الرئيسية
المنشورات
أحدث الصور
التسجيل
دخول
-
مشكلة من أخطر المشكلات .. التي لها العديد من الأبعاد النفسية والاجتماعية وغيرها من الأبعاد المحيرة.
- قالت لي إحدى الفتيات : أنها قد أصيبت بما يشبه العقدة النفسية لما حدث لشقيقتها التي تزوجت وعانت من قسوة وجبروت وظلم زوجها .. وإهانته الدائمة لها .. والتعامل معها كأنها جارية .. أو خادمة بلا حقوق ولا أجر ولا كرامة..
- وعاشت هذه الفتاة في حيرة بالغة من أمرها .. هل تتزوج وتصبح مثل شقيقتها .. وتترك نفسها لرجل يذلها ويعتقلها ويجرح كرامتها ويستعبدها باسم " الزواج" .
- وعندما حاولت تهدئتها .. لمعرفة حقيقة الأمر... قالت لي وقد ملأت الدموع عينيها :
- إن شقيقتي قد تزوجت من شاب ..كان كل ما فيه يبشر بالخير ...إلا أنه بعد خمسة أعوام من الزواج ...كان قد تغير وتبدلت كل صفاته وأحواله ...حيث سار في طريق امرأة أخرى ..وعندما علمت شقيقتي بذلك .. لم تتمالك نفسها وطالبته بالطلاق لأنها لن تتحمل هذه الإهانة ...لكنه رفض أن يطلقها وأبى وهددها وتوعد ...إذ كيف تتجرأ وتطلب مثل هذا الطلب... أبقاها في عصمته وأذاقها من ألوان الذل والمهانة والعذاب ما لا يمكن تحمله ولا يمكن وصفه...وسار في طريق المرأة الأخرى ... ظلت المسكينة تعاني ثلاث سنوات إلى أن تمكنت من الحصول على حريتها بعد اللجوء لساحات القضاء... وبعد رحلة حزينة مرهقة لأعصابها وكرامتها وصحتها ..
- ثم أردفت الفتاة قائلة:
لقد عشت هذه التجربة القاسية مع شقيقتي .. وأقسمت ألا أسلم قلبي لرجل...إلا أن قلبي كان له قرار مختلف كثيراً عما أقسمت عليه.. فقد وقعت في براثن الحب..وحاولت مراراً وتكراراً أن أدفع هذا الحب الذي يغزو كياني كله.. ولكن دون فائدة.. فقد تمكن الحب مني
- ولم أستطع مقاومته. وأخيراً تمت خطبتي ... وسرعان ما بدأت المشاكل قبل عقد القران.
حيث أصريت على أن تبقى العصمة في يدي..وبالتأكيد هذا الأمر لم يوافق عليه حبيبي لأنه فيه مهانة له ولكرامته ولرجولته.
- ظلت هذه الفتاة تصف لي مشاعرها وحبها لهذا الشخص وتعلقها به ..إلا أنها كلما تذكرت ما حدث لشقيقتها .. شعرت بالخوف وأنها غير مقتنعة أبداً بالتفريط في أن تكون عصمتها بيدها.
- وظلت تبكي وتبكي ... وتتساءل : لماذا يفكر الرجال بهذا الشكل؟ هل هم ظالمون ؟ وماذا تفعل هي وعقدتها بداخلها تجذبها في اتجاه .. وحبها يجذبها في اتجاه آخر ..وهكذا حتى أوشكت أن تتمزق تماماً.
- وقفت حائرة لا أدري ماذا أفعل وماذا أقول.. ولكنني عندما فكرت ..وحاولت التوصل إلى حل لهذه القضية الخطيرة.. وجدتني أقول:
- لكي نناقش هذه المشكلة .. وتتضح الصورة أمامنا ..لابد من الإجابة عن ثلاثة أسئلة :
- لماذا تطلب المرأة أن تصبح العصمة في يدها؟
- لماذا يرفض الرجل؟
- كيف ينظر المجتمع لهذه القضية؟
- ولكي نصل لأرض مشتركة من الفهم.. لابد أن يفهم كل منا الآخر ويدرك دوافعه. فإذا علم الرجل لماذا تطالب المرأة بالعصمة...وإذا وعيت المرأة لماذا يتحرج كثير من الرجال_إن لم يكن جميعهم_ من تلبية هذا الطلب...عندما يفهم كل منا الآخر.. فبالتأكيد ستقترب المسافات ... وستزول كثير من الخلافات.
- وقد حاولت الإجابة عن الأسئلة الثلاثة من وجهة نظري :
- فالمرأة التي تريد عصمتها بيدها وتجعلها شرطاً .. بالتأكيد هي امرأة تواجه مشكلة .. إنها تستحق المساعدة بدلاً من رميها بالتمرد .. لأنها امرأة خائفة ومرعوبة ...لذا فإنها تحاول أن تستمد الأمان لإتمام الزيجة...وهذه الزيجة تريد إتمامها إما لأنها أحبت هذا الرجل بصدق وتريد أن تكمل معه مشوار الحياة... وإما لمصلحة تريد تنفيذها والحصول عليها عن طريق الاقتران به..
- وإذا كانت المنفعة والمصلحة هما كل ما تبغي من هذا الرجل.. فقد أخطأت الطريق من البداية .. لأن هذا الزواج لن يدوم .. وسينهار عند أول منعطف .. لأنه قائم على باطل وغش وخداع. وما بني على باطل فهو باطل. فالزواج مشاركة وأمان وسكن ومودة ورحمة.. وليس صفقة تحتمل النجاح أو الفشل..
- أما في حالتنا هذه .. فإن الفتاة هنا تحب هذا الرجل وتتمناه زوجاً لها .. إلا أنها تقع في صراعين : أولهما : خوفها من الزواج ..الخوف الذي تكبر جذوره بداخلها..الخوف الذي منعها من ممارسة الحياة الطبيعية التي تنعم فيها بالاستقرار والحب والأمان . فقد أصبح الخوف أقوى عندها من الرغبة في الاستقرار وأقوى حتى من غريزة الأمومة التي يحققها الزواج.
- أما الصراع الثاني: فيتمثل في لهفتها على الارتباط بهذا الرجل الذي ملك فؤادها وكل كيانها ..إنها تخشى الارتباط لكنها تسعى إليه. من هنا فقد أصبح حبها أقوى من خوفها الذي كان بدوره عائقاً أمام غرائزها الطبيعية . حيث أصبح حب هذا الرجل أقوى حتى من حذرها. وعلى هذا الرجل في هذه الحالة ألا يفرط في هذه التي أحبته بصدق من أعماق قلبها .. وعليه أن يدرك أنها تعاني بشدة.. لأنه بالرغم من جبروت وقوة هذا الحب ,, إلا أنها لم تستطع بعد الانتصار على مخاوفها .. بل أصبح الخوف خوفين :
- خوف الحرمان من هذا الحبيب.
- خوف الارتباط به دون ضمانات.
- لقد أصبحت المسألة نفسية عميقة ودقيقة لأبعد مدى ..فالفتاة لا يمكنها أن تحصل على تعهد مكتوب من الزوج بحسن معاملتها وعدم إهانتها ..لذا فهي تحاول توفيق صراعاتها النفسية عن طريق تتصور فيه خلاصها .. فتطالب برخصة أجازها الله لها .. وهو حقها في تطليق نفسها...
- وللأسف فإن معظم الرجال لا يفهمون كل هذه الأبعاد والخبايا ... ويتصور الواحد منهم أن المرأة التي تتجرأ على طلب كهذا ..إنما تحاول إهانة رجولته واعتزازه بنفسه..
- حتى المرأة نفسها عندما تعرض هذا الطلب .. فإنها تغلفه بخوفها انتظارا للرد.
- فإذا رفض خطيبها هذا الطلب دون أن يناقشه .. فهي تتأكد في قرارة نفسها أنه مثل أغلبية الرجال يحمل بذور الظلم بداخله. وإذا حدث ونزلت على رغبته وتنازلت عن طلبها رغماً عنها .. فهي تجمع كل مخاوفها وتدخرها في أعماقها وتبدأ حياتها معه وهي متوقعة الغدر في أية لحظة.
هذا بالنسبة لإجابة السؤال الأول.. وسأكتفي بإجابته .. وسأترك لمن يدخل هذا الموضوع فرصة الرد على السؤالين الباقيين .. وغيرهما من الأسئلة .. التي أرجو من كل من يدخل
الإجابة عنها بمنتهى الصراحة والصدق والأمانة . وإليكم الأسئلة :
- لماذا يرفض الرجل أن تكون العصمة بيد الزوجة؟
- كيف ينظر المجتمع لهذه القضية؟
- هل أنت كرجل .. تقبل أن تكون العصمة بيد زوجتك مهما بلغ حبك لها ؟
- لماذا لا يتعامل معظم الرجال مع المرأة على أنها كائن له حقوقه واحترامه..و لا يحاول أن يتعامل معها على أنها جزء من كيانه وكرامته.. وكما يرضى لنفسه..لابد أن يرضى لها؟
- لماذا يتصف معظم الرجال بالأنانية وحب الذات بشكل مبالغ فيه.. فيحللون لأنفسهم كل شئ.. ويمنعونه عن زوجاتهم؟
- هل إذا أرادت المرأة أن تكون العصمة بيدها لخوفها من الغدر بها وخوفها من الخيانة ..هل بذلك تعتبر متمردة وخارجة عن المألوف؟
وفي نهاية هذه القضية الجديدة.. أرجو أن تعبروا عن آرائكم بكل صدق وصراحة..
وأسأل الله أن يسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليه.
وأن يعافينا مما ابتلى به الكثيرين
منقول
