سيدتي "م" خاطرة جميلة اتمنى تعجبكم سيدتي الرائدة ،،،، اليوم أحببت أهديك كلمات كانت مخبّأة في رفّ من رفوف الحب ،،، وقد كانت هديتي هذه تشبه ذوق اللهفة لكنني وجدتها طعما إضاقيا لها إقبليها مني ،،،، و إلاّ سأقاضيك ،،، و أحكم عليك بأقصى العقوبات !!! ها هي هديتي لك : جئت هنا ليس سبهللا و لا ارتجـالا بل جئت قصدا و مشيا على الأقدام لزوما ولجت المكان حافي القدمين أتعلمين لماذا ؟؟؟؟ حتى لا أثير صخبا يتلف نبرات الحروف و لسعات الكلمات و لدغات الأبجديات ،،،، لكن أقول ،،،،،: اللّسعة هنا ليست سامة بقدر ما هي مفيدة و فيها الكثير من طعم الفواكه حتى و لو كانت جافة و اللّدغة يا سيّدتي الرّائعة فيها البلسم النّقي أأنت من صاغ هذا السلّم التّصاعدي الذي يقودنا إلى علياء الحب ؟؟؟؟ سبق لي و أن قلت للأنثى مثلك أنت من تعرفين إعراب جمبلة حب !!!! فقالت لي تلك الأنثى : يا سيدي أنا لا أعرف بلاغة اللغة و لا أدواتها المستترة و لا الظاهرة لكنني أقول لك بكل جدارة أنني أفسّر معنى الحواس بلغة الإشارة و بالكلام لكنني أنا اليوم رحت أركب ميدان القافية فعرفت أن للكلمة ابتسامة في يوم من الأيام زارتني الورود و قالت لي ،،،،: سيدي إعتقلني في ساحة أوراقك البيضاء و في باحة سجلاتك و دعني أنمو هناك و أترك رحيقا ترش به كل من يقرأ حرفك ،،،،!! و قالت لي : الزّهور يا سيدي سعادة المرأة و أناقة المرأة و جمالية المرأة و حسن المرأة لذلك تجد الزّهور و الورود مثل الزّجاج في طبعها و المرأة أليست قارورة نحافظ عليها هي تحب الرأفة و تعشق البسمة و تموت في من يقول لها : أحبـــك بصدق فقلت للزهور : أجل و نعم ،،،،، يا ورودا وسط باقة ،،،،،، قد كتبت عليك يوما سلسة سميتها : جفاف الزهور و ذهاب عبيرها هل تترك إلاّ الأشواك فقط ؟؟؟؟ سيدتي الرائدة و الرائعة منذ فترة بكى الأقحوان على عتبـة بابك هل أحسستي بدموعه ؟؟؟؟ لأنه تأثر بقلم يعشق نسق الحب جميلة حروفك نقية و رقيقة وسخية و عاشقة لحد كبير مررت و تركت لك إبتسامة قلمي و قلبي أوراقي ما زالت بيضاء رغم كل ما كتبته هل أزيدك ممن هي محفوظة لدي ؟؟؟؟ تحياتي للجميع |
- عبدالحميد19عضو محترف
- رقم العضوية : 13498
الجنس : عدد المساهمات : 10036 نقاط التميز : 12444 تقييم العضو : 105 التسجيل : 07/10/2012 العمر : 34 الإقامة : برج بوعريريج
تمت المشاركة السبت يونيو 08, 2013 10:10 pm
- mosbahahmed60عضو فعال
- الجنس : عدد المساهمات : 442 نقاط التميز : 452 تقييم العضو : 5 التسجيل : 08/06/2013 العمر : 64 الإقامة : قسنطينة
تمت المشاركة السبت يونيو 08, 2013 10:29 pm
الإمام البخاري
أمير أهل الحديث
مواقف من حياة البخارى
نسبه ومولده
ورعه
قوة حفظه وذاكرته
عمله بالتجارة
طلبه للحديث
ثناء الأئمة عليه
مؤلفات البخارى
من كرم البخارى وسماحته
دقته وإجتهاد
محنة البخارى
تفوقه على أقرانه فى الحديث
محنته مع أمير بخارى
من كلمات البخارى
وفاة البخارى
أمير أهل الحديث
الإمام الجليل والمحدث العظيم محمد بن إسماعيل البخاري أمير أهل الحديث وصاحب أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى، يقول البخاري: صنفت الصحيح في ست عشرة سنة وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى.
ولم يشهد تاريخ الإسلام مثله في قوة الحفظ ودقة الرواية والصبر على البحث مع قلة الإمكانات، حتى أصبح منارة في الحديث وفاق تلامذته وشيوخه على السواء.
ويقول عنه أحد العلماء: لا أعلم أني رأيت مثله كأنه لم يخلق إلا للحديث.
فمع سيرة البخاري ومواقف من حياته.
نسبه ومولده
هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري وكلمة بردزبه تعني بلغة بخارى "الزراع"
أسلم جده "المغيرة" على يدي اليمان الجعفي والي بخارى وكان مجوسيا وطلب والده إسماعيل بن إبراهيم العلم والتقى بعدد من كبار العلماء، وروى إسحاق بن أحمد بن خلف أنه سمع البخاري يقول سمع أبي من مالك بن أنس ورأى حماد بن زيد وصافح ابن المبارك بكلتا يديه.
ولد أبو عبد الله في يوم الجمعة الرابع من شوال سنة أربع وتسعين.
ويروى أن محمد بن إسماعيل عمي في صغره فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل عليه السلام فقال لها يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك أو كثرة دعائك شك البلخي فأصبحت وقد رد الله عليه بصره.
قوة حفظه وذاكرته
ووهب الله للبخاري منذ طفولته قوة في الذكاء والحفظ من خلال ذاكرة قوية تحدى بها أقوى الاختبارات التي تعرض لها في عدة مواقف.
يقول محمد بن أبي حاتم: قلت لأبي عبد الله: كيف كان بدء أمرك قال ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب فقلت كم كان سنك فقال عشر سنين أو أقل ثم خرجت من الكتاب بعد العشر فجعلت أختلف إلى الداخلي وغيره فقال يوما فيما كان يقرأ للناس سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم، فقلت له: إن أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم فانتهرني فقلت له ارجع إلى الأصل، فدخل فنظر فيه ثم خرج فقال لي: كيف هو يا غلام؟ قلت:هو الزبير بن عدي عن إبراهيم.
فأخذ القلم مني وأحكم( أصلح) كتابه وقال: صدقت.
فقيل للبخاري ابن كم كنت حين رددت عليه قال ابن إحدى عشرة سنة.
ولما بلغ البخاري ست عشرة سنة كان قد حفظ كتب ابن المبارك ووكيع.
وقال محمد بن أبي حاتم الوراق سمعت حاشد بن إسماعيل وآخر يقولان كان أبو عبد الله البخاري يختلف معنا إلى مشايخ البصرة وهو غلام فلا يكتب حتى أتى على ذلك أيام فكنا نقول له إنك تختلف معنا ولا تكتب فما تصنع فقال لنا يوما بعد ستة عشر يوما إنكما قد أكثرتما على وألححتما فاعرضا على ما كتبتما فأخرجنا إليه ما كان عندنا فزاد على خمسة عشر ألف حديث فقرأها كلها عن ظهر قلب حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه ثم قال أترون أني أختلف هدرا وأضيع أيامي فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد.
وقال ابن عدي حدثني محمد بن أحمد القومسي سمعت محمد ابن خميرويه سمعت محمد بن إسماعيل يقول أحفظ مائة ألف حديث صحيح وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح
قال وسمعت أبا بكر الكلواذاني يقول ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل كان يأخذ الكتاب من العلماء فيطلع عليه اطلاعة فيحفظ عامة أطراف الأحاديث بمرة.
طلبه للحديث
رحل البخاري بين عدة بلدان طلبا للحديث الشريف ولينهل من كبار علماء وشيوخ عصره في بخارى وغيرها.
وروي عن البخاري أنه كان يقول قبل موته: كتبت عن ألف وثمانين رجلا ليس فيهم إلا صاحب حديث كانوا يقولون الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.
ونعود إلى البخاري في رحلته في طلب العلم ونبدأها من مسقط رأسه بخارى فقد سمع بها من الجعفي المسندي ومحمد بن سلام البيكندي وجماعة ليسوا من كبار شيوخه ثم رحل إلى بلخ وسمع هناك من مكبن بن إبراهيم وهو من كبار شيوخه وسمع بمرو من عبدان بن عثمان وعلي بن الحسن بن شقيق وصدقة بن الفضل. وسمع بنيسابور من يحيى بن يحيى وجماعة من العلماء وبالري من إبراهيم بن موسى.
وفي أواخر سنة 210هـ قدم البخاري العراق وتنقل بين مدنها ليسمع من شيوخها وعلمائها. وقال البخاري دخلت بغداد آخر ثمان مرات في كل ذلك أجالس أحمد بن حنبل فقال لي في آخر ما ودعته يا أبا عبد الله تدع العلم والناس وتصير إلى خراسان قال فأنا الآن أذكر قوله.
ثم رحل إلى مكة وسمع هناك من أبي عبد الرحمن المقرئ وخلاد بن يحي وحسان بن حسان البصري وأبي الوليد أحمد بن محمد الأزرقي والحميدي.
وسمع بالمدينة من عبد العزيز الأويسي وأيوب بن سليمان بن بلال وإسماعيل بن أبي أويس.
وأكمل رحلته في العالم الإسلامي آنذاك فذهب إلى مصر ثم ذهب إلى الشام وسمع من أبي اليمان وآدم بن أبي إياس وعلي بن عياش وبشر بن شعيب وقد سمع من أبي المغيرة عبد القدوس وأحمد بن خالد الوهبي ومحمد بن يوسف الفريابي وأبي مسهر وآخرين.
مؤلفات البخاري
عد العلماء كتاب الجامع الصحيح المعروف بـ"صحيح البخاري" أصح كتاب بعد كتاب الله، ويقول عنه علماء الحديث "هو أعلى الكتب الستة سندا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في شيء كثير من الأحاديث وذلك لأن أبا عبد الله أسن الجماعة وأقدمهم لقيا للكبار أخذ عن جماعة يروي الأئمة الخمسة عنهم"
ويقول في قصة تأليفه "الجامع الصحيح ":" كنت عند إسحاق بن راهويه فقال بعض أصحابنا لو جمعتم كتابا مختصرا لسنن النبي فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع هذا الكتاب"
ويقول في بعض الروايات:
ـ أخرجت هذا الكتاب من زهاء ست مائة ألف حديث.
ـ ما وضعت في كتابي الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.
ـ ما أدخلت في هذا الكتاب إلا ما صح وتركت من الصحاح كي لا يطول الكتاب.
ويروي البخاري أنه بدأ التأليف وعمره 18 سنة فيقول:
"في ثمان عشرة جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم وذلك أيام عبيد الله بن موسى، وصنفت كتاب التاريخ إذ ذاك عند قبر رسول الله في الليالي المقمرة وقل اسم في التاريخ إلا وله قصة إلا أني كرهت تطويل الكتاب، وكنت أختلف إلى الفقهاء بمرو وأنا صبي فإذا جئت أستحي أن أسلم عليهم فقال لي مؤدب من أهلها كم كتبت اليوم فقلت: اثنين وأردت بذلك حديثين فضحك من حضر المجلس فقال شيخ منهم لا تضحكوا فلعله يضحك منكم يوما"
وقال أبو جعفر محمد بن أبي حاتم قلت لأبي عبد الله تحفظ جميع ما أدخلت في المصنف فقال لا يخفى علي جميع ما فيه، وسمعته يقول صنفت جميع كتبي ثلاث مرات.
دقته واجتهاده
ظل البخاري ستة عشر عاما يجمع الأحاديث الصحاح في دقة متناهية، وعمل دؤوب، وصبر على البحث وتحري الصواب قلما توافرت لباحث قبله أو بعده حتى اليوم، وكان بعد كل هذا لا يدون الحديث إلا بعد أن يغتسل ويصلي ركعتين.
يروي أحد تلامذته أنه بات عنده ذات ليلة فأحصى عليه أنه قام وأسرج يستذكر أشياء يعلقها في ليلة ثمان عشرة مرة.
وقال محمد بن أبي حاتم الوراق كان أبو عبد الله إذا كنت معه في سفر يجمعنا بيت واحد إلا في القيظ أحيانا فكنت أراه يقوم في ليلة واحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة في كل ذلك يأخذ القداحة فيوري نارا ويسرج ثم يخرج أحاديث فيعلم عليها.
وروي عن البخاري أنه قال: لم تكن كتابتي للحديث كما كتب هؤلاء كنت إذا كتبت عن رجل سألته عن اسمه وكنيته ونسبته وحمله الحديث إن كان الرجل فهما، فإن لم يكن سألته أن يخرج إلي أصله ونسخته فأما الآخرون لا يبالون ما يكتبون وكيف يكتبون.
وكان العباس الدوري يقول: ما رأيت أحدا يحسن طلب الحديث مثل محمد بن إسماعيل كان لا يدع أصلا ولا فرعا إلا قلعه ثم قال لنا لا تدعوا من كلامه شيئا إلا كتبتموه.
تفوقه على أقرانه في الحديث
ظهر نبوغ البخاري مبكرا فتفوق على أقرانه، وصاروا يتتلمذون على يديه، ويحتفون به في البلدان.
فقد روي أن أهل المعرفة من البصريين يعدون خلفه في طلب الحديث وهو شاب حتى يغلبوه على نفسه ويجلسوه في بعض الطريق فيجتمع عليه ألوف أكثرهم ممن يكتب عنه وكان شابا لم يخرج وجهه.
وروي عن يوسف بن موسى المروروذي يقول كنت بالبصرة في جامعها إذ سمعت مناديا ينادي يا أهل العلم قد قدم محمد بن إسماعيل البخاري فقاموا في طلبه وكنت معهم فرأينا رجلا شابا يصلي خلف الأسطوانة فلما فرغ من الصلاة أحدقوا به وسألوه أن يعقد لهم مجلس الإملاء فأجابهم فلما كان الغد اجتمع قريب من كذا كذ ألف فجلس للإملاء وقال يا أهل البصرة أنا شاب وقد سألتموني أن أحدثكم وسأحدثكم بأحاديث عن أهل بلدكم تستفيدون منها.
وقال أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ سمعت عدة مشايخ يحكون أن محمد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد فسمع به أصحاب الحديث فاجتمعوا وعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها وجعلوا متن هذا لإسناد هذا و إسناد هذا لمتن هذا ودفعوا إلى كل واحد عشرة أحاديث ليلقوها على البخاري في المجلس فاجتمع الناس وانتدب أحدهم فسأل البخاري عن حديث من عشرته فقال لا أعرفه وسأله عن آخر فقال لا أعرفه وكذلك حتى فرغ من عشرته فكان الفقهاء يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون الرجل فهم. ومن كان لا يدري قضى على البخاري بالعجز ثم انتدب آخر ففعل كما فعل الأول والبخاري يقول لا أعرفه ثم الثالث وإلى تمام العشرة أنفس وهو لا يزيدهم على لا أعرفه. فلما علم أنهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم فقال أما حديثك الأول فكذا والثاني كذا والثالث كذا إلى العشرة فرد كل متن إلى إسناده وفعل بالآخرين مثل ذلك فأقر له الناس بالحفظ فكان ابن صاعد إذا ذكره يقول الكبش النطاح.
وروي عن أبي الأزهر قال كان بسمرقند أربعمائة ممن يطلبون الحديث فاجتمعوا سبعة أيام وأحبوا مغالطة البخاري فأدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق وإسناد اليمن في إسناد الحرمين فما تعلقوا منه بسقطة لا في الإسناد ولا في المتن.
وقال أحيد بن أبي جعفر والي بخارى قال محمد بن إسماعيل يوما رب حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر فقلت له: يا أبا عبد الله بكماله قال: فسكت.
من كلمات البخاري
[لا أعلم شيئا يحتاج إليه إلا وهو في الكتاب والسنة]
[ما جلست للحديث حتى عرفت الصحيح من السقيم وحتى نظرت في عامة كتب الرأي وحتى دخلت البصرة خمس مرات أو نحوها فما تركت بها حديثا صحيحا إلا كتبته إلا ما لم يظهر لي]
[ما أردت أن أتكلم بكلام فيه ذكر الدنيا إلا بدأت بحمد الله والثناء عليه]
مواقف من حياة البخاري
وقال بكر بن منير سمعت أبا عبد الله البخاري يقول أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا قلت صدق رحمه الله ومن نظر في كلامه في الجرح والتعديل علم ورعه في الكلام في الناس وإنصافه فيمن يضعفه فإنه أكثر ما يقول: منكر الحديث، سكتوا عنه، فيه نظر ونحو هذا. وقل أن يقول فلان كذاب أو كان يضع الحديث حتى إنه قال إذا قلت فلان في حديثه نظر فهو متهم واه وهذا معنى قوله لا يحاسبني الله أني اغتبت أحدا وهذا هو والله غاية الورع.
يقول محمد بن أبي حاتم: كان أبو عبد الله يصلي في وقت السحر ثلاث عشرة ركعة وكان لا يوقظني في كل ما يقوم فقلت أراك تحمل على نفسك ولم توقظني قال أنت شاب ولا أحب أن أفسد عليك نومك.
*يروي البخاري فيقول كنت بنيسابور أجلس في الجامع فذهب عمرو بن زرارة وإسحاق بن راهويه إلى يعقوب بن عبد الله والي نيسابور فأخبروه بمكاني فاعتذر إليهم وقال مذهبنا إذا رفع إلينا غريب لم نعرفه حبسناه حتى يظهر لنا أمره فقال له بعضهم: بلغني أنه قال لك لا تحسن تصلي فكيف تجلس فقال لو قيل لي شيء من هذا ما كنت أقوم من ذلك المجلس حتى أروي عشرة آلاف حديث في الصلاة خاصة.
وذات يوم ناظر أبو بكر البخاري في أحاديث سفيان فعرفها كلها ثم أقبل محمد عليه فأغرب عليه مائتي حديث فكان أبو بكر بعد ذلك يقول ذاك الفتى البازل والبازل الجمل المسن إلا أنه يريد هاهنا البصير بالعلم الشجاع.
قال محمد بن أبي حاتم سمعت البخاري يقول دخلت بلخ فسألني أصحاب الحديث أن أملي عليهم لكل من كتبت عنه حديثا فأمليت ألف حديث لألف رجل ممن كتبت عنهم.
قال أبو جعفر سمعت أبا عمر سليم بن مجاهد يقول كنت عند محمد بن سلام البيكتدي فقال لو جئت قبل لرأيت صبيا يحفظ سبعين ألف حديث قال فخرجت في طلبه حتى لحقته قال أنت الذي يقول إني أحفظ سبعين ألف حديث قال نعم وأكثر ولا أجيئك بحديث من الصحابة والتابعين إلا عرفتك مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم ولست أروي حديثا من حديث الصحابة أو التابعين إلا ولي من ذلك أصل أحفظه حفظا عن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال محمد بن يعقوب بن الأخرم: سمعت أصحابنا يقولون لما قدم البخاري نيسابور استقبله أربعة آلاف رجل ركبانا على الخيل سوى من ركب بغلا أو حمارا وسوى الرجالة.
ورعه
• قال محمد بن أبي حاتم ركبنا يوما إلى الرمي، فجعلنا نرمي وأصاب سهم أبي عبد الله البخاري وتد القنطرة الذي على نهر ورادة فانشق الوتد فلما رآه أبو عبد الله نزل عن دابته فأخرج السهم من الوتد وترك الرمي وقال لنا ارجعوا ورجعنا معه إلى المنزل. فقال لي يا أبا جعفر لي إليك حاجة مهمة قالها وهو يتنفس الصعداء، وقال لمن معنا اذهبوا مع أبي جعفر حتى تعينوه على ما سألته فقلت أية حاجة هي. قال لي: تضمن قضاءها؟ قلت نعم على الرأس والعين. قال: ينبغي أن تصير إلى صاحب القنطرة فتقول له إنا قد أخللنا بالوتد فنحب أن تأذن لنا في إقامة بدله أو تأخذ ثمنه وتجعلنا في حل مما كان منا. وكان صاحب القنطرة حميد بن الأخضر الفربري. فقال لي أبلغ أبا عبد الله السلام وقل له أنت في حل مما كان منك وجميع ملكي لك الفداء وإن قلت نفسي أكون قد كذبت، غير أني لم أكن أحب أن تحتشمني في وتد أو في ملكي فأبلغته رسالته فتهلل وجهه واستنار وأظهر سرورا وقرأ في ذلك اليوم على الغرباء نحوا من خمسمائة حديث وتصدق بثلاث مائة درهم.
• وقال بن أبي حاتم ورأيته استلقى على قفاه يوما ونحن بفربر في تصنيفه كتاب التفسير وأتعب نفسه ذلك اليوم في كثرة إخراج الحديث فقلت له إني أراك تقول إني ما أثبت شيئا بغير علم قط منذ عقلت فما الفائدة في الاستلقاء قال أتعبنا أنفسنا اليوم وهذا ثغر من الثغور خشيت أن يحدث حدث من أمر العد فأحببت أن استريح وآخذ أهبة فإن فاجئنا العدو كان بنا حراك.
• وضيفه بعض أصحابه في بستان له وضيفنا معه فلما جلسنا أعجب صاحب البستان بستانه وذلك أنه كان عمل مجالس فيه وأجرى الماء في أنهاره فقال له يا أبا عبد الله كيف ترى فقال هذه الحياة الدنيا.
• وقال أحمد بن حفص: دخلت على أبي الحسن يعني إسماعيل والد أبي عبد الله عند موته فقال لا أعلم من مالي درهما من حرام ولا درهما من شبهة قال أحمد فتصاغرت إلي نفسي عند ذلك ثم قال أبو عبد الله أصدق ما يكون الرجل عند الموت.
وكان الحسين بن محمد السمرقندي يقول كان محمد بن إسماعيل مخصوصا بثلاث خصال مع ما كان فيه من الخصال المحمودة كان قليل الكلام وكان لا يطمع فيما عند الناس وكان لا يشتغل بأمور الناس كل شغله كان في العلم.
