يبدوا أن الاتحاد المصري لكرة القدم
يرغب في تقديم المنتخب
الوطني الجزائري على طبق من ذهب للمناصرين المصريين على الرغم من محدودية
عددهم وإقرارانا بأن الغالبية من الشعب المصري مسالم إلى أبعد الحدود،
وذلك من خلال تقديم المعلومات على طبق من ذهب بخصوص قدوم المنتخب الوطني
الجزائري اليوم إلى القاهرة تحسبا لمباراة يوم 14 نوفمبر القادم الحاسمة
والفاصلة في اقتطاع تاشيرة التأهل إلى المونديال بجنوب إفريقيا 2010.
الأمر
الذي ترجمه العضو الفاعل في اتحاد الكرة المصري محمود الشامي خلال تدخله
أول أمس عبر قناة "مودرن سبورت"، أين راح يسرد كل كبيرة وصغيرة عن وصول
المنتخب الوطني الجزائري عصر اليوم إلى مطار القاهرة الدولي، وهذا أمام
دهشة تجلت على ملامح مقدم برنامج "الكورة اونلاين" في قناة دريم المصرية،
لأن هذه المعلومات تبقى سرية إلى حد بعيد على اعتبار الحساسية الكبيرة
السائدة بين الشارعين الجزائري والمصري وكذا الإعلام الذي تجاوز هذه المرة
كل الحدود المسموح بها من خلال الحرب الكلامية الكبيرة القائمة على مدار
الأيام الفارطة بين الطرفين والتي استدعت تدخلا من أعلى المستويات في
البلدين الشقيقين لإخماد نار الفتنة التي اشتعلت، إلا أن العضو الفاعل في
اتحاد الكرة المصري أبى إلا أن يمنح المعلومات على طبق من ذهب للجماهير
المصرية المتعصبة التي تغذت جيدا من "خزعبلات" الإعلام المصري المتعصب
الذي أبى إلا أن يصور أن المنتخب المصري قد عاش الويلات خلال مباراة
الذهاب بملعب تشاكر بالبليدة، من خلال اسطوانة التسمم الغذائي والشماريخ
والسيارات الكثيرة حول الفندق إلى غير ذلك من الاسطوانات التي سئمنا منها
على الرغم من أن جميع الوقائع تؤكد أن مثل هذه الخرافات لا أساس لها من
الصحة، وهو ما يعتبر دعوة صريحة وعلنية إلى الجماهير المصرية للاطلاع على
توقيت وصول المنتخب الجزائري إلى العاصمة المصرية القاهرة، ولكم أن
تتصوروا إذا ما استجابت الجماهير المصرية للمطلب الصريح لهذا العضو الفاعل
في اتحاد الكرة المصري بالتواجد في مطار القاهرة الدولي لاستقبال "محاربي
الصحراء" بطريقتهم الخاصة، حيث كان الأحرى على هذا الأخير الحفاظ على سرية
موعد وصول المنتخب الوطني إلى مطار القاهرة الدولي قصد تفادي أي طارئ
لمنتخبنا الوطني الجزائري، وحتى وضع الأمن المصري في وضعية حسنة لضبط
الأمور، غير أن اتحاد الكرة المصري ممثلا في هذا العضو يبدو أنه مصر على
وضع المنتخب الوطني الجزائري في وضع غير مريح، لأنه لم نجد أي تفسير لكشف
هذه المعلومات على المباشر في قناة "مودرن سبورت" الرياضية ووضعها تحت
تصرف المناصر المصري خاصة المتعصب منه على اعتبار أن الأمر لو تعلق
بالمناصر غير المتعصب لما كان هذا القلق الكبير بالنظر لأن المناصر العاقل
الكيس لن يتنقل أصلا إلى المطار ولا إلى الفندق لمضايقة المنتخب الوطني
الجزائري، إلا أن الاتحاد المصري خان الأمانة إن صح القول- التي وضعت بين
يديه من قبل نظيره الجزائري الذي أخبره بموعد الوصول على أمل إيجاد
الاستقبال اللازم والذي يليق به من قبل الاتحاد المصري، غير أن هذا الأخير
استغل هذه المعلومة ووضعها تحت تصرف الجماهير المصرية المتعصبة، ونتمنى
"إن شاء الله" ألا تحدث أي تجاوزات في حق بعثة المنتخب الجزائري.
المذيع تعجب من تقديم هذه المعلومات السرية على المباشر
وما
يؤكد أن المعلومات المجانية التي منحها العضو الفاعل في اتحاد الكرة
المصري محمود الشامي بخصوص موعد قدوم المنتخب الوطني الجزائري إلى مطار
القاهرة الدولي، أمرا غير مقبول وعلى قناة مصرية تحظى بمشاهدة كبيرة من
قبل الجماهير المصرية بمختلف أطيافها، درجة الدهشة الكبيرة التي تجلت على
محيا مقدم البرنامج الذي لم يتوان في التأكيد وبلهجة مازحة على تشكراته
للمعلومات السرية التي منحها للجمهور المصري "ببلاش"، مسميا مطار القاهرة
الدولي "بالمطار السري"، إلا أن المعلومات المجانية التي منحها هذا العضو
الفاعل في اتحاد الكرة المصري جعلت هذا المطار مطارا غير سري على وصول
المنتخب الوطني الجزائري الذي قد يتعرض الى مضايقات من قبل الجماهير
المصرية المتعصبة التي قد تتنقل إلى المطار لكي تخص المنتخب الوطني
الجزائري باستقبال سيء على أمل النيل من معنويات اللاعبين وبدء الضغط
الكبير عليهم ابتداءً من مطار القاهرة الدولي.
الاتحاد المصري كان مطالبا بالمعاملة بسرية وبالمثل
وفي
ذات السياق، كان الأجدر على الاتحاد المصري لكرة القدم أن يعامل نظيره
الجزائري بنفس المعاملة على اعتبار أن وصول المنتخب المصري إلى مطار هواري
بومدين الدولي كان سريا للغاية قصد تمكين الأشقاء من الوصول في ظروف حسنة،
على الرغم من أن أجواء مباراة الذهاب أفضل بكثير من الوضعية الحالية، فحتى
في بداية التصفيات لم نشهد هذه الأجواء المتشنجة بين المنتخبين الجزائري
ونظيره المصري، من خلال الحرب الاعلامية الكبيرة القائمة بين الطرفين،
ولمّا نطرح الحقائق كما هي عليها دون أي مجاملة يتم تصوير الأمر على أنه
نفخ في الرماد ومحاولة لشحن الشارع الجزائري، وما إلى ذلك من الكلام
المتداول بقوة في الإعلام المصري والمستهلك بنسبة كبيرة على الرغم من أن
الوقائع تؤكد أن الاستفزاز كان من الجانب المصري على غرار المعلومات
المجانية التي منحت على طبق للجماهير المصرية وبدرجة خاصة المتعصبة منها،
قد يكون لها الانعكاس السلبي.
حديث عن تنقل "الالتراس" إلى المطار في محاولة للتأثير سلبا على المنتخب الجزائري
هذا
وقد بلغنا من نبض الشارع المصري بمختلف أطيافه ومكوناته ان الجماهير
المصرية خاصة المتعصبة منها، تنوي التنقل الى مطار القاهرة الدولي عصر
اليوم في محاولة منهم للتأثير سلبا على لاعبي المنتخب الوطني الجزائري
لحظة قدومهم إلى العاصمة المصرية القاهرة، وترديد شعارات معادية ضد
المنتخب الوطني الجزائري وترهيب "محاربي الصحراء" وفقا للتوجيهات التي
أطلقها الاعلام الرياضي الذي لا يتوانى في كل مرة في مطالبة الأنصار
المصريين بترعيب لاعبي المنتخب الوطني الجزائري إلى غاية يوم المباراة،
على اعتبار ان موعد يوم 14 نوفمبر القادم بملعب القاهرة لن يكون مباراة في
كرة القدم بل معركة حياة او موت بالنسبة للاشقاء المصريين، ووفقا لما
بلغنا من ذات المصادر المحلية فإن الخوف وكل الخوف من الفرقة المتعصبة من
الجماهير المصرية والتي تسمى بفرقة "التراس" أو بالمعنى المفهوم لدينا
محليا وفي أوروبا " الهوليغانز".
طوق أمني مشدد منتظر في المطار والفندق خوفا من المتعصبين
ويأتي
كل ذلك بالموازاة مع الإجراءات الأمنية الاستثنائية التي تنوي اتخاذها
السلطات الامنية لحماية المنتخب الوطني الجزائري من أي تجاوزات قد تطاله
على اعتبار المعطيات المذكورة آنفا والتي تجعل كل احتمال واردا، حيث بلغنا
أن السلطات الأمنية المصرية تنوي فرض طوق أمني كبير واستثنائي على الوفد
الجزائري لمنع أي طرف من الاقتراب سواء من المناصرين الجزائريين من
الجالية الجزائرية الكبيرة المتواجدة بمصر أو الانصار الذين قدموا من
الجزائر لمناصرة المنتخب الوطني، أو من الانصار المصريين المتعصبين الذين
ينوون التنقل الى المطار وكذا الفندق للتاثير سلبا على لاعبي المنتخب
الوطني الجزائري، في إطار المعاملة بالمثل كما يدعي المصريون، بعد أن
أعابوا على الجزائريين حرمانهم من النوم طيلة ليلة مباراة الذهاب بالبليدة.
الاتحاد المصري يحاول تصديق أكذوبة التسمم والمضايقات والمعاملة بالمثل
ويبدو
أن الاتحاد المصري مصر على تصديق كذبة التسمم الغذائي والاستقبال الذي
تحول مباشرة بعد لقاء البليدة الى استقبال سيىء بعد أن كان متميزا قبل
المباراة، بتأكيد من قبل المسؤولين الذين رافقوا المنتخب المصري خلال
سفرية الجزائر، ليكون الاصرار على المعاملة بالمثل كما يتم التسويق له،
غير أن الأصح هو أن الاتحاد المصري يسعى الى الاختباء وراء هذه المبررات
للتأثير سلبا على لاعبي المنتخب الوطني الجزائري لاقتناعهم الكبير أن حسم
المباراة فوق الميدان أمام نجوم "الخضر" المتفوقين في الترتيب وكذا في
فارق الاهداف، سيكون أمرا جد صعب وهو ما يجعلهم يلجأون الى مثل هاته
الممارسات والتي الهدف منها النيل من تركيز منتخبنا الوطني، غير أن ذلك
"بعدهم" كما يقال باللغة المحلية المصرية، لأن الثقة وكل الثقة في كتيبة
رابح سعدان وقدرتها على اكتساح الفراعنة والصعود الى المونديال بجنوب
افريقيا 2010، وسيشهد 14 نوفمبر القادم ملحمة أخرى من ملامح نجوم "الخضر"،
والموعد بعد يومين من الآن على الساعة السابعة والنصف بالتوقيت المحلي
(السادسة والنصف بتوقيت الجزائر).