استعرض الموضوع التالياذهب الى الأسفلاستعرض الموضوع السابق

الحكمة من نزول القرآن مفرقاً Empty الحكمة من نزول القرآن مفرقاً

admin
admin
المدير العام
المدير العام
رقم العضوية : 1
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 3049 نقاط التميز : 7194 تقييم العضو : 87 التسجيل : 05/08/2009
https://hammam24.ahlamontada.net
تمت المشاركة الجمعة أغسطس 21, 2009 8:56 pm
اللّهُ لاَ إِلَـهَ
إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ
لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ
عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا
خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء
وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا
وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
الحكمة من نزول القرآن مفرقاً






<blockquote>
أجمع أهل العلم من أمة الإسلام على أن القرآن الكريم نزل من السماء الدنيا على قلب خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم مفرَّقاً على فترات، استغرقت أكثر من عشرين عاماً.
الحكمة من نزول القرآن مفرقاً X012
فمن مقاصد نزول القرآن مفرقاً تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم ومواساته،
لما ينتابه من مشقة تبليغ الرسالة وما يلاقيه من عنت المشركين وصدهم، فكان
القرآن ينـزل عليه بين الحين والآخر تثبيتًا له وإمدادًا لمواجهة ما
يلاقيه من قومه، قال تعالى مبينًا هذا المقصد: { كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً }
[الفرقان:32] فالمشركون بالله والمنكرون لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم
قالوا معاندين: هلا نزل عليه القرآن مرة واحدة، كما نزلت التوراة
والإنجيل؟! فردَّ الله عليهم قولهم ذلك ببيان أن الإنزال على تلك الصورة
إنما كان لحكمة بالغة، وهي تقوية قلب النبي صلى الله عليه وسلم وتثبيته؛
لأنه كالغيث كلما أنزل أحيا موات الأرض وازدهرت به، ونزوله مرة بعد مرة
أنفع من نزوله دفعة واحدة.

الحكمة من نزول القرآن مفرقاً X012
ثم من مقاصد تنـزيل القرآن مفرقاً الرد على شُبه المشركين أولاً بأول، ودحض حجج المبطلين، إحقاقًا للحق وإبطالاً للباطل، قال تعالى: { وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً }
[الفرقان:33] ففي الآية بيان لحكمة نزول القرآن مفرقاً، وهو أن المشركين
كلما جاءوا بمثل أو عَرْضِ شبهة ينـزل القرآن بإبطال دعواهم وتفنيد كذبهم،
ودحض شبههم.

الحكمة من نزول القرآن مفرقاً X012
ومن المقاصد المهمة لنزول القرآن مفرقاً تيسير حفظه على النبي صلى الله عليه وعلى أصحابه الذين لم يكن لهم عهد بمثل هذا الكتاب المعجز،
فهو ليس شعراً يسهل عليهم حفظه، ولا نثراً يشبه كلامهم، وإنما كان قولاً
ثقيلاً في معانيه ومراميه، فكان حفظه يحتاج إلى تريُّث وتدبر وتؤدة، قال
تعالى: { وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً } [الإسراء:106] أي أنزلناه على فترات لحكمة اقتضت ذلك، وهي أن نزوله مفرقاً أدعى إلى فهم السامع،. وفي قوله تعالى: {ورتلناه ترتيلاً} إشارة إلى أن تنـزيله شيئاً فشيئاً إنما كان كذلك ليتيسر حفظه وفهمه ومن ثَمَّ العمل به.

الحكمة من نزول القرآن مفرقاً X012
ومن المقاصد التي أُنزل القرآن لأجلها مفرَّقاً، التدرج بمن نزل في عصرهم القرآن؛
فليس من السهل على النفس البشرية أن تتخلى عما ورثته من عادات وتقاليد،
وكان عرب الجاهلية قد ورثوا كثيراً من العادات التي لا تتفق مع شريعة
الإسلام، كوأد البنات، وشرب الخمر، وحرمان المرأة من الميراث، وغير ذلك من
العادات التي جاء الإسلام وأبطلها، فاقتضت حكمته تعالى أن يُنـزل أحكامه
الشرعية شيئاً فشيئاً، تهيئة للنفوس، وتدرجاً بها لترك ما علق بها من تلك
العادات. يشير إلى هذا المعنى أن تحريم الخمر لم ينزل دفعة واحدة، بل كان
على ثلاث مراحل، كما دلت على ذلك نصوص القرآن الكريم. وفي قوله تعالى: { وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً }
إشارة إلى أن نزوله كان شيئاً فشيئاً حسب مصالح العباد، وما تتطلبه
تربيتهم الروحية والإنسانية، ليستقيم أمرهم، وليسعدوا به في الدارين.

الحكمة من نزول القرآن مفرقاً X012
من مقاصد نزول القرآن مفرقًا - إضافة لما سبق - مسايرة الحوادث المستجدة، والنوازل الواقعة، فقد كان القرآن ينـزل على النبي صلى الله عليه وسلم لمواكبة الوقائع الجديدة، وبيان أحكامها، قال تعالى: { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }
[النحل:89] فكثير من الآيات القرآنية نزلت على سبب أو أكثر، كقصة الثلاثة
الذي تخلَّفوا عن غزوة تبوك، وحادثة الإفك، وقصة المجادِلة، وغير ذلك من
الآيات التي نزلت بياناً لحكم واقعة طارئة.


وقد
كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يتوقف عن البتَّ في حكم مسألة ما
حتى ينـزل عليه الوحي، من ذلك مثلاً قصة المرأة التي ورد ذكرها في سورة
المجادلة، وكان زوجها قد قال لها: أنتِ علي كظهر أمي، فاشتكت إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم قولَ زوجها، فأمرها أن تتمهل ريثما ينـزل الله في
أمرها حكماً، فنـزل فيها قول الله تعالى: { الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم } إلى قوله: { وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } [المجادلة: 2-3] فكان فيما نزل عليه صلى الله عليه وسلم تقريرٌ شافٍ، وحكمٌ عادلٌ، لا يسع أحداً رده أو الإعراض عنه.



الحكمة من نزول القرآن مفرقاً X012

وأخيراً فإن من المقاصد المهمة التي لأجلها نزل القرآن مفرقاً الدلالة على الإعجاز البياني التشريعي للقرآن الكريم، وذلك أن القرآن نزل على فترات متقطعة قد تطول وقد تقصر،ومع
ذلك فنحن لم نجد اختلافاً في أسلوب بيانه، ولا خللاً في نسق نظمه، بل هو
على وزان واحد من أول آية فيه إلى آخر آية منه، وهذا من أهم الدلائل على
أن هذا القرآن لم يكن من عند البشر بل هو تنـزيل من رب العالمين، قال
تعالى: { كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } [هود:1] وقال سبحانه في حق كتابه: { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } [42].


الحكمة من نزول القرآن مفرقاً W6w20050413135150664f9f403

ومن
المفيد أن نشير في نهاية المطاف إلى أن أغلب أهل العلم - المتقدمين منهم
خاصة - يستعملون مصطلح "التنجيم" للدلالة على أن القرآن نزل على رسول الله
صلى الله عليه وسلم مفرقاً، وأنه لم ينزل جملة واحدة.

ولا
شك أن لنـزول القرآن مفرقاً مقاصد أخرى غير ما ذكرناه، وإنما اقتصرنا على
أهمها. نسأله تعالى التوفيق والسداد والقبول في أعمالنا، إنه خير مسؤول،
والحمد لله رب العالمين.
</blockquote>

الحكمة من نزول القرآن مفرقاً Empty رد: الحكمة من نزول القرآن مفرقاً

barca
barca
عضو محترف
عضو محترف
رقم العضوية : 2
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 30675 نقاط التميز : 40640 تقييم العضو : 915 التسجيل : 05/08/2009 الإقامة : guelma
http://www.guelma24.net
تمت المشاركة الأربعاء أكتوبر 14, 2009 12:06 pm
الحكمة من نزول القرآن مفرقاً 915531
استعرض الموضوع التاليالرجوع الى أعلى الصفحةاستعرض الموضوع السابق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى