فتح ملفات "الأقدام السوداء"وكسر شوكة المغرب

وقعت الجزائر وفرنسا، في ختام زيارة الوزير الأول الفرنسي، على 9 اتفاقيات، ضمن بيان مشترك أعقب اجتماع الدورة الأولى للجنة الحكومية الجزائرية - الفرنسية المشتركة رفيعة المستوى، برئاسة الوزير الأول عبد المالك سلال، ونظيره الفرنسي، جون مارك أيرولت. كما ركز الطرفان على عدّة ملفات سياسية واقتصادية ودولية هامة.
البيان المشترك الذي تضمن 49 نقطة محورية بين الجزائر وفرنسا، وحصلت "الشروق" على نسخة منه، تضمن في المحور الدبلوماسي اقتناع الجانب الفرنسي بالمقاربة الجزائرية فيما يخصّ تسوية قضية الصحراء الغربية، وهو ما يعتبره مراقبون ضربة موجعة للطرح المغربي، حيث "وقـّعت" فرنسا على عبارة "شعب الصحراء الغربية"، وكذا مبدأ "تقرير المصير" الذي لن يكون إلاّ بالاستفتاء.  
بهذا الصدد، أعربت الجزائر وفرنسا، عن ارتياحهما بخصوص ثبات التزام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتسوية عادلة ومستدامة مبنية على أساس حل سياسي مقبول، والذي "يسمح بتقرير مصير شعب الصحراء الغربية"، طبقا لمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة وكذا قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن، كما يقدمان كل الدعم للجهود التي يبذلها، في هذا الصدد، كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية.
ووقـّع الطرفان على: اتفاقية حول تنظيم اللجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى؛ اتفاقية الشراكة حول المساعدة التقنية في مجالات النقل؛ اتفاق خاص بالإعفاء المتبادل لتأشيرات الإقامة قصيرة المدى لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية أو للخدمة؛ تصريح بالنوايا يتضمن إنشاء وكالة جزائرية فرنسية للتطوير العمراني والإقليمي، اتفاق يتعلق ببرنامج مبادلات ثقافية للسنوات 2014 - 2016؛ اتفاق تعاون في مجال الاتصال، رسالة نوايا لإنشاء مركز امتياز في مجال التكوين المهني في مجال الكهرباء؛ مذكرة تفاهم وتعاون بين فرانس ميديا موند والمؤسسة العمومية الجزائرية للبث الإذاعي والصوتي؛ بروتوكول اتفاق للتعاون بين فرانس ميديا موند والمؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري.
واتفق البلدان على مواصلة المشاورات لتحسين وتسهيل الشروط العملية لحركية الجزائريين بفرنسا والفرنسيين بالجزائر، والوصول إلى نتائج يتم صياغتها في وثيقة مشتركة.
وفيما يتعلق بالصعوبات التي يواجهها بعض الرعايا الفرنسيين الذين بقوا في الجزائر بعد الاستقلال والمالكين الشرعيين لممتلكات عقارية في ممارسة حقهم في الملكية، سجل الطرفان المسار الذي قام به فوج العمل المشترك الذي تم إرساءه لهذا الغرض، وكلفاه لإيجاد حلول ملائمة في ظل احترام التشريع الجزائري الساري المفعول.
وأشار الطرفان إلى أهمية مواصلة المناقشات، لفائدة المصلحة العليا للأطفال المرحلين، التي شرع فيها في إطار فوج العمل المشترك المكلف بمسألة إيجاد حل لوضعيات الأطفال المرحلين المولودين من زيجات مختلطة واتفقا لهذا الغرض على عقد اجتماع لاحق، في أقرب الآجال، لسنة 2014. كما اتفق الطرفان على عقد اجتماع، مستقبلا بباريس، بغية تبادل وجهات النظر حول شروط تقديم ملفات التعويض من طرف الضحايا الجزائريين للتجارب النووية الفرنسية والتي أجريت في الصحراء أو ذوي حقوقهم. 
وأكد الطرفان مجددا استعدادهما لتسهيل البحث وتبادل المعلومات التي من شأنها السماح بمعرفة موقع مقابر المفقودين الجزائريين والفرنسيين إبان حرب الاستقلال. وقررا، وضع، خلال الفصل الأول من سنة 2014، آلية للحوار تحت قيادة المصالح المختصة لوزارة المجاهدين ونظيراتها بوزارة الدفاع الفرنسية.    
يسجل الطرفان التطورات التي تم إحرازها بخصوص تسوية النزاعات بين المؤسسات الاستشفائية الفرنسية والمؤسسات والهيئات الجزائرية. واتفقا على عقد اجتماع، خلال الفصل الأول من 2014، للجنة المشتركة حول الشؤون الاجتماعية لمواصلة تطهير هذه النزاعات وتصفية الحسابات الناجمة عن تطبيق الاتفاقية الثنائية المتعلقة بالضمان الاجتماعي وبروتوكول العلاج الملحق به.
وحول المسألة الخاصة بالمشاكل التي يواجهها المتقاعدون الجزائريون الذين سبق لهم العمل بفرنسا، وتطبيقا لقرارات زيارة الدولة إلى الجزائر في ديسمبر 2012، أكد الطرفان مجددا إرادتهما في تشكيل فوج عمل مشترك يكلف باقتراح الحلول الملائمة.   
وفي الشقّ الاقتصادي، عبر الطرفان عن التزامهما بمواصلة دعمهما لتطوير شراكات اقتصادية ذات منفعة متبادلة في كل من الجزائر وفرنسا، والمؤدية في قطاعات مصنفة بالإستراتيجية، إلى مشاريع واتفاقات صناعية وتكنولوجية جديدة. وينبغي أن تحفز هذه المشاريع والاتفاقات تطوير وتنويع الاقتصاد الجزائري، وتعزيز تنافسية المؤسسات الجزائرية، وكذا خلق الظروف لتطوير المبادلات والاستثمارات بين البلدين، لا سيما بتحسين مناخ الأعمال.
 
دوّليا، أكدت الجزائر وفرنسا مجددا إرادتهما للعمل معا لصالح السلم والأمن الإقليمي والدولي.

شكرا على الاخبار التي تنقلها الينا
تسلم

تحياتي