السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض أشعار أحمد مطر
شهادة
في ساعة الولادة | |
امسكني الطبيب بالمقلوب | |
لكنني صرخت فوق العادة | |
رفضت أن أجيء للحياة بالمقلوب | |
فردني حرا ا إلى والدتي | |
قال لها تقبلي العزاء يا سيدتي | |
هذا فتى موهوب | |
مصيره في صوته مكتوب | |
و قبل أن يغادر العيادة | |
قبلني ثم بكى و وقع الشهادة . |
صدمة
شعرتُ هذا اليوم بالصدمة | |
فعندما رأيتُ جاري قادماً | |
رفعتُ كفي نحوهُ مسلماً | |
مكتفياً بالصمت والبسمة | |
لأنني أعلم أن الصمت في أوطاننا .. حكمـهْ | |
لكنهُ رد عليَّ قائلاً : | |
عليكم السلام والرحمـة | |
ورغم هذا لم تسجل ضده تهمه . | |
الحمد لله على النعمـة | |
مـن قال ماتت عنـدنا | |
حُريّــة الكلْمـةْ ؟! |
حبيب الملاعين
إذَنْ.. | |
هذا هو النَّغْلُ الذّي | |
جادَتْ به (صبَحه) | |
وأَلقَتْ مِن مَظالمِهِ | |
على وَجْهِ الحِمى ليلاً | |
تَعذّرَ أن نَرى صُبحَه. | |
ترامى في نهايَتهِ | |
على مَرمى بدايتهِ | |
كضَبْعٍ أَجرَبٍ.. يُؤسي | |
بقَيحِ لِسانهِ قَيحَهْ! | |
إذَنْ.. هذا أخو القَعقاعِ | |
يَستخفي بِقاعِ القاعِ | |
خَوْفاً مِن صَدَى الصّيَحَهْ! | |
وَخَوفَ النَّحْر | |
يَستكفي بِسُكَنى فَتحةٍ كالقَبْرِ | |
مَذعوراً | |
وَقد كانَتْ جَماجِمُ أهِلنا صَرحَهْ. | |
وَمِن أعماقِ فَتحتهِ | |
يُجَرُّ بزَيفِ لِِِحَيتهِ | |
لِيدًخُل مُعْجَمَ التّاريخِ.. نَصّاباً | |
عَلامَةُ جَرٍّهِ الفَتَحهْ! | |
إذَنْ.. هذا الّذي | |
صَبَّ الرَّدي مِن فَوقِنا صَبّاً | |
وَسَمّى نَفسَهُ ربّاً.. | |
يَبولُ بثَوبهِ رُعْباً | |
وَيمسَحُ نَعْلَ آسِرهِ | |
بذُلَّةِ شُفْرِ خِنجَرهِ | |
وَيركَعُ طالباً صَفحَهْ! | |
وَيَرجو عَدْلَ مَحكمةٍ.. | |
وكانَ تَنَهُدُ المحَزونِ | |
في قانونهِ: جُنحَهْ! | |
وَحُكْمُ المَوتِ مقروناً | |
بِضِحْكِ الَمرءِ لِلمُزحَهْ! | |
إذَنْ.. هذا هُوَ المغرورُ بالدُّنيا | |
هَوَى لِلدَّرْكةِ الدُّنيا | |
ذَليلاً، خاسِئاً، خَطِلاً | |
يَعافَ الجُبنُ مَرأى جُبنهِ خَجَلاً | |
وَيَلعَنُ قُبحُهُ قُبحَهْ! | |
إلهي قَوِّنا.. كَي نَحتوي فَرَحاً | |
أتي أعتى مِنَ الطُّوفانِ | |
أقوى مِن أذَى الجيرانِ | |
أكبرَ مِن صُكوكِ دمائنا المُلقاةِ | |
في أيدي بَني (القَحّهْ). | |
عِصابة حاملي الأقدامِ | |
مَن حَفروا بسُمِّ وسائل الإعدامِ | |
باسْمِ العُرْبِ والإسلامِ | |
في قَلبِ الهُدى قُرحَهْ. | |
وَصاغُوا لَوحةً للمَجدِ في بَغدادْ | |
بريشةِ رِشوَةِ الجلادْ | |
وقالوا لِلوَرى: كونوا فِدى اللّوحَهْ! | |
وَجُودُوا بالدَّمِ الغالي | |
لكي يَستكمِلَ الجزّارُ | |
ما لَمْ يستَطعْ سَفحَهْ! | |
ومُدّوا نَحْرَكُمْ.. حتّى | |
يُعاوِدَ، إن أتى، ذَبحَهْ! | |
أيَا أَوغاد.. | |
هل نَبني عَلَيْنا مأتماً | |
في ساعةِ الميلادْ؟! | |
وَهَلْ نأسى لِعاهِرةٍ | |
لأنَّ غَريمها القَوّادْ؟! | |
وَهلْ نبكي لكَلْبِ الصَّيدِ | |
إنْ أوْدَى بهِ الصَّيادْ؟! | |
ذَبَحْنا العُمْرَ كُلَّ العُمرِ | |
قُرباناً لِطَيحَته.. | |
وَحانَ اليومَ أن نَسمو | |
لِنَلثَمَ هامَةَ الطيْحَهْ! | |
