ولمن دخل بيتي" بنوح ، "ولى دين" في الكافرون.
5- يحذف الياء الزائدة وصلاً ووقفاً من رواية شعبة في "فما آتان الله خير" في النمل.
6- يقرأ من رواية شعبة "من لدنه" بالكهف بإسكان الدال مع إشمامها ، ومع كسر النون والهاء وإشباع حركتها.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) راجع ترجمته : معرفة القراء الكبار الذهبي (1/93) النشر في القراءات (1/166) الإعلام (2/308).
الشيخ/عبد الفتاح القاضي
رقم :3 - عبـد الله بن عـامـر الشـامـي(1)
هـو: عبد الله بن عامر بن تميم بن ربيعة بن عامر بن عبد الله بن عمران اليحصبي ـ بضم الصاد وكسرها ـ نسبة إلى يحصب بن دهمان بن عامر بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان بن عامر وهو هود عليه السلام . وقيل : يحصب بن مالك بن أصبح بن أبرهة بن الصباح . وفي يحصب الكسر والضم ، فإذا ثبت الكسر فيه جاز الفتح في النسبة ، فعلى هذا يجوز في اليحصبي الحركات الثلاث.
وقد اختلف في كنيته كثيرا والأشهر أنه أبو عمران أحسن القراء السبعة وأعلاهم سنداً .
ولد سنة إحدى وعشرين من الهجرة وقيل سنة ثمان منها وقال خالد بن يزيد سمعت عبد الله بن عامر اليحصبي يقول ولدت سنة ثمان من الهجرة في البقا بضيعة يقال لها رحاب وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولي سنتان وذلك قبل فتح دمشق وانقطعت إلى دمشق بعد فتحها ولي تسع سنين . قال في الغاية : وهذا أصح من الذي قبله لثبوته عنه نفسه .
وقرأ على بن أبي هاشم المغيرة بن أبي شهاب عبد الله بن عمرو بن المغيرة المخزومي بلا خلاف عند المحققين ، وعلى أبي الدرداء عويمر بن زيد بن قيس كما قطع به الحافظ أبو عمرو الداني وقرأ المغيرة على عثمان بن عفان ، وقرأ أبو الدرداء وعثمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ثبت سماعه القرآن والحديث عن جماعة من الصحابة منهم النعمان بن بشير ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وفضالة بن عبيد ، فهو من التابعين : وهو إمام أهل الشام في القراءة ، والذي إليه انتهت مشيخة الأقراء بها بعد وفاة أبي الدرداء أمَّ المسلمين بالجامع الأموي سنين كثيرة في عهد عمر بن عبد العزيز وقبله وبعده ، فكان عمر يأئم به وهو أمير المؤمنين وناهيك بذلك منقبة.
ولجلالته في العلوم والإتقان جمع له الخليفة بين القضاء والإمامة ومشيخة الإقراء بدمشق ، ودمشق حينئذ دار الخلافة ومحط رجال العلماء والتابعين فأجمع الناس على قراءته وعلى تلقيها بالقبول وهم الصدر الأول وأفاضل المسلمين.
وروى القراءة عنه عرضاً يحيى بن الحارث والذمارى وهو الذي خلفه في القيام بها والإقراء لها ، وأخوه عبد الرحمن بن عامر ، وربيعة بن يزيد ، وجعفر بن ربيعة ، وإسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر ، وسعيد بن عبد العزيز وخلاد بن يزيد بن صبيح المرى ويزيد بن أبي مالك وغيرهم وتوفى بدمشق يوم عاشوراء سنة ثمان عشر ومائة .
وأشهـر مـن روى قـراءتـه:
1- هشام. 2 - ابن ذكوان.
[1- هشام.]
هو هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة السلمي وقيل الظفري الدمشقي .
وكنيته أبو وليد ، ولد سنة ثلاث وخمسين ومائة أيام المنصور ، وقيل يوم عاشوراء سنة مائة وثلاث وسبعون.
قرأ على عراك المُرِّي وأيوب بن تميم وغيرهما عن يحيى الذماري عن عبد الله بن عامر بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وروى الحروف عن عتبة بن حماد وعن أبي دحية معلى بن دحية عن نافع .
وروى عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة ومسلم بن خالد الزنجي وغيرهم .
وهو إمام أهل دمشق وخطيبهم ومقرئهم ومحدثهم ومفتيهم مع الثقة والضبط والعدالة .
وكان فصيحاً علامة واسع العلم والرواية والدراية قال عبدان الأهوازي سمعته يقول : ما أعددت خطبة منذ عشرين سنة .
* وقال أبو على أحمد بن محمد الأصبهاني لما توفى أيوب بن تميم كانت الإمامة في القراءة إلى رجلين هشام وابن ذكوان وقال أيضا الأصبهاني رزق هشام كبر السن وصحة العقل والرأي فأرتحل الناس إليه في القراءات والحديث.
قال وكان هشام مشهورا بالنقل والقصاصة والعلم والرواية والدراية رزق كبر السن وصحة العقل والرأي فارتحل الناس إليه في القراءات والحديث وقال أبو زرعة من فاته هشام بن عمار يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث وقال أحمد بن أبي الحواري إذا حدثت في بلد فيها مثل أبي الوليد هشام بن عمار فيجب للحيتي أن تحلق .