عمله بالتجارة
وعمل البخاري بالتجارة فكان مثالا للتاجر الصدوق الذي لا يغش ولا ينقض نيته مهما كانت المغريات.
روي أنه حملت إلى البخاري بضاعة أنفذها إليه ابنه أحمد فاجتمع بعض التجار إليه فطلبوها بربح خمسة آلاف درهم فقال انصرفوا الليلة فجاءه من الغد تجار آخرون فطلبوا منه البضاعة بربح عشرة آلاف فقال إني نويت بيعها للذين أتوا البارحة.
ثناء الأئمة عليه
قال أبو إسحاق السرماري: من أراد أن ينظر إلى فقيه بحقه وصدقه فلينظر إلى محمد بن إسماعيل.
قال أبو جعفر سمعت يحيى بن جعفر يقول لو قدرت أن أزيد في عمر محمد بن إسماعيل من عمري لفعلت فإن موتي يكون موت رجل واحد وموته ذهاب العلم.
وكان نعيم بن حماد يقول: محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة.
قال مصعب الزهري محمد بن إسماعيل أفقه عندنا وأبصر بالحديث.
وروي عن إسحاق بن راهويه أنه كان يقول اكتبوا عن هذا الشاب يعني البخاري فلو كان في زمن الحسن لاحتاج إليه الناس لمعرفته بالحديث وفقهه.
وكان علي بن حجر يقول أخرجت خراسان ثلاثة أبو زرعة ومحمد بن إسماعيل وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ومحمد عندي أبصرهم وأعلمهم وأفقههم.
وقال محمد بن أبي حاتم سمعت إبراهيم بن خالد المروزي يقول رأيت أبا عمار الحسين بن حريث يثني على أبي عبد الله البخاري ويقول لا أعلم أني رأيت مثله كأنه لم يخلق إلا للحديث.
وقال محمد حدثني حاتم بن مالك الوراق قال سمعت علماء مكة يقولون محمد بن إسماعيل إمامنا وفقيهنا وفقيه خراسان.
وقال أبو الطيب حاتم بن منصور الكسي يقول محمد بن إسماعيل آية من آيات الله في بصره ونفاذه من العلم.
وقال سليم بن مجاهد يقول لو أن وكيعا وابن عيينة وابن المبارك كانوا في الأحياء لاحتاجوا إلى محمد بن إسماعيل.
وروي عن قتيبة بن سعيد أنه قال لو كان محمد في الصحابة لكان آية. نظرت في الحديث ونظرت في الرأي وجالست الفقهاء والزهاد والعباد ما رأيت منذ عقلت مثل محمد بن إسماعيل.
وقال الإمام أحمد بن حنبل: لم يجئنا من خراسان مثل محمد بن إسماعيل.
وقال أبو عبد الله الحاكم: محمد بن إسماعيل البخاري إمام أهل الحديث.
قال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة: ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله وأحفظ له من محمد بن إسماعيل.
قال محمد بن حمدون بن رستم سمعت مسلم بن الحجاج وجاء إلى البخاري فقال دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله.
وقال سعيد بن جعفر: سمعت العلماء بالبصرة يقولون ما في الدنيا مثل محمد بن إسماعيل في المعرفة والصلاح.
من كرم البخاري وسماحته
قال محمد بن أبي حاتم كانت له قطعة أرض يؤجرها كل سنة بسبع مائة درهم فكان ذلك المؤجر ربما حمل منها إلى أبي عبد الله قثاة أو قثاتين لأن أبا عبد الله كان معجبا بالقثاء النضيج وكان يؤثره على البطيخ أحيانا فكان يهب للرجل مائة درهم كل سنة لحمله القثاء إليه أحيانا.
قال وسمعته يقول كنت أستغل كل شهر خمس مائة درهم فأنفقت كل ذلك في طلب العلم فقلت كم بين من ينفق على هذا الوجه وبين من كان خلوا من المال فجمع وكسب بالعلم حتى اجتمع له فقال أبو عبد الله: ما عند الله خير وأبقى (الشورى:36)
وكان يتصدق بالكثير يأخذ بيده صاحب الحاجة من أهل الحديث فيناوله ما بين العشرين إلى الثلاثين وأقل وأكثر من غير أن يشعر بذلك أحد وكان لا يفارقه كيسه.
ويقول عبد الله بن محمد الصارفي: كنت عند أبي عبد الله البخاري في منزله فجاءته جارية وأرادت دخول المنزل فعثرت على محبرة بين يديه فقال لها: كيف تمشين؟ قالت إذا لم يكن طريق كيف أمشي فبسط يديه وقال لها اذهبي فقد أعتقتك. قال فقيل له فيما بعد يا أبا عبد الله أغضبتك الجارية قال إن كانت أغضبتني فإني أرضيت نفسي بما فعلت.
محنة البخاري
تعرض البخاري للامتحان والابتلاء، وكثيرا ما تعرض العلماء الصادقون للمحن فصبروا على ما أوذوا في سبيل الله، ولقد حسد البعض البخاري لما له من مكانة عند العلماء وطلاب العلم وجماهير المسلمين في كل البلاد الإسلامية، فأثاروا حوله الشائعات بأنه يقول بخلق القرآن، ولذلك قصة يرويها أبو أحمد بن عدي فيقول: ذكر لي جماعة من المشايخ أن محمد بن إسماعيل البخاري لما ورد نيسابور اجتمع الناس عليه فحسده بعض من كان في ذلك الوقت من مشايخ نيسابور لما رأوا إقبال الناس إليه واجتماعهم عليه. فقال لأصحاب الحديث: إن محمد بن إسماعيل يقول اللفظ بالقران مخلوق فامتحنوه في المجلس فلما حضر الناس مجلس البخاري قام إليه رجل فقال يا أبا عبد الله ما تقول في اللفظ بالقران مخلوق هو أم غير مخلوق فأعرض عنه البخاري ولم يجبه، فقال الرجل يا أبا عبد الله فأعاد عليه القول فأعرض عنه، ثم قال في الثالثة فالتفت إليه البخاري وقال القرآن كلام الله غير مخلوق وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة فشغب الرجل وشغب الناس وتفرقوا عنه وقعد البخاري في منزله.
وقالوا له بعد ذلك ترجع عن هذا القول حتى نعود إليك قال لا أفعل إلا أن تجيئوا بحجة فيما تقولون أقوى من حجتي وأعجبني من محمد بن إسماعيل ثباته، وكان يقول أما أفعال العباد فمخلوقة فقد حدثنا علي بن عبد الله حدثنا مروان بن معاوية حدثنا أبو مالك عن ربعي عن حذيفة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يصنع كل صانع وصنعته.
وبه قال وسمعت عبيد الله بن سعيد يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول ما زلت أسمع أصحابنا يقولون إن أفعال العباد مخلوقة قال البخاري حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق قال الله تعالى {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} (العنكبوت 49).
وقال البخاري: القرآن كلام الله غير مخلوق ومن قال مخلوق فهو كافر.
وقال أيضا: من زعم من أهل نيسابور وقومس والري وهمذان وحلوان وبغداد والكوفة والبصرة ومكة والمدينة أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب فإني لم أقله إلا أني قلت أفعال العباد مخلوقة.
وقال أحمد بن سلمة: دخلت على البخاري فقلت يا أبا عبد الله هذا رجل مقبول بخراسان خصوصا في هذه المدينة وقد لج في هذا الحديث حتى لا يقدر أحد منا أن يكلمه فيه فما ترى فقبض على لحيته ثم قال "وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد" (غافر 44)اللهم إنك تعلم أني لم أرد المقام بنيسابور أشرا ولا بطرا ولا طلبا للرئاسة إنما أبت علي نفسي في الرجوع إلى وطني لغلبة المخالفين وقد قصدني هذا الرجل حسدا لما آتاني الله لا غير ثم قال لي يا أحمد إني خارج غدا لتتخلصوا من حديثه لأجلي، فأخبرت جماعة أصحابنا فو الله ما شيعه غيري كنت معه حين خرج من البلد وأقام على باب البلد ثلاثة أيام لإصلاح أمره.
وقال محمد بن أبي حاتم أتى رجل عبد الله البخاري فقال يا أبا عبد الله إن فلانا يكفرك فقال: " قال النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما" وكان كثير من أصحابه يقولون له إن بعض الناس يقع فيك فيقول "إن كيد الشيطان كان ضعيفا" (النساء 76)، ويتلو أيضا "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله" (فاطر 43) فقال له عبد المجيد بن إبراهيم كيف لا تدعو الله على هؤلاء الذين يظلمونك ويتناولونك ويبهتونك، فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "اصبروا حتى تلقوني على الحوض"وقال صلى الله عليه وسلم "من دعا على ظالمه فقد انتصر"
محنته مع أمير بخارى
روى أحمد بن منصور الشيرازي قال سمعت بعض أصحابنا يقول لما قدم أبوعبد الله بخارى نصبت له القباب على فرسخ من البلد واستقبله عامة أهل البلد حتى لم يبق أحد إلا استقبله ونثر عليه الدنانير والدراهم والسكر الكثير فبقي أياما قال فكتب بعد ذلك محمد بن يحيى الذهلي إلى خالد بن أحمد أمير بخارى إن هذا الرجل قد أظهر خلاف السنة فقرأ كتابه على أهل بخارى فقالوا لا نفارقه فأمره الأمير بالخروج من البلد فخرج.
قال أحمد بن منصور فحكى لي بعض أصحابنا عن إبراهيم بن معقل النسفي قال رأيت محمد بن إسماعيل في اليوم الذي أخرج فيه من بخارى فتقدمت إليه فقلت يا أبا عبد الله كيف ترى هذا اليوم من اليوم الذي نثر عليك فيه ما نثر فقال لا أبالي إذا سلم ديني.
وروي عن بكر بن منير بن خليد بن عسكر أنه قال: بعث الأمير خالد ابن أحمد الذهلي والي بخارى إلى محمد بن إسماعيل أن احمل إلي كتاب الجامع و التاريخ وغيرهما لأسمع منك فقال لرسوله أنا لا أذل العلم ولا أحمله إلى أبواب الناس فإن كانت لك إلى شيء منه حاجة فاحضر في مسجدي أو في داري وإن لم يعجبك هذا فإنك سلطان فامنعني من المجلس ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة لأني لا أكتم العلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم "من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار" فكان سبب الوحشة بينهما هذا.
وفاة البخاري
توفي البخاري ـ رحمه الله ـ ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين وقد بلغ اثنتين وستين سنة، وروي في قصة وفاته عدة روايات منها:
قال محمد بن أبي حاتم سمعت أبا منصور غالب بن جبريل وهو الذي نزل عليه أبو عبد الله يقول: إنه أقام عندنا أياما فمرض واشتد به المرض، فلما وافى تهيأ للركوب فلبس خفيه وتعمم فلما مشى قدر عشرين خطوة أو نحوها وأنا آخذ بعضده ورجل آخذ معي يقوده إلى الدابة ليركبها فقال رحمه الله أرسلوني فقد ضعفت فدعا بدعوات ثم اضطجع فقضى رحمه الله فسال منه العرق شيء لا يوصف فما سكن منه العرق إلى أن أدرجناه في ثيابه وكان فيما قال لنا وأوصى إلينا أن كفنوني في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة ففعلنا ذلك فلما دفناه فاح من تراب قبره رائحة غالية أطيب من المسك فدام ذلك أياما ثم علت سواري بيض في السماء مستطيلة بحذاء قبره فجعل الناس يختلفون ويتعجبون وأما التراب فإنهم كانوا يرفعون عن القبر حتى ظهر القبر ولم نكن نقدر على حفظ القبر بالحراس وغلبنا على أنفسنا فنصبنا على القبر خشبا مشبكا لم يكن أحد يقدر على الوصول إلى القبر فكانوا يرفعون ما حول القبر من التراب ولم يكونوا يخلصون إلى القبر وأما ريح الطيب فإنه تداوم أياما كثيرة حتى تحدث أهل البلدة وتعجبوا من ذلك وظهر عند مخالفيه أمره بعد وفاته وخرج بعض مخالفيه إلى قبره وأظهروا التوبة والندامة مما كانوا شرعوا فيه من مذموم المذهب قال محمد بن أبي حاتم ولم يعش أبو منصور غالب بن جبريل بعده إلا القليل وأوصى أن يدفن إلى جنبه.
وقال محمد بن محمد بن مكي الجرجاني سمعت عبد الواحد بن آدم الطواويسي يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ومعه جماعة من أصحابه وهو واقف في موضع فسلمت عليه فرد علي السلام فقلت ما وقوفك يا رسول الله قال أنتظر محمد بن إسماعيل البخاري فلما كان بعد أيام بلغني موته فنظرت فإذا قد مات في الساعة التي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيها.
رحم الله الإمام البخاري رحمة واسعة وجزاه الله خيرا عن الإسلام والمسلمين وعن حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم ).
- mosbahahmed60عضو فعال
- الجنس : عدد المساهمات : 442 نقاط التميز : 452 تقييم العضو : 5 التسجيل : 08/06/2013 العمر : 64 الإقامة : قسنطينة
تمت المشاركة السبت يونيو 08, 2013 10:29 pm
محمد بن إسماعيل البخاري
يعد محمد بن إسماعيل البخاري من أهم علماء الحديث عند أهل السنة والجماعة، (13 شوال 194 هـ - 1 شوال 256 هـ) و(20 يوليو 810 م - 1 سبتمبر 870 م)، صاحب كتاب الجامع الصحيح الذي يعتبر أوثق الكتب الستة الصحاح والذي أجمع علماء أهل السنة والجماعة أنه أصح الكتب بعد القرآن الكريم.[1][2]
]نسبه ونشأته
هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي ، النسب[3] [4]أبو عبد الله بن أبي الحسن البخاري من مدينة بخارى في خراسان الكبرى ( أوزبكستان حاليا) و أصله من مدينة بخارى [5]، وهو الحافظ إمام أهل الحديث في زمانه، والمقتدى به في أوانه، والمقدّم على سائر أضرابه وأقرانه، وكتابه الجامع الصحيح أجمع العلماء على قبوله وصحة ما فيه.
ولد الإمام البخاري ليلة الجمعة الثالثة عشر من شوال سنة 194 هـ، ومات أبوه وهو صغير، فنشأ في حجر أمه، فتوجّه إلى حفظ الحديث وهو في المكتب، وقرأ الكتب المشهورة وهو ابن ست عشرة سنة، حتى قيل إنه كان يحفظ وهو صبي سبعين ألف حديثاً سندًا ومتنًا. أصيب بصره وهو صغير، فرأت أمه في منامها إبراهيم الخليل يقول: "يا هذه، قد ردّ الله على ولدك بصره بكثرة دعائك (أو قال: بكائك) فأصبح بصيرًا".
]شيوخه وتلاميذه
أما شيوخه فهم كثير، حدث محمد بن أبي حاتم عنه أنه قال : " كتبت عن ألف وثمانين نفسا، ليس فيهم إلا صاحب حديث " انتهى. كما في "سير أعلام النبلاء" (12/395). وأهمية الشيخ تختلف بحسب الاعتبار : فقد تكون الأهمية بسبب مكانة الشيخ العلمية الرفيعة، وقد تكون بسبب إكثار البخاري عنه، وقد تكون بسبب علو سنده، وقد تكون بسبب تأثر البخاري به كثيرا، وقد يجتمع في الشيخ أكثر من اعتبار واحد. أما شيوخه الذين أكثر عنهم جدا في الصحيح، ولهم عنده أكثر من مائة رواية فهم : عبد الله بن يوسف التنيسي، وقد فاقت رواياته عنه الثلاثمائة رواية، علي بن عبد الله المديني فاقت مروياته المائتين، أبو اليمان الحكم بن نافع، موسى بن إسماعيل التبوذكي، عبد الله بن محمد المسندي، أبو نعيم الفضل بن دكين، محمد بن بشار المعروف ببندار، قتيبة بن سعيد، سلمان بن حرب، أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، محمد بن المثنى. أما المتوسطون : وهم من لهم دون المائة رواية وأكثر من خمسين، فهم : عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عبد الله بن الزبير الحميدي، إبراهيم بن موسى، إبراهيم بن المنذر، محمد بن يوسف الفريابي، محمد بن كثير، حفص بن عمر. ومن أهم شيوخه الذين بلغوا رتبة الإمامة في العلم والدين : الإمام أحمد بن حنبل وإن لم يرو عنه في الصحيح، وإسحاق بن راهويه روى عنه نحو الثلاثين رواية، وأحمد بن صالح المصري، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وغيرهم. ولعل أعظمهم تأثيرا في نفس الإمام البخاري وشخصيته، وأجلهم مرتبة عنده هو الإمام علي بن المديني، حيث قال البخاري فيه : " ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني " انتهى. "تذكرة الحفاظ" (2/428).
وقد ذكر الذهبي في ترجمة البخاري أسماء أشهر شيوخه، ورتبهم بحسب البلدان فقال في "سير أعلام النبلاء" (12/394-396) ؛ وأما الحافظ ابن حجر فله ترتيب آخر مفيد أيضا، حيث قال في "هدي الساري" (479) : " ينحصرون في خمس طبقات : الطبقة الأولى : من حدثه عن التابعين : مثل محمد بن عبد الله الأنصاري حدثه عن حميد، ومثل مكي بن إبراهيم حدثه عن يزيد بن أبي عبيد، ومثل أبي عاصم النبيل حدثه عن يزيد بن أبي عبيد أيضا، ومثل عبيد الله بن موسى حدثه عن إسماعيل بن أبي خالد، ومثل أبي نعيم حدثه عن الأعمش، ومثل خلاد بن يحيى حدثه عن عيسى بن طهمان، ومثل على بن عياش وعصام بن خالد حدثاه عن حريز بن عثمان، وشيوخ هؤلاء كلهم من التابعين. الطبقة الثانية : من كان في عصر هؤلاء لكن لم يسمع من ثقات التابعين : كآدم بن أبي إياس وأبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر وسعيد بن أبي مريم وأيوب بن سليمان بن بلال وأمثالهم. الطبقة الثالثة : هي الوسطى من مشايخه، وهم من لم يلق التابعين، بل أخذ عن كبار تبع الأتباع، كسليمان بن حرب وقتيبة بن سعيد ونعيم بن حماد وعلي بن المديني ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة وأمثال هؤلاء، وهذه الطبقة قد شاركه مسلم في الأخذ عنهم. الطبقة الرابعة : رفقاؤه في الطلب، ومن سمع قبله قليلا، كمحمد بن يحيى الذهلي وأبي حاتم الرازي ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة وعبد بن حميد وأحمد بن النضر وجماعة من نظرائهم، وإنما يخرج عن هؤلاء ما فاته عن مشايخه، أو ما لم يجده عند غيرهم. الطبقة الخامسة : قوم في عداد طلبته في السن والإسناد، سمع منهم للفائدة : كعبد الله بن حماد الآملي وعبد الله بن أبي العاص الخوارزمي وحسين بن محمد القباني وغيرهم، وقد روى عنهم أشياء يسيرة. وعمل في الرواية عنهم بما روى عثمان بن أبي شيبة عن وكيع قال : لا يكون الرجل عالما حتى يحدث عمن هو فوقه، وعمن هو مثله، وعمن هو دونه، وعن البخاري أنه قال : لا يكون المحدث كاملا حتى يكتب عمن هو فوقه، وعمن هو مثله، وعمن هو دونه
• وكان أكثر من تأثر به البخاري وتعلم منه هو علي بن المديني
• روى عنه خلائق وأمم كثيرون. وقد روى الخطيب البغدادي عن الفربري أنه قال: سمع الصحيح من البخاري معي نحوٌ من سبعين ألفًا لم يبقَ منهم أحد غيري.
• وقد روى البخاري من طريق الفربري كما هي رواية الناس اليوم
• من طريقه وحماد بن شاكر ومحمد بن بن المثنى بن دينار
• وإبراهيم بن معقل
• وطاهر بن مخلّد
• وآخر من حدث عنه أبو طلحة منصور بن محمد بن علي البردي النسفي، وقد توفي النسفي في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، ووثقه الأمير أبو نصر بن ماكولا.
• وممن روى عن البخاري مسلم في غير الصحيح
• وكان الإمام مسلم بن الحجاج يتلمذ له ويعظمه
• وروى عنه الترمذي في جامعه
• والنسائي في سننه في قول بعضهم
• وقد دخل بغداد ثمان مرات، وكان يجتمع في كل منها بالإمام أحمد بن حنبل فيحثه الإمام أحمد بن حنبل على المقام ببغداد ويلومه على الإقامة بخراسان.
]ملامح شخصيته
تمتع الإمام البخاري بصفات عذبة وشمائل كريمة، لا تتوافر إلا في العلماء المخلصين، وهذه الصفات هي التي صنعت الإمام البخاري:
• الإقبال على العلم: قام البخاري بأداء فريضة الحج وعمره ثماني عشرة سنة فأقام بمكة يطلب بها الحديث ثم رحل بعد ذلك إلى سائر مشايخ الحديث في البلدان التي أمكنته الرُحلة إليها وكتب عن أكثر من ألف شيخ.
• الجد في تحصيل العلم: وقد كان البخاري يستيقظ في الليلة الواحدة من نومه فيوقد السراج ويكتب الفائدة تمر بخاطرة ثم يطفئ سراجه ثم يقوم مرة أخرى وأخرى حتى كان يتعدد منه ذلك قريبا من عشرين مرة.
]من كرم البخاري وسماحته
• قال محمد بن أبي حاتم الرازي عن الإمام البخاري: كانت له قطعة أرض يؤجرها كل سنة بسبع مائة درهم، فكان ذلك المؤجر ربما حمل منها إلى أبي عبد الله قثّاةً أو قثّاتين؛ لأن أبا عبد الله كان معجبًا بالقثّاء النضيج، وكان يؤثره على البطيخ أحيانًا، فكان يهب للرجل مائة درهم كل سنة لحمله القثّاء إليه أحيانًا.