وأظمَأْنا مآقينا | |
بنارِ السجنً والمنفى | |
لكي نُروي الصّدى من هذه اللمحة. | |
خُذوا النّغْلَ الذي هِمتُمْ بهِ | |
مِنّا لكُمْ مِنَحهْ. | |
خُذوه لِدائِكُمْ صِحّهْ! | |
أعدُّوا مِنهُ أدويةً | |
لقطع النسل | |
أوشمْعاً لكتْم القَولِ | |
أوحَباً لمنع الأكل | |
أو شُرباً يُقوّي حدة الذبحه! | |
شَرَحْنا من مزايا النغْل ما يكفي | |
فان لم تفهموا منّا | |
خُذوه.. لتفهموا شَرحَه. | |
وخلُّونا نَموتُ ببُعْده.. فرحاً | |
وبالعَبراتِ نقلبُ فوقهُ الصفحهْ. | |
ونتركُ بعدهُ الصفحات فارغةً | |
لتكتبنا | |
وتكتُب نَفْسَها الفَرحهَْ! |
رائع الوالي
رائع والينا المعظم | |
عضني اليوم ومات | |
فدعاني حارس الأمن لأعدم | |
عندما اثبت تقرير الوفاة | |
أن رائع السيد الوالي تسمم |
عباس
عباس وراء المتراس
،يقظ منتبه حساس
،منذ سنين الفتح يلمع سيفه
ويلمع شاربه أيضا، منتظرا ،محتضنا دفه
،بلع السارق ضفة
،قلب عباس القرطاس
،ضرب الأخماس بأسداس
(بقيت ضفة)
،لملم عباس ذخيرته والمتراس
،ومضى يصقل سيفه
،عبر اللص إليه، وحل ببيته
(أصبح ضيفه)
قدم عباس له القهوة، ومضى يصقل ؛سيفه
صرخت زوجة عباس" :أبناؤك قتلى ،عباس
؛ضيفك راودني، عباس
"،قم أنقذني يا عباس
عباس - اليقظ الحساس - منتبه لم ،يسمع شيئا
(زوجته تغتاب الناس)
صرخت زوجته " :عباس، الضيف "،سيسرق نعجتنا
قلب عباس القرطاس، ضرب الأخماس ،بأسداس
،أرسل برقية تهديد
فلمن تصقل سيفك يا عباس
(لوقت الشدة)
!!إذن، اصقل سيفك يا عباس
الخلاصة
...كنت أمشي في سلام
عازفاً عن كل ما يخدش
إحساس النظام
لا أصيخ السمع
لا أنظر
...لا أبلع ريقي
...لا أروم الكشف عن حزني
...و عن شدة ضيقي
.لا أميط الجفن عن دمعي
و لا أرمي قناع الابتسام
كنت أمشي� و السلام
...فإذا بالجند قد سدوا طريقي
ثم قادوني إلى الحبس
:و كان الاتهام
أنّ شخصاً مر بالقصر
و قد سبّ الظلام
...قبل عام
...ثم بعد البحث و الفحص الدقيق
علم الجند بأن الشخص هذا
كان قد سلم في يومٍ
...على جار صديقي
أنا لا أدعو
...إلى غير السراط المستقيم
أنا لا أهجو
�سوى كل عُتلٍ و زنيم
و أنا أرفض أن
تصبح أرض الله غابة
و أرى فيها العصابة
تتمطى وسط جنات النعيم
...و ضعاف الخلق في قعر الجحيم
هكذا أبدع فنّي
غير أني
كلما أطلقت حرفاً
...أطلق الوالي كلابه
آه لو لم يحفظ الله كتابه
لتولته الرقابة
و محت كلّ كلامٍ
�يغضب الوالي الرجيم
و لأمسى مجمل الذكر الحكيم
�خمسُ كلماتٍ
كما يسمح قانون الكتابة
:هي
قرآن كريم...صدق الله العظيم
حلـــــم
،وقفت ما بين يدي مفسر الأحلام
،قلت له: "يا سيدي رأيت في المنام
،أني أعيش كالبشر
،وأن من حولي بشر
،وأن صوتي بفمي، وفي يدي الطعام
،وأنني أمشي ولا يتبع من خلفي أثر"
،فصاح بي مرتعدا: "يا ولدي حرام
،لقد هزئت بالقدر
"يا ولدي نم عندما تنام
وقبل أن أتركه تسللت من أذني أصابع النظام
...واهتز رأسي وانفجر
أنا لو كنت رئيساً عربيا
لحللت المشكلة�
...و أرحت الشعب مما أثقله
أنا لو كنت رئيساً
...لدعوت الرؤساء
و لألقيت خطاباً موجزاً
عما يعاني شعبنا منه
...و عن سر العناء
...و لقاطعت جميع الأسئلة
...و قرأت البسملة
و عليهم و على نفسي قذفت القنبلة
تقبلوا أسمى تحياتي