وروى عنه بعض أهل الحديث ببغداد أنه قال : سألت ربي عز وجل سبع حوائج فقضى لي ستة منها ، ولا أدرى ما هو صانع في السابعة ، سألته أن يجعلني مصدقاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل ، سألته ( يرزقنى الحج ففعل . وسألته أن يعمرني مائة سنة ففعل ، وسألته أن يرزقنى ألف دينار حلالاً ففعل ، وسألته أن يجعل الناس يفدون إلى في طلب العلم ففعل ، سألته أن اخطب على منبر دمشق ففعل ، وأما السابعة التي لا أدرى ما هو صانع فيها أن يغفر لى ولوالدي ).
وروى القراءة عنه أبو عبيد القاسم بن سلام قبل وفاته بنحو أربعين سنة وأحمد بن يزيد الحلواني ، وموسى بن جمهور ، والعباس بن الفضل . وأحمد بن النضر ، وهارون بن موسى الأخفش.
وروى عنه الحديث البخاري في صحيحه وأبو داود والنسائي وابن ماجة في سننهم وحدث عنه الترمذي وجعفر الغرياني وأبو زرعة الدمشقي قال يحيى بن معين ثقة ، وقال الدارقطني صدوق كبير المحل.
وتوفي هشام سنة خمس وأربعين ومائتين وقيل سنة أربع وأربعين ومائتين . [معرفة القراء الكبار جـ1 ص160 ط القاهرة ، النشر (1/142)].
[2- ابن ذكوان.]
هو عبد الله بن أحمد بن بشر ـ ويقال بشير ـ ابن ذكوان بن عمرو ابن حسان بن داود بن حسنون بن سعد بن غالب ابن فهر بن مالك ابن النضر ، وكنيته أبو محمد وقيل أبو عمرو القرشي الفهري الدمشقي. الإمام الأستاذ الشهير الراوي الثقة الضابط المقري شيخ الإقراء بالشام وإمام جامع دمشق انتهت إليه مشيخة الإقراء بعد أيوب بن تميم.
ولد يوم عاشوراء سنة ثلاث وسبعين ومائة.
* أخذ القراءة عرضاً عن أيوب بن تميم ، وهو الذي خلفه في القيام بالقراءة ، قال أبو عمرو الحافظ وقرأ على الكسائي حين قدم الشام ، يقول ابن ذكوان : أقمت عند الكسائي سبعة أشهر وقرأت عليه القرآن غير مرة.
وروى الحروف سماعاً عن إسحاق بن المسيبي عن نافع.
* وهو إمام شهير ثقة شيخ الإقراء بالشام وإمام جامع دمشق ، أنتهت إليه مشيخة الإقراء بدمشق بعد هشام ، قال أبو زرعة الدمشقي : لم يكن بالعراق ولا بالشام ولا بالحجاز ولا بمصر ولا بخرسان في زمن ابن ذكوان أقرأ عندي منه وألف كتاب " أقسام القرآن وجوابها " وكتاب " ما يجب على قارئ القرآن عند حركة لسانه ".
روى عنه القراءة ابنه أحمد وأحمد بن أنس وإسحاق بن داود.
وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ، وعبد الله بن عيسى الأصبهاني ومحمد ابن إسماعيل الترمذي ومحمد بن موسى الصورى وهارون بن موسى الأخفش وآخرون.* وتوفي يوم الإثنين لليلتين بقيتا من شوال سنة اثنتين وأربعين ومائتين رحمه الله وأثابه [غاية النهاية (1/404) الإعلام (4/188)].
منهـج بن عـامـر فـي القـراءة:
1- له ما بين كل سورتين ما لأبي عمرو.
2- له التوسط في المدين المتصل والمنفصل.
3- له الهمزة الثانية من الهمزتين الملتقيتين في كلمة (التسهيل والتحقيق) مع الإدخال إذا كانت مفتوحة ، وله التحقيق مع الإدخال إذا كانت مكسورة أو مضمومة . وهذا كله لهشام أما ذكوان فيقرأ كحفص.
4- يغير الهمزة المتطرفة عند الوقف على تفصيل في ذلك يعلم من محله وهذا لهشام وحده.
5- يدغم من رواية هشام ذال إذ في بعض الحروف نحو (إذ تبرأ الذين أتُّبعُوا) ويدغم من الروايتين الدال في الثاء نحو (ومن يرد ثواب) ، والثاء في التاء (لبثت ولبثتم) ، حيث وقعا ، والذال في التاء في (أخذتم وأخذت واتخذتم كيف وقعت).
6- ويميل من رواية هشام ألف إناه في (غير ناظرين إناه) في الأحزاب ، وألف (ومشارب) في يس ، وألف (عابدون وعابد) في الكافرون وألف آنية في (تسقى من عين آنية في الغاشية).
7- يقرأ من رواية هشام لفظ (إبراهيم) في بعض المواضع بفتح الهاء وألف بعدها.