• قال: وسمعته يقول: كنت أستغل كل شهر خمس مائة درهم، فأنفقت كل ذلك في طلب العلم. فقلت: كم بين من ينفق على هذا الوجه وبين من كان خلوًا من المال فجمع وكسب بالعلم حتى اجتمع له! فقال أبو عبد الله: ما عند الله خيرٌ وأبقى.
• كان يتصدق بالكثير، يأخذ بيده صاحب الحاجة من أهل الحديث فيناوله ما بين العشرين إلى الثلاثين، وأقل وأكثر، من غير أن يشعر بذلك أحد، وكان لا يفارقه كيسه.
]ورعه
قال محمد بن إسماعيل البخاري: ما وضعت في كتاب الصحيح حديثًا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.
• قال محمد بن أبي حاتم الرازي: ركبنا يومًا إلى الرمي، فجعلنا نرمي، وأصاب سهم أبي عبد الله البخاري وتدَ القنطرة الذي على نهر ورادة، فانشق الوتد، فلما رآه أبو عبد الله نزل عن دابته، فأخرج السهم من الوتد وترك الرمي، وقال لنا: ارجعوا، ورجعنا معه إلى المنزل، فقال لي: يا أبا جعفر، لي إليك حاجة مهمة، قالها وهو يتنفس الصعداء، وقال لمن معنا: اذهبوا مع أبي جعفر حتى تعينوه على ما سألته، فقلت: أية حاجةٍ هي؟ قال لي: تضمن قضاءها؟ قلت: نعم، على الرأس والعين. قال: ينبغي أن تصير إلى صاحب القنطرة فتقول له: إنا قد أخللنا بالوتد، فنحب أن تأذن لنا في إقامة بدله، أو تأخذ ثمنه وتجعلنا في حلٍّ مما كان منا. وكان صاحب القنطرة حميد بن الأخضر الفربري، فقال لي: أبلغ أبا عبد الله السلام، وقل له: أنت في حلٍّ مما كان منك، وجميع ملكي لك الفداء، وإن قلت نفسي أكون قد كذبت، غير أني لم أكن أحب أن تحتشمني في وتدٍ أو في ملكي. فأبلغته رسالته، فتهلّل وجهه واستنار، وأظهر سرورًا، وقرأ في ذلك اليوم على الغرباء نحوًا من خمسمائة حديث، وتصدق بثلاث مائة درهم.
• قال ابن أبي حاتم: ورأيته استلقى على قفاه يومًا ونحن بفربر في تصنيفه كتاب التفسير، وأتعب نفسه ذلك اليوم في كثرة إخراج الحديث، فقلت له: إني أراك تقول: إني ما أثبت شيءًا بغير علمٍ قط منذ عقلت، فما الفائدة في الاستلقاء؟ قال: أتعبنا أنفسَنا اليوم، وهذا ثغرٌ من الثغور خشيت أن يحدث حدثٌ من أمر العدو، فأحببت أن استريح، فإن فاجأنا العدو كان بنا حراك.
• وضيّفه بعض أصحابه في بستانٍ له وضيّفنا معه، فلما جلسنا أعجب صاحب البستان بستانه، وذلك أنه كان عمل مجالس فيه وأجرى الماء في أنهاره، فقال له: يا أبا عبد الله، كيف ترى؟ فقال: هذه الحياة الدنيا.
• وكان الحسين بن محمد السمرقندي يقول: كان محمد بن إسماعيل مخصوصًا بثلاث خصالٍ مع ما كان فيه من الخصال المحمودة، كان قليل الكلام، وكان لا يطمع فيما عند الناس، وكان لا يشتغل بأمور الناس، كل شغله كان في العلم.
]قوة حفظه وذاكرته
وهب الله الإمام البخاري منذ طفولته قوة في الذكاء والحفظ من خلال ذاكرة قوية تحدى بها أقوى الاختبارات التي تعرض لها في عدة مواقف.
• يقول البخاري: أُلهمت حفظ الحديث وأنا في الكتّاب، وكان عمره حينذاك عشر سنين. ولما بلغ البخاري ست عشرة سنة كان قد حفظ كتب ابن المبارك ووكيع.
• وقال محمد بن أبي حاتم الورّاق: سمعت حاشد بن إسماعيل وآخر يقولان: كان أبو عبد الله البخاري يختلف معنا إلى مشايخ البصرة وهو غلام، فلا يكتب، حتى أتى على ذلك أيام، فكنا نقول له: إنك تختلف معنا ولا تكتب، فما تصنع؟ فقال لنا يومًا بعد ستة عشر يومًا: إنكما قد أكثرتما عليّ وألححتما، فاعرضا عليّ ما كتبتما، فأخرجنا إليه ما كان عندنا فزاد على خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلها عن ظهر قلب، حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه، ثم قال: أترون أني اختلف هدرًا وأضيّع أيامي؟! فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد.
• وقال ابن عدي: حدثني محمد بن أحمد القومسي، سمعت محمد بن خميرويه، سمعت محمد بن إسماعيل يقول: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح.
• قال: وسمعت أبا بكر الكلواذاني يقول: ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل، كان يأخذ الكتاب من العلماء، فيطّلع عليه اطّلاعة، فيحفظ عامة أطراف الأحاديث بمرة.
]طلبه للحديث
كان الإمام البخاري يقول قبل موته: كتبت عن ألفٍ وثمانين رجلًا، ليس فيهم إلا صاحب حديث، كانوا يقولون: الإيمان قولٌ وعمل، يزيد وينقص.
• رحلته في طلب العلم: ونبدأها من مسقط رأسه بخارى، فقد سمع بها من الجعفي المسندي، ومحمد بن سلام البيكندي، وجماعة ليسوا من كبار شيوخه. ثم رحل إلى بلخ، وسمع هناك من مكبن بن إبراهيم، وهو من كبار شيوخه. وسمع بمرو من عبدان بن عثمان، وعلي بن الحسن بن شقيق، وصدقة بن الفضل. وسمع بنيسابور من يحيى بن يحيى التميمي وجماعة من العلماء. وسمع بالرّيّ من إبراهيم بن موسى.
• ثم رحل إلى مكة وسمع هناك من أبي عبد الرحمن المقرئ، وخلّاد بن يحيى، وحسان بن حسان البصري، وأبي الوليد أحمد بن محمد الأزرقي، والحميدي.
• وسمع بالمدينة من عبد العزيز الأويسي، وأيوب بن سليمان بن بلال، وإسماعيل بن أبي أويس.
• وأكمل رحلته في العالم الإسلامي آنذاك، فذهب إلى مصر، ثم إلى الشام، وسمع من أبي اليمان، وآدم بن أبي إياس، وعلي بن عياش، وبشر بن شعيب، وأبي المغيرة عبد القدوس، وأحمد بن خالد الوهب، ي ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبي مسهر، وآخرين.
]تفوقه على أقرانه في الحديث
ظهر نبوغ البخاري مبكرًا، فتفوق على أقرانه، وصاروا يتتلمذون على يديه، ويحتفون به في البلدان.
فقد رُويَ أن أهل المعرفة من البصريين يعدّون خلفه في طلب الحديث وهو شاب حتى يُغلّبوه على نفسه ويُجلسوه في بعض الطريق، فيجتمع عليه ألوف، أكثرهم ممن يكتب عنه، وكان شابًا لم يخرج وجهه.
رُويَ عن يوسف بن موسى المروروذي قال: كنت بالبصرة في جامعها، إذ سمعت مناديًا ينادي: يا أهل العلم، قد قدم محمد بن إسماعيل البخاري. فقاموا في طلبه، وكنت معهم، فرأينا رجلًا شابًا يصلّي خلف الأسطوانة، فلما فرغ من الصلاة أحدقوا به، وسألوه أن يعقد لهم مجلس الإملاء، فأجابهم. فلما كان الغد اجتمع قريبٌ من كذا كذا ألف، فجلس للإملاء، وقال: يا أهل البصرة، أنا شاب، وقد سألتموني أن أحدّثكم، وسأحدّثكم بأحاديث عن أهل بلدكم تستفيدون منها.
قال أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ: سمعت عدة مشايخ يحكون أن محمد بن إسماعيل البخاري قدم بغداد، فسمع به أصحاب الحديث، فاجتمعوا، وعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها، وجعلوا متن هذا لإسناد هذا، وإسناد هذا لمتن هذا، ودفعوا إلى كل واحدٍ عشرة أحاديث ليلقوها على البخاري في المجلس. فاجتمع الناس، وانتدب أحدهم، فسأل البخاري عن حديثٍ من عشرته، فقال: لا أعرفه، وسأله عن آخر، فقال: لا أعرفه، وكذلك حتى فرغ من عشرته فكان الفقهاء يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون الرجل فهم ومن كان لا يدري قضى على البخاري بالعجز ثم انتدب آخر ففعل كما فعل الأول والبخاري يقول لا أعرفه ثم الثالث وإلى تمام العشرة فلما علم أنهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم فقال أما حديثك الأول فكذا والثاني كذا والثالث كذا إلى العشرة فرد كل متن إلى إسناده وفعل بالآخرين مثل ذلك، فأقرّ له الناس بالحفظ، فكان ابن صاعد إذا ذكره يقول: الكبش النطّاح.
روي عن أبي الأزهر قال: كان بسمرقند أربعمائة ممن يطلبون الحديث، فاجتمعوا سبعة أيام، وأحبوا مغالطة البخاري، فأدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق وإسناد اليمن في إسناد الحرمين فما تعلقوا منه بسقطة لا في الإسناد ولا في المتن.
وقال أحيد بن أبي جعفر والي بخارى: قال محمد بن إسماعيل يومًا: رُبّ حديثٍ سمعته بالبصرة كتبته بالشام ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر فقلت له: يا أبا عبد الله، بكماله؟ قال: فسكت.
]من كلمات البخاري
"لا أعلم شيئا يُحتاج إليه إلا وهو في الكتاب والسنة"
"ما جلست للحديث حتى عرفت الصحيح من السقيم وحتى نظرت في عامة كتب الرأي وحتى دخلت البصرة خمس مرات أو نحوها فما تركت بها حديثًا صحيحًا إلا كتبته إلا ما لم يظهر لي"
"ما أردت أن أتكلم بكلامٍ فيه ذكر الدنيا إلا بدأت بحمد الله والثناء عليه"
]مصنفاته
تهيأت أسباب كثيرة لأن يكثر البخاري من التأليف؛ فقد منحه الله ذكاءً حادًّا، وذاكرة قوية، وصبرًا على العلم ومثابرة في تحصيله، ومعرفة واسعة بالحديث النبوي وأحوال رجاله من عدل وتجريح، وخبرة تامة بالأسانيد؛ صحيحها وفاسدها. أضف إلى ذلك أنه بدأ التأليف مبكرًا؛ فيذكر البخاري أنه بدأ التأليف وهو لا يزال يافع السن في الثامنة عشرة من عمره، وقد صنَّف البخاري ما يزيد عن عشرين مصنفًا، منها
• الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله وسننه وأيامه، المعروف بـ الجامع الصحيح أو صحيح البخاري - حمل من المكتبة الوقفية
• الأدب المفرد: وطُبع في الهند والأستانة والقاهرة طبعات متعددة - حمل من المكتبة الوقفية
• التاريخ الكبير: وهو كتاب كبير في التراجم، رتب فيه أسماء رواة الحديث على حروف المعجم، وقد طبع في الهند سنة (1362هـ = 1943م).
• التاريخ الصغير: وهو تاريخ مختصر للنبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه ومن جاء بعدهم من الرواة إلى سنة (256هـ == 870م)، وطبع الكتاب لأول مرة بالهند سنة (1325هـ == 1907م)
• خلق أفعال العباد: وطبع بالهند سنة 1306هـ = 1888م حمل من المكتبة الوقفية
• رفع اليدين في الصلاة: وطبع في الهند لأول مرة سنة (1256هـ = 1840م) مع ترجمة له بالأوردية - حمل من المكتبة الوقفية
• الكُنى: وطبع بالهند سنة (1360هـ = 1941م
• الضعفاء الصغير - حمل من المكتبة الوقفية
• وله كتب مخطوطة لم تُطبع بعد، مثل: التاريخ الأوسط، قلت هو مطبوع في حلب باسم التاريخ الصغير والتفسير الكبير
]صحيح البخاري
هو أشهر كتب البخاري، بل هو أشهر كتب الحديث النبوي قاطبة. بذل فيه صاحبه جهدًا خارقًا، وانتقل في تأليفه وجمعه وترتيبه وتبويبه ستة عشر عامًا، هي مدة رحلته الشاقة في طلب الحديث. ويذكر البخاري السبب الذي جعله ينهض إلى هذا العمل، فيقول: كنت عند إسحاق ابن راهويه، فقال: لو جمعتم كتابًا مختصرًا لصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع "الجامع الصحيح"
بلغ عدد أحاديث صحيح البخاري مع وجود المكررة منها 7593 حديثاً حسب إحصائية الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، اختارها الإمام البخاري من بين ستمائة ألف حديث كانت تحت يديه؛ لأنه كان مدقِّقًا في قبول الرواية، واشترط شروطًا خاصة في رواية راوي الحديث، وهي أن يكون معاصرًا لمن يروي عنه، وأن يسمع الحديث منه، أي أنه اشترط الرؤية والسماع معًا، هذا إلى جانب الثقة والعدالة والضبط والإتقان والعلم والورع.
كان البخاري لا يضع حديثًا في كتابه إلا اغتسل قبل ذلك وصلى ركعتين، وابتدأ البخاري تأليف كتابه في المسجد الحرام والمسجد النبوي، ولم يتعجل إخراجه للناس بعد أن فرغ منه، ولكن عاود النظر فيه مرة بعد أخرى، وتعهده بالمراجعة والتنقيح؛ ولذلك صنفه ثلاث مرات حتى خرج على الصورة التي عليها الآن
قد استحسن شيوخ البخاري وأقرانه من المحدِّثين كتابه، بعد أن عرضه عليهم، وكان منهم جهابذة الحديث، مثل: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين؛ فشهدوا له بصحة ما فيه من الحديث، ثم تلقته الأمة بعدهم بالقبول باعتباره أصح كتاب بعد كتاب الله. أقبل العلماء على كتاب الجامع الصحيح بالشرح والتعليق والدراسة، بل امتدت العناية به إلى العلماء من غير المسلمين؛ حيث دُرس وتُرجم، وكُتبت حوله عشرات الكتب.
]محنة الإمام البخاري
كان البخاري شريف النفس فقد بعث إليه بعض السلاطين ليأتيه حتى يسمع أولاده عليه فأرسل إليه في بيته العلم والحلم يؤتى يعني إن كنتم تريدون ذلك فهلموا إلي وأبى أن يذهب إليهم والسلطان خالد بن أحمد الذهلي نائب الظاهرية ببخارى فبقى في نفس الأمير من ذلك فاتفق أن جاء كتاب من محمد بن يحيى الذهلي بأن البخاري يقول لفظه بالقرآن مخلوق وكان وقد وقع بين محمد بن يحيى الذهلي وبين البخاري في ذلك كلام وصنف البخاري في ذلك كتاب أفعال العباد فأراد أن يصرف الناس عن السماع من البخاري وقد كان الناس يعظمونه جدا وحين رجع إليهم نثروا على رأسه الذهب والفضة يوم دخل بخارى عائدا إلى أهله وكان له مجلس يجلس فيه للإملاء بجامعها فلم يقبلوا من الأمير فأمر عند ذلك بنفيه من تلك البلاد فخرج منها ودعا على خالد بن أحمد فلم يمض شهر حتى أمر ابن الظاهر بأن ينادى على خالد بن أحمد على أتان وزال ملكه وسجن في بغدادحتى مات ولم يبق أحد يساعده على ذلك إلا ابتلي ببلاء شديد فنزح البخاري من بلده إلى بلدة يقال لها خرتنك على فرسخين من سمرقند فنزل عند أقارب له بها وجعل يدعو الله أن يقبضه إليه حين رأى الفتن في الدين ولما جاء في الحديث (وإذا أردت بقوم فتنة فتوفنا إليك غير مفتونين)، ولقي الإمام ربه بعد هذه المحنة.
]ثناء العلماء عليه
قال أبو العباس الدعولي كتب أهل بغداد إلى البخاري... المسلمون بخير ما حييت لهم... وليس بعدك خير حين تفتقد... وقال الفلاس كل حديث لا يعرفه البخاري فليس بحديث
قال أبو نعيم أحمد بن حماد هو فقيه هذه الأمة وكذا قال يعقوب بن إبراهيم الدورقي ومنهم من فضله في الفقه والحديث على الإمام أحمد بن حنبل واسحاق بن راهويه وقال قتيبة بن سعيد رحل إلي من شرق الأرض وغربها خلق فما رحل إلى مثل محمد بن إسماعيل البخاري.
]وفاته
فكانت وفاته ليلة عيد الفطر سنة (256هـ) وكان ليلة السبت عند صلاة العشاء وصلي عليه يوم العيد بعد الظهر وكفن في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة وفق ما أوصى به وكان عمره يوم مات اثنين وستين سنة.
- mosbahahmed60عضو فعال
- الجنس : عدد المساهمات : 442 نقاط التميز : 452 تقييم العضو : 5 التسجيل : 08/06/2013 العمر : 64 الإقامة : قسنطينة
تمت المشاركة السبت يونيو 08, 2013 10:30 pm
الإمام مالك بن ا نس
هو شيخ الإسلام ، حجة الأمة ، إمام دار الهجرة أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خُثَيْل بن عمرو بن الحارث ، وهو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن شداد بن زرعة ، وهو حمير الأصغر الحميري ثم الأصبحي المدني ، حليف بني تيم من قريش ، فهم حلفاء عثمان أخي طلحة بن عبيد الله أحد العشرة .
وأمه هي : عالية بنت شريك الأزدية . وأعمامه هم : أبو سهيل نافع وأويس ، والربيع ، والنضر ، أولاد أبي عامر .
وقد روى الزهري عن والده أنس ، وعميه أويس وأبي سهيل . وقال : مولى التيميين ، وروى أبو أويس عبد الله عن عمه الربيع ، وكان أبوهم من كبار علماء التابعين . أخذ عن عثمان وطائفة .
مولد مالك على الأصح في سنة ثلاث وتسعين عام موت أنس خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ونشأ في صون ورفاهية وتجمل . وطلب العلم وهو حدث بعيد موت القاسم ، وسالم . فأخذ عن نافع ، وسعيد المقبري ، وعامر بن عبد الله بن الزبير ، وابن المنكدر ، والزهري ، وعبد الله بن دينار ، وخلق سنذكرهم على المعجم ، وإلى جانب كل واحد منهم ما روى عنه في الموطأ ، كم عدده . وهم : إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، أيوب بن أبي تميمة السختياني عالم البصرة ، أيوب بن حبيب الجهني مولى سعد بن مالك ، .إبراهيم بن عقبة ، إسماعيل بن أبي حكيم ، إسماعيل بن محمد بن سعد ، ثور بن زيد الديلي ، جعفر بن محمد ، حميد الطويل ، حميد بن قيس الأعرج ، خبيب بن عبد الرحمن ، داود بن الحصين ، داود أبو ليلى بن عبد الله في القسامة ، ربيعة الرأي ، زيد بن أسلم ، زيد بن رباح ، زياد بن سعد زيد بن أبي أنيسة ، سالم أبوالنضر ، سعيد بن أبي سعيد ، سُمِّي مولى أبي بكر ، سلمة بن دينار أبو حازم ، سهيل بن أبي صالح ، سلمة بن صفوان الزرقي ، سعد بن إسحاق ، سعيد بن عمرو بن شرحبيل ، شريك بن أبي نمر ، صالح بن كيسان ، صفوان بن سليم ، صيفي مولى ابن أفلح ، ضمرة بن سعيد ، طلحة بن عبد الملك ، عامر بن عبد الله بن الزبير ، عبد الله بن الفضل ، عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك ، عبد الله بن أبي بكر بن حزم ، عبد الله بن يزيد مولى الأسود ، عبد الله بن دينار ، أبو الزناد عبد الله بن ذكوان.
عبد الرحمن بن القاسم ، عبد الرحمن بن أبي صعصعة ، عبد الله بن عبد الرحمن أبو طوالة ، عبيد الله بن سليمان الأغر ، عبيد الله بن عبد الرحمن ، عبد الرحمن بن حرملة ، عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عبد المجيد بن سهيل ، عبد ربه بن سعيد ، عبد الكريم الجزري ، عطاء الخراساني ، عمرو بن الحارث ، عمرو بن أبي عمرو ، عمرو بن يحيى بن عمار ، علقمة بن أبي علقمة ، العلاء بن عبد الرحمن ، فضيل بن أبي عبد الله ، قطن بن وهب ، الزهري ، ابن المنكدر ، أبو الزبير ، محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة ، محمد بن عمرو بن حلحلة ، محمد بن عمارة ، محمد بن أبي أمامة ، محمد بن عبد الله بن أبي صعصعة ، محمد بن أبي بكر الثقفي ، محمد بن عمرو بن علقمة ، محمد بن يحيى بن حبان ، محمد بن أبي بكر بن حزم ، أبو الرجال محمد ، موسى بن عقبة ، موسى بن ميسرة ، موسى بن أبي تميم ، مخرمة بن سليمان ، مسلم بن أبي مريم ، المسور بن رفاعة ، نافع ، أبو سهيل نافع بن مالك ، نعيم المجمر ، وهب بن كيسان ، هاشم بن هاشم الوقاصي ، هلال بن أبي ميمونة ، هشام بن عروة ، يحيى بن سعيد الأنصاري ، يزيد بن خصيفة ، يزيد بن أبي زياد المدني ، يزيد بن عبد الله بن الهاد ، يزيد بن رومان ، يزيد بن عبد الله بن قسيط ، يونس بن يوسف بن حماس ، أبو بكر بن عمر العمري ، أبو بكر بن نافع ، الثقة عنده ، الثقة .
فعنهم كلهم ست مائة وستة وثلاثون حديثا ، وسته أحاديث عمن لم يسم ، واختلف في ذلك في أحد وسبعين حديثا .وممن روى عنه مالك مقاطيع عبد الكريم بن أبي المخارق ، ومحمد بن عقبة ، وعمر بن حسين ، وكثير بن زيد ، وكثير بن فرقد ، ومحمد بن عبيد الله بن أبي مريم ، وعثمان بن حفصى بن خلدة ، ومحمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ، ويعقوب بن يزيد بن طلحة ، ويحيى بن محمد بن طحلاء ، وسعيد بن عبد الرحمن بن رقيش ، وعبد الرحمن بن المجبر ، والصلت بن زبيد وأبو عبيد حاجب سليمان ، ومحمد بن يوسف ، وعفيف بن عمرو ، ومحمد بن زيد بن قنفذ ، وأبو جعفر القارئ ، وعمر بن محمد بن زيد ، وصدقة بن يسار المكي ، وزياد بن أبي زياد ، وعمارة بن صياد ، وسعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت ، وسعيد بن عمرو بن سليم ، وعروة بن أذينة ، وأيوب بن موسى ، ومحمد بن أبي حرملة ، وأبو بكر بن عثمان ، وجميل بن عبد الرحمن المؤذن ، وعبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد ، وعمرو بن عبيد الله الأنصاري ، وإبراهيم بن أبي عبلة ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند ، ويزيد بن حفصى ، وعاصم بن عبيد الله ، وثابت الأحنف ، وعبد الرحمن بن أبي حبيب ، وعمر بن أبي دلاف ، وعبد الملك بن قريز ، والوليد بن عبد الله بن صياد ، وعائشة بنت سعد .
وفي "الموطأ" عدة مراسيل أيضا عن الزهري ، ويحيى الأنصاري وهشام بن عروة . عمل الإمام الدارقطني أطراف جميع ذلك في جزء كبير ، فشفى وبين ، وقد كنت أفردت أسماء الرواة عنه في جزء كبير يقارب عددهم ألفا وأربع مائة ، فلنذكر أعيانهم : حدث عنه من شيوخه : عمه أبو سهيل ، ويحيى بن أبي كثير ، والزهري ، ويحيى بن سعيد ، ويزيد بن الهاد ، وزيد بن أبي أنيسة ، وعمر بن محمد بن زيد ، وغيرهم .
ومن أقرانه : معمر ، وابن جريج ، وأبو حنيفة ، وعمرو بن الحارث ، والأوزاعي ، وشعبة ، والثوري ، وجويرية بن أسماء ، والليث ، وحماد بن زيد ، وخلق ، وإسماعيل بن جعفر، وسفيان بن عيينة ، وعبد الله بن المبارك ، والدراوردي ، وابن أبي الزناد ، وابن علية ، ويحيى بن أبي زائدة ، وأبو إسحاق الفزاري ، ومحمد بن الحسن الفقيه ، وعبد الرحمن بن القاسم ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ومعن بن عيسى القزاز ، وعبد الله بن وهب ، وأبو قرة موسى بن طارق ، والنعمان بن عبد السلام ، ووكيع ، والوليد بن مسلم ، ويحيى القطان ، وإسحاق بن سليمان الرازي ، وأنس بن عياض الليثي ، وضمرة بن ربيعة ، وأمية بن خالد ، وبشر بن السري الأفوه ، وبقية بن الوليد ، وبكر بن الشرود الصنعاني ، وأبو أسامة ، وحجاج بن محمد ، وروح بن عبادة ، وأشهب بن عبد العزيز ، وأبو عبد الله الشافعي ، وعبد الله بن عبد الحكم ، وزياد بن عبد الرحمن شبطون الأندلسي ، وأبو داود الطيالسي ، وأبو كامل مظفر بن مدرك ، وأبو عاصم النبيل ، وعبد الرزاق ، وأبو عامر العقدي ، وأبو مسهر الدمشقي ، وعبد الله بن نافع الصائغ ، وعبد الله بن عثمان المروزي عبدان ، ومروان بن محمد الطاطري ، وعبد الله بن يوسف التنيسي ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، ومعلى بن منصور الرازي ، ومنصور بن سلمة الخزاعي ، والهيثم بن جميل الأنطاكي ، وهشام بن عبيد الله الرازي ، وأسد بن موسى ، وآدم بن أبي إياس ، ومحمد بن عيسى بن الطباع ، وخالد بن مخلد القطواني ، ويحيى بن صالح الوحاظي ، وأبو بكر ، وإسماعيل ابنا أبي أويس ، وعلي بن الجعد ، وخلف بن هشام.
ويحيى بن يحيى التميمي ، ويحيى بن يحيى الليثي ، وسعيد بن منصور ، ويحيى بن بكير ، وأبو جعفر النفيلي ، وقتيبة بن سعيد ، ومصعب بن عبد الله الزبيري ، وأبو مصعب الزهري ، وأحمد بن يونس اليربوعي ، وسويد بن سعيد ، ومحمد بن سليمان لوين ، وهشام بن عمار ، وأحمد بن حاتم الطويل ، وأحمد بن نصر الخزاعي الشهيد ، وأحمد بن محمد الأزرقي ، وإبراهيم بن يوسف البلخي الماكياني ، وإبراهيم بن سليمان الزيات البلخي ، وإسماعيل بن موسى الفزاري ، وإسحاق بن عيسى بن الطباع أخو محمد ، وإسحاق بن محمد الفروي ، وإسحاق بن الفرات ، وإسحاق بن إبراهيم الحنيني ، وبشر بن الوليد الكندي ، وحبيب بن أبي حبيب كاتب مالك ، والحكم بن المبارك الخاشتي وخالد بن خداش المهلبي ، وخلف بن هشام البزار ، وزهير بن عباد الرؤاسي ، وسعيد بن عفير المصري ، وسعيد بن داود الزبيري ، وسعيد بن أبي مريم ، وأبو الربيع سليمان بن داود الزهراني ، وصالح بن عبد الله الترمذي ، وعبد الله بن نافع بن ثابت الزبيري ، وعبد الله بن نافع الجمحي ، وعبد الرحمن بن عمرو البجلي الحراني ، وعبد الأعلى بن حماد النرسي ، وعبد العزيز بن يحيى المدني ، وأبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي ، وعلي بن عبد الحميد المعني ، وعتبة بن عبد الله اليحمدي المروزي ، وعمرو بن خالد الحراني ، وعاصم بن علي الواسطي ، وعباس بن الوليد النرسي ، وكامل بن طلحة ، ومحمد بن معاوية النيسابوري ، ومحمد بن عمر الواقدي ، وأبو الأحوص محمد بن حبان البغوي ، ومحمد بن جعفر الوركاني ، ومحمد بن إبراهيم بن أبي سكينة ، ومنصور بن أبي مزاحم ، ومطرف بن عبد الله اليساري ، ومحرز بن سلمة العدني ، ومحرز بن عون ، والهيثم بن خارجة ، ويحيى بن قزعة المدني ، ويحيى بن سليمان بن نضلة المدني ، ويزيد بن صالح النيسابوري الفراء
وآخر أصحابه موتاً راوي "الموطأ" أبو حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي ، عاش بعد مالك ثمانين عاما .
وقد حج قديما ، ولحق عطاء بن أبي رباح ، فقال مصعب الزبيري : سمعت ابن أبي الزبير ، يقول : حدثنا مالك ، قال : رأيت عطاء بن أبي رباح دخل المسجد ، وأخذ برمانة المنبر ، ثم استقبل القبلة .
قال معن ، والواقدي ، ومحمد بن الضحاك : حملت أم مالك بمالك ثلاث سنين . وعن الواقدي قال : حملت به سنتين .
وطلب مالك العلم ، وهو ابن بضع عشرة سنة ، وتأهل للفتيا ، وجلس للإفادة ، وله إحدى وعشرون سنة ، وحدث عنه جماعة وهو حي شاب طري ، وقصده طلبة العلم من الآفاق في آخر دولة أبي جعفر المنصور وما بعد ذلك ، وازدحموا عليه في خلافة الرشيد ، وإلى أن مات .
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الغني المعدل ، أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف ، أخبرنا أحمد بن إسحاق ، أخبرنا محمد بن أبي القاسم الخطيب ، قالا : أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا علي بن محمد بن محمد الأنباري ، أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي ، أخبرنا محمد بن مخلد ، حدثنا أبو يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار ، حدثنا ابن عيينة عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، يبلغ به النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : ليضربن الناس أكباد الإبل في طلب العلم ، فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة . وبه إلى ابن مخلد : حدثنا ليث بن الفرج ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : يأتي على الناس زمان يضربون أكباد الإبل . . . فذكر الحديث . هذا حديث نظيف الإسناد ، غريب المتن . رواه عدة عن سفيان بن عيينة . وفي لفظ : يوشك أن يضرب الناس آباط الإبل يلتمسون العلم وفي لفظ: من عالم بالمدينة وفي لفظ: أفقه من عالم المدينة .
وقد رواه المحاربي عن ابن جريج موقوفا ، ويروى عن محمد بن عبد الله الأنصاري ، عن ابن جريج مرفوعا . .
وقد رواه النسائي فقال : حدثنا علي بن أحمد ، حدثنا محمد بن كثير ، عن سفيان ، عن أبي الزناد ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : يضربون أكباد الإبل فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة قال النسائي : هذا خطأ ، الصواب عن أبي الزبير ، عن أبي صالح . معن بن عيسى ، عن أبي المنذر زهير التميمي ، قال : قال عبيد الله بن عمر ، عن سعيد بن أبي هند ، عن أبي موسى الأشعري ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : يخرج ناس من المشرق والمغرب في طلب العلم ، فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة .
ويروى عن ابن عيينة قال : كنت أقول : هو سعيد بن المسيب ، حتى قلت : كان في زمانه سليمان بن يسار ، وسالم بن عبد الله ، وغيرهما ، ثم أصبحت اليوم أقول : إنه مالك ، لم يبق له نظير بالمدينة .
قال القاضي عياض : هذا هو الصحيح عن سفيان . رواه عنه ابن مهدي وابن معين ، وذؤيب بن عمامة وابن المديني ، والزبير بن بكار ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، كلهم سمع سفيان يفسره بمالك ، أو يقول : وأظنه ، أو أحسبه ، أو أراه ، أو كانوا يرونه .
وذكر أبو المغيرة المخزومي أن معناه : ما دام المسلمون يطلبون العلم لا يجدون أعلم من عالم بالمدينة . فيكون على هذا : سعيد بن المسيب ، ثم بعده من هو من شيوخ مالك ، ثم مالك ، ثم من قام بعده بعلمه ، وكان أعلم أصحابه .
قلت : كان عالم المدينة في زمانه بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وصاحبيه ، زيد بن ثابت ، وعائشة ، ثم ابن عمر ، ثم سعيد بن المسيب ، ثم الزهري ، ثم عبيد الله بن عمر ، ثم مالك .
وعن ابن عيينة قال : مالك عالم أهل الحجاز ، وهو حجة زمانه . وقال الشافعي -وصدق وبر- إذا ذكر العلماء فمالك النجم . قال الزبير بن بكار في حديث : ليضربن الناس أكباد الإبل . . . كان سفيان بن عيينة إذا حدث بهذا في حياة مالك ، يقول : أراه مالكا . فأقام على ذلك زمانا ثم رجع بعد ، فقال : أراه عبد الله بن عبد العزيز العمري الزاهد .
قال ابن عبد البر ، وغير واحد : ليس العمري ممن يلحق في العلم والفقه بمالك ، وإن كان شريفا سيدا ، عابدا .
قال أحمد بن أبي خيثمة : حدثنا مصعب ، قال : أخبرنا سفيان : نرى هذا الحديث أنه هو مالك ، وكان سفيان يسألني عن أخبار مالك .
قلت : قد كان لهذا العمري علم وفقه جيد وفضل ، وكان قوالا بالحق ، أمارا بالعرف ، منعزلا عن الناس ، وكان يحض مالكا -إذا خلا به- على الزهد ، والانقطاع والعزلة ، فرحمهما الله .
هو شيخ الإسلام ، حجة الأمة ، إمام دار الهجرة أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خُثَيْل بن عمرو بن الحارث ، وهو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن شداد بن زرعة ، وهو حمير الأصغر الحميري ثم الأصبحي المدني ، حليف بني تيم من قريش ، فهم حلفاء عثمان أخي طلحة بن عبيد الله أحد العشرة .
وأمه هي : عالية بنت شريك الأزدية . وأعمامه هم : أبو سهيل نافع وأويس ، والربيع ، والنضر ، أولاد أبي عامر .
وقد روى الزهري عن والده أنس ، وعميه أويس وأبي سهيل . وقال : مولى التيميين ، وروى أبو أويس عبد الله عن عمه الربيع ، وكان أبوهم من كبار علماء التابعين . أخذ عن عثمان وطائفة .
مولد مالك على الأصح في سنة ثلاث وتسعين عام موت أنس خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ونشأ في صون ورفاهية وتجمل . وطلب العلم وهو حدث بعيد موت القاسم ، وسالم . فأخذ عن نافع ، وسعيد المقبري ، وعامر بن عبد الله بن الزبير ، وابن المنكدر ، والزهري ، وعبد الله بن دينار ، وخلق سنذكرهم على المعجم ، وإلى جانب كل واحد منهم ما روى عنه في الموطأ ، كم عدده . وهم : إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، أيوب بن أبي تميمة السختياني عالم البصرة ، أيوب بن حبيب الجهني مولى سعد بن مالك ، .إبراهيم بن عقبة ، إسماعيل بن أبي حكيم ، إسماعيل بن محمد بن سعد ، ثور بن زيد الديلي ، جعفر بن محمد ، حميد الطويل ، حميد بن قيس الأعرج ، خبيب بن عبد الرحمن ، داود بن الحصين ، داود أبو ليلى بن عبد الله في القسامة ، ربيعة الرأي ، زيد بن أسلم ، زيد بن رباح ، زياد بن سعد زيد بن أبي أنيسة ، سالم أبوالنضر ، سعيد بن أبي سعيد ، سُمِّي مولى أبي بكر ، سلمة بن دينار أبو حازم ، سهيل بن أبي صالح ، سلمة بن صفوان الزرقي ، سعد بن إسحاق ، سعيد بن عمرو بن شرحبيل ، شريك بن أبي نمر ، صالح بن كيسان ، صفوان بن سليم ، صيفي مولى ابن أفلح ، ضمرة بن سعيد ، طلحة بن عبد الملك ، عامر بن عبد الله بن الزبير ، عبد الله بن الفضل ، عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك ، عبد الله بن أبي بكر بن حزم ، عبد الله بن يزيد مولى الأسود ، عبد الله بن دينار ، أبو الزناد عبد الله بن ذكوان.
عبد الرحمن بن القاسم ، عبد الرحمن بن أبي صعصعة ، عبد الله بن عبد الرحمن أبو طوالة ، عبيد الله بن سليمان الأغر ، عبيد الله بن عبد الرحمن ، عبد الرحمن بن حرملة ، عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عبد المجيد بن سهيل ، عبد ربه بن سعيد ، عبد الكريم الجزري ، عطاء الخراساني ، عمرو بن الحارث ، عمرو بن أبي عمرو ، عمرو بن يحيى بن عمار ، علقمة بن أبي علقمة ، العلاء بن عبد الرحمن ، فضيل بن أبي عبد الله ، قطن بن وهب ، الزهري ، ابن المنكدر ، أبو الزبير ، محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة ، محمد بن عمرو بن حلحلة ، محمد بن عمارة ، محمد بن أبي أمامة ، محمد بن عبد الله بن أبي صعصعة ، محمد بن أبي بكر الثقفي ، محمد بن عمرو بن علقمة ، محمد بن يحيى بن حبان ، محمد بن أبي بكر بن حزم ، أبو الرجال محمد ، موسى بن عقبة ، موسى بن ميسرة ، موسى بن أبي تميم ، مخرمة بن سليمان ، مسلم بن أبي مريم ، المسور بن رفاعة ، نافع ، أبو سهيل نافع بن مالك ، نعيم المجمر ، وهب بن كيسان ، هاشم بن هاشم الوقاصي ، هلال بن أبي ميمونة ، هشام بن عروة ، يحيى بن سعيد الأنصاري ، يزيد بن خصيفة ، يزيد بن أبي زياد المدني ، يزيد بن عبد الله بن الهاد ، يزيد بن رومان ، يزيد بن عبد الله بن قسيط ، يونس بن يوسف بن حماس ، أبو بكر بن عمر العمري ، أبو بكر بن نافع ، الثقة عنده ، الثقة .
فعنهم كلهم ست مائة وستة وثلاثون حديثا ، وسته أحاديث عمن لم يسم ، واختلف في ذلك في أحد وسبعين حديثا .وممن روى عنه مالك مقاطيع عبد الكريم بن أبي المخارق ، ومحمد بن عقبة ، وعمر بن حسين ، وكثير بن زيد ، وكثير بن فرقد ، ومحمد بن عبيد الله بن أبي مريم ، وعثمان بن حفصى بن خلدة ، ومحمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ، ويعقوب بن يزيد بن طلحة ، ويحيى بن محمد بن طحلاء ، وسعيد بن عبد الرحمن بن رقيش ، وعبد الرحمن بن المجبر ، والصلت بن زبيد وأبو عبيد حاجب سليمان ، ومحمد بن يوسف ، وعفيف بن عمرو ، ومحمد بن زيد بن قنفذ ، وأبو جعفر القارئ ، وعمر بن محمد بن زيد ، وصدقة بن يسار المكي ، وزياد بن أبي زياد ، وعمارة بن صياد ، وسعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت ، وسعيد بن عمرو بن سليم ، وعروة بن أذينة ، وأيوب بن موسى ، ومحمد بن أبي حرملة ، وأبو بكر بن عثمان ، وجميل بن عبد الرحمن المؤذن ، وعبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد ، وعمرو بن عبيد الله الأنصاري ، وإبراهيم بن أبي عبلة ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند ، ويزيد بن حفصى ، وعاصم بن عبيد الله ، وثابت الأحنف ، وعبد الرحمن بن أبي حبيب ، وعمر بن أبي دلاف ، وعبد الملك بن قريز ، والوليد بن عبد الله بن صياد ، وعائشة بنت سعد .
وفي "الموطأ" عدة مراسيل أيضا عن الزهري ، ويحيى الأنصاري وهشام بن عروة . عمل الإمام الدارقطني أطراف جميع ذلك في جزء كبير ، فشفى وبين ، وقد كنت أفردت أسماء الرواة عنه في جزء كبير يقارب عددهم ألفا وأربع مائة ، فلنذكر أعيانهم : حدث عنه من شيوخه : عمه أبو سهيل ، ويحيى بن أبي كثير ، والزهري ، ويحيى بن سعيد ، ويزيد بن الهاد ، وزيد بن أبي أنيسة ، وعمر بن محمد بن زيد ، وغيرهم .
ومن أقرانه : معمر ، وابن جريج ، وأبو حنيفة ، وعمرو بن الحارث ، والأوزاعي ، وشعبة ، والثوري ، وجويرية بن أسماء ، والليث ، وحماد بن زيد ، وخلق ، وإسماعيل بن جعفر، وسفيان بن عيينة ، وعبد الله بن المبارك ، والدراوردي ، وابن أبي الزناد ، وابن علية ، ويحيى بن أبي زائدة ، وأبو إسحاق الفزاري ، ومحمد بن الحسن الفقيه ، وعبد الرحمن بن القاسم ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ومعن بن عيسى القزاز ، وعبد الله بن وهب ، وأبو قرة موسى بن طارق ، والنعمان بن عبد السلام ، ووكيع ، والوليد بن مسلم ، ويحيى القطان ، وإسحاق بن سليمان الرازي ، وأنس بن عياض الليثي ، وضمرة بن ربيعة ، وأمية بن خالد ، وبشر بن السري الأفوه ، وبقية بن الوليد ، وبكر بن الشرود الصنعاني ، وأبو أسامة ، وحجاج بن محمد ، وروح بن عبادة ، وأشهب بن عبد العزيز ، وأبو عبد الله الشافعي ، وعبد الله بن عبد الحكم ، وزياد بن عبد الرحمن شبطون الأندلسي ، وأبو داود الطيالسي ، وأبو كامل مظفر بن مدرك ، وأبو عاصم النبيل ، وعبد الرزاق ، وأبو عامر العقدي ، وأبو مسهر الدمشقي ، وعبد الله بن نافع الصائغ ، وعبد الله بن عثمان المروزي عبدان ، ومروان بن محمد الطاطري ، وعبد الله بن يوسف التنيسي ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، ومعلى بن منصور الرازي ، ومنصور بن سلمة الخزاعي ، والهيثم بن جميل الأنطاكي ، وهشام بن عبيد الله الرازي ، وأسد بن موسى ، وآدم بن أبي إياس ، ومحمد بن عيسى بن الطباع ، وخالد بن مخلد القطواني ، ويحيى بن صالح الوحاظي ، وأبو بكر ، وإسماعيل ابنا أبي أويس ، وعلي بن الجعد ، وخلف بن هشام.
