الرئيسية
المنشورات
أحدث الصور
التسجيل
دخول
اكره صعوبة البداية، بقدر ما أحب بداية النهاية!
حين تجد بي الذكرى لأجلس أمام ما أتيح لي من أوراق ينتابني شعور الضعف عند كل مقدمة أريدها بداية لحديثي... ويبدو أن مقدمتي شارفت على نهايتها بما سبق!!
ما كنت يوما كما أنا الآن ، سخافات منازعات الحاضر والماضي والتي كنت آخر من يعطيها اهتماما بين ثنايا أوراقه أصبحت الآن هي عينها أوراقي ، بل استوطنت أفكاري ، ومعتقداتي ، وكل أيامي.
كان الماضي يحدثني عن الطفولة .... فارتعش خوفا من ظلمة الليل الحالك لا لشيء بل خوفا من الريح القادم خلف ستارة زرقاء غطت نصف نافذة وبقي النصف الآخر ليبان وجه الصباح...كنت أخاف حينها من لص يجتاحني ويسرق مقتنياتي ، يسرق قلمي وممحاتي وحقيبتي السوداء ، كنت أخاف أن يستفغل كل من في البيت ويستغل نقطة ضعفي وهي خوفي ويأخذني لا لشيء فقط ليقتلني!!!
كان هاجسا وكان النوم هو الفرار ..... ووجه الصباح لي القرار!!
هذا ما عناه الماضي وكان جل تفكيري منصب على الكيفية التي سأقتل فيها ذلك السارق وكيف سأحمي نفسي من سكينه أو سلاحه أو أي شيء قد يودي بحياتي .....
وما كنت عالما آنذاك أنني أعيش ما أعيشه الآن .... ويبقى الفرق في أني كنت أخاف السلب ... والآن أنا مرتهن ومسلوب ومأسور!!!
ساعات ندم قاتلة تجتاحني حين تعود بي إلى عالم من الماضي ...
تساؤلات تجتاحني كما الشطآن تجتاحها الأمواج...
لماذا ياهذا ؟
لماذا تركت وراءك رزمة من الأحلام اللازوردية ؟
شتتها.... وبعثرتها... ثم تركتها تعوم بين ثنايا أفكارك اللامنطوقة...تذكرها ولكن –بينك وبين نفسك- حذار أن يرتفع صوت تفكيرك ويحاكي لسانك!!
حذار أن ترفع عيمشكوور يا مدع إلى السماء لتفكر فيما تفكر فيه !!!
تذكرها...بينك وبين نفسك فقط
فتموت قهرا على غطرسة أيامك السالفة ، لتعود كما كنت ...لكن دون حلم يرافق سعيك.... وسعيت جاهدا لتدرك نفسك
فإذا بها أيضا منساقة نحو واقع جديد.. يقتل قلبك ..... ويسرق عمرك.....وأخيرا يدمي جرحك!
وها أنت الآن نادبا نفسك ندبا
تخنقها بين آلام من كانوا وآلام من لم يكن !!
لم تكن غلطة قدر..... بل أنت عكست القدر
ضاع حلمك وانتهى عمرك وقتل سعيك..
لا لشيء فقط لتحقق أحلام غيرك.
وهكذا سرقت!!!!!