8- يميل من رواية ابن ذكوان الألف في الألفاظ الآتية : (جاء شاء ، زاد حيث وقعت وكيف وردت ، حمارك ، المحراب ، إكراههن ، كمثل الحمار ، والأكرام ، عمران).
9- يقرأ من رواية ابن ذكوان (وإن إلياس) في الصافات بوصل الهمزة.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) راجع ترجمته : معرفة القراء الكبار (10/73) النشر لابن الجزري (1/155) . الأعلام (4/12).
الشيخ / عبد الفتاح القاضي
رقم :4 - خلـف بن هشـام البـزار البغـدادي
تقدمت ترجمته عقب ترجمة الزيات بإعتباره راوياً عن حمزة ؛ فلنترجم هنا لراوييه إسحاق وإدريس ، لأنه هنا إمام نظراً لاختياره.
[ 1- إسحاق:]
هو إسحاق بن إبراهيم بن عثمان بن عبد الله بن المروزي ثم البغدادي الوراق وكنيته أبو يعقوب وهو راوى خلف في إختياره. قرأ على خلف اختياره ، وقام به بعده.
وقرأ أيضاً على الوليد بن مسلم ، وكان إسحاق قيماً بالقراءة ثقة فيها ، ضابطاً لها وإن كان لا يعرف من القراءات إلا إختيار خلف.
وقرأ عليه ابنه محمد بن إسحاق ، ومحمد بن عبد الله بن أبي عمر النقاش ، والحسن ابن عثمان البرصاطي ، وعلى بن موسى الثقفي ، وابن شنبوذ.
وتوفى سنة ست وثمانين ومائتين [ النشر لابن الجزرى( 1/199 ) ] .
[ 2- إدريس:]
هو إدريس بن عبد الكريم الحداد البغدادي وكنيته أبو الحسن.
قرأ على خلف البزار روايته واختياره ، وعلى محمد بن حبيب الشموني وهو إمام متقن ، سئل عنه الدارقطنى فقال : هو ثقة وفوق الثقة بدرجة.
روى عنه القراءة سماعاً أحمد بن مجاهد ، وعرضاً أناس كثيرون ، منهم محمد بن أحمد بن شنبوذ ، وموسى بن عبيد الله الخاقاني ، ومحمد بن إسحاق البخارى ، وأحمد بن بويان ، وأبو بكر النقاش ، والحسن بن سعيد المطوعى ومحمد بن عبيد الله الرازي.
توفي يوم الأضحى سنة اثنتين وتسعين ومائتين عن ثلاث وتسعين سنة [ النشر( 1/166 ) ] والله وأعلم.
منهج خلف في القراءة :
1- يصل آخر السورة بأول التالية من غير بسملة كحمزة.
2- يقرأ بتوسط المدين المتصل والمنفصل.
3- يقرأ بنقل حركة الهمزة إلى السين قبلها مع حذف الهمزة في لفظ فعل الأمر من السؤال حيث وقع وكيف ورد إذا كان قبل السين واو نحو ﴿ وسألوا الله من فضله ﴾ أو فاء نحو ﴿ فاسألوا أهل الذكر ﴾.
وعلى جملة قراءته لا تخرج عن قراءة حمزة الكسائي في جميع القرآن إلا في قوله تعالى : ﴿ وحرام على قرية ﴾ في الأنبياء فإنه قرأ وحرام كحفص.
الشيخ/ عبـد الفتـاح القـاضـي
رقم : - 5 يعقوب الحضـرمـي البصـري (1)
هو يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي البصري وكنيته أبو محمد، أحد القراء العشرة.، أخذ القراءة عرضاً على أبي المنذر سلام بن سليمان الطويل المزني، وعن شهاب شريفة ، وأبي يحيى، ومهدى بن ميمون، وأبي الأشهب جعفر بن حيان العطاردي ، وقيل إنه قرأ على أبي عمر ونفسه، وسمع الحروف من حمزة الكسائي .
وقرأ سلام على عاصم الكوفي وعلى أبي عمرو وتقدم سندهما، وقرأ سلام أيضاً على عاصم الجحدرى البصرى، وعلى يونس بن عبيد بن دينار البصري، وقرأ كل منهما على الحسن البصرى، وتقدم سنده وقرأ الحجدرى أيضاً على سليمان بن قتة التيمى البصرى، وقرأ على عبد الله بن عباس وقرأ على شهاب على أبي عبد الله هارون بن موسى الأعور النحوي، وعلى المعلى بن عيسى .
وقرأ هارون على عاصم الجحدري وأبي عمرو بسندهما ، وقرأ هارون أيضاً على عبد الله بن أبي إسحاق الحضري، وهو أبو جد يعقوب، وقرأ على يحيى بن يَعْمَر ونصر بن عاصم بسندهما وقرأ المعلى على عاصم الجحدرى بسنده وقرأ مهدى شعيب بن حجاب وقرأ على أبي لعالية الرياحي، وتقدم سنده، وقرأ ابو الأشهب على أبي رجاء عمران بن ملحان العطاردي، وقرأ أبو رجاء على أبي موسى الأشعري، وقرأ أبو موسى على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في النشر : ( وهذا سند في غاية من العلو والصحة ) .
