استعرض الموضوع التالياذهب الى الأسفلاستعرض الموضوع السابق

فحتى لا نفقدها Empty فحتى لا نفقدها

عبدالحميد19
عبدالحميد19
عضو محترف
عضو محترف
رقم العضوية : 13498
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 10031 نقاط التميز : 12439 تقييم العضو : 105 التسجيل : 07/10/2012 العمر : 34 الإقامة : برج بوعريريج
تمت المشاركة الأحد سبتمبر 15, 2013 9:57 pm

لماذا الحديث عن الشكر؟
من الأسباب التي دعتني إلى الكتابة في مثل هذا الموضوع ما يلي:
1- الشكر أصل من أصول الإيمان التي يجب العمل بها، فكما قيل: الإيمان نصفان نصف شكر، ونصف صبر.
2- ورود نصوص كثيرة من القرآن والسنة تحثنا على الشكر، وتحذرنا من الجحود.
3- قلة السالكين في طريق الشكر، كما قال تعالى: ﴿ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [1].
4- انتشار ظاهرة الإسراف والتبذير في مجتمعنا مما قد يؤذن بأن ما نحن فيه من نعم في خطر فلنتنبه جيدًا. قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [2].
5- غفلة كثير من الناس عن مثل هذا الموضوع، وعده نافلة من نوافل القول والعمل.
6- إن الشكر من أخلاق الأنبياء، قال الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام: ﴿ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ ﴾[3]، وقال عن نوح عليه السلام: ﴿ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ﴾[4].
7- إن الله وعد الشاكرين بالمزيد، والجاحدين بالوعيد الشديد، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾[5].
8- عدم شكر النعم هدف يسعى الشيطان إلى تحقيقه. قال تعالى: ﴿ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾[6].
9- الشكر يجلب النعم ويزيدها، ويدفع حلول النقم.
10- مدى أهمية حاجتنا إلى معرفة نعم الله علينا، فنرد الجميل إلى المنعم بالشكر والعرفان بفضله، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ ﴾[7].
11- إن كثيرًا من النعم - وللأسف الشديد - استعملت في معصية الله، وهذا من أشد أنواع الجحود والكفران.
تعريف الشكر

الشكر لغة:
مصدر شكر يشكر، وهو عرفان الإحسان ونشره. والشكر من الله: المجازاة والثناء الجميل. والشكور:كثير الشكر، والجمع شُكُر، وفي التنزيل: ﴿ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ﴾[8]، وهو من أبنية البالغة.
وأما الشكور في صفات الله - عز وجل - فمعناه أنه يزكو عنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء، وشكره لعباده مغفرته لهم، وقولهم: (شكر الله سعيه) أي بمعنى أثابه الله على ذلك[9].
الشكر اصطلاحًا:
قال ابن القيم - رحمه الله -: الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده ثناءً واعترافا ً، وعلى قلبه شهودًا ومحبة، وعلى جوارحه انقيادًا وطاعة[10].
وقال السعدي - رحمه الله - في تفسيره: (الشكر: اعتراف القلب بمنة الله تعالى، وتلقيها افتقارًا إليها، وصرفها في طاعة الله تعالى، وصونها عن صرفها في المعصية)[11].
وعرفه آخرون بقولهم: الشكر هو الثناء على المنعم بما أولاكه من معروف.

حقيقة الشكر

أخي الحبيب:
إن حقيقة الشكر لا يمكن لنا أن نحيط بها إلا إذا أمعنا النظر في النعم وعرفنا قيمتها إذ لو فقدت مثلاً، ولكن قبل هذا وذاك دعونا نتأمل ما قاله صاحب كتاب "إذا صح الإيمان"عن حقيقة الشكر فيقول: "إذا صح إيمان العبد قامت في قلبه حقيقة الشكر لله والاعتراف له بالفضل والمنة واستشعر قوله تعالى: ﴿ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾[12] واستحضر أن كل ما به من قوة وسمع وبصروحركة وقدرة،و ذكاء وعقل، وأكل و شرب، ونفس وأن ما احتوى عليه هذا الجسم من خلايا وعروق، وأنسجة وأعصاب، وما يجري فيه من دماء، أن كل ذلك وغيره مما نعلم وممالا نعلم أنه من الله وبتدبيره وفضله، ورعايته وحفظه، ليس فقط على المتقين بل على الناس أجمعين؛ قال الله تعالى: ﴿ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا ﴾[13].
ويقول أيضًا: "إن من قامت في قلبه حقيقة الشكر استشعر أنه بين نعمة و ذنب ولا تصلح النعمة إلا بالحمد والشكر، ولا يصلح الذنب إلا بالتوبة والاستغفار"[14].

فضل الشكر

لقد ذكر الله الشكر في أكثر من خمسين موضعًا من كتابه الكريم، فمرة قرنه سبحانه بالإيمان به وأخبر أنه لا غرض ولا حاجة له في عذاب خلقه إن شكروا و آمنوا به، فقال تعالى: ﴿ مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ﴾[15].
وتارة أخرى يخبر سبحانه أن أهل الشكر هم المخصوصون بمنته عليهم من بين عباده فقال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَؤُلاء مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ﴾[16].
بل إن الله وصف عباده الشاكرين بأنهم قلة من عباده فقال تعالى: ﴿ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾[17]، ومما يدل على فضل الشكر وعلو منزلته أن رضا الله معلق بالشكر.
يقول ابن القيم - رحمه الله -: "ومن منازل ﴿ إياك نعبد وإياك نستعين ﴾ منزلة الشكر، وهي من أعلى المنازل، وهي فوق منزلة ((الرضا)) وزيادة؛ فالرضا مندرج في الشكر إذ يستحيل وجود الشكر بدونه"[18].
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها)[19].
وعلق سبحانه زيادة النعم بشكره عليها ومن جحدها كان له العذاب الشديد من الله، فقال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾[20]؛ فبين سبحانه أنه متى ما شكرت نعمه يزيدك بغير حساب، وزيادته لا حد لها، كما أنه لا نهاية لشكره.
قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه - لرجل من همذان: "إن النعمة موصولة بالشكر، والشكر يتعلق بالمزيد، وهما مقرونان في قرن فلن ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر من العبد "[21].
وقال الحسن البصري - رحمه الله -: "إن الله ليمتع بالنعمة ما شاء، فإذا لم يشكر عليها قلبها عذابًا".
وعن معاذ -رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيده وقال: ((يا معاذ، والله إني لأحبك ثم أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك))[22]؛ فهذا الحديث يدل على عظم منزلة الشكر وفضله، إذ جعل الشكر مدار الخير وعنوانه، ولهذا أوصى معاذًا بطلب العون من الله على هذه العبادة، وجعل موضع الطلب في دبر كل صلاة تشريفًا، وتكرار الطلب في اليوم خمس مرات دلالة على أهميته وفضله.

الشيطان يحول بينك وبين الشكر

ولما عرف عدو الله إبليس - اللعين - قدر مقام الشكر وفضله، وأنه من أجل المقامات وأرفعها، جعل غايته ومناه أن يحول بين العباد وبين الشكر، وصرفهم عنها بأي وسيلة كانت، فعندما أمره الله - سبحانه وتعالى - بالسجود لآدم - عليه السلام - امتنع للاستجابة لهذا الأمر، فطرده وجعله من الملعونين وتوعده بدخول النار، ولكنه لم يكتف بسماع أوامر الطرد والإبعاد، وإنما قام بكل وقاحة وخبث بسرد خطته لإغواء بني آدم.
يقول الله تعالى: ﴿ لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾[23]؛ فهنا يكشف إبليس حقيقة تخفى على كثير من الناس وهي أن معظم الناس لا يقومون بشكر الله والناجي منهم هو الذي يقوم بأداء الشكر.
يقول الشيخ: عبد الرحمن السعدي - رحمه الله -: "وإنما نبهنا الله على ما قال وعزم على فعله لنأخذ حذرنا ونستعد لعدونا، ونحترز منه بعلمنا بالطريقة التي يأتي منها، ومداخله التي ينفذ منها، فله تعالى علينا بذلك أكمل نعمة"[24].
وذكر الأستاذ: سيد قطب - رحمه الله - كلامًا لطيفًا حول هذه الآية فقال: "ويجيء الشكر تنسيقًا مع ما سبق في مطلع السورة: ﴿وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ ﴾ [الأعراف:10] لبيان السبب الحقيقي في قلة الشكر، وكشف الدافع الحقيقي الخفي من حيلولة إبليس دونه وقعوده على الطريق إليه ليستيقظ البشر للعدو الكامن الذي يدفعهم عن الشكر والهدى[25].

أمور معينة على الشكر

الأمور المعينة على الشكر كثيرة، ولكن نجملها في هذه الأسباب على سبيل المثال لا الحصر لها:
1-إمعان النظر في كثرة النعم التي نرفل فيها ليلاً ونهارًا، وسرًا وجهارًا، وأننا مطالبون بشكر الله عليها سواءً كانت حسية أو معنوية.
2- النظر في أمور الدنيا إلى من هو دونك، وإلى أمور الآخرة في من فوقك، كما أرشدنا إلى ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: "انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم "[26].
3- مقارنة ما نحن اليوم فيه من النعم وبين ما كان عليه سلفنا وأجدادنا في الماضي.
4- التحدث بالنعم، قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾[27]؛ قال الحسن البصري: "أكثروا من ذكر هذه النعم، فإن ذكرها شكر ".
5- الاقتصاد في النعمة وصرفها في الخير.
6- النظر في سير الصالحين، وكيف كانوا يشكرون الله على نعمه.

7- زيارة دور الإعاقة والمصحات النفسية وغيرها، والنظر في حال أولئك المرضى لنستشعر قيمة ما نحن فيه من نعم كثيرة قلّ لها شكرنا [28].
8- محبة النعمة واحترامها طريق إلى الشكر.
9- تذكر الماضي من جاهلية وضلال وفقر، وكيف توالت عليك نعم الله، قال تعالى مذكرًا نبيه - صلى الله عليه وسلم - بعض نعمه عليه: ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى ﴾[29].
10- التفكر في حقيقة الشكر.
كيف يتحقق الشكر لله؟

لكي يتم لك تحقيق الشكر على أكمل وجه لا حظ أن الشكر يقوم على ثلاثة أركان وهي:
الركن الأول: الاعتقاد الصادق بالقلب بأن الله وحده هو واهب النعم فيزداد معها حبك للمنعم، لأن القلوب جلبت على محبة من أحسن إليها.
الله أكبر!! كم يكون حبنا لله مقابل نعمه علينا، وهو الذي قال: ﴿ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾[30].
الركن الثاني: الاعتراف باللسان، أي بالتحدث بالنعمة ونسبتها إلى منعمها وكثرة الحمد والثناء عليه كلما لاحت لنا نعمة نقول: الحمد لله....الحمد لله.
الركن الثالث: استعمال النعم في طاعة الله وبذلها فيما يرضيه، وكفها عن معاصيه، فليحذر المسلم من أن يستعين بنعم الله على معاصيه أو يتقوى بها لبلوغ شهواته فهذا عين النكران والجحود .

فحتى لا نفقدها Empty رد: فحتى لا نفقدها

avatar
زائر
زائر
تمت المشاركة الخميس سبتمبر 19, 2013 4:11 pm
جزآك الله خير وجعله المولى في موآزين حسناتك.

فحتى لا نفقدها Empty رد: فحتى لا نفقدها

عبدالحميد19
عبدالحميد19
عضو محترف
عضو محترف
رقم العضوية : 13498
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 10031 نقاط التميز : 12439 تقييم العضو : 105 التسجيل : 07/10/2012 العمر : 34 الإقامة : برج بوعريريج
تمت المشاركة الخميس سبتمبر 19, 2013 10:01 pm
العفووووو

فحتى لا نفقدها Empty رد: فحتى لا نفقدها

avatar
زائر
زائر
تمت المشاركة الأربعاء سبتمبر 25, 2013 6:55 pm
بارك الله فيك واحسن اليك

فحتى لا نفقدها Empty رد: فحتى لا نفقدها

عبدالحميد19
عبدالحميد19
عضو محترف
عضو محترف
رقم العضوية : 13498
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 10031 نقاط التميز : 12439 تقييم العضو : 105 التسجيل : 07/10/2012 العمر : 34 الإقامة : برج بوعريريج
تمت المشاركة الخميس سبتمبر 26, 2013 9:44 pm
العفوووووووووو اخي
استعرض الموضوع التاليالرجوع الى أعلى الصفحةاستعرض الموضوع السابق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى