أكثر الناس يعتبرون الملل نقمة .. مصيبة .. كارثة تحل بهم .. !!
والملول عادة يقول لك :
لقد مللت كل شيء .. لقد كرهت كل شيء .. لم يعد للحياة طعما ...!!
ونصيحتك له عادة تكون :
افعل شيئا .. اركب سيارتك و اذهب بعيدا ..
اذهب إلى أحد اصدقائك .. اذهب إلى شاطيء البحر .. أذهب .. أهرب ..!!
هو مخطيء .. وأنت مخطيء أيضا .... !!
فإن من يهرب من ذاته .. سيحملها معه أينما ذهب ..!!
ما هو الحل أمام الملل القاتل ؟؟
النصيحة عمل بها الشرقيون .. واكتشفها الغربيون ...
إنهم يقولون لك :
إن الملل نعمة ..
إذا عرفت كيف تستغله ..
وأن تحوله من قوة سلبية إلى قوة إيجابية بناءة ..
و أول مايجب ان تفعله لدى الشعور بالملل هو ...
ألا تفعل شيئا ..
لاتقرأ ..
لا تفتح الراديو ..
لا تفتح جهاز العرض المرئي ( التلفاز ) ..
لاتضع شريطا في جهاز الفيديو ..
لاتخرج ..
لاتشتر شيئا ..
ضع ( لا ) .. الناهية أمام جميع الأفعال ..
وما يجب أن تفعله هو أن تتبع النصيحة التي تكتب عند تقاطع طريق السيارات ..
قف .. انتظر .. اصغ ..!!
أي اجلس مكانك ساكنا ولا تفعل شيئا ..
إن تجنب العمل هو العلاج الوحيد والجذري للملل ..
و إن كان علاجا صعبا ويحتاج إلى رياضة نفسية عميقة ..
فأكثر الناس يلجأ إلى الحل العملي القائل :
لا تجلس دون أن تفعل شيئا .. أي أشغل نفسك بأي شيء ..
ولكن هذا الحل قد يجنبك الملل مرة أو مرات ..
ولكنه ليس علاجا للملل الذي سيهاجمك بعد ساعات ..
إن فلاسفة الشرق الذين اخترعوا علاج الملل هي ....
بالتأمل ...
نعم الطريقة الوحيدة التي تصلح لعلاج الملل هي التأمل ..
فلاسفة الشرق قالوا إن الملل يأتي نتيجة ....
تقيدنا بالأدوار والعادات اليومية نفسها ..
إننا نتحرك كآلات تحكمها الضرورات .. والإنسان نفسه ليس آلة ..
ونتيجة لهذه الآلية نخشى التجديد ..
(( كخلاصة لما سبق أقول .. إن الملل يأتي من تقيدنا بالعادات والأدوار
التي نكررها يوميا .. وبذلك نبني سجنا حولنا ..
التي تتململ داخل هذا السجن الذي صنعناه بأيدينا