وكان يعقوب أعلم الناس في زمانه بالقراءات، والعربية، والرواية، وكلام العرب، والفقه وانتهت إليه رياسة الأقراء بعد أبي عمرو، وكان إمام جامع البصرة سنين.
قال ابو حاتم السجستاني: هو أعلم من رأيت بالحروف واختلاف القراءات ،ومذاهبها، وعللها ومذاهب النجاة وهو أروى الناس لحروف القرآن، وحديث الفقهاء .
قال الحافظ أبو عمرو الداني وأئتم بيعقوب في اختياره عامة البصريين بعد أبي عمرو، فهم أو أكثرهم على مذاهبه، قال الداني : وسمعت طاهر بن غلبون يقول : إمام الجامع بالبصرة لا يقراءة إلا بقراءة يعقوب.
ثم روى الداني عن شيخه الخاقاني عن محمد بن محمد بن عبد الله الأصبهاني أنه قال: وعلى قراءة يعقوب إلى هذا الوقت أئمة المسجد الجامع بالبصرة، وكذلك أدركناهم.
وكان يعقوب فاضلاً تقياً، ورعاً زاهداً، سرق رداؤه وهو في الصلاة ورد إليه ولم يشعر لشغله بالصلاة .
وروى عنه القراءة خلق كثير، منهم زيد بن أخيه أحمد، وعمر السراج، وأبو بشر القطان، ومسلم بن سفيان المفسر، ومحمد بن المتوكل المعروف برويس، وروح بن عبد المؤمن، وأبو حاتم السجستاني، وايوب بن المتوكل، وأحمد بن محمد الزجاج، وأحمد شاذان وأبو عمرو الدورى وروى عنه حرف أبي عمرو بن العلاء حمدان بن محمد الساجي وحدث عنه أبو حفص الفلاس وأبو قلابة، ومحمد بن عباد، قال ابن أبي حاتم : سئل أبي وأحمد بن حنبل عنه فقال كل منهما : صدوق . قال أبو الحسن بن المنادى : ( في أول كتاب الإيجاز والأقتصار في القراءات الثمان ) : كان يعقوب أقرأ أهل زمانه وكان لا يلحن في كلامه وكان السجستاني أحد غلمانه.
ولبعضهم فيه: أبوه من القراء كان وجده : ويعقوب في القراء كالكوكب الدرى تَفَرُّدُةُ محض الصواب ووجهه فمن مثله في وقته إلى الحشر.
وله كتاب سماه " الجامع " جمع فيه عامة اختلاف وجوه القراءات، ونسب كل حرف إلى من قرأ به وكتاب وقف التمام وكان يأخذ أصحابه بعد آى القرآن العزيز فإن أخطأ احدهم في العد أقامه.
وتوفى سنة خمس ومائتين وله ثمان وثمانون سنة، ومات أبوه عن ثمان وثمانين سنة وكذلك جده وجد أبيه. رحمهم الله أجمعين.
وأشهر رواته :
1- رويس. 2- رَوْح.
[ 1- رويس.]
وهو محمد بن المتوكل اللؤلؤى البصري. وكنيته أبو عبد الله، ولقبه رويس أخذ القرائة عن يعقوب الحضرمي، وهو من أحذق أصحابة .
قال الزهرى : سألت أبا حاتم عن رويس، هل قرأ على يعقوب ؟ قال نعم قرأ معناه، وختم عليه ختمات، وهو مقرئ حاذق، وإمام في القراءة عرضاً أناس كثيرون، منهم محمد بن هارون التمار، وأبو عبد الله الزبير بن أحمد الزبيري الشافعي.
وتوفى بالبصرة سنة ثمان وثلاثين ومائتين [ معرفة القراء الكبار( 1/177 ) النشر ( 1/186 ) ] .
[ 2- رَوْح.]
هو روح بن عبد المؤمن الهذلى البصري النحوي، وكنيته أبو الحسن، عرض على يعقوب الحضرمى وهو من أجل أصحابه وأوثقهم، وروى الحروف عن أحمد بن موسى وعبد الله بن معاذ، وهما عن أبي عمرو البصري وروح المقرئ جليل ثقة مشهور ضابط، روى عنه البخارى صحيحه وعرض عليه القراءة الطيب بن حمدان القاضي وأبو بكر محمد بن وهب الثقفي ، ومحمد بن الحسن بن زياد، وأحمد بن يزيد الحلواني، وعبد الله بن محمد الزعفراني، ومسلم بن مسلمة، والحسن بن مسلم ورجال غيرهم.
وتوفى سنة أربع أو خمس وثلاثين ومائتين [ معرفة القراء الكبار( 1/175 ) النشر( 1/187 ) ] .
منهج يعقوب في القراءة :
1- له ما بين كل سورتين ما لأبي عمرو من الأوجه.
2- يقرأ من رواية رويس لفظ "الصراط" كيف وقع في القرآن معرفاً أو منكراً بالسين.
3- يقرأ بضم هاء كل ضمير جمع مذكر إذا وقعت بعد الياء الساكنة، ونحو ( فيهم عليهم ) وبضم كل هاء ضمير جمع مؤنث إذا وقعت بعد الياء الساكنة نحو ( عليهن وفيهن ) وبضم كل هاء ضمير الجمع إذا وقعت بعد الياء الساكنة نحو ( فيهم ) . ويقرأ من رواية رويس بضم هاء ضمير الجمع إذا وقعت بعد ياء ساكنة ولكن حذفت الياء لعارض جزم أو بناء نحو ﴿ أو لم يكفهم، فاستفتهم ﴾.
4- يقرأ الإدغام كالسوسى في بعض الحروف المتماثلة نحو ﴿ والصاحب بالجنب ﴾ بالنساء، ﴿ لا قبل لهم به ﴾ بالنمل، ﴿ أتمدونن بمال به ﴾.
5- يقرأ من رواية رويس باختلاس هاء الكناية ـ أى بالنطق بالهاء مكسورة كسراً كاملاً من غير إشباع ـ في لفظ«بيده» حيث وقع.
6- يقرأ يقصر المد المنفصل، وتوسط المد المتصل بقدر أربع حركات .
7- يقرأ من رواية رويس بتسهيل ثاني الهمزتين من كلمة غير إدخال.
8- يقرأ من رواية رويس بتسهيل ثاني الهمزتين من كلمتين المتفقتين في الحركة أما المختلفتان فيها فيقرأ يتغيير ثانيهما كما يقرأ عمرو.
9- يقف على هذه الألفاظ بهاء السكت : ﴿ فيم، عم، مم لم بم، وهو وهي عليهن لدى، إلى، يا أسفي، يا حسرتي ثم ﴾.
10- يسكن بعض ياءات الإضافة، ويفتح بعضها.
11- يثبت الياءات الزائدة في رؤس الآى وصلاً وقفاً نحو ﴿ فلا تفضحون، فلا تستعجلون ﴾، كما يثبت غيرها مما لم يكن في رؤس الآى.
12- يقر﴿ إن القوة لله جميعاً وإن الله شديد العذاب ﴾ بكسر همزة إن في الموضعين.
13- يقرأ ﴿ يرفع درجات من يشاء ﴾ بالياء في يرفع ويشاء في موضع النون فيهما.
14- يقرأ ﴿ فيسبوا الله عدوًا ﴾ في الأنعام بضم العين والدال وتشديد الواو المفتوحة.
15- يقر﴿ من أن يقضى إليك وحيه ﴾ في طه بالنون المفتوحة في موضع الياء المضمومة، مع كسر الضاد ونصب الياء في نقضي ونصب الياء في وحيه.
16- يقرأ ﴿ وكلمة الله هي العليا ﴾ في التوبة بنصب التاء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر ترجمته: النشر (1/186) معرفة القراء الكبار (1/130) الأعلام (9/255).
الشيخ/ عبـد الفتـاح القـاضـي
رقم :6 - أبـو جعفـر المـدنـي
هو على بن حمزة بن عبد الله بن عثمان من ولد بَهْمَن بن فيروز مولى بني أسد وهو من أهل الكوفة ثم أستوطن بغداد، وكنيته أبو الحسن ولقبه الكسائي، لقب به لأنه أحرم في كساء، وهو أحد القراء السبعة.
الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد حمزة الزيات قال الجعبري قيل له لم سميت الكسائي قال لأني أحرمت في كساء وقيل لأنه كان لي حداثة سنة ببيع الكساء وقيل لأنه كان من قرية من قرى السواد يقال لها باكسايا وقيل لأنه كان يتشح بكساء ويجلس في مجلس حمزة فكان حمزة يقول أعرضوا على صاحب الكساء أي أعرضوا هذا الرأي قال الأهوازي وهذا القول أشبه بالصواب.
أخذ القراءة عرضاً عن حمزة أربع مرات وعليه اعتماده، وعن محمد بن أبي ليلى وتقدم سنده، وعيسى بن عمر الهمذاني .
وروى الحروف عن أبي بكر بن عياش "شعبة"، وعن إسماعيل ويعقوب ابني جعفر عن نافع ولا يصح قراءته على نافع كما ذكره الهزلي بل ولا رآه، وعن زائدة بن قدامة، وقرأ عيسى بن عمر على عاصم وطلحة بن مصرف والأعمش، وتقدم سندهم، وكذلك أبو بكر بن عياش.
وقرأ إسماعيل بن جعفر على شيبة بن نصاح ونافع وتقدم سندهم.
وقرأ أيضاً إسماعيل على سليمان بن محمد بن مسلم بن جماز وعيسى بن وردان وسيأتي سندهما، وقرأ زائدة بن قدامة على الأعمش وتقدم سنده.
وكان الكسائي إمام الناس في القراءة في زمانه، وأعملهم بها، وأضبطهم لها، وانتهت إليه رياسة الإقراء بالكوفة بعد الإمام حمزة.
قال أبو عبيد في كتاب القراءات: كان الكسائي يتخير القراءات فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعضاً .
وليس هناك أضبط للقراءة ولا أقوم بها من الكسائي.
وقال ابن مجاهد : اختار الكسائي من قراءة حمزة ومن قراءة غيره متوسطة غير خارجة عن آثار من تقدم من الأئمة وكان إمام الناس في القراءة في عصره.
وكان الناس يأخذون عنه ألفاظه بقراءته عليهم، وينقطون مصاحفهم من قراءته.
وقال إسماعيل جعفر المدني وهو من كبار أصحاب نافع : ما رأيت أقرأ لكتاب الله تعالى من الكسائي.
قال أبو بكر بن الأنباري : اجتمعت في الكسائي أمور كان أعلم الناس بالنحو، وأوحدهم في الغريب، وأوحد الناس في القرآن، فكانوا يكثرون عنده فيجمعهم ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ.
قال بعض العلماء : كان الكسائي إذا قرأ القرآن أو تكلم كأن ملكاً ينطق على فيه.
وقال يحيى بن معين : ما رأيت بعينى هاتين أصدق لهجة من الكسائي.
وروى عنه القراءة عرضاً وسماعاً أناس لا يحصى عددهم، منهم أحمد بن جبير وأحمد بن منصور البغدادي وحفص بن عمرو الدورى وأبو الحارث الليث بن خالد وعبد الله بن أحمد بن ذكوان وأبو عبيد القاسم بن سلام وقتيبة بن مهران والمغيرة بن شعيب ويحيى بن آدم وخلف بن هشام البزار، وأبو حيوة شريح بن يزيد ويحيى بن يزيد الفراء .
وروى عنه الحروف يعقوب بن إسحاق الحضرمى.
وكما كان الكسائي إماماً في القراءات كان إماماً في النحو واللغة، قال الفضيل بن شاذان : لما عرض الكسائي القراءة على حمزة خرج إلى البدو فشاهد العرب وأقام عندهم حتى صار كواحد منهم ثم دنا إلى الحضر وقد علم اللغة.
وقال الشافعي: من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيل على الكسائي، وقال غيره : انتهت إلى الكسائي طبقة القراءة واللغة والنحو والرياسة، وكان يؤدب ولدى الرشيد الأمين والمأمون.
وفي تاريخ ابن كثير: أخذ الكسائي عن الخليل صناعة النحو فسأله يوماً عمن أخذت هذا العلم فقال له الخليل من بوادي الحجاز، فرحل الكسائي إلى هناك فكتب عن العرب شيئاً كثيراً، ثم عاد إلى خليل فوجده قد مات وتصدر مكانه يونس، فجرت بينهما مناظرات أقر يونس للكسائي فيها بالفضل وأجلسه في موضعه.
وتوفى الكسائي على أصح الأقوال سنة تسع وثمانين ومائة عن سبعين سنة صحبة هارون الرشيد بقرية " رَنْبَويَهْ " من أعماله الري، متوجهين إلى خرسان ومات معه في المكان المذكور محمد بن الحسن صاحب الإمام أبي حنيفة.
فقال الرشيد: دفنا الفقه والنحو في الرى في يوم واحد . وفي رواية أنه قال : اليوم دفنا الفقه والعربية.
ورأى بعض العلماء الكسائي في المنام فقال له ما فعل الله بك ؟ قال : غفر لى بالقرآن، فقال له : ماذا فعل حمزة ؟ ؛ قال له ذاك في عليين، ما نراه إلا كما نرى الكوكب.
وللكسائي مؤلفات في القراءات والنحو ذكر أسماءها ولكن لم نراها، ولم نعرف شيئاً عنها، منها كتاب " معاني القرآن ، ( كتاب القراءات ) ، ( كتاب النوادر ) ، ( كتاب النحو ) ، ( كتاب الهجاء ) ، ( كتاب مقطوع القرآن وموصوله ) ، ( كتاب المصادر ) ، ( كتاب الحروف ) ، ( كتاب الهاءات ) ، ( كتاب اشعار ) .
وأشهر من روى عن الكسائي :
1- الليث. 2- حفص الدورى.
[ 1- الليث.]
* هو الليث بن خالد المروزي البغدادي وكنيته أبو الحارث.
عرض القراءة على الكسائي وهو من أجل أصحابه.
وروى الحروف عن حمزة بن القاسم الأحول وعن اليزيدي.
وهو ثقة حاذق ضابط القراءة، محقق لها، قال أبو عمرو الداني كان الليث من جلة أصحاب الكسائي.
وروى عنه القراءة عرضاً وسماعاً سلمة بن عاصم صاحب الفراء، ومحمد بن يحيى الكسائي الصغير، والفضيل بن شاذان، وغيرهم.
وتوفى سنة أربعين ومائتين [ معرفة القراء الكبار( 1/173 ) ] .
[ 2- حفص الدورى.]
فقد تقدم الكلام عليه في ترجمة أبي عمرو بن العلاء البصري، لأنه روى عنه وعن الكسائي، فلنكتف بذكره هناك عن ذكره هنا والله تعالى أعلم.
منهج الكسائي في القراءة :
1. يبسمل بين كل سورتين إلا بين ( الأنفال والتوبة ) فيقف أو يسكت أو يصلى.
2. يوسط المدين المتصل و المنفصل بمقدار أربع حركات.
3. يدغم ذال إذ فيما عدا الجيم، ويدغم دال وتاء التأنيث ولام هل وبل في حروف كل منها، ويدغم الباء المجزومة في الفاء نحو ﴿ قال اذهب فمن تبعك منهم ﴾، ويدغم الفاء المجزومة في الباء في ﴿ إن نشأ نخسف بهم ﴾ في سبأ. ودغم من رواية الليث اللام المجزومة في الذال ( في يفعل ذلك ) ، حيث وقع هذا اللفظ ويدغم الذال في التاء في ﴿ عذت ﴾، ﴿ فنبذته ﴾، ﴿ اتخذتم ﴾، ﴿ أخذتم ﴾ ويدغم الثاء في التاء في ﴿ أورثتموها، لبثت، لبثتم ﴾.
4. يميل ما يميله حمزة من الألفات ويزيد عليه إمالة بعض الألفاظ كما وضح في كتب القراءات.
5. يميل ما قبل هاء التأنيث عند الوقف نحو رحمة، الملائكة بشروط مخصومة.
6. يقف على التاءات المفتوحة نحو ( شجرت، بقيت، جنت بالهاء ) .
7. يسكن ياء الإضافة في ﴿ قل لعبادي الذين آمنو ﴾ بإبراهيم، ﴿ يا عبادي الذين ﴾، بالعنكبوت والزمر
8. يثبت الياء الزائدة في ﴿ يوم يأت ﴾ في هود، ﴿ وما كنا نبغ ﴾ في الكهف، في حال الوصل.
___________________
(1) راجع في ترجمته معرفة القراء الكبار ( 1/59ـ60) النشر (1/178) الأعلام (9/241)
الشيخ/ عبـد الفتـاح القـاضـي
رقم :7 - الكسـائـي الكـوفـي (1)
* هو على بن حمزة بن عبد الله بن عثمان من ولد بَهْمَن بن فيروز مولى بني أسد وهو من أهل الكوفة ثم أستوطن بغداد، وكنيته أبو الحسن ولقبه الكسائي، لقب به لأنه أحرم في كساء، وهو أحد القراء السبعة.
الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد حمزة الزيات قال الجعبري قيل له لم سميت الكسائي قال لأني أحرمت في كساء وقيل لأنه كان لي حداثة سنة ببيع الكساء وقيل لأنه كان من قرية من قرى السواد يقال لها باكسايا وقيل لأنه كان يتشح بكساء ويجلس في مجلس حمزة فكان حمزة يقول أعرضوا على صاحب الكساء أي أعرضوا هذا الرأي قال الأهوازي وهذا القول أشبه بالصواب.
* أخذ القراءة عرضاً عن حمزة أربع مرات وعليه اعتماده، وعن محمد بن أبي ليلى وتقدم سنده، وعيسى بن عمر الهمذاني .
* وروى الحروف عن أبي بكر بن عياش "شعبة"، وعن إسماعيل ويعقوب ابني جعفر عن نافع ولا يصح قراءته على نافع كما ذكره الهزلي بل ولا رآه، وعن زائدة بن قدامة، وقرأ عيسى بن عمر على عاصم وطلحة بن مصرف والأعمش، وتقدم سندهم، وكذلك أبو بكر بن عياش.
وقرأ إسماعيل بن جعفر على شيبة بن نصاح ونافع وتقدم سندهم.
وقرأ أيضاً إسماعيل على سليمان بن محمد بن مسلم بن جماز وعيسى بن وردان وسيأتي سندهما، وقرأ زائدة بن قدامة على الأعمش وتقدم سنده.
* وكان الكسائي إمام الناس في القراءة في زمانه، وأعملهم بها، وأضبطهم لها، وانتهت إليه رياسة الإقراء بالكوفة بعد الإمام حمزة.
قال أبو عبيد في كتاب القراءات: كان الكسائي يتخير القراءات فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعضاً . وليس هناك أضبط للقراءة ولا أقوم بها من الكسائي.
وقال ابن مجاهد: اختار الكسائي من قراءة حمزة ومن قراءة غيره متوسطة غير خارجة عن آثار من تقدم من الأئمة وكان إمام الناس في القراءة في عصره.
وكان الناس يأخذون عنه ألفاظه بقراءته عليهم، وينقطون مصاحفهم من قراءته.
وقال إسماعيل جعفر المدني وهو من كبار أصحاب نافع : ما رأيت أقرأ لكتاب الله تعالى من الكسائي.
* قال أبو بكر بن الأنباري : اجتمعت في الكسائي أمور كان أعلم الناس بالنحو، وأوحدهم في الغريب، وأوحد الناس في القرآن، فكانوا يكثرون عنده فيجمعهم ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ.
* قال بعض العلماء : كان الكسائي إذا قرأ القرآن أو تكلم كأن ملكاً ينطق على فيه.
* وقال يحيى بن معين : ما رأيت بعينى هاتين أصدق لهجة من الكسائي.
