سحبت اليوم في كوستا دو ساويبي، التي تقع في منطقة دوس كوكيروس على ساحل ولاية باهيا البرازيلية، قرعة نهائيات كأس العالم التي تستضيفها البرازيل في الفترة من 12 حزيران/يونيو وحتى 13 تموز/يوليو من عام 2014.
وأسفرت القرعة التي تابعها بشغف وترقّب كبيرين الملايين من عشّاق الساحرة المستديرة في العالم أجمع عن المجموعات التالية.
المجموعة الأولى
البرازيل - كرواتيا - المكسيك - الكاميرون
المجموعة الثانية
إسبانيا - هولندا - تشيلي - أستراليا
المجموعة الثالثة
كولومبيا - اليونان – كوت ديفوار - اليابان
المجموعة الرابعة
أوروغواي - كوستاريكا - إنكلترا - إيطاليا
المجموعة الخامسة
سويسرا - الإكوادور - فرنسا - هندوراس
المجموعة السادسة
الأرجنتين - البوسنة والهرسك - إيران - نيجيريا
المجموعة السابعة
ألمانيا - البرتغال - غانا – الولايات المتّحدة
المجموعة الثامنة
بلجيكا - الجزائر - روسيا – كوريا الجنوبية
شخصيات متميّزة وأجواء رائعة
انطلقت إجراءات القرعة في تمام الساعة الخامسة مساء بتوقيت وسط أوروبا، السابعة مساء بتوقيت مكّة المكرمة، وأشرف عليها بشكل رسمي ومباشر أمين عام الاتّحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" جيروم فالكه، وقام بمساعدته بسحب القرعة شخصيات متميّزة وصاحبة تاريخ كبير وإنجازات رائعة، ففي عالم كرة القدم جاء الأسطورة الأوروغوايانية ألسيديس غيغيا والإنكليزي جيف هيرست والبرازيلي كافو والإيطالي فابيو كانافارو والأرجنتيني ماريو كيمبيس والإسباني فيرناندو هييرو والفرنسي زين الدين زيدان والألماني لوثار ماتيوس.
وأقيم حفل القرعة داخل قاعة سعتها 9000 متر مكعب، وحضر الاحتفال 4800 شخص وشاركت في تغطيته 30 محطّة إذاعية إضافة إلى 79 قناة تلفزيونية، وتمّ بثّ الحفل لما يقارب 200 دولة.
وتابع سحب القرعة وتوزيع المنتخبات المشاركة على المجموعات الثماني من داخل القاعة في كوستا دو ساويبي 30 مدرّباً من أصل 32 مدرّباً قادوا منتخباتهم للنهائيات، وتغيّب فقط ميخيل هيريرا مدرّب المكسيك إضافة إلى أوسكار تاباريز مدرّب المنتخب الأوروغواياني، الذي أجرى بالأمس جراحة في الظهر تغيّب على إثرها.
روسيف وبلاتر يفتتحان الحفل
في بداية الحفل صعد إلى منصّة الحفل كلّ من رئيسة البرازيل ديلما روسيف ورئيس الاتّحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر، ودعت روسيف الحضور إلى الوقوف دقيقة حداداً على روح الزعيم الجنوب أفريقي المناضل العالمي الراحل نيلسون مانديلا.
وقالت روسيف في كلمة مقتضبة أن الجميع يعلم أن البرازيل هي موطن كرة القدم، وسوف تحتفي البرازيل كما يجب بكأس العالم القادمة وستكون كأس الكؤوس وسيحتفي البرازيليون بكلّ المنتخبات المشاركة والوفود التي ستحلّ ضيفةً عليها، وستكون البطولة القادمة فرصة للتعرّف على البرازيل موطن الحضارات والثقافات المتعدّدة، والذي تمكّن شعبها من التغلّب على الفقر وتحقيق أعلى معدلات النمو في الفترة الماضية، باختصار ستكون أفضل البطولات في تاريخ المونديال.
وتطرقت روسيف للحديث بشكل خاص عن منتخب بلادها فقالت إن البرازيل هو المنتخب الوحيد الذي فاز بالمونديال خمس مرّات، كما أننا البلد الوحيد الذي شارك في كلّ نسخ المونديال الماضية وقالت بفخر شديد نحن أرض بيليه ورونالدو، اليوم لدينا منتخب قوي مليء بالمواهب، ولدينا مدرّب كبير وبطل ولديه مساعد بطل آخر هو باريرا العظيم أنا متفائلة بتحقيق اللقب القادم.
أما بلاتر فقد أشار في كلمته إلى أن كأس العالم عادت إلى البرازيل في الوقت المناسب، حيث تحلّ في العام القادم الذكرى الرابعة والستين على تنظيم البرازيل لمونديال 1950، وأوضح بلاتر أن العالم ينبغي أن يعرف القيمة الحقيقية لكرة القدم، وكيف أنها وحّدت الشعوب ومنحت الأمل للكثيرين.
وعقب ذلك عُرض على الحضور فيلم تسجيلي قصير عن أبرز لحظات كلّ البطولات الماضية بداية من البطولة الأولى التي استضافتها الأوروغواي عام 1930 ونهاية بمونديال 2010 في جنوب أفريقيا.
وصعد إلى المسرح مدرّب المنتخب الإسباني فنسنتي ديلبوسكي المتوّج مع منتخب إسبانيا بكأس العالم الماضية، وقال ديلبوسكي سنحاول جاهدين أن نحافظ على اللقب، ولكننا سنواجه منافسة شرسة من أجل ذلك.
وعُرض عقب ذلك فيلم تسجيلي تطرّق بإيجاز للمنتخبات الـ32 المشاركة في المونديال القادم، وأبرز لقطات ولحظات تلك المنتخبات في التصفيات الماضية.
رونالدو يتوقّعها الأفضل
وتحدّث رونالدو، أفضل مهاجم في تاريخ كأس العالم بتسجيلة 15 هدفاً في بطولات 1998 و2002 و2006، حيث قال إنه يعتقد أن البطولة القادمة ستكون من أفضل نهائيات كأس العالم بسبب مشاركة العديد من النجوم الكبار مثل ميسي ورونالدو وسواريز، كما أن جميع المنتخبات الكبرى تبدو في أفضل حالاتها.
وجاء الدور على النجم البرازيلي الكبير بيبيتو ومارتا أفضل لاعبة في العالم اللذين قدّما للحضور تميمة كأس العالم المعروفة باسم "فوليكو" والتي قامت بحركات مرحة وقلدت اسلوب بيبتو الشهير بالاحتفال عندما كان يسجّل الأهداف في مونديال 1994.
وخلال الحفل قدّم العديد من العروض الموسيقية المبهرة شارك فيها فنانون مشهورون من البرازيل مثل ألسيوني وإميسيدا والثنائي فانيسا دا ماتا وألكسندر بيريس ومصمّمة الرقصات الشهيرة ديبورا كولكير إلى جانب مارغريت مينيزيس وأولودوم المنحدرين من ولاية باهيا التي احتضنت أحداث القرعة.
وجاء الدور على النجم الأسطوري البرازيلي بيليه، الذي تحدّث للحضور قائلاً إنه يثق ثقة كبيرة في أن منتخب بلاده سيلعب المباراة النهائية، وأردف قائلاً إنه حتى الآن يتذكّر تماماً اليوم الذي خسرت بلاده نهائي مونديال 1950 وكيف شاهد والده وهو يبكي بشدّه حزناً لذلك وقتها أدرك أن البرازيل خسرت اللقب، لذلك هو يعتقد أنها فرصة رائعة للمنتخب البرازيلي لكي يساعدنا على محو تلك الذكريات الصعبة.
وفي النهاية وقبل الولوج إلى اللحظة التي ينتظرها الجميع وهي بداية سحب القرعة، شاهد الحضور فيلماً تسجيلياً عن المدن المستضيفة لمباريات البطولة وهي برازيليا وبورتو أليغيري، وبيلو هوريزونتي وريسيفي، ريو دي جانيرو وسالفادور إضافة إلى ساوباولو وفورتاليزا وكوريتيبا وكويابا وماناوس وناتال.
32 منتخباً وأربعة أوعية
وكانت المنتخبات الـ 32 المتأهّلة إلى المونديال القادم قد وضعت تلقائياً في ثمانية أوعية جاءت على النحو التالي .
الوعاء الأوّل..وشمل المنتخبات المصنّفة كرؤوس للمجموعات وذلك بناء على تصنيف الفيفا للمنتخبات العالمية في تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي وشمل هذا الوعاء منتخبات ( البرازيل – الأرجنتين – بلجيكا – سويسرا – كولومبيا – الأوروغواي – ألمانيا – إسبانيا)
الوعاء الثاني.. وشمل منتخبات أفريقيا وبقية منتخبات أميركا الجنوبية وضمّ سبعة منتخبات(الجزائر - الكاميرون - كوت ديفوار - غانا - نيجيريا - تشيلي – الإكوادور).
الوعاء الثالث.. وضمّ المنتخبات الآسيوية ومنتخبات الكونكاكاف وجاء فيه (أستراليا - إيران - اليابان - كوريا الجنوبية - كوستاريكا - هندوراس - المكسيك - الولايات المتّحدة الأمريكية )
الوعاء الرابع.. وضمّ بقية المنتخبات الأوروبية التسعة المتأهّلة للمونديال وهي (البوسنة والهرسك - كرواتيا - إنجلترا - فرنسا -اليونان - إيطاليا - هولندا - البرتغال – روسيا).
قرعة متوازنة ومواجهات مكرّرة
وفي بداية إجراءات القرعة تمّ سحب أحد المنتخبات من الوعاء الرابع - الوحيد الذي يحتوي على 9 منتخبات - ووضعه في الوعاء الثاني فتساوت بالتالي جميع المستويات بثماني كرات.
عقب ذلك تم الانتقال إلى الوعاء الأوّل، حيث وضعت البرازيل بصورة تلقائية في المركز الأوّل من المجموعة الأولى، ثمّ سحبت بقية منتخبات هذا الوعاء لتوزيعها بالتتابع على رؤوس المجموعات الثماني.
وجاءت البرازيل على رأس المجموعة الأولى ومعها كلّ من كرواتيا والمكسيك والكاميرون، وستشهد هذه المجموعة مواجهات سبق وأن تكرّرت في بطولات كأس العالم الماضية، حيث لعبت البرازيل مع كرواتيا في الدور الأوّل من مونديال 2006 وانتهت بفوز البرازيل بهدف دون ردّ، كما اكتسح نجوم السيلساو أسود الكاميرون في الدور الأوّل من مونديال 1994، فيما وقعت المكسيك في مواجهة كرواتيا تماماً، كما حدث في كأس العالم عام 2002 ووقتها فازت المكسيك بهدف دون ردّ، والمثير أيضاً أن البرازيل واجهت المكسيك في افتتاح مونديال 1950 الذي استضافته البرازيل على أرضها وانتهى اللقاء بفوز راقصي السامبا برباعية نظيفة.
ووقعت المكسيك والبرازيل ضمن المجموعة الأولى أيضاً في مونديال عام 1954 وانتهى اللقاء بين الفريقين بفوز البرازيل (5-0).
أما المجموعة الثانية فضمّت كلاً من إسبانيا وهولندا وتشيلي وأستراليا، وسيشهد افتتاح تلك المجموعة مواجهة نارية من العيار الثقيل بين إسبانيا وهولندا في إعادة لنهائي مونديال جنوب أفريقيا، كما أن إسبانيا واجهت تشيلي في الدور الأوّل من المونديال الماضي أيضاً وفاز الإسبان وقتها (2-1).
وضمّت المجموعة الثالثة كلاً من كولومبيا واليونان وكوت ديفوار واليابان، وهي المرّة الثانية على التوالي التي يواجه فيها منتخبا اليونان واليابان منتخباً أفريقيا في مجموعتهما إذ واجهت اليونان نيجيريا ضمن المجموعة الثانية من المونديال الماضي، فيما كانت اليابان مع الكاميرون ضمن المجموعة الخامسة من المونديال ذاته.
المجموعة الرابعة هي بحقّ مجموعة الموت في المونديال القادم، وضمّت أوروغواي وكوستاريكا وإنكلترا وإيطاليا، وكانت أوروغواي قد واجهت إنكلترا ضمن المجموعة الأولى من مونديال 1966 وانتهى اللقاء بالتعادل بدون أهداف، كما لعبت إيطاليا مع أوروغواي في ثمن نهائي مونديال 1990 وانتهى اللقاء بفوز إيطاليا (2-0) وضمن المونديال ذاته فازت إيطاليا على إنكلترا (2-1) في باري في مباراة تحديد المركز الثالث.
المجموعة الخامسة، التي ضمّت منتخبات سويسرا والإكوادور وفرنسا وهندوراس، فستشهد مواجهتين مكرّرتين أيضاً، حيث سبق أن واجهت سويسرا هندوراس في المونديال الماضي ضمن المجموعة الثامنة وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي، بينما اصطدمت سويسرا بفرنسا ضمن المجموعة السابعة من مونديال 2006، وانتهت مواجهتهما بالتعادل السلبي وقتها.
المجموعة السادسة ضمّت منتخبات الأرجنتين والبوسنة والهرسك وإيران ونيجيريا، وهي المرّة الرابعة لنيجيريا من بين خمس مشاركات التي تقع فيها مع الأرجنتين في مجموعة واحدة حيث تواجه المنتخبان ضمن المجموعة الرابعة من مونديال 1994 وانتهى اللقاء (2-1) لصالح الأرجنتين، وفي مونديال 2002 وقع المنتخبان ضمن المجموعة السادسة وفازت الأرجنتين وقتها (1-0)، وبالنتيجة ذاتها انتهت المواجهة الثالثة بين المنتخبين وكانت ضمن المجوعة الثانية من مونديال 2010 .
مجموعة قوية أخرى سيتابعها عشّاق الساحرة المستديرة ضمن المونديال القادم، هي المجموعة السابعة، التي ضمّت ألمانيا والبرتغال وغانا والولايات المتّحدة، وسبق لألمانيا أن واجهت غانا ضمن المجموعة الرابعة من المونديال الماضي وانتهى اللقاء بفوز الماكينات الألمانية بهدف دون ردّ، فيما ستمثّل مواجهة غانا والولايات المتّحدة المباراة الثالثة التي تجمع بين المنتخبين في المونديال الثالث على التوالي، حيث كان الفريقان قد التقيا ضمن المجموعة الخامسة من مونديال 2006 وانتهى اللقاء بفوز النجوم السوداء (2-1)، ثمّ حقّق المنتخب الغاني الفوز أيضاً بالنتيجة ذاتها ولكن بعد التمديد في ثمن نهائي مونديال 2010.
وكانت أميركا قد واجهت ألمانيا في رُبع نهائي مونديال 2002 وانتهى اللقاء بفوز الماكينات (1-0)، ويترقّب الجميع المواجهة القادمة بين المنتخبين في مونديال 2014 على اعتبار أنها ستكون المواجهة الأولى بين يورغن كلينسمان مدرّب المنتخب الأميركي ومساعده السابق يواكيم لوف مدرّب منتخب ألمانيا، وكان الثنائي قد عملا سوياً تحت مظلّة المنتخب الألماني وقاداه إلى الحصول على المركز الثالث في مونديال 2006.
وضمّت المجموعة الثامنة والأخيرة منتخبات بلجيكا والجزائر وروسيا وكوريا الجنوبية، وأبرز ملامح هذه المجموعة أن منتخبي بلجيكا وروسيا كانا قد وقعا ضمن المجموعة ذاتها في مونديال 2002 ضمن المجموعة الثامنة أيضاً وفازت وقتها بلجيكا (3-2 ) كما أن هناك مواجهة تاريخية أخرى وقعت بين الاتحاد السوفياتي وبلجيكا وكانت في ثمن نهائي مونديال 1986 بالمكسيك وانتهت بفوز بلجيكا (4-3) بعد التمديد.