يلتقي ريال مدريد بضيفه برشلونة في مباراة لحساب الأسبوع التاسع من الدوري الإسباني، وتعد مباراة اليوم من المباريات القليلة التي يدخلها الفريقان في أفضل حال محلياً وأوروبياً، ليعدان الجماهير بكلاسيكو كبير، يتابعه مئات الملايين، ولكن هذه الجماهير الكبيرة تشترك بسبعة أسئلة تحيرهم وتدفعهم للنقاش الدائم حولها.
هل يبدأ لويس سواريز؟
المهاجم الأرجوياني الذي كلف فريقه 81 مليون يورو ينتظر الفرصة لبدء رد الثمن الذي دفعوه من أجله، واليوم يعود رسمياً إلى الملاعب بعد انتهاء فترة عقوبته.
ورفض المدرب لويس إنريكي حسم المسألة بلعبه أساسياً من عدمه، واكتفى بالقول "سيلعب ولو لبضع دقائق".
منطقياً، هناك طريقتان من التفكير للإجابة على هذا السؤال؛ الأولى تتعلق بقواعد كرة القدم العامة من عدم الدفع بلاعب غير معتاد على فريقه في مباراة كبيرة مثل هذه حتى لا يؤثر على الانسجام، وهذا يعني عدم بدء لويس سواريز .. أما الطريقة الثانية في التفكير تقول إن بيدرو كان سيئاً للغاية هذا الموسم ويكاد المشاهد لا يشعر به أثناء المباريات، وبالتالي فإن لعب لويس سواريز وإن لم يكن متفاهماً مع من هم حوله يكون أسوأ من وضع بيدرو في أرضية الملعب!
هل حقا هناك مفاجأة من كارلو أنشيلوتي؟
المدرب الإيطالي أشعل وسائل الإعلام بحديثه عن مفاجأة، لكن العقل يقول "من يريد تحضير مفاجأة لا يتحدث عنها"، كما أن درس لقاء الذهاب الموسم الماضي عندما دفع بسيرجيو راموس في الخط الوسط ليهدي برشلونة الفوز ما زال عالقاً في ذهنه، وأثبتت المباريات الكبيرة بعد ذلك عدم لجوء كارلو إلى أي تغييرات مفاجئة تغير شكل الفريق أو توازنه، لذلك يمكن القول "من المستبعد أن يكون هناك مفاجأة".
فاران .. أم بيبي في قلب الدفاع؟
حسم مدرب ريال مدريد هذه المسألة عندما قال "سيلعب سيرجيو راموس في جانب بيبي لو كان الأخير جاهزاً بعد تعرضه لكدمة أمام ليفربول"، وهذا يعني أن بيبي سيلعب بجانب سيرجيو راموس لأنه تدرب يوم أمس وأثبت جاهزيته حسب ما أكدت وسائل الإعلام.
ماسكيرانو أم بوسكتش؟
سؤال أخر محير للجماهير، وهو على الأغلب محير للمدرب لويس إنريكي، فماسكيرانو يتفوق على بوسكتش في النواحي الدفاعية كقطع الكرات وتغطية الفراغات في خط الدفاع، أما سيرجيو فيتفوق على الأرجنتيني بمسائل فنية مثل توزيع الكرة وتطبيق التمريرات المساعدة على تعزيز الاستحواذ.. إضافة إلى ذلك فإن لعب ماسكيرانو في خط الوسط يجعل الفريق يخسره كقلب دفاع في ظل مستوى بيكيه المتراجع؛ وهذا يعني في النهاية أن ماسكيرانو أقرب لقلب الدفاع وبوسكتش إلى خط الوسط، لكن هذا مرهون بأن يكون لاعب خط الوسط الإسباني قد استعاد جاهزيته الكاملة بعد الإصابة.
هل يلعب ريال مدريد بشكل دفاعي؟
ريال مدريد الحالي يتم برمجته بشكل مختلف عما كان عليه في الماضي، فهذا الفريق ليس معداً فقط للهجمات المرتدة وإنما للاستحواذ على الكرة وتقديم كرة هجومية، وأثبت الفريق الملكي ذلك في بعض المواجهات كان آخرها أمام ليفربول.
ولن يقبل الجمهور المدريدي بأسلوب دفاعي من جديد مهما كانت المبررات، فهو كان يرضى بهذا النهج في الماضي لتحقيق العاشرة، وبعد أن تحقق الحلم طويل الأمد فلا مبرر لإبقاء الفريق المؤمن طوال مسيرته بالكرة الهجومية على أسلوب دفاعي كان لغايات مؤقتة.
هل يستخدم برشلونة رباعي خط الوسط من البداية؟
هناك أقاويل بأن تشافي سيلعب إلى جانب إيفان راكيتيتش وانيستا في لقاء اليوم، مما يعني أن لويس سواريز سيبدأ احتياطياً، وهذا الكلام يبدو من الناحية الكروية المنطقية صحيحاً، خصوصاً أنه سيضمن استحواذا أكثر على الكرة وسيطرة على خط وسط الملعب.
لكن لهذا التفكير نواحي سلبية عديدة؛ الأول أنه لن يبقي أي لاعب بخبرة وقدرة على قراءة المباريات من لاعبي خط الوسط في الاحتياط، وإن كان هناك ثقة من لويس إنريكي أظهرها برافينيا الكانتارا لكنه ليس بتلك الخبرة والنضج لتغيير المجريات بدقائق، كما أن هذه الخطة لم يتم تجريبها من قبل، مما يعرض الفريق لسقطة التجانس التي وقع فيها أنشيلوتي أثناء مواجهة برشلونة الموسم الماضي على الكامب نو… لكن يبقى هذا الافتراض مفتوحاً ولا يمكن نفيه، لأن لويس إنريكي أدرى بما يريده من هذا الشكل التكتيكي.
هل سيتأثر ريال مدريد بغياب جاريث بيل؟
يغيب النجم الويلزي جاريث بيل عن مواجهة برشلونة بسبب الإصابة، والسؤال الذي يطرحه المدريديون بالتحديد "إلى أي مدى سيتأثر الفريق بغياب نجمه؟".
في الحقيقة إن جاريث بيل لم يقدم أفضل مبارياته خلال مواجهات الكلاسيكو التي ظهر فيها، وباستثناء هدفه الذي لا ينسى في نهائي الكأس فإنه لم يترك البصمة الفنية التي تجعل خطط أنشيلوتي تتأثر بغيابه، وأظهرت مباراة ليفربول قدرة الموجودين على التعويض، وأظهرت مباريات كثيرة الموسم الماضي أن الفريق الملكي قادر على العيش من دون بعض أركانه في المباريات الكبيرة.
الشيء الأهم الذي سيتأثر به ريال مدريد اليوم لغياب جاريث بيل هو افتقاره للاعب حاسم إلى جانب الأكثر حسماً كريستيانو رونالدو، قد يغيب طوال تسعين دقيقة لكنه يظهر فجأة بتسجيل هدف، فهذه الشخصية لم يصل إليها لاعبون مثل ايسكو وخيمس رودريجيز حتى الآن، ولكن قد تكون المسؤولية الملقاة عليهم اليوم سبباً في إخراج شيء أكبر مما أظهروه حتى الآن.