وروى عنه القراءة عرضاً وسماعاً أناس لا يحصى عددهم، منهم أحمد بن جبير وأحمد بن منصور البغدادي وحفص بن عمرو الدورى وأبو الحارث الليث بن خالد وعبد الله بن أحمد بن ذكوان وأبو عبيد القاسم بن سلام وقتيبة بن مهران والمغيرة بن شعيب ويحيى بن آدم وخلف بن هشام البزار، وأبو حيوة شريح بن يزيد ويحيى بن يزيد الفراء .
وروى عنه الحروف يعقوب بن إسحاق الحضرمى.
وكما كان الكسائي إماماً في القراءات كان إماماً في النحو واللغة، قال الفضيل بن شاذان : لما عرض الكسائي القراءة على حمزة خرج إلى البدو فشاهد العرب وأقام عندهم حتى صار كواحد منهم ثم دنا إلى الحضر وقد علم اللغة.
* وقال الشافعي: من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيل على الكسائي . وقال غيره : انتهت إلى الكسائي طبقة القراءة واللغة والنحو والرياسة، وكان يؤدب ولدى الرشيد الأمين والمأمون.
* وفي تاريخ ابن كثير: أخذ الكسائي عن الخليل صناعة النحو فسأله يوماً عمن أخذت هذا العلم فقال له الخليل من بوادي الحجاز، فرحل الكسائي إلى هناك فكتب عن العرب شيئاً كثيراً، ثم عاد إلى خليل فوجده قد مات وتصدر مكانه يونس، فجرت بينهما مناظرات أقر يونس للكسائي فيها بالفضل وأجلسه في موضعه.
* وتوفى الكسائي على أصح الأقوال سنة تسع وثمانين ومائة عن سبعين سنة صحبة هارون الرشيد بقرية " رَنْبَويَهْ " من أعماله الري، متوجهين إلى خرسان ومات معه في المكان المذكور محمد بن الحسن صاحب الإمام أبي حنيفة.
* فقال الرشيد: دفنا الفقه والنحو في الرى في يوم واحد . وفي رواية أنه قال : اليوم دفنا الفقه والعربية.
* ورأى بعض العلماء الكسائي في المنام فقال له ما فعل الله بك ؟ قال : غفر لى بالقرآن، فقال له : ماذا فعل حمزة ؟ ؛ قال له ذاك في عليين، ما نراه إلا كما نرى الكوكب.
* وللكسائي مؤلفات في القراءات والنحو ذكر أسماءها ولكن لم نراها، ولم نعرف شيئاً عنها، منها كتاب " معاني القرآن "، ( كتاب القراءات ) ، ( كتاب النوادر ) ، ( كتاب النحو ) ، ( كتاب الهجاء ) ، ( كتاب مقطوع القرآن وموصوله ) ، ( كتاب المصادر ) ، ( كتاب الحروف ) ، ( كتاب الهاءات ) ، ( كتاب اشعار ) .
* وأشهـر مـن روى عـن الكسـائـي:
1- الليث. 2- حفص الدورى.
[ 1- الليث ]
* هو الليث بن خالد المروزي البغدادي وكنيته أبو الحارث.
عرض القراءة على الكسائي وهو من أجل أصحابه.
وروى الحروف عن حمزة بن القاسم الأحول وعن اليزيدي.
وهو ثقة حاذق ضابط القراءة، محقق لها، قال أبو عمرو الداني كان الليث من جلة أصحاب الكسائي.
وروى عنه القراءة عرضاً وسماعاً سلمة بن عاصم صاحب الفراء، ومحمد بن يحيى الكسائي الصغير، والفضيل بن شاذان، وغيرهم.
وتوفى سنة أربعين ومائتين [ معرفة القراء الكبار( 1/173 ) ] .
[ 2- حفص الدورى.]
فقد تقدم الكلام عليه في ترجمة أبي عمرو بن العلاء البصري، لأنه روى عنه وعن الكسائي، فلنكتف بذكره هناك عن ذكره هنا والله تعالى أعلم.
منهـج الكسـائـي فـي القـراءة :
1. يبسمل بين كل سورتين إلا بين ( الأنفال والتوبة ) فيقف أو يسكت أو يصلى.
2. يوسط المدين المتصل و المنفصل بمقدار أربع حركات.
3. يدغم ذال إذ فيما عدا الجيم، ويدغم دا
- فراسبيتوعضو محترف
- رقم العضوية : 3079
الجنس : عدد المساهمات : 7200 نقاط التميز : 10794 تقييم العضو : 40 التسجيل : 28/01/2010 الإقامة : الجزائر
تمت المشاركة الجمعة فبراير 19, 2010 6:08 pm
- barcaعضو محترف
تمت المشاركة الأربعاء مارس 17, 2010 12:24 pm
شكرا جزيلا لك
التوقــيـــــــــــــــــــــع
فداك أبـــــــــ يا رسول الله ــــــي وأمي
معلوماتـــ مهمة:
تنبيــه!! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
- فراسبيتوعضو محترف
- رقم العضوية : 3079
الجنس : عدد المساهمات : 7200 نقاط التميز : 10794 تقييم العضو : 40 التسجيل : 28/01/2010 الإقامة : الجزائر
تمت المشاركة الأربعاء مارس 17, 2010 10:38 pm
تشرفت بمرورك
التوقــيـــــــــــــــــــــع
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى