شهدت دبي مظاهر فرح تاريخية للجالية الجزائرية المقيمة بالإمارات، حيث خرج
آلاف الجزائريين الى شوارع الإمارة، معبرين عن فرحتهم بفوز الخضر وتأهلهم
للمونديال. وحوَل هؤلاء العديد من شوارع المدينة كشارع الجميرة الذي يحفه
"برج العرب" الى شارع جزائري بامتياز، وغزت الرايات الوطنية وهتافات "وان
تو تري فيفا لالجيري" عاصمة المال والأعمال في الشرق الأوسط.
مئات
السيارات التي لم تتوقف عن الرنين جابت المدينة عبر مختلف شوارعها حتى
ساعات مبكرة من صباح يوم الخميس. وعمت مظاهر الفرحة مناطق كثيرة مثل
"ديرة" و"الجميرة" و"بر دبي"، وذلك في لوحة متميزة، قال الاماراتيون
أنفسهم إنها لم تحدث حتى في مناسبات فوز فرقهم المحلية.
الاربعاء
"الأخضر" -كما يمكننا تسميه- بدأ ابتهاجه منذ المساء مع توافد المئات من
أفراد الجالية الجزائرية على مقر القنصلية في منطقة "الوصل"، حيث وضعت
شاشة عملاقة وسط ساحتها الكبيرة وقبل انطلاق المقابلة امتلأت عن آخرها.
ولم يقتصر الحضور على جاليتنا، بل توافد عشرات التونسيين والمغاربة
والفلسطنيين وجاليات عربية أخرى لمشاهدة المقابلة الحاسمة والتمتع
بالأجواء الرائعة التي أبدعها مشجعو محاربي الصحراء. أما المدرب الجزائري
محمود قندوز فكان من بين أبرز الوجوه التي حضرت المشاهدة الجماعية
للمقابلة، وتحدث للحضور قبل انطلاقتها.
العديد من القنوات التلفزيونية
استغلت الفرصة لتصوير هذا الالتفاف الشعبي النادر من نوعه، حيث قامت قنوات
العربية وmbc والحرة وتلفزيون أبوظبي بتغطية هذه المشاهدة الجماعية
للمقابلة بمقر القنصلية ومظاهر الابتهاج في الشوارع.
وواكبت الإذاعات
المحلية التي تبث برامجها على أمواج FM فرحة الجزائريين بالتهاني
المتواصلة منذ اعلان الفوز وبث الأغاني الجزائرية المعروفة عند المشارقة
كأغنيات الشاب خالد.
إمارة الشارقة التي تبعد دقائق فقط عن دبي شهدت
نفس مظاهر الفرح، حيث عمت الجماهير المشجعة بالكامل شوارع الخان والبحيرة
والمناطق القريبة من قناة القصباء، فيما دوى النشيد الوطني "قسما" من
سيارات هؤلاء. الشرطة التي تأهبت قبل المباراة تفاديا لأي تجاوزات، وجدت
نفسها عاجزة على تنظيم حركة المرور بسبب السيل المتدفق للمناصرين في
الطرقات والعدد الهائل للسيارات.
والملفت للانتباه هو وقوف مختلف
الجاليات العربية الى جانب الجزائريين، حيث أكد كل من تحدثنا إليهم أنهم
دوما مع بلد المليون ونصف المليون شهيد، وأبدوا الاحترام التام للأداء
العالي والروح الرياضية للخضر. بينما انتقد الجميع الممارسات المصرية غير
الأخلاقية في مبارة القاهرة. وذكر البعض أن "الدبلوماسية الكاذبة" صفة
مشهورة -للأسف- عند الكثير من المصريين بحكم التجربة مع هؤلاء في بلدان
الإغتراب.
هذا وقد لوحظت مشاهد معاكسة تماما على الجالية المصرية التي
راهنت على فوزها في موقعة "أم درمان" لتصاب بالخيبة بعد الذي فعله رفقاء
شاوشي وعنتر يحيى، وذكر لنا شاهد عيان أن شابا مصريا حاول الإنتحار من فوق
إحدى البنايات بالشارقة.