الرئيسية
المنشورات
أحدث الصور
التسجيل
دخول
في الدوري الإنكليزي الممتاز هذا العام يبدو أن جدول المباريات يخدم فريقاً بعينه للتتويج بلقب المسابقة، لكن هناك معطيات أخرى قد تعكر صفو هذه النعمة.
لو قمنا بقراءة تحليلية لمباريات الأربعة الأوائل المرشحين لنيل لقب أفضل بطولة في العالم في مراحلها العشر المتبقية نجد أن الجدول يقدم خدمة كبيرة لفريق المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، ويقسو بشدة على أرسنال.
في الجولة التاسعة والعشرين لا تبدو الأمور من الوهلة الأولى صعبة على رباعي الصدارة بل إنها قد تكون صعبة على تشيلسي الذي يلتقي توتنهام في وقت يستضيف فيه ليفربول سندرلاند وأرسنال سوانسي وسيتي أستون فيلا وهي جولة قد لا تأتي بالجديد على مستوى كرسي السيادة، لكن هدايا جدول المسابقة للسيد مورينيو قد تأتيه في المرحلة الثلاثين التي تقترح قمتين من العيار الثقيل، الأولى ينزل فيها ليفربول ضيفاً على مانشستر يونايتد وهو الذي لم يفز في "أولد ترافورد" إلا مرة واحدة عام 2009 في آخر 8 مباريات بين الفريقين، أما الثانية فستكون صعبة جداً على أرسنال الذي لم يفز بدوره على توتنهام في "وايت هارت لاين" إلا مرة واحدة في آخر 7 مباريات مقابل 4 هزائم وتعادلين، وما يؤكد صعوبة اللقاء على "المدفعجية" هو استمرار توتنهام في البحث عن المركز الرابع المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا.
قمتا الجولة الثلاثين قد يستفيد منهما تشيلسي الذي يواجه أستون فيلا وهي مباراة سهلة نسبياً على "أسود لندن"، ومن الممكن أن يستغل تعثر أرسنال أو ليفربول إذا حصل التعثر، والابتعاد في الصدارة، لكنه سيكون مراقباً من مانشستر ستي الذي يلاقي هال سيتي بشرط الفوز لا غير وهي ضغوطات إضافية تنضاف إلى مزايا الجدول مع فريق مورينيو.
في المرحلة الحادية والثلاثين يلتقي تشيلسي مع أرسنال في "ستامفورد بريدج" ويعلم مورينيو أنه لا يملك خياراً آخر غير الفوز وهي مباراة مفتوحة على كل الاحتمالات لأن أرسنال بدوره على يقين بأن الهزيمة ضد الجار اللدود قد تخرجه من المنافسة، وبإمكاننا القول إن هذه المرحلة جاءت صعبة نسبياً على مورينيو وفريقه لأن سيتي يستقبل فولهام المترنح وليفربول ينتقل لملاقاة كارديف سيتي الجريح، ومن المتوقع أن تكون لهذه المرحلة كلمة من كلمات الفصل في تقرير مصير اللقب، لكن إذا استندنا إلى سجل فينغر مع مورينيو بلا انتصارات، وسجل الأخير في "ستامفورد بريدج" مع تشيلسي (دون خسارة) ففي الغالب أن خسائر الأسود إذا حصلت ستكون نقطتين لا أكثر.
هدية أخرى لمورينيو في المرحلة الثانية والثلاثين فالبلوز يسافر لملاقاة كريستال بالاس وهي مباراة في متناول زملاء إدين هازارد مبدئياً، لكن المفاجأة السعيدة للمعسكر الأزرق في هذه المرحلة تتمثل في لقاءين من أقوى مواجهات "البريمييرليغ" في مراحله الأخيرة، فأرسنال يستضيف مانشستر ستي وسيستفيد مورينيو في جميع حالات هذه المباراة إذا فاز فريقه على كريستال بالاس، كما ستتحقق الاستفادة إذا تعثر ليفربول بالتعادل أو الخسارة أمام توتنهام، وفي كل الأحوال فإن فوز تشيلسي على كريستال بالاس سيمنحه نقاطاً إضافية على ليفربول أو سيتي أو أرسنال.
دعونا نعترف ونقر بقسوة رزنامة "البريمييرليغ" على فريق المدرب الفرنسي أرسين فينغر، فأرسنال على موعد مع مباراة قوية في كل مرحلة تقريباً، وقد واجه ليفربول في الدوري والكأس وقابل يونايتد ولعب مع بايرن في ذهاب الأبطال وسيلاقيه في الإياب وسيواجه سيتي وتوتنهام وفي المرحلة الثالثة والثلاثين سيذهب أرسنال إلى ملعب "غوديسون بارك" لمواجهة إيفرتون الصعب وصاحب الطموحات الأوروبية وبإمكاننا القول إن هذه المباراة ستكون محطة أخيرة لآمال أرسنال في التتويج بلقب الدوري الإنكليزي، ففي ذات المرحلة يستقبل تشيلسي ستوك سيتي وسيتي ساوثهامبتون فيما ستكون مباراة ليفربول مع ويست هام يونايتد صعبة نسبياً على أبناء براندن رودجرز.
قمة الرابعة والثلاثين قد تبعد أحد المنافسين
قبل 4 مراحل من النهاية لن تكون مهمة تشيلسي معقدة كثيراً عندما يلاقي سوانسي سيتي صاحب النتائج المتقلبة، ويعرف مورينيو أن الفوز في هذه المباراة سيخدم مسيرة فريقه للتتويج باللقب خاصة وأن اثنين من أبرز المنافسين على التاج الإنكليزي سيتقابلان وجهاً لوجه في هذه المرحلة، إذ يستقبل ليفربول مانشستر سيتي وأي نتيجة مع فوز تشيلسي ستبعد أحد المنافسين عن دائرة الصراع.
وإن لم تقدم المرحلة الخامسة والثلاثون مباريات مفصلية في النزال على اللقب فإن السادسة والثلاثين تعيد تشيلسي إلى واجهة المباريات الصعبة وتتطير به إلى ملعب أنفيلد ليلاقي العنيد والمميز في هذا الموسم ليفربول، وربما تكون هذه الجولة هي الأصعب لتشيلسي في بقية مشوار الدوري فبينما يلاقي ليفربول يتربص بهما ستي وأرسنال فالأول يلعب مع كريستال بالاس ونظرياً لا تبدو مباراة صعبة، والثاني يستضيف نيوكاسل وهي مباراة تعود أرسنال أن يفوز بنقاطها خاصة على ملعبه "الإمارات".
في الجولة السابعة والثلاثين قبل الأخيرة قد يعرف الدوري الإنكليزي سقوطاً رسمياً لأحد المنافسين على اللقب حيث سيلعب مانشستر سيتي مباراة صعبة خارج أرضه أمام إيفرتون، والأكيد أن فريق المدرب مانويل بيليغريني يعرف تماماً أن التعثر قبل مرحلة من النهاية يعني ضياع حلم اللقب، فبقية المنافسين في السباق لا تنتظرهم اختبارات صعبة في هذه المرحلة فليفربول يلاقي كريستال بالاس خارج أرضه، وأرسنال يستضيف ويست بروميتش وتشيلسي يستقبل نوريتش سيتي في "ستامفورد بريدج".
جولة منتظرة
من المتوقع أن تحسم الأمور في هذه المرحلة، لكن الدوري الإنكليزي علمنا أنه يحتفظ بأسراره إلى المرحلة الأخيرة بل وأحياناً إلى الدقائق الأخيرة كما حصل في الموسم قبل الماضي عندما توج مانشستر سيتي باللقب بفضل هدف سيرجيو أغويرو في الثواني الأخيرة من مباراة الجولة الأخيرة أمام كوينز بارك رينجرز.
أصعب مباراة في المرحلة الأخيرة قد تكون لتشيلسي الذي يلاقي كارديف سيتي خارج أرضه، ومن المتوقع أن تصل هذه المباراة إلى طريقين متباينين، الأول هو طريق اللقب بالنسبة لتشيلسي والثاني هو طريق ضمان البقاء بالنسبة لكارديف، إن وصل إلى النهاية قبل الهبوط.
ولا تقل مباراة أرسنال ومضيفه نوريتش سيتي صعوبة عن سابقتها ففريق فينغر قد يواجه فريقاً يقاتل من أجل ضمان البقاء في دوري الأضواء وعليه فإن المهمة ستكون صعبة جداً على الفريقين الساعيين لاستعادة لقب الدوري الإنكليزي.
من الجانب الآخر وبسهولة نسبية يستقبل ليفربول نيوكاسل يونايتد وسيتي ويست هام، ومن المرجح أن لا يفرط كلاهما في الفوز على أرضه وأمام جماهيره.
كانت هذه حسابات المراحل العشر الأخيرة لكنها تخضع لبعض المعطيات التي قد تغير اللعبة وتقلب الموازين ومن بين التفاصيل المهمة في سباق التتويج بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز ضغط المباريات.
نقمة الاستمرار الأوروبي
يملك ليفربول أفضلية أمام منافسيه الثلاثة على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز، ففريق المدرب الإيرلندي براندن رودجرز لم يتبق له إلا مسابقة الدوري المحلي وهو متفرغ تماماً لهذه البطولة وتركيزه مسدد كلياً نحو المسابقة، أما أرسنال وتشيلسي ومانشستر سيتي فثلاثتهم مستمر في مسابقتي كأس إنكلترا ودوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وهذا الاستمرار وإن كان يشعر المشجعين بالفخر والسعادة إلا أنه يضع ضغطاً رهيباً على اللاعبين والإطار الفني، ويبدو أن مسيرة أرسنال ومانشستر سيتي قاربتا النهاية في المسابقة الأوروبية بعد خسارتهما على أرضهما بذات النتيجة صفر-2 أمام بايرن وبرشلونة، وفي حالة الخروج ستكون نكسة في المعسكرين لكنها فسحة من الأمل وأطنان من الضغط أزيلت من على عاتق فينغر وبيليغريني.
من المؤكد أن التركيز على مسابقة واحدة يكون أكثر نجاعة من التركيز على العديد منها، لكن مورينيو متعود على إحراز أكثر من لقب في الموسم كما فعل مع بورتو وإنتر، وبيليغريني استطاع الجمع بين الأربعة وأحرز الأولى (كأس الرابطة الإنكليزية) بفضل ترسانة النجوم التي يسيطر عليها أما فينغر فلديه مجموعة قد يتم حصرها في 13 لاعباً قادراً على تأمين متطلبات الفريق أمام البقية فلا يمكن أن يجعلوا أرسنال منافساً على أكثر من جبهة وعليه فالرأي أن يختار فينغر التركيز على واحدة من المسابقات الثلاث المتبقية وإن لم يفعل فسيخسر كل شيء ككل موسم.
للأمانة منقول