ويحيى بن يحيى التميمي ، ويحيى بن يحيى الليثي ، وسعيد بن منصور ، ويحيى بن بكير ، وأبو جعفر النفيلي ، وقتيبة بن سعيد ، ومصعب بن عبد الله الزبيري ، وأبو مصعب الزهري ، وأحمد بن يونس اليربوعي ، وسويد بن سعيد ، ومحمد بن سليمان لوين ، وهشام بن عمار ، وأحمد بن حاتم الطويل ، وأحمد بن نصر الخزاعي الشهيد ، وأحمد بن محمد الأزرقي ، وإبراهيم بن يوسف البلخي الماكياني ، وإبراهيم بن سليمان الزيات البلخي ، وإسماعيل بن موسى الفزاري ، وإسحاق بن عيسى بن الطباع أخو محمد ، وإسحاق بن محمد الفروي ، وإسحاق بن الفرات ، وإسحاق بن إبراهيم الحنيني ، وبشر بن الوليد الكندي ، وحبيب بن أبي حبيب كاتب مالك ، والحكم بن المبارك الخاشتي وخالد بن خداش المهلبي ، وخلف بن هشام البزار ، وزهير بن عباد الرؤاسي ، وسعيد بن عفير المصري ، وسعيد بن داود الزبيري ، وسعيد بن أبي مريم ، وأبو الربيع سليمان بن داود الزهراني ، وصالح بن عبد الله الترمذي ، وعبد الله بن نافع بن ثابت الزبيري ، وعبد الله بن نافع الجمحي ، وعبد الرحمن بن عمرو البجلي الحراني ، وعبد الأعلى بن حماد النرسي ، وعبد العزيز بن يحيى المدني ، وأبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي ، وعلي بن عبد الحميد المعني ، وعتبة بن عبد الله اليحمدي المروزي ، وعمرو بن خالد الحراني ، وعاصم بن علي الواسطي ، وعباس بن الوليد النرسي ، وكامل بن طلحة ، ومحمد بن معاوية النيسابوري ، ومحمد بن عمر الواقدي ، وأبو الأحوص محمد بن حبان البغوي ، ومحمد بن جعفر الوركاني ، ومحمد بن إبراهيم بن أبي سكينة ، ومنصور بن أبي مزاحم ، ومطرف بن عبد الله اليساري ، ومحرز بن سلمة العدني ، ومحرز بن عون ، والهيثم بن خارجة ، ويحيى بن قزعة المدني ، ويحيى بن سليمان بن نضلة المدني ، ويزيد بن صالح النيسابوري الفراء
وآخر أصحابه موتاً راوي "الموطأ" أبو حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي ، عاش بعد مالك ثمانين عاما .
وقد حج قديما ، ولحق عطاء بن أبي رباح ، فقال مصعب الزبيري : سمعت ابن أبي الزبير ، يقول : حدثنا مالك ، قال : رأيت عطاء بن أبي رباح دخل المسجد ، وأخذ برمانة المنبر ، ثم استقبل القبلة .
قال معن ، والواقدي ، ومحمد بن الضحاك : حملت أم مالك بمالك ثلاث سنين . وعن الواقدي قال : حملت به سنتين .
وطلب مالك العلم ، وهو ابن بضع عشرة سنة ، وتأهل للفتيا ، وجلس للإفادة ، وله إحدى وعشرون سنة ، وحدث عنه جماعة وهو حي شاب طري ، وقصده طلبة العلم من الآفاق في آخر دولة أبي جعفر المنصور وما بعد ذلك ، وازدحموا عليه في خلافة الرشيد ، وإلى أن مات .
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الغني المعدل ، أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف ، أخبرنا أحمد بن إسحاق ، أخبرنا محمد بن أبي القاسم الخطيب ، قالا : أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا علي بن محمد بن محمد الأنباري ، أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي ، أخبرنا محمد بن مخلد ، حدثنا أبو يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار ، حدثنا ابن عيينة عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، يبلغ به النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : ليضربن الناس أكباد الإبل في طلب العلم ، فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة . وبه إلى ابن مخلد : حدثنا ليث بن الفرج ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : يأتي على الناس زمان يضربون أكباد الإبل . . . فذكر الحديث . هذا حديث نظيف الإسناد ، غريب المتن . رواه عدة عن سفيان بن عيينة . وفي لفظ : يوشك أن يضرب الناس آباط الإبل يلتمسون العلم وفي لفظ: من عالم بالمدينة وفي لفظ: أفقه من عالم المدينة .
وقد رواه المحاربي عن ابن جريج موقوفا ، ويروى عن محمد بن عبد الله الأنصاري ، عن ابن جريج مرفوعا . .
وقد رواه النسائي فقال : حدثنا علي بن أحمد ، حدثنا محمد بن كثير ، عن سفيان ، عن أبي الزناد ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : يضربون أكباد الإبل فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة قال النسائي : هذا خطأ ، الصواب عن أبي الزبير ، عن أبي صالح . معن بن عيسى ، عن أبي المنذر زهير التميمي ، قال : قال عبيد الله بن عمر ، عن سعيد بن أبي هند ، عن أبي موسى الأشعري ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : يخرج ناس من المشرق والمغرب في طلب العلم ، فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة .
ويروى عن ابن عيينة قال : كنت أقول : هو سعيد بن المسيب ، حتى قلت : كان في زمانه سليمان بن يسار ، وسالم بن عبد الله ، وغيرهما ، ثم أصبحت اليوم أقول : إنه مالك ، لم يبق له نظير بالمدينة .
قال القاضي عياض : هذا هو الصحيح عن سفيان . رواه عنه ابن مهدي وابن معين ، وذؤيب بن عمامة وابن المديني ، والزبير بن بكار ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، كلهم سمع سفيان يفسره بمالك ، أو يقول : وأظنه ، أو أحسبه ، أو أراه ، أو كانوا يرونه .
وذكر أبو المغيرة المخزومي أن معناه : ما دام المسلمون يطلبون العلم لا يجدون أعلم من عالم بالمدينة . فيكون على هذا : سعيد بن المسيب ، ثم بعده من هو من شيوخ مالك ، ثم مالك ، ثم من قام بعده بعلمه ، وكان أعلم أصحابه .
قلت : كان عالم المدينة في زمانه بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وصاحبيه ، زيد بن ثابت ، وعائشة ، ثم ابن عمر ، ثم سعيد بن المسيب ، ثم الزهري ، ثم عبيد الله بن عمر ، ثم مالك .
وعن ابن عيينة قال : مالك عالم أهل الحجاز ، وهو حجة زمانه . وقال الشافعي -وصدق وبر- إذا ذكر العلماء فمالك النجم . قال الزبير بن بكار في حديث : ليضربن الناس أكباد الإبل . . . كان سفيان بن عيينة إذا حدث بهذا في حياة مالك ، يقول : أراه مالكا . فأقام على ذلك زمانا ثم رجع بعد ، فقال : أراه عبد الله بن عبد العزيز العمري الزاهد .
قال ابن عبد البر ، وغير واحد : ليس العمري ممن يلحق في العلم والفقه بمالك ، وإن كان شريفا سيدا ، عابدا .
قال أحمد بن أبي خيثمة : حدثنا مصعب ، قال : أخبرنا سفيان : نرى هذا الحديث أنه هو مالك ، وكان سفيان يسألني عن أخبار مالك .
قلت : قد كان لهذا العمري علم وفقه جيد وفضل ، وكان قوالا بالحق ، أمارا بالعرف ، منعزلا عن الناس ، وكان يحض مالكا -إذا خلا به- على الزهد ، والانقطاع والعزلة ، فرحمهما الله .
- mosbahahmed60عضو فعال
- الجنس : عدد المساهمات : 442 نقاط التميز : 452 تقييم العضو : 5 التسجيل : 08/06/2013 العمر : 64 الإقامة : قسنطينة
تمت المشاركة السبت يونيو 08, 2013 10:31 pm
التحضر العشوائى.. حزام ناسف يطوق القاهرة
محمد الكفراوى ٢٠/ ٨/ ٢٠٠٩
تظل مشكلة المساكن العشوائية التى تنتشر فى مصر، وتحيط بالعاصمة فيما يشبه الحزام الناسف، من أخطر الظواهر التى تهدد التحضر والقيم المدنية ويصل الأمر فى أحيان كثيرة إلى تهديد الأمن العام والسلام الاجتماعى، نظرا لما تمثله هذه الظاهرة القديمة الجديدة، من تداعيات مختلفة على طبيعة المجتمع المصرى خاصة العاصمة، لما تتضمنه من أنماط اجتماعية تؤثر على التركيبة الأصلية للسكان، فسكان هذه التجمعات نازحون من محافظات الوجهين القبلى والبحرى، واستقروا فى العاصمة للعمل، وشكلوا مجتمعات خاصة بهم، تحوى قيمهم وتقاليدهم وطباعهم، ولا يحظون بأى نوع من الاهتمام أو الخدمات المتوافرة للأحياء والتجمعات السكنية الأخرى، ذات الطابع الرسمى أو التوصيف القانونى، ومع الوقت وتزايد معدلات الهجرة، تزايدت معها معدلات ظهور تلك التجمعات، وأصبحت تشكل قلقا بالنسبة للحكومة.
هذا ما تطرحه الدكتورة جليلة القاضى المتخصصة فى التخطيط العمرانى، فى كتابها «التحضر العشوائى» الصادر مؤخرا عن المركز القومى للترجمة بالاشتراك مع دار العين للنشر، بترجمة الدكتورة منحة البطراوى عن الفرنسية، واستعرضت من خلال الكتاب، جميع العوامل والتداعيات التى أدت لنشوء ظاهرة ما يمكن تسميته بالتحضر العشوائى بتحديد دقيق للمصطلح والتفريق بينه وبين مصطلحات أخرى متداخلة معه، معتبرة مصطلح التحضر فى النهاية الأصلح للتعبير عن الظاهرة التى تتناولها بأبعادها المادية والثقافية المتنوعة.
والكتاب عبارة عن رسالة دكتوراه قدمتها الباحثة فى جامعة باريس، وتحاول فى بدايته التأصيل للظاهرة وبدايات التخطيط العمرانى فى القاهرة منذ أيام محمد على، وأثر ذلك على التوزيع الطبقى للسكان، ثم بروز ظاهرة سكان المقابر فى عهد الخديو توفيق، وامتداد هذه الظاهرة تدريجيا حول مقام الإمام الشافعى، ثم تقسم ظاهرة التجمعات السكانية العشوائية إلى ثلاث مراحل بداية من ١٩٥٢ وحتى ١٩٩٣، معتبرة أساس الظاهرة هو الزحف العمرانى على الأراضى الزراعية والتعدى على هذه الأراضى بالبناء وكذلك مساكن الأوقاف والتعدى على أراضى الدولة بوضع اليد،
لافتا إلى التواطؤ بين النازحين الجدد وطبقة جديدة من الوكلاء سهلت لهم إقامة مساكن على هذه الأراضى والإقامة فيها . موفرين لهم ظروفا تتوافق مع إمكانياتهم بخلاف الظروف الأخرى التى يتطلبها نمط الإسكان الرسمى، وتوضح الدراسة أن المدن العشوائية هى امتدادات للتجمعات الريفية، نمت بالتدريج ثم تحولت إلى مدن وانها فى مرحلة التطور تلك ارتقت من البداوة أوالبدائية إلى الحضارة، ومع تزايد عدد السكان أصبحت غالبيتهم لا تمتهن الزراعة وحدث تمايز طبقى أثر بدوره على هيكل التجمع وأنماط السكن وظهرت طبقة لها احتياجات جديدة، وتنوعت الحرف وازدهرت.
ترجع الدراسة بداية الظاهرة إلى نهاية القرن التاسع عشر، وتشير إلى دور محمد على وأسرته فى إعادة هيكلة وتخطيط القاهرة وفقا لنظريات التخطيط الحديثة، ومن ثم ظهور أحياء جديدة مثل شبرا والحلمية الجديدة والعباسية ووسط البلد وحلوان والمعادى والزمالك ومصر الجديدة وحدائق القبة والضاهر والفجالة، لتجتذب إليها أبناء الطبقة العليا والوسطى والشريحة العليا من أبناء الطبقة الدنيا، هجروا الأحياء القديمة مثل الجمالية والدرب الأحمر والخليفة والسيدة زينب وباب الشعرية، إلى الأحياء الجديدة، وبدأت عملية النزوح الحقيقية تظهر مع بدء الحرب العالمية الأولى وإنشاء مصانع تلبى متطلبات الجيوش، ما استدعى استقدام العمالة من الريف إلى الحضر لسد حاجات هذه المصانع وبدء العمال فى البحث عن أماكن للسكنى، ونزوحهم إلى الأطراف بعد استبعادهم من المركز لعدم تمكنهم من توفير شروط السكن فيه.
ونظرا لاشتمال القاهرة على معظم النشاط الاقتصادى والخدمى، أصبحت أكثر المدن الجاذبة للسكان، إذ إنها تضم ٤٥% من المنشآت الصناعية يعمل بها ٤٠% من العمال، ووصلت نسبة الهجرة إليها إلى ٦٠% من إجمالى المهاجرين من الريف إلى المدينة بين عامى ١٩٦٠ و١٩٦٦، ويصل عدد المهاجرين إليها يوميا الآن إلى ألف مهاجر، وقد رصدت الدراسة تزايد معدل النمو السكانى بشكل مطرد، إذ تضاعف عدد سكان القاهرة ٤ مرات خلال ثمانين عاما.
وتشير الدراسة إلى انه رغم وجود مخطط سابق تم رسمه بعد ثورة يوليو لإنشاء ٦ مدن صناعية حول العاصمة، بالإضافة إلى تهيئة مدن قناة السويس «بورسعيد والإسماعيلية والسويس» لتصبح أقطابا للنمو الصناعى تعمل على جذب السكان، ما يساهم فى إلغاء فكرة المركزية وتوزيع النشاط، ومن ثم توزيع السكان بشكل متوازن، إلا أن هذا المخطط تم التغاضى عنه، بسبب معطيات كثيرة فرضتها ظروف تلك الفترة منها خروج مظاهرات عام ١٩٥٢ تطالب بعودة الجيش إلى الثكنات،
ومن بعدها جاء العدوان الثلاثى على منطقة القناة، وتم التغاضى عن فكرة إنشاء ٦ مدن صناعية كبرى حول القاهرة، لأن هذه المدن كانت ستمثل تهديدا للسلطة عند نشوب أى أزمة اجتماعية وأى فكر عسكرى استراتيجى لا يمكنه أن يصنع شروط محاصرته، أو المقامرة على السيطرة الأمنية على مقر السلطة المركزية، لذلك تم التخلى عن ذلك المخطط، وجرى استبداله بإنشاء منطقتين صناعيتين على أطراف العاصمة هما شبرا الخيمة فى الشمال وحلوان والتبين فى الجنوب.
ويصف الكتاب المناطق العشوائية عموما بأنها «مناطق سكنية متدنية المواصفات العمرانية والإنشائية والمعمارية والبيئية، شوارعها ضيقة لا تسمح بسيولة الحركة، كثافتها البنائية عالية تمنع الإضاءة والتهوية الطبيعية والعزل الصوتى، جيدة كمبان، وخربة كطريقة إنشاء فى أغلب الأحيان .. فقيرة كتصميم وكمظهر معمارى، وفى الخدمات والمرافق، لا مكان لحديقة أو أى مساحة خضراء أو أماكن ترفيهية .مما يجعل هذه الأماكن بحق «تابوتا للنفس» محبطة للسكان ومحركة لسخطهم، وعاملا أساسيا يدفعهم للهروب من واقعهم المرير إلى ماض سحيق.
سكان بلا مساكن.. ومساكن بلا سكان
تشير الدراسة إلى مفارقة مبدئية أدت إلى تفاقم ظاهرة الإسكان العشوائى يمكن تلخيصها فى جملة بليغة تعبر عن حالة عبثية فريدة هى «سكان بلا مساكن.. ومساكن بلا سكان» نظراً لتضارب الشروط التى تحكم هذه المسألة بين الطبقات القادرة على التواؤم مع شروط السكن الرسمى والطبقات غير القادرة على ذلك، فتضطر للبحث عن أماكن تبنى فيها مساكنها الخاصة من مواد بدائية مثل الصفيح أو الكرتون أو تضطر للتعدى على أملاك الدولة والبناء عليها بالمواد الصلبة فى منطقة مهجورة كرد فعل لاستبعادها من شروط السكن الرسمى، وبحسب الدراسة، تستوعب التجمعات العشوائية فى النهاية طبقة من السكان تعيش تحت خط الفقر وتتراوح دخولهم بين ٧٠ و١٠٠ جنيه شهرياً، ويعملون فى مهن مرتبطة بالبناء والتشييد والحرف المختلفة والتجارة، وترتفع فيها معدلات الأمية والبطالة ونسبة الجريمة.
وتوضح الدراسة أن خصائص التجمعات العشوائية التى نمت حول القاهرة تختلف عن مدن الصفيح أو مساكن الإيواء، كما تختلف أيضا عن الإسكان الشعبى، معتبرة إياها أقرب ما تكون إلى «مدن دون المستوى»، معرفة هذه المدن بأنها مدن للسكن لها كل مظاهر اللياقة لكنها تقع على الأطراف ومساكنها مبنية بشكل ردىء، وغالباً ما تكون ضيقة وتفتقد التجهيزات الأساسية، ومخصصة للشرائح الوسطى والدنيا وكذلك للنسبة الضئيلة من أبناء الفئات الشعبية الذين عملوا فى الخارج، وهى الفئة التى حالفها الحظ فى السبعينيات مع إعلان الانفتاح الاقتصادى، واستقرت فى عمل يؤمن لها راتباً أعلى من الحد الأدنى الحيوى.
تفرق الدراسة إذن بين أكثر من شريحة اجتماعية تسكن هذه التجمعات العشوائية بعضها يعيش تحت خط الفقر والبعض الآخر يتمتع بدخل مناسب، إلا أن هذه الشرائح تشترك سوياً فى خصائص أخرى من حيث شكل العمران، الذى يختارونه مسكناً لهم وطبيعة هذا العمران كامتداد للمدن الكبرى ووضعيته القانونية، كما تشترك سوياً فى مسألة الخدمات والبنية الأساسية التى تحظى بها بعض الأماكن دون الأخرى، مشيرة إلى وجود عزب و»أحواض» زراعية قديمة تم تقسيمها لتصبح كتلاً سكنية وفقاً لوضعيتها الزراعية السابقة، لا تتمتع بأى خدمات سواء بخصوص المياه أو الصرف الصحى أو إنشاء الطرق وتمهيدها، وكأنها منطقة منسية تماماً.
وعن تحليل البعد الاجتماعى للظاهرة تصف الدراسة هذا المحيط العمرانى بالمتخلف، وأنه تتجاور فيه طبقات شديدة التباين، شرائح الطبقة الوسطى المستبعدة من السوق العقارية لمدينة الصفوة، وجزء من الطبقة الدنيا من البوابين وخدم المنازل والباعة الجائلين وصغار الحرفيين والعمالة الموسمية، وإن هذه الشرائح تجد فى تلك الأماكن شروطاً أفضل بكثير من التى كانت تعيشها فى أماكن إقامتها السابقة فى أحياء القاهرة القديمة أو المقابر أو أقاصى الريف أو الحجرات الكائنة تحت السلم أو فوق الأسطح، إلا أن شرائح الطبقة الوسطى تشعر بتدنٍ قاهر يزيد من وطأته وجود مدينة الرفاهية والوفرة على مرمى حجر تستفزهم بعماراتها الفارهة، وشوارعها المرصوفة المنارة ليلاً ونهاراً، إذ يرون أن هذه المدينة الرسمية أغلقت أبوابها فى وجوههم نهائياً،
ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية والبطالة وانحسار موجات الهجرة إلى الدول النفطية، بالإضافة إلى زيادة تدهور المحيط العمرانى، يتعاظم يقين أبناء الطبقة الوسطى بأبدية وضعهم فى أدنى السلم الاجتماعى والحيز الحضرى، خاصة الشباب الذى فقد كل الأمل فى الحراك الاجتماعى فهجر العلم والوظيفة معاً، وبدأ فى الانتقام من المجتمع الذى لفظه، وهنا بدأ الاعتراف بوجودهم والتفاوض معهم على أساس «سنعطيكم الفتات وتعطونا الأمان» ولكن هناك معطيات جديدة تجعل هذا الفتات غير كافٍ، وبالتالى تكون إمكانية تحقيق الأمان موضع شك.
قصة الحى العشوائى.. أيام الفقر والجهل والمرض
ترصد الدراسة أحد النماذج الدالة على طريقة تكون التجمعات العشوائية، وطبيعة الحياة فيها، فى إشارة إلى أبحاث وجهود سابقة للمفكر الكبير ميلاد حنا صاحب الجهد البحثى الرائد فى مسألة السكن العشوائى، بعد الراحل سيد كريم، وتسرد قصة أحد المهاجرين للدلالة على هذه المسألة وهى كالتالى «فى سن الخامسة عشرة هاجر سعيد من إحدى قرى أسوان ليعمل سفرجيا فى حى جاردن سيتى بالقاهرة، آخذا نفس المسار الذى اتخذه أهل بلدته منذ مطلع القرن العشرين، وكان يسكن فى الغرف فوق السطوح من نفس العمارة التى يقطنها مخدومه، وعندما تزوج قرر أن يسكن فى حى يسمى الخارطة الجديدة قرب مطار إمبابة، وهى منطقة سكنية حديثة التكوين كانت أرضا زراعية حتى عام ١٩٦٥، حين قرر صاحب الأرض تقسيمها إلى خرط مسطحة كل منها بين ٥٠ و٨٠ مترا مربعا،
ورغم مضى أكثر من عشر سنوات، فإن محافظة القاهرة أو الجيزة، أو هيئة التخطيط العمرانى، لم تعرف عن هذه الخارطة شيئا، ولم توقع مكانها على خرطهم «... ليس فى المنطقة شىء من مقومات الحياة التى تعارف عليها أهل المدن، فمصدر المياه النقية الوحيد هو حنفية المياه الحكومية اليتيمة بعد شريط السكة الحديد، ولذلك فإن أهم واجبات الزوجات اليومية، نقل المياه عدة مرات فى الصفيحة التى تحمل على الرأس، من موقع الحنفية إلى الزير داخل البيت بنفس الطريقة التى تعودنها عندما كن فى الصعيد».
وطالما أن شبكة المياه غير موجودة فلماذا الحديث إذن عن شبكة الصرف الصحى، فأمام كل بيت تبة عالية، عليك أن تعبرها، لتدخل عتبة البيت وهذه هى « الترنش» أو خزان التحليل، حيث تتجمع مياه المجارى، التى يجب صرفها كل عدة أشهر، ولما كان وصول عربات النزح صعبا لأن الطرق غير معبدة، فإن الخزانات تطفح، والشوارع أو الحوارى خليط من مياه المجارى والطوب، ويعبر الأهالى فوق هذا البحر من المياه القذرة، ثم كانت هناك «مسقى» محفورة كالقناة من وقت أن كانت هذه المنطقة أرضا زراعية، فإذا بالأهالى يستفيدون من هذه المسقى لكى يتخلصوا من بعض مياه المجارى الزائدة، فصار لون المياه فيها أسود كالحبر، والشىء العجيب الذى أفزعنى حقا هو وجود طلمبات المياه اليدوية حول هذه المسقى المملوءة بمياه المجارى.. ويعمل الرجل بهمة ونشاط ليحرك الطلمبة بيده القوية، فتخرج مياه المجارى من باطن الأرض فيدفع بها بملء يديه ليقدمها إلى ابنته العطشى.
ووزارة التربية والتعليم أيضا غير موجودة لا مدرسة ابتدائية أو حتى مدرسة محو أمية، أو أى نشاط تعليمى آخر.. وهيئة النقل العام «ملخومة» فى مشاكل الأحياء الراقية والنصف راقية، ولذلك فإن أقرب نقطة مواصلات هى محطة الطلبة على بعد كيلومترين من أى نقطة فى هذه «الخارطة»، والشوارع غير مرصوفة، وترى آثار تقسيم أحواض منذ أن كانت أرضا زراعية، ولكن من العبث أن تحاول أى وسيلة للمواصلات المرور فى هذه الشوارع، فقد حولتها حفر «الترنشات» أو أحواض المجارى إلى هضبات وتلال، وحتى الشرطة لا تدخل إلى المنطقة إلا عندما يكون هناك طارئ ما يدعو للدهشة هو أن الجهة الوحيدة التى اعترفت بوجود هذه «القرية الحضرية» هى منطقة كهرباء مدينة القاهرة فـ «النور» هو الشىء الوحيد المبهج فى هذا الجزء المجهول من العالم.
هذه القصة تعبر عن آلاف المهاجرين الجدد والقدامى سواء من الريف إلى المدينة أو النازحين من الأحياء المركزية إلى الأطراف.
هذه الصورة المركزة والمكثفة لحياة سكان المناطق العشوائية، الذين وصل عددهم عام ٢٠٠٦ إلى حوالى ١٧ مليون مواطن، يشغلون ١٢١١ منطقة عشوائية على مستوى الجمهورية منهما ٨١ منطقة فى القاهرة الكبرى، توضح تراجيديا العمران فى مصر، وتتلخص هذه التراجيديا فى: غياب الرؤية والمنهج العلمى وتحديد الأولويات، وهو ثالوث هيكلى اتسمت به كل السياسات المتبعة منذ أكثر من نصف قرن فى جميع المجالات وعلى جميع الأصعدة، فشل فى القضاء على ثالوث آخر يستوطن هذه التجمعات هو الفقر والجهل والمرض.
أوكار وقنابل.. الخطر المزدوج للتجمعات العشوائية
يرصد كتاب التحضر العشوائى، ظاهرة تنامى نشاط الجماعات السلفية فى تلك التجمعات انطلاقاً من بداية الاعتراف الرسمى بخطورة هذه التجمعات، واعتبارها ضمن أولويات الحكومة فى برامجها التنموية، وفقاً لما أعلنه الرئيس مبارك فى خطاب ألقاه بمناسبة عيد العمال عام ١٩٩٣، مما يعنى أن المشكلة التى تم تجاهلها على مدى ثلاثين عاماً، أصبحت تمثل مشكلة أمن دولة، تهدد السلام الاجتماعى،
ويشير الكتاب إلى مفارقة غريبة فى هذا الصدد مفادها أن قطاع إنتاج المساكن العشوائية لعب دوراً مهماً خلال السنوات السابقة فى توفير مساكن لكل الشرائح المستبعدة من السوق الرسمية لإنتاج المساكن، ما أدى إلى توفير قدر من السلام الاجتماعى، إلى جانب استغلال الجماعات السلفية فقر تلك التجمعات فقدمت الخدمات لها، لكسب شعبية وزيادة عدد أنصارها فى تلك الأماكن المنسية من الأجهزة الرسمية للدولة، إلا أن عدداً من الباحثين فى عقد الثمانينيات لفتوا النظر إلى هشاشة هذا السلام الاجتماعى المفترض الذى توفره التجمعات العشوائية، فهذه المناطق بدت لهم كقنبلة موقوتة،
وهو ما حدث بالفعل مع مرور السنين، فعملية الطرد التى مست شرائح اجتماعية واسعة من الأحياء المخططة والمركزية إلى الأحياء الهامشية والعشوائية، فى مناطق تفتقد الحد الأدنى من نوعية الحياة، أدت إلى تعاظم الاحتقان الاجتماعى، وبالتالى فقد أصبحت تلك الأحياء مرتعاً للجماعات السلفية التى فرضت سيطرتها الأيديولوجية والثقافية على تلك الأحياء وقامت بتجنيد شباب لا مستقبل لهم، فى ظل غياب أجهزة السلطة أو الأحزاب السياسية الأخرى، أو منظمات المجتمع الأهلى المستنيرة، فكانت أحداث إمبابة الشهيرة، حيث دخلت قوات الأمن فى مصادمات قوية مع الجماعات الإسلامية،
وقد سبق هذه الأحداث مصادمات أخرى، وتحديداً يوم ٢ أبريل ١٩٩٢ فى البساتين، واغتيال المفكر الدكتور فرج فودة، ثم العمليات الإرهابية ضد السياح الأجانب، وهى الأحداث التى أدت إلى مزيد من القمع من قبل السلطات ضد التيارات السلفية، كما صدر حكم بإعدام ٨ من أعضاء الجماعات السلفية، ما أدى إلى مصادمات جديدة بين الشرطة وهذه الجماعات فى منطقة إمبابة سقط خلالها أفراد من الشرطة، فتدخلت قوات الأمن بشكل غير مسبوق، وبقوات قاربت من ٤ آلاف من رجال الأمن والقوات الخاصة قامت بعمليات قمعية واسعة طالت إمبابة وعين شمس ودار السلام وعزبة الهجانة.
ويلفت الكتاب إلى أن نشاط الجماعات الإسلامية فى المناطق العشوائية لم يكن جديداً فى ذلك الوقت « ١٩٩٢»، بل كان نتيجة لتجاهل السلطات النتائج التى يمكن أن تترتب على نشأة ونمو الإسكان العشوائى، أى غياب بعد النظر والفكر المستقبلى، ففى عام ١٩٧٧ تم القبض على مغتالى الشيخ الذهبى وزير الأوقاف الأسبق، فى بولاق الدكرور وعين شمس،
وفى عام ١٩٨١ تم القبض على أحد المشاركين فى اغتيال السادات فى المرج، وفى عامى ٨٨ و٨٩ حدثت اشتباكات حادة بين قوات الأمن والجماعات السلفية فى شبرا الخيمة، كما يلفت الكتاب إلى وجود أمثلة عديدة على تلك المصادمات بين الأمن والجماعات السلفية فى مناطق الإسكان العشوائى، لم تشر الجرائد لبعضها، وظلت فى طى الكتمان حتى تواتر إيقاعها، وتفاقمت آثارها بحيث أصبح التدخل فى تلك المناطق وفقاً لخطاب الرئيس على رأس أولويات الدولة.
ومن هنا بدأ الحوار المجتمعى حول العشوائيات ورصدت الدولة ٤ مليارات جنيه لتحسين المناطق العشوائية، واستندت خطة التحسين على شق الطرق الواسعة والسريعة بما يحقق سيولة الحركة فى تلك الأماكن لتحقيق السيطرة الأمنية عليها، وتوفير البنية الأساسية لهذه الأماكن مثل مياه الشرب الصالحة وبناء شبكة مجارى، وهو ما أثار حواراً وطنياً حول محدودية تلك الإجراءات التى تسعى لاستغلال التخطيط فى تحقيق السيطرة الأمنية على المناطق العشوائية.
لم ينتبه كثيرون إلى الخطر المزدوج الذى تشكله هذه التجمعات، فهى أولاً يلتهم الرقعة الزراعية التى كانت تحيط بالمدن وتهدد الأمن الزراعى للبلد، وثانياً أصبحت تلك الظاهرة بيئة خصبة لإفراز التطرف والإرهاب، مهددة بذلك الأمان الاجتماعى، والحلول التى تم طرحها لا تحدث أثراً على المستوى البعيد، وإنما تهدف إلى إحكام القبضة الأمنية على المنطقة مستفيدة من التطوير الذى ستحدثه لتحقيق تلك الغاية.
وفى هذا الصدد تطرح الدراسة حلين لهذه المسألة أولهما الحل السهل السريع، ذو الأثر القريب المدى، والذى يبدو ممكناً، وهو الارتقاء بالتجمعات العشوائية والعمل على تحسينها، أما الحل الثانى وهو الأصعب ويبدو مستحيلاً، فيتمثل فى استيطان الصحراء، واستغلال ما هو قائم فيها، واتباع المنهج الذى وضع فى نهاية السبعينيات ولم ينفذ: أى تعظيم دور المواطن وتحجيم دور الدولة.
المؤلف: د. جليلة القاضى
ترجمة : منحة البطراوى
عدد الصفحات:٤٣٨
الناشر: المشروع القومى للترجمة
- mosbahahmed60عضو فعال
- الجنس : عدد المساهمات : 442 نقاط التميز : 452 تقييم العضو : 5 التسجيل : 08/06/2013 العمر : 64 الإقامة : قسنطينة
تمت المشاركة السبت يونيو 08, 2013 10:32 pm
أفلاطون (باللاتينية: Plato / باليونانية: Πλάτων وتعني: واسع الأفق[1]) ولد في أثينا (427-428 ق.م \ 347-348 ق.م)[2] فيلسوف يوناني كلاسيكي، رياضياتي، كاتب عدد من الحوارات الفلسفية، ويعتبر مؤسس لأكاديمية أثينا التي هي أول معهد للتعليم العالي في العالم الغربي،معلمه سقراط وتلميذه أرسطو، وضع أفلاطون الأسس الأولى للفلسفة الغربية والعلوم.[3]، كان تلميذا لسقراط، وتأثر بأفكاره كما تأثر بإعدامه الظالم.
نبوغ أفلاطون وأسلوبه ككاتب واضح في محاوراته السقراطية (نحو ثلاثين محاورة) التي تتناول مواضيع فلسفية مختلفة: المعرفة، المنطق، اللغة، الرياضيات، الميتافيزقياء، الأخلاق والسياسة.[4]
]سيرته
لا يعرف أين ولد أفلاطون، كما لا يعرف تاريخ ولادته بالتحديد، ولكن من المؤكد أنه ينتمي إلى عائلة أرستقراطية كانت لها مكانة مؤثرة في المجتمع اليوناني.
استنادا إلى المصادر القديمة، يعتقد معظم العلماء المحدثين بأن أفلاطون ولد في أثينا أو أجانيطس بين عامي 427 \ 428 ق.م.والد أفلاطون يدعى أريستون، طبقا لما ذكره المؤرخ ديوجين ليوشيس (200م) أن والد أفلاطون يرجع نسبه من أبيه إلى أحد ملوك أثينا يدعى Codrus ومن أمه إلى ملوك ميسينيا [5]. والدة أفلاطون اسمها بينكتوني(Περικτιόνη) وهي من سلالة القانوني والشاعر اليوناني الأرستقراطي سولون[6]. بينكتوني أخت الطاغية اليوناني كريتياس: Κριτίας وابنة الطاغية كارميدوس : Χαρμίδης، كلاهما شخصيات بارزة من الطغاة الثلاثون أو الأوليغارشيون الذين جاءوا بعد انهيار أثينا عند الانتهاء من الحرب البيلوبونيسية (403-404 ق.م)[7]. أما أفلاطون نفسه، أريستون وبينكتوني والدا أفلاطون لديهم ثلاثة أبناء آخرين الأكبر وهو أدمينتوس والآخر قولاكن والأخيرة بوتون أم الفيلسوف سيوسيبس الذي تزعم أكاديمية أفلاطون بعد وفاته.[7]. وفقا لما ذكره أفلاطون في كتاب الجمهورية أن أدمينتوس وقولاكن يكبرونه سنا.[8]
]تعليمه
ذكر لوكيوس أبوليوس أن الفيلسوف سيوسيبس أشاد بذكاء وسرعة تفكير أفلاطون، لابد أن أفلاطون قد تعلم شتى العلوم على علماء عصره في الموسيقى والأدب والنحو والجمباز[9]. ذكر ديئوتشيس :Δικαίαρχος أن أفلاطون تصارع في دورة ألعاب اسثميان.[10] أما من حيث تكوينه العلمى والفلسفي فقد درس في شبابه الشعر، كما درس العلوم المتعارف في عصره وأظهر ميلاً شديداَ إلي العلم الرياضي ثم اتجه إلى دراسة الفلسفة على يد أحد أتباع هيرقليطس. و في سن العشرين تعرف على سقراط وأعجب به.ثم كان لإعدام سقراط وتجرعه السم من أهم الأسباب التي دفعت به إلى ميغاري حيث زار إقليدس ومكث إلى جواره ثلاث سنوات ،ثم اتجه إلى مصر وشاهد عظمة آثارها واجتمع بكهنة عين شمس فأعجب بعلومهم وخاصة الفلك ثم اتجه من مصر إلى قورينا فالتقى بعالمها الرياضي المشهور تيودورس ثم عاد إلى أثينا عندما نشبت الحرب بين أثينا واسبرطة [11]
]فلسفته
لقد أسس أفلاطون الفلسفة المثالية وعرف الفلسفة بأنها السعى الدائم لتحصيل المعرفة الكلية الشامله التي تستخدم العقل وسيلة لها وتجعل الوصول إلى الحقيقة أسمى غاياتها[12] أوجد أفلاطون ماعُرِفَ من بعدُ بطريقة الحوار، التي كانت عبارة عن دراما فلسفية حقيقية، عبَّر من خلالها عن أفكاره عن طريق شخصية سقراط، الذي تمثَّله إلى حدِّ بات من الصعب جدًّا التمييز بين عقيدة التلميذ وعقيدة أستاذه الذي لم يترك لنا أيَّ شيء مكتوب، بخلاف أفلاطون الذي ينسب إليه نحو أربعين كتابا، بينها سبع وعشرون محاورة موثوقة، في حين يعد الباقي إما مشكوكا في نسبته إليه وإما منحولا عليه بالكامل. وتتألق في الحوارات الأولى، المسماة "لسقراطية"، صورة سقراط التي تتخذ طابعًا مثاليًّا؛ كما تتضح من خلالها نظريته في الصُوَر المعقولة أو المُثُل التي هي أساس فلسفته.
تميِّز الميتافيزياء الأفلاطونية بين عالمين: العالم الأول، أو العالم المحسوس، هو عالم التعددية، عالم الصيرورة والفساد. ويقع هذا العالم بين الوجود واللاوجود، ويُعتبَر منبعًا للأوهام (معنى استعارة الكهف) لأن حقيقته مستفادة من غيره، من حيث كونه لا يجد مبدأ وجوده إلا في العالم الحقيقي للـمُثُل المعقولة، التي هي نماذج مثالية تتمثل فيها الأشياء المحسوسة بصورة مشوَّهة. ذلك لأن الأشياء لا توجد إلاَّ عبر المحاكاة والمشاركة، ولأن كينونتها هي نتيجة ومحصلِّة لعملية يؤديها الفيض، كـصانع إلهي، أعطى شكلاً للمادة التي هي، في حدِّ ذاتها، أزلية وغير مخلوقة (تيميوس).
هذا ويتألف عالم المحسوسات من أفكار ميتافيزيائية (كالدائرة، والمثلث) ومن أفكار "غير افتراضية" (كالحذر، والعدالة، والجمال، إلخ)، تلك التي تشكِّل فيما بينها نظامًا متناغمًا، لأنه معماري البنيان ومتسلسل بسبب وعن طريق مبدأ المثال السامي الموحَّد الذي هو "منبع الكائن وجوهر المُثُل الأخرى"، أي مثال الخير.
لكن كيف يمكننا الاستغراق في عالم المُثُل والتوصل إلى المعرفة؟ في كتابه فيدروس، يشرح أفلاطون عملية سقوط النفس البشرية التي هَوَتْ إلى عالم المحسوسات – بعد أن عاشت في العالم العلوي - من خلال اتحادها مع الجسم. لكن هذه النفس، وعن طريق تلمُّسها لذلك المحسوس، تصبح قادرة على دخول أعماق ذاتها لتكتشف، كالذاكرة المنسية، الماهية الجلية التي سبق أن تأمَّلتها في حياتها الماضية: وهذه هي نظرية التذكُّر، التي يعبِّر عنها بشكل رئيسي في كتابه مينون، من خلال استجواب العبد الشاب وملاحظات سقراط الذي "توصل" لأن يجد في نفس ذلك العبد مبدأً هندسيًّا لم يتعلَّمه هذا الأخير في حياته.
إن فنَّ الحوار والجدل، أو لنقل الديالكتيكا، هو ما يسمح للنفس بأن تترفَّع عن عالم الأشياء المتعددة والمتحولة إلى العالم العياني للأفكار. لأنه عن طريق هذه الديالكتيكا المتصاعدة نحو الأصول، يتعرَّف الفكر إلى العلم انطلاقًا من الرأي الذي هو المعرفة العامية المتشكِّلة من الخيالات والاعتقادات وخلط الصحيح بالخطأ. هنا تصبح الرياضيات، ذلك العلم الفيثاغوري المتعلق بالأعداد والأشكال، مجرد دراسة تمهيدية. لأنه عندما نتعلَّم هذه الرياضيات "من أجل المعرفة، وليس من أجل العمليات التجارية" يصبح بوسعنا عن طريقها "تفتيح النفس [...] للتأمل وللحقيقة". لأن الدرجة العليا من المعرفة، التي تأتي نتيجة التصعيد الديالكتيكي، هي تلك المعرفة الكشفية التي نتعرَّف عن طريقها إلى الأشياء الجلية.
لذلك فإنه يجب على الإنسان - الذي ينتمي إلى عالمين – أن يتحرر من الجسم (المادة) ليعيش وفق متطلبات الروح ذات الطبيعة الخالدة، كما توحي بذلك نظرية التذكُّر وتحاول البرهنة عليه حجج فيدون. من أجل" فإن الفضيلة، التي تقود إلى السعادة الحقيقية، تتحقق، بشكل أساسي، عن هي التناغم النفسي الناجم عن خضوع الحساسية للقلب الخاضع لحكمة العقل. وبالتالي، فإن هدف الدولة يصبح، على الصعيد العام، حكم المدينة المبنية بحيث يتَّجه جميع مواطنيها نحو الفضيلة.
هذا وقد ألهمت مشاعية أفلاطون العديد من النظريات الاجتماعية والفلسفية، بدءًا من يوطوبيات توماس مور وكامبانيلا، وصولاً إلى تلك النظريات الاشتراكية الحديثة الخاضعة لتأثيره، إلى هذا الحدِّ أو ذاك. وبشكل عام فإن فكر أفلاطون قد أثَّر في العمق على مجمل الفكر الغربي، سواء في مجال علم اللاهوت (المسلم أو اليهودى أو المسيحي ) أو في مجال الفلسفة العلمانية التي يشكِّل هذا الفكر نموذجها الأول.
]خصائص فكره
إلى جانب النزعة المنطقية الرياضية متأثر بفثاغورث التي تمييز بها أفلاطون الفكرى نجد اتجاهاً إلى التصوف وإلى ممارسة الحياة الروحية متأثر بسقراط في أعلى مراتبها فمن الناحية الأولى نجد أن افلاطون قد استخدم المنطق بكل دقة في ميدان المعرفة وذلك في أسلوبه الجدلي المنهجى الذي استخدمه للبرهنه على وجود عالم المثل وكذلك استعار الاستدلال الرياضي من الفيثاغوريين وطبق منهجهم الفرضي وتمسك بضرورة دراسة الفيلسوف للرياضيات وبهذا فقد كتب على باب الاكاديميه لايدخل هذا إلا من كان رياضياً وهذا أكبر دليل على أهمية الرياضيات في مذهبه.[13]
ومن الناحية الثانية نجد أنه قد أضاف إلى هذا المذهب المنطقى الرياضى اتجاهاً صوفياً عميقاً تلقاه من النحلة الأورفيه وتعاليم الفيثاغوريين، وقد كان لهذه النزعة الروحية العميقة عند أفلاطون أثرها الكبير على المتصوفة فيما بعد سواء المسيحيين أو المسلمين.ويبدو أن تعاليم الأورفيه والفيثاغورية لم تكن الصدر الوحيد لهذه النزعة عند أفلاطون بل يرجع إلى طفولة أفلاطون التي امتازت بالتدين والايمان وبالأسرار العميقة التي ترمز إلى وحى الآلهة ولهذا فإنه اتجه إلى البحث عن المثل العليا أى عن عالم اسمى فيما وراء عالم الحس عالم تنطلق إليه النفس في صفائها وتطهرها فكان أن كشفت له التجربة الروحية عن آفاق عالم المثل.
وقد أحس أفلاطون بصعوبة التفسير اللفظى عن هذا الوجودالمتعالى الذي يجاوز نطاق التجربة الحسية ولهذا فقد لجأ إلى الأسطورة وإلى الصور الخيالية لكي يفسر بها حقيقة هذا العالم العقلى وابعاده المثالية وكان يشعر فب أعماق نفسه بأن العبارات الشاعرية الوصفية التي كان يسوقها لإيضاح حقيقة عالم المثل لن تحقق هذا الغرض على الوجه الأكمل.فقد كان أفلاطون إذاً شاعراً بصعوبة التعبير عن مضمون مذهبه لخصوبة الفكرة التي انتهت إليها تجربته الروحية، ولأن اللغة-وقد وضعت للإشارة إلى الموجودات الحسية- لايمكن أن تصبح للتعبير عن عالم مثالى مغاير لعالمنا الحسى في وجوده وطبيعته.
وتمة أمر هام كان له تأثيرة الواضح على تجربة الأفلاطونية، فعلى الرغم مما كان يبدو من شدة تعطش أفلاطون للمعرفة والمثل العليا مما دفع به فب طريق التأمل والعزلة والتقشف وسيطرة النفس على البدن إلا أنه قد نشأ في بيئة أرستقراطية غرست في نفسه ميلاً إلى ممارسة السياسةوالمساهمة في شئون الحكم، لهذا فقد ظهر لديه اتجاه واضح إلى إيجاد نوع من التوازن والانسجام بين النفس والجسد مما ييسر له سبل الاتصال بالحياة العامة ويحول بينه وبين الإغراق في حياة التأمل الخالص، ومع هذا فإن الفكر الأفلاطونى لم يستطع التخلص من هذا الاتجاه المزدوج إلى النظر وإلى العمل، أو بمعنى آخر الاتجاه إلى التأمل الفلسفي والعمل السياسي معاً،فإذا كانت غاية التأمل الفلسفي عنده هي خلاص النفس وتطهيرها عن طريق ممارسة الحكمة فأن غاية العمل السياسي في نظره إنما تكون في خلق الظروف الصالحة لتربية المواطن اليوناني وذلك عن طريق إصلاحه نظم المدنية اليونانية حتى تكفل لها سلامة في الداخل والخارج.
]مؤلَّفاته
يغلب على مؤلفات أفلاطون طابع المحاورة وهو أسلوب كان شائعاً في العصر الذي ازداد فيه نشاط السفسطائيين وسقراط.[14] يعد أفلاطون أول فيلسوف يوناني وصلتنا جميع مؤلفاته ولكننا لا نستطيع لأن نجزم بأن كل ما وصل إلينا من كتب تحمل اسم أفلاطون تصح نسبتها إليه، فقد أثبت النقد التاريخي أن هناك محاورات منحولة نسبت إلى أفلاطون وقد ثبت انه ليست له، وعلى هذا فإننا نكتفي هنا بالإشارة إلى المؤلفات التي تعرف مؤرخو الفلسفة على صحة نسبتها إليه.أما من حيث تصنيف هذه المؤلفات فقد تمكن العلماء-بعد دراسة أسلوب المحاورات وموسوعاتها من ترتيبها على هيئة تصنيف زمني تطوري حسب أطوار حيتة المؤلف فهناك مؤلفات ترجع إلى عهد الشباب وأخرى تم تأليفها بعد إنشاء الأكاديمية ،أما المجموعة الثالثة فهي من إنتاج أفلاطون في عهد الشيخوخة.
المأدبة أو "في الحب": يبيِّن هذا الحوار، الذي جرى تأليفه في العام 384 ق م، كيف أن ولوج الحقيقة يمكن أن يتم بطرق أخرى غير العقل، وليس فقط عن طريقه: لأن هناك أيضًا وظيفة للـقلب، تسمح بالانتقال من مفهوم الجمال الحسِّي إلى مفهوم الجمال الكامل للمثال الجلي.
والقصة هي قصة الشاعر أغاثون الذي أقام في منزله مأدبة للاحتفال بنجاح أول عمل مسرحي له. وفي هذه المأدبة طُلِبَ من كلِّ المدعوين، ومن بينهم سقراط، أن يلقوا كلمة تمجِّد إله الحب – وخاصة أريستوفان الذي طوَّر أسطورة الخنثى البدئية. ويقوم سقراطمن تقريظ الجمال، بمحاولة لتحديد طبيعة الحب، متجنبًا الوقوع في شرك الجدال، أخيرًا إلى حبِّ العلم. لأنه، وبسبب كونه رغبةً في الخلود وتطلعًا إلى الجمال في ذاته، يقودنا الحبُّ الأرضي إلى الحبِّ السماوي. وهذا هو معنىndel– الذي هو أحد أجمل الحوارات – لم تتدنَّ خلال تاريخ الفلسفة كلِّه: حيث نجد صداه، مثلاً، في العقيدة المسيحية للقديس أوغسطين، الذي كان يعتقد بأن "كلَّ فعل محبة هو، في النهاية، حب للإله".
فيدون : يدور هذا الحوار في الحجرة التي كان سقراط ينتظر الموت فيها. لأن الحضور، وانطلاقًا مما كان يدَّعيه بأن الفيلسوف الحقيقي لا يخشى الموت، يدعو المعلِّم لكي يبرهن على خلود النفس. وهنا، يجري بسط أربع حجج أساسية:
الحجة الأولى، التي تستند إلى وجود المفارقات، تقول إنه، انطلاقًا من الصيرورة المستمرة للأشياء، ليس في وسعنا فهم شيء ما (النوم مثلاً) دون الاستناد إلى نقيضه (اليقظة ليس حصرًا). ولأن الموت يبيِّن الانتقال من الحياة الدنيا إلى الآخرة، فإنه من المنطقي الاعتقاد بأن "الولادة من جديد" تعني الانتقال منه إلى الحياة. وبالتالي، إذا كانت النفس تولد من جديد، فإن هذا يعني أن التقمص حقيقة طرمة زيه.
أما الحجة الثانية، فهي تستند إلى تلك الأفكار التي ندعوها بـالذكريات. لأن ما نواجهه في العالم الحسِّي إنما هو أشياء جميلة، لكنها ليست هي الجمال. لذلك ترانا نحاول تلمس هذا الأخير من خلال تلك الأشياء، التي، باستحضارها، تعيدنا حتمًا إلى لحظات من الحياة فوق الأرضية كانت روحنا فيها على تماس مباشر مع الطهارة.
وتقول الحجة الثالثة إنه يمكن شَمْلُ كلِّ ما في الوجود ضمن مقولتين اثنتين: المقولة الأولى تضم كلَّ ما هو مركَّب (وبالتالي ممكن التفكك) أي المادة؛ والمقولة الأخرى التي تشمل ما هو بسيط (أي لا يمكن تفكيكه)، كجزء مما هو مدرَك، أي الروح.
وعندما يلاحظ كيبيوس بأن سقراط، الذي برهن على إمكانية انتقال الروح من جسم إلى آخر، لم يبرهن على خلود هذه الأخيرة في حدِّ ذاتها، يجيبه سقراط من خلال عرض مسهب، يتطرق فيه إلى نظرية المُثُل، حيث يبيِّن في نهايته أن الروح لا تتوافق مع الموت لأنها من تلك العناصر التي ليس بوسعها تغيير طبيعتها.
وينتهي الحوار بعرض طويل لمفهومي العالم العلوي والمصير الذي يمكن أن تواجهه النفس: حيث ترتفع النفوس الأكمل نحو عالم علوي، بينما ترسب النفوس المذنبة في الأعماق السفلى. وتكون كلمات سقراط الأخيرة هي التي مفادها بأنه مدين في علمه لأسكليبيوس (إله الطب والشفاء) – من أجل تذكيرنا رمزيًّا بأنه يجب علينا شكر الإله الذي حرَّره من مرض الموت.
الجمهورية أو "في العدالة": يشكل هذا الحوار، المجموع في عشر كتيبات تمت خلال عدة سنوات (ما بين أعوام 389 و369 ق م)، العمل الرئيسي لأفلاطون المتعلِّق بـالفلسفة السياسية.
يبدأ سقراط بمحاولة تعريف العدالة استنادًا إلى ما قاله عنها سيمونيدِس، أي "قول الحقيقة وإعطاء كلِّ شخص حقه". هذا التعريف مشكوك في ملاءمته، لأنه يجعلنا نلحق الضرر بأعدائنا، مما يعني جعلهم، بالتالي، أسوأ وأظلم. كذلك أيضًا يستبعد تعريف السفسطائي ثراسيماخوس الذي قال بأن "العدل" هو ما ينفع الأقوى.
ونصل مع أفلاطون إلى التمعُّن في مفهوم الدولة العادلة – تلك التي تعني "الإنسان مكبَّرًا" – القائمة على مشاعية الأملاك والنساء، اللواتي لا يكون التزاوج معهن انطلاقًا من الرغبات الشخصية، إنما استنادًا لاعتبارات النسل – تلك المشاعية الخاضعة لمفهوم التقشف الصحي، أي المعادي للبذخ؛ تلك الدولة القائمة على التناغم والمستندة إلى فصل صارم بين طبقاتها الأساسية الثلاث التي هي: طبقة الفلاسفة أو القادة، وطبقة الجنود، وطبقة الصنَّاع – والتي هي على صورة التوازن القائم بين المكونات الثلاث للنفس الفردية. ونلاحظ هنا، من خلال العرض، أن الطبقة الدنيا (أو طبقة الصنَّاع) لا تخضع لمتطلَّبات الملكية الجماعية لأنها لن تفهمها انطلاقًا من مستوى إدراكها.
ويفترض سقراط أنه على رأس هذه الدولة يجب وضع أفضل البشر. من هنا تأتي ضرورة تأهيلهم الطويل للوصول إلى الفهم الفلسفي للخير الذي يعكس نور الحقيقة وينير النفس، كما تنير الشمس أشياء عالمنا (استعارة الكهف).
ذلك لأن الظلم يشوِّه، بشكل أو بآخر، كافة الأشكال الأخرى من الدول، التي يعدِّدها أفلاطون كما يلي: الدولة التيموقراطية (التي يسود فيها الظلم والعنف)، الدولة الأوليغارخية (حيث الطمع الدائم واشتهاء الثروات المادية)، الدولة الديموقراطية (حيث تنفلت الغرائز وتسود ديكتاتورية العوام)، وأخيرًا، دولة الاستبداد، حيث يكون الطاغية بنفسه عبدًا لغرائزه، وبالتالي غير عادل.
وأخيرًا فإن هذا المفهوم نسبي حيث أن العدالة لن تتحقق بالكامل، كما تصف ذلك أسطورة إرْ، إلا في حياة مستقبلية أخرى: حيث النفوس، وقد حازت على ما تستحقه من ثواب أو عقاب، تعود لتتجسد من جديد، ناسية ذكرى حياتها الماضية.
]قائمة محاورات أفلاطون
هيبياس الكبرى
هيبياس الصغرى
إيون
بروتاغوراس
دفاع سقراط
كريتون
ألقبيادِ
خارميدِ
مينيكسينِ
مينون
أوتيديم
كراتيلِ
فيدر
ثيثيوس
بارمنيدِ
السفسطائي
السياسي
الجمهورية
كريتياس
فيليب
القوانين
طيماوس
ترجمت معظم محاورات أفلاطون إلى العربية. فعن الإنجليزية نقل فؤاد زكريا محاورة الجمهورية(أو السياسة). وعن اليونانية القديمة، نقل عزت قرني، مع مقدمات وهوامش وملاحظات تحليلية، عدة محاورات هي: فيدون، مينون، بروتاغوراس، أقريطون، أوطيفرون، الدفاع، السفسطائي، وثيثيوس..
]أراء أفلاطون الشفوية
وبالإضافة إلى هذا الإنتاج المدون الضخم، نجد أرسطو يشير في الميتافزيقا إلى مذهب الأفلاطونيين في الأعداد والمثل وهذا موقف لا نجد في محاورات تفصيلات عنه، ولهذا فقد رجح المؤرخون أن ما نسبه أرسطو لأفلاطون من آراء تؤلف في مجموعها الجزء الشفوى على الكلمة المكتوبة والعبارة المركزة ومما يؤيد هذا الرأي أن أرسطو نفسه كان تلميذاً لأفلاطون وكان يواظب على حضور مناقشات الأكاديمية،فهو إذاً على علم بالتعاليم الشفوية للمدرسة وكل هذه الآراء كان لها تأثير كبير على تطور الفكر الأفلاطونى وظهوره على صورة مذهب الأفلاطونية المحدثة في مدرسه الإسكندرية وعند الإسلاميين والمسيحيين فيما بعد.[15]
]نظرية المعرفة عند أفلاطون
يعنى أفلاطون بموضوع المعرفة في محاورات عديدة فيبين أنواعها المختلفة ويرتبها درجات حسب قيمتها في الكشف عن الحقيقة ويهتم اهتماماً بالغاً بتعريف العلم الفلسفي اليقيني وبالتمييز بينه وبين أنواع المعرفة الأخرى الشائعة عند معاصريه. ونقطة البداية في نظرية المعرفة الأفلاطونية تتلخص في إثار الشك في العالم الحسي، وذلك حتى يعلم السائر في طريق في طريق التفلسف أن العالم الذي يعيش فيه هو عالم زيف وخداع. ويقيم أفلاطون تصنيف لأنواع المعرفة في العلوم المختلفة على أساس تفرقته الميتافزيقية بين العالم لمرئي والعالم المعقول فيسمى المعرفة التي تتناول العالم الحسي بالظن.أما المعرفة التي تتناول اللامرئي والمعقول بالعلم أو بالتعقل.ولكي يوضح هذين النوعيين من المعرفة يقول لنتصور مستقيماً(أب)نقسمه أربعة أقسام بواسطة الرموز(جـ، د، هـ)
فالقسم الأول يرمز للأشباح والظلال المنعكسة عن العالم المحسوس والمعرفة التي تتناولها يسميها وهم.
القسم الثاني والقسم الذي يليه في المرتبة يشير لموجودات العالم الحسي المرئي ومعرفتها ظن.
القسم الثالثويشير إلى التصورات الرياضية ومعرفتها فكر استدلالي
القسم الرابعويشير إلى المعقولات التي هي أقرب إلى الميادئ والتي هي موجودة بغير حاجة للمحسوس فهى عالم المثل ومعرفتها تعقل.
وعلى الرغم من هذه القسمة الرباعية إلا أن أهم مستويات المعرفة التي يعنى أفلاطون بدراستها ونقدها وهى الخبرة الحسية والاستدلال العقلى ثم المعرفة الحدسية التي هي رؤية مباشرة لعالم المثل.[16]
]مراجع
1. ^ David Sedley ,أفلاطون محاورة (كراتيلوس) Cambridge University Press 2003
2. ^ [1] جامعة سانت أندروز
3. ^ "Plato". Encyclopaedia Britannica. 2002.
4. ^ محاضرات في الفلسفة اليونانية ابتداء من سقراط د/ منى عبد الرحمن المولد ص 39
5. ^ Diogenes Laertius, Life of Plato, III * D. Nails, "Ariston", 53 * U. von Wilamowitz-Moellendorff, Plato, 46
6. ^ Diogenes Laertius, Life of Plato, I
7. ^ أ ب W. K. C. Guthrie, A History of Greek Philosophy', IV, 10 * A.E. Taylor, Plato, xiv * U. von Wilamowitz-Moellendorff, Plato, 47
8. ^ [2]
9. ^ Diogenes Laertius, Life of Plato, IV * W. Smith, Plato, 393
10. ^ # ^ Diogenes Laertius, Life of Plato, V
11. ^ منى عبد الرحمن المولد، محاضرات في الفلسفة اليونانية ابتداء من سقراط مطبعة السلام.ص39
12. ^ ماجدة طه، مدخل إلى الفلسفة العامه، ص20
13. ^ منى عبد الرحمن، محاضرات في الفلسفة اليونانية ابتداء من سقراط ص 45
14. ^ المرجع السابق، ص44
15. ^ المرجع السابق ص43
16. ^ المرجع السابق، ص72
قاموس ناثان الفلسفي، تأليف جيرار دوروزوي وأندريه روسيل. مراجعة: ديمتري أفييرينوس تعريب: أكرم أنطاكي
[عدل]الموقع الالكتروني
نبوغ أفلاطون وأسلوبه ككاتب واضح في محاوراته السقراطية (نحو ثلاثين محاورة) التي تتناول مواضيع فلسفية مختلفة: المعرفة، المنطق، اللغة، الرياضيات، الميتافيزقياء، الأخلاق والسياسة.[4]
]سيرته
لا يعرف أين ولد أفلاطون، كما لا يعرف تاريخ ولادته بالتحديد، ولكن من المؤكد أنه ينتمي إلى عائلة أرستقراطية كانت لها مكانة مؤثرة في المجتمع اليوناني.
استنادا إلى المصادر القديمة، يعتقد معظم العلماء المحدثين بأن أفلاطون ولد في أثينا أو أجانيطس بين عامي 427 \ 428 ق.م.والد أفلاطون يدعى أريستون، طبقا لما ذكره المؤرخ ديوجين ليوشيس (200م) أن والد أفلاطون يرجع نسبه من أبيه إلى أحد ملوك أثينا يدعى Codrus ومن أمه إلى ملوك ميسينيا [5]. والدة أفلاطون اسمها بينكتوني(Περικτιόνη) وهي من سلالة القانوني والشاعر اليوناني الأرستقراطي سولون[6]. بينكتوني أخت الطاغية اليوناني كريتياس: Κριτίας وابنة الطاغية كارميدوس : Χαρμίδης، كلاهما شخصيات بارزة من الطغاة الثلاثون أو الأوليغارشيون الذين جاءوا بعد انهيار أثينا عند الانتهاء من الحرب البيلوبونيسية (403-404 ق.م)[7]. أما أفلاطون نفسه، أريستون وبينكتوني والدا أفلاطون لديهم ثلاثة أبناء آخرين الأكبر وهو أدمينتوس والآخر قولاكن والأخيرة بوتون أم الفيلسوف سيوسيبس الذي تزعم أكاديمية أفلاطون بعد وفاته.[7]. وفقا لما ذكره أفلاطون في كتاب الجمهورية أن أدمينتوس وقولاكن يكبرونه سنا.[8]
]تعليمه
ذكر لوكيوس أبوليوس أن الفيلسوف سيوسيبس أشاد بذكاء وسرعة تفكير أفلاطون، لابد أن أفلاطون قد تعلم شتى العلوم على علماء عصره في الموسيقى والأدب والنحو والجمباز[9]. ذكر ديئوتشيس :Δικαίαρχος أن أفلاطون تصارع في دورة ألعاب اسثميان.[10] أما من حيث تكوينه العلمى والفلسفي فقد درس في شبابه الشعر، كما درس العلوم المتعارف في عصره وأظهر ميلاً شديداَ إلي العلم الرياضي ثم اتجه إلى دراسة الفلسفة على يد أحد أتباع هيرقليطس. و في سن العشرين تعرف على سقراط وأعجب به.ثم كان لإعدام سقراط وتجرعه السم من أهم الأسباب التي دفعت به إلى ميغاري حيث زار إقليدس ومكث إلى جواره ثلاث سنوات ،ثم اتجه إلى مصر وشاهد عظمة آثارها واجتمع بكهنة عين شمس فأعجب بعلومهم وخاصة الفلك ثم اتجه من مصر إلى قورينا فالتقى بعالمها الرياضي المشهور تيودورس ثم عاد إلى أثينا عندما نشبت الحرب بين أثينا واسبرطة [11]
]فلسفته
لقد أسس أفلاطون الفلسفة المثالية وعرف الفلسفة بأنها السعى الدائم لتحصيل المعرفة الكلية الشامله التي تستخدم العقل وسيلة لها وتجعل الوصول إلى الحقيقة أسمى غاياتها[12] أوجد أفلاطون ماعُرِفَ من بعدُ بطريقة الحوار، التي كانت عبارة عن دراما فلسفية حقيقية، عبَّر من خلالها عن أفكاره عن طريق شخصية سقراط، الذي تمثَّله إلى حدِّ بات من الصعب جدًّا التمييز بين عقيدة التلميذ وعقيدة أستاذه الذي لم يترك لنا أيَّ شيء مكتوب، بخلاف أفلاطون الذي ينسب إليه نحو أربعين كتابا، بينها سبع وعشرون محاورة موثوقة، في حين يعد الباقي إما مشكوكا في نسبته إليه وإما منحولا عليه بالكامل. وتتألق في الحوارات الأولى، المسماة "لسقراطية"، صورة سقراط التي تتخذ طابعًا مثاليًّا؛ كما تتضح من خلالها نظريته في الصُوَر المعقولة أو المُثُل التي هي أساس فلسفته.
تميِّز الميتافيزياء الأفلاطونية بين عالمين: العالم الأول، أو العالم المحسوس، هو عالم التعددية، عالم الصيرورة والفساد. ويقع هذا العالم بين الوجود واللاوجود، ويُعتبَر منبعًا للأوهام (معنى استعارة الكهف) لأن حقيقته مستفادة من غيره، من حيث كونه لا يجد مبدأ وجوده إلا في العالم الحقيقي للـمُثُل المعقولة، التي هي نماذج مثالية تتمثل فيها الأشياء المحسوسة بصورة مشوَّهة. ذلك لأن الأشياء لا توجد إلاَّ عبر المحاكاة والمشاركة، ولأن كينونتها هي نتيجة ومحصلِّة لعملية يؤديها الفيض، كـصانع إلهي، أعطى شكلاً للمادة التي هي، في حدِّ ذاتها، أزلية وغير مخلوقة (تيميوس).
هذا ويتألف عالم المحسوسات من أفكار ميتافيزيائية (كالدائرة، والمثلث) ومن أفكار "غير افتراضية" (كالحذر، والعدالة، والجمال، إلخ)، تلك التي تشكِّل فيما بينها نظامًا متناغمًا، لأنه معماري البنيان ومتسلسل بسبب وعن طريق مبدأ المثال السامي الموحَّد الذي هو "منبع الكائن وجوهر المُثُل الأخرى"، أي مثال الخير.
لكن كيف يمكننا الاستغراق في عالم المُثُل والتوصل إلى المعرفة؟ في كتابه فيدروس، يشرح أفلاطون عملية سقوط النفس البشرية التي هَوَتْ إلى عالم المحسوسات – بعد أن عاشت في العالم العلوي - من خلال اتحادها مع الجسم. لكن هذه النفس، وعن طريق تلمُّسها لذلك المحسوس، تصبح قادرة على دخول أعماق ذاتها لتكتشف، كالذاكرة المنسية، الماهية الجلية التي سبق أن تأمَّلتها في حياتها الماضية: وهذه هي نظرية التذكُّر، التي يعبِّر عنها بشكل رئيسي في كتابه مينون، من خلال استجواب العبد الشاب وملاحظات سقراط الذي "توصل" لأن يجد في نفس ذلك العبد مبدأً هندسيًّا لم يتعلَّمه هذا الأخير في حياته.
إن فنَّ الحوار والجدل، أو لنقل الديالكتيكا، هو ما يسمح للنفس بأن تترفَّع عن عالم الأشياء المتعددة والمتحولة إلى العالم العياني للأفكار. لأنه عن طريق هذه الديالكتيكا المتصاعدة نحو الأصول، يتعرَّف الفكر إلى العلم انطلاقًا من الرأي الذي هو المعرفة العامية المتشكِّلة من الخيالات والاعتقادات وخلط الصحيح بالخطأ. هنا تصبح الرياضيات، ذلك العلم الفيثاغوري المتعلق بالأعداد والأشكال، مجرد دراسة تمهيدية. لأنه عندما نتعلَّم هذه الرياضيات "من أجل المعرفة، وليس من أجل العمليات التجارية" يصبح بوسعنا عن طريقها "تفتيح النفس [...] للتأمل وللحقيقة". لأن الدرجة العليا من المعرفة، التي تأتي نتيجة التصعيد الديالكتيكي، هي تلك المعرفة الكشفية التي نتعرَّف عن طريقها إلى الأشياء الجلية.
لذلك فإنه يجب على الإنسان - الذي ينتمي إلى عالمين – أن يتحرر من الجسم (المادة) ليعيش وفق متطلبات الروح ذات الطبيعة الخالدة، كما توحي بذلك نظرية التذكُّر وتحاول البرهنة عليه حجج فيدون. من أجل" فإن الفضيلة، التي تقود إلى السعادة الحقيقية، تتحقق، بشكل أساسي، عن هي التناغم النفسي الناجم عن خضوع الحساسية للقلب الخاضع لحكمة العقل. وبالتالي، فإن هدف الدولة يصبح، على الصعيد العام، حكم المدينة المبنية بحيث يتَّجه جميع مواطنيها نحو الفضيلة.
هذا وقد ألهمت مشاعية أفلاطون العديد من النظريات الاجتماعية والفلسفية، بدءًا من يوطوبيات توماس مور وكامبانيلا، وصولاً إلى تلك النظريات الاشتراكية الحديثة الخاضعة لتأثيره، إلى هذا الحدِّ أو ذاك. وبشكل عام فإن فكر أفلاطون قد أثَّر في العمق على مجمل الفكر الغربي، سواء في مجال علم اللاهوت (المسلم أو اليهودى أو المسيحي ) أو في مجال الفلسفة العلمانية التي يشكِّل هذا الفكر نموذجها الأول.
]خصائص فكره
إلى جانب النزعة المنطقية الرياضية متأثر بفثاغورث التي تمييز بها أفلاطون الفكرى نجد اتجاهاً إلى التصوف وإلى ممارسة الحياة الروحية متأثر بسقراط في أعلى مراتبها فمن الناحية الأولى نجد أن افلاطون قد استخدم المنطق بكل دقة في ميدان المعرفة وذلك في أسلوبه الجدلي المنهجى الذي استخدمه للبرهنه على وجود عالم المثل وكذلك استعار الاستدلال الرياضي من الفيثاغوريين وطبق منهجهم الفرضي وتمسك بضرورة دراسة الفيلسوف للرياضيات وبهذا فقد كتب على باب الاكاديميه لايدخل هذا إلا من كان رياضياً وهذا أكبر دليل على أهمية الرياضيات في مذهبه.[13]
ومن الناحية الثانية نجد أنه قد أضاف إلى هذا المذهب المنطقى الرياضى اتجاهاً صوفياً عميقاً تلقاه من النحلة الأورفيه وتعاليم الفيثاغوريين، وقد كان لهذه النزعة الروحية العميقة عند أفلاطون أثرها الكبير على المتصوفة فيما بعد سواء المسيحيين أو المسلمين.ويبدو أن تعاليم الأورفيه والفيثاغورية لم تكن الصدر الوحيد لهذه النزعة عند أفلاطون بل يرجع إلى طفولة أفلاطون التي امتازت بالتدين والايمان وبالأسرار العميقة التي ترمز إلى وحى الآلهة ولهذا فإنه اتجه إلى البحث عن المثل العليا أى عن عالم اسمى فيما وراء عالم الحس عالم تنطلق إليه النفس في صفائها وتطهرها فكان أن كشفت له التجربة الروحية عن آفاق عالم المثل.
وقد أحس أفلاطون بصعوبة التفسير اللفظى عن هذا الوجودالمتعالى الذي يجاوز نطاق التجربة الحسية ولهذا فقد لجأ إلى الأسطورة وإلى الصور الخيالية لكي يفسر بها حقيقة هذا العالم العقلى وابعاده المثالية وكان يشعر فب أعماق نفسه بأن العبارات الشاعرية الوصفية التي كان يسوقها لإيضاح حقيقة عالم المثل لن تحقق هذا الغرض على الوجه الأكمل.فقد كان أفلاطون إذاً شاعراً بصعوبة التعبير عن مضمون مذهبه لخصوبة الفكرة التي انتهت إليها تجربته الروحية، ولأن اللغة-وقد وضعت للإشارة إلى الموجودات الحسية- لايمكن أن تصبح للتعبير عن عالم مثالى مغاير لعالمنا الحسى في وجوده وطبيعته.
وتمة أمر هام كان له تأثيرة الواضح على تجربة الأفلاطونية، فعلى الرغم مما كان يبدو من شدة تعطش أفلاطون للمعرفة والمثل العليا مما دفع به فب طريق التأمل والعزلة والتقشف وسيطرة النفس على البدن إلا أنه قد نشأ في بيئة أرستقراطية غرست في نفسه ميلاً إلى ممارسة السياسةوالمساهمة في شئون الحكم، لهذا فقد ظهر لديه اتجاه واضح إلى إيجاد نوع من التوازن والانسجام بين النفس والجسد مما ييسر له سبل الاتصال بالحياة العامة ويحول بينه وبين الإغراق في حياة التأمل الخالص، ومع هذا فإن الفكر الأفلاطونى لم يستطع التخلص من هذا الاتجاه المزدوج إلى النظر وإلى العمل، أو بمعنى آخر الاتجاه إلى التأمل الفلسفي والعمل السياسي معاً،فإذا كانت غاية التأمل الفلسفي عنده هي خلاص النفس وتطهيرها عن طريق ممارسة الحكمة فأن غاية العمل السياسي في نظره إنما تكون في خلق الظروف الصالحة لتربية المواطن اليوناني وذلك عن طريق إصلاحه نظم المدنية اليونانية حتى تكفل لها سلامة في الداخل والخارج.
]مؤلَّفاته
يغلب على مؤلفات أفلاطون طابع المحاورة وهو أسلوب كان شائعاً في العصر الذي ازداد فيه نشاط السفسطائيين وسقراط.[14] يعد أفلاطون أول فيلسوف يوناني وصلتنا جميع مؤلفاته ولكننا لا نستطيع لأن نجزم بأن كل ما وصل إلينا من كتب تحمل اسم أفلاطون تصح نسبتها إليه، فقد أثبت النقد التاريخي أن هناك محاورات منحولة نسبت إلى أفلاطون وقد ثبت انه ليست له، وعلى هذا فإننا نكتفي هنا بالإشارة إلى المؤلفات التي تعرف مؤرخو الفلسفة على صحة نسبتها إليه.أما من حيث تصنيف هذه المؤلفات فقد تمكن العلماء-بعد دراسة أسلوب المحاورات وموسوعاتها من ترتيبها على هيئة تصنيف زمني تطوري حسب أطوار حيتة المؤلف فهناك مؤلفات ترجع إلى عهد الشباب وأخرى تم تأليفها بعد إنشاء الأكاديمية ،أما المجموعة الثالثة فهي من إنتاج أفلاطون في عهد الشيخوخة.
المأدبة أو "في الحب": يبيِّن هذا الحوار، الذي جرى تأليفه في العام 384 ق م، كيف أن ولوج الحقيقة يمكن أن يتم بطرق أخرى غير العقل، وليس فقط عن طريقه: لأن هناك أيضًا وظيفة للـقلب، تسمح بالانتقال من مفهوم الجمال الحسِّي إلى مفهوم الجمال الكامل للمثال الجلي.
والقصة هي قصة الشاعر أغاثون الذي أقام في منزله مأدبة للاحتفال بنجاح أول عمل مسرحي له. وفي هذه المأدبة طُلِبَ من كلِّ المدعوين، ومن بينهم سقراط، أن يلقوا كلمة تمجِّد إله الحب – وخاصة أريستوفان الذي طوَّر أسطورة الخنثى البدئية. ويقوم سقراطمن تقريظ الجمال، بمحاولة لتحديد طبيعة الحب، متجنبًا الوقوع في شرك الجدال، أخيرًا إلى حبِّ العلم. لأنه، وبسبب كونه رغبةً في الخلود وتطلعًا إلى الجمال في ذاته، يقودنا الحبُّ الأرضي إلى الحبِّ السماوي. وهذا هو معنىndel– الذي هو أحد أجمل الحوارات – لم تتدنَّ خلال تاريخ الفلسفة كلِّه: حيث نجد صداه، مثلاً، في العقيدة المسيحية للقديس أوغسطين، الذي كان يعتقد بأن "كلَّ فعل محبة هو، في النهاية، حب للإله".
فيدون : يدور هذا الحوار في الحجرة التي كان سقراط ينتظر الموت فيها. لأن الحضور، وانطلاقًا مما كان يدَّعيه بأن الفيلسوف الحقيقي لا يخشى الموت، يدعو المعلِّم لكي يبرهن على خلود النفس. وهنا، يجري بسط أربع حجج أساسية:
الحجة الأولى، التي تستند إلى وجود المفارقات، تقول إنه، انطلاقًا من الصيرورة المستمرة للأشياء، ليس في وسعنا فهم شيء ما (النوم مثلاً) دون الاستناد إلى نقيضه (اليقظة ليس حصرًا). ولأن الموت يبيِّن الانتقال من الحياة الدنيا إلى الآخرة، فإنه من المنطقي الاعتقاد بأن "الولادة من جديد" تعني الانتقال منه إلى الحياة. وبالتالي، إذا كانت النفس تولد من جديد، فإن هذا يعني أن التقمص حقيقة طرمة زيه.
أما الحجة الثانية، فهي تستند إلى تلك الأفكار التي ندعوها بـالذكريات. لأن ما نواجهه في العالم الحسِّي إنما هو أشياء جميلة، لكنها ليست هي الجمال. لذلك ترانا نحاول تلمس هذا الأخير من خلال تلك الأشياء، التي، باستحضارها، تعيدنا حتمًا إلى لحظات من الحياة فوق الأرضية كانت روحنا فيها على تماس مباشر مع الطهارة.
وتقول الحجة الثالثة إنه يمكن شَمْلُ كلِّ ما في الوجود ضمن مقولتين اثنتين: المقولة الأولى تضم كلَّ ما هو مركَّب (وبالتالي ممكن التفكك) أي المادة؛ والمقولة الأخرى التي تشمل ما هو بسيط (أي لا يمكن تفكيكه)، كجزء مما هو مدرَك، أي الروح.
وعندما يلاحظ كيبيوس بأن سقراط، الذي برهن على إمكانية انتقال الروح من جسم إلى آخر، لم يبرهن على خلود هذه الأخيرة في حدِّ ذاتها، يجيبه سقراط من خلال عرض مسهب، يتطرق فيه إلى نظرية المُثُل، حيث يبيِّن في نهايته أن الروح لا تتوافق مع الموت لأنها من تلك العناصر التي ليس بوسعها تغيير طبيعتها.
وينتهي الحوار بعرض طويل لمفهومي العالم العلوي والمصير الذي يمكن أن تواجهه النفس: حيث ترتفع النفوس الأكمل نحو عالم علوي، بينما ترسب النفوس المذنبة في الأعماق السفلى. وتكون كلمات سقراط الأخيرة هي التي مفادها بأنه مدين في علمه لأسكليبيوس (إله الطب والشفاء) – من أجل تذكيرنا رمزيًّا بأنه يجب علينا شكر الإله الذي حرَّره من مرض الموت.
الجمهورية أو "في العدالة": يشكل هذا الحوار، المجموع في عشر كتيبات تمت خلال عدة سنوات (ما بين أعوام 389 و369 ق م)، العمل الرئيسي لأفلاطون المتعلِّق بـالفلسفة السياسية.
يبدأ سقراط بمحاولة تعريف العدالة استنادًا إلى ما قاله عنها سيمونيدِس، أي "قول الحقيقة وإعطاء كلِّ شخص حقه". هذا التعريف مشكوك في ملاءمته، لأنه يجعلنا نلحق الضرر بأعدائنا، مما يعني جعلهم، بالتالي، أسوأ وأظلم. كذلك أيضًا يستبعد تعريف السفسطائي ثراسيماخوس الذي قال بأن "العدل" هو ما ينفع الأقوى.
ونصل مع أفلاطون إلى التمعُّن في مفهوم الدولة العادلة – تلك التي تعني "الإنسان مكبَّرًا" – القائمة على مشاعية الأملاك والنساء، اللواتي لا يكون التزاوج معهن انطلاقًا من الرغبات الشخصية، إنما استنادًا لاعتبارات النسل – تلك المشاعية الخاضعة لمفهوم التقشف الصحي، أي المعادي للبذخ؛ تلك الدولة القائمة على التناغم والمستندة إلى فصل صارم بين طبقاتها الأساسية الثلاث التي هي: طبقة الفلاسفة أو القادة، وطبقة الجنود، وطبقة الصنَّاع – والتي هي على صورة التوازن القائم بين المكونات الثلاث للنفس الفردية. ونلاحظ هنا، من خلال العرض، أن الطبقة الدنيا (أو طبقة الصنَّاع) لا تخضع لمتطلَّبات الملكية الجماعية لأنها لن تفهمها انطلاقًا من مستوى إدراكها.
ويفترض سقراط أنه على رأس هذه الدولة يجب وضع أفضل البشر. من هنا تأتي ضرورة تأهيلهم الطويل للوصول إلى الفهم الفلسفي للخير الذي يعكس نور الحقيقة وينير النفس، كما تنير الشمس أشياء عالمنا (استعارة الكهف).
ذلك لأن الظلم يشوِّه، بشكل أو بآخر، كافة الأشكال الأخرى من الدول، التي يعدِّدها أفلاطون كما يلي: الدولة التيموقراطية (التي يسود فيها الظلم والعنف)، الدولة الأوليغارخية (حيث الطمع الدائم واشتهاء الثروات المادية)، الدولة الديموقراطية (حيث تنفلت الغرائز وتسود ديكتاتورية العوام)، وأخيرًا، دولة الاستبداد، حيث يكون الطاغية بنفسه عبدًا لغرائزه، وبالتالي غير عادل.
وأخيرًا فإن هذا المفهوم نسبي حيث أن العدالة لن تتحقق بالكامل، كما تصف ذلك أسطورة إرْ، إلا في حياة مستقبلية أخرى: حيث النفوس، وقد حازت على ما تستحقه من ثواب أو عقاب، تعود لتتجسد من جديد، ناسية ذكرى حياتها الماضية.
]قائمة محاورات أفلاطون
هيبياس الكبرى
هيبياس الصغرى
إيون
بروتاغوراس
دفاع سقراط
كريتون
ألقبيادِ
خارميدِ
مينيكسينِ
مينون
أوتيديم
كراتيلِ
فيدر
ثيثيوس
بارمنيدِ
السفسطائي
السياسي
الجمهورية
كريتياس
فيليب
القوانين
طيماوس
ترجمت معظم محاورات أفلاطون إلى العربية. فعن الإنجليزية نقل فؤاد زكريا محاورة الجمهورية(أو السياسة). وعن اليونانية القديمة، نقل عزت قرني، مع مقدمات وهوامش وملاحظات تحليلية، عدة محاورات هي: فيدون، مينون، بروتاغوراس، أقريطون، أوطيفرون، الدفاع، السفسطائي، وثيثيوس..
]أراء أفلاطون الشفوية
وبالإضافة إلى هذا الإنتاج المدون الضخم، نجد أرسطو يشير في الميتافزيقا إلى مذهب الأفلاطونيين في الأعداد والمثل وهذا موقف لا نجد في محاورات تفصيلات عنه، ولهذا فقد رجح المؤرخون أن ما نسبه أرسطو لأفلاطون من آراء تؤلف في مجموعها الجزء الشفوى على الكلمة المكتوبة والعبارة المركزة ومما يؤيد هذا الرأي أن أرسطو نفسه كان تلميذاً لأفلاطون وكان يواظب على حضور مناقشات الأكاديمية،فهو إذاً على علم بالتعاليم الشفوية للمدرسة وكل هذه الآراء كان لها تأثير كبير على تطور الفكر الأفلاطونى وظهوره على صورة مذهب الأفلاطونية المحدثة في مدرسه الإسكندرية وعند الإسلاميين والمسيحيين فيما بعد.[15]
]نظرية المعرفة عند أفلاطون
يعنى أفلاطون بموضوع المعرفة في محاورات عديدة فيبين أنواعها المختلفة ويرتبها درجات حسب قيمتها في الكشف عن الحقيقة ويهتم اهتماماً بالغاً بتعريف العلم الفلسفي اليقيني وبالتمييز بينه وبين أنواع المعرفة الأخرى الشائعة عند معاصريه. ونقطة البداية في نظرية المعرفة الأفلاطونية تتلخص في إثار الشك في العالم الحسي، وذلك حتى يعلم السائر في طريق في طريق التفلسف أن العالم الذي يعيش فيه هو عالم زيف وخداع. ويقيم أفلاطون تصنيف لأنواع المعرفة في العلوم المختلفة على أساس تفرقته الميتافزيقية بين العالم لمرئي والعالم المعقول فيسمى المعرفة التي تتناول العالم الحسي بالظن.أما المعرفة التي تتناول اللامرئي والمعقول بالعلم أو بالتعقل.ولكي يوضح هذين النوعيين من المعرفة يقول لنتصور مستقيماً(أب)نقسمه أربعة أقسام بواسطة الرموز(جـ، د، هـ)
فالقسم الأول يرمز للأشباح والظلال المنعكسة عن العالم المحسوس والمعرفة التي تتناولها يسميها وهم.
القسم الثاني والقسم الذي يليه في المرتبة يشير لموجودات العالم الحسي المرئي ومعرفتها ظن.
القسم الثالثويشير إلى التصورات الرياضية ومعرفتها فكر استدلالي
القسم الرابعويشير إلى المعقولات التي هي أقرب إلى الميادئ والتي هي موجودة بغير حاجة للمحسوس فهى عالم المثل ومعرفتها تعقل.
وعلى الرغم من هذه القسمة الرباعية إلا أن أهم مستويات المعرفة التي يعنى أفلاطون بدراستها ونقدها وهى الخبرة الحسية والاستدلال العقلى ثم المعرفة الحدسية التي هي رؤية مباشرة لعالم المثل.[16]
]مراجع
1. ^ David Sedley ,أفلاطون محاورة (كراتيلوس) Cambridge University Press 2003
2. ^ [1] جامعة سانت أندروز
3. ^ "Plato". Encyclopaedia Britannica. 2002.
4. ^ محاضرات في الفلسفة اليونانية ابتداء من سقراط د/ منى عبد الرحمن المولد ص 39
5. ^ Diogenes Laertius, Life of Plato, III * D. Nails, "Ariston", 53 * U. von Wilamowitz-Moellendorff, Plato, 46
6. ^ Diogenes Laertius, Life of Plato, I
7. ^ أ ب W. K. C. Guthrie, A History of Greek Philosophy', IV, 10 * A.E. Taylor, Plato, xiv * U. von Wilamowitz-Moellendorff, Plato, 47
8. ^ [2]
9. ^ Diogenes Laertius, Life of Plato, IV * W. Smith, Plato, 393
10. ^ # ^ Diogenes Laertius, Life of Plato, V
11. ^ منى عبد الرحمن المولد، محاضرات في الفلسفة اليونانية ابتداء من سقراط مطبعة السلام.ص39
12. ^ ماجدة طه، مدخل إلى الفلسفة العامه، ص20
13. ^ منى عبد الرحمن، محاضرات في الفلسفة اليونانية ابتداء من سقراط ص 45
14. ^ المرجع السابق، ص44
15. ^ المرجع السابق ص43
16. ^ المرجع السابق، ص72
قاموس ناثان الفلسفي، تأليف جيرار دوروزوي وأندريه روسيل. مراجعة: ديمتري أفييرينوس تعريب: أكرم أنطاكي
[عدل]الموقع الالكتروني
- mosbahahmed60عضو فعال
- الجنس : عدد المساهمات : 442 نقاط التميز : 452 تقييم العضو : 5 التسجيل : 08/06/2013 العمر : 64 الإقامة : قسنطينة
تمت المشاركة السبت يونيو 08, 2013 10:32 pm
• أفضل 11 لحظـه فـي الـحيـاة :
• أن تقع فـي الحـب
• أن تـنهـي أخر امتحـان لـك
• أن تستيقظ وتكتشف أن بإمكانك النوم دقائق إضافية
• أن تتلقى مكالمة من شخص اشتقت إليه
• أن تنظر إلى الشخص الذي تحبه وتجده ينظر إليك
• أن ترى أصدقائك القدامى مجدداً وتشعر بأن شيئاً لم يتغير
• أن تلمس أصابع مولود جديد .
• أن تتلقى مكالمة أو رسالة نصيه من الشخص الذي تحب عندما تكون لوحدك
• أن تمشي لوحدك في طريق هادئ في الليل بينما تفكر بذكرياتك الجميلة
• تشعر بأن هناك شخص يهتم حقاً لأمرك
• أن تقع فـي الحـب
• أن تـنهـي أخر امتحـان لـك
• أن تستيقظ وتكتشف أن بإمكانك النوم دقائق إضافية
• أن تتلقى مكالمة من شخص اشتقت إليه
• أن تنظر إلى الشخص الذي تحبه وتجده ينظر إليك
• أن ترى أصدقائك القدامى مجدداً وتشعر بأن شيئاً لم يتغير
• أن تلمس أصابع مولود جديد .
• أن تتلقى مكالمة أو رسالة نصيه من الشخص الذي تحب عندما تكون لوحدك
• أن تمشي لوحدك في طريق هادئ في الليل بينما تفكر بذكرياتك الجميلة
• تشعر بأن هناك شخص يهتم حقاً لأمرك
- mosbahahmed60عضو فعال
- الجنس : عدد المساهمات : 442 نقاط التميز : 452 تقييم العضو : 5 التسجيل : 08/06/2013 العمر : 64 الإقامة : قسنطينة
تمت المشاركة السبت يونيو 08, 2013 10:33 pm
المقارنة بين المشكلة والاشكالية
يعتبر التفكير الفلسفي من أقدم وأعرