الهدف يتعاطف مع الرامي والسهم قد انطلق
وماذا يفيد العطف ورقّة الحرف وحزن الصياد على غزال في قلبه سهم
او موهوم قتله الوهم
او عليل ترك له الطبيب قنينة الدواء تحت السيف والمقصلة
الثوابت لا تتغير وإنما نحنُ نتمسك بقشور تدور في دوائر
ومن الافضل لنا ان نخرج من الدوائر حين نعلم انها مفرغة وليس بعدها
سوى دوائر تتسع وتتسع وتتوالى وتتسابق وتصبح دوامة من الحيرة
وعندما وصلتُ الى منتصف تلك الدوامة واصبحتُ أسبح
وادور حول نفسي في موجات ليس لها نهاية ولا مستقر
ظننتُ ان كل ما حولي قد اصابه الخلل وانا الوحيد الثابت
ومن أنا حتى تكون افكاري من الثوابت التي لا يطرأ عليها متغيرات الحياة
ومن أنا حتى اكون محوراً تدور حولي الموجات والمتغيرات
أنا عبداً موهوم لا يفرق ما بين الممكن والمناسب والصعب والمستحيل
ويُحيل الى عقله ما لا يُحسب بالعقل ثم حين يخطىء الفهم وتتوالى الأوهام
يتعلل بأنه خطأ الطبيب حيت ترك قنينة الدواء تحت حد السيف وحبال المقصلة
ويتضح أن الطبيب في الأصل لم يصف سوى ترياق يشفي من الكبر والغرور
وهو أبعد ما يكون عن المكان الذي أبحث فيه وأنقب
وفوق كاهلي ذاك الغرور
ولذلك أدور وأدور وأظن بأنها موجات ومتغيرات وأنا بفكري القاصر ثابت
ومن الثوابت
--------------
أبتعد عن نفسك قليلا ربما تجد فيها وحولها موجات تستطيع علاجها
وكن لها طبيب ومعالج فإن تشخيص أمراض النفس تحتاج الى فراسة
والفراسة علم يحتاج الى صفاء وشفافية
وانت قادر على جلب تلك الشفافية وإنما لها شروط كثيرة
اقلها مواجهة النفس والبحث في أمراضها
وما اكثر أمراضِها وما أصعب علاجِها بغير المواجهة
أواجهُها من زمن بعيد وأحاربها ، أهزمُها يوم وتقهرُني أيام
اقيدها حين ، وتقيدُني سنين
هل أنتصر عليها وأشُد وثاقِها ؟
أم تمزقني وتحرقني وتُغرقني وكأنني لم اكن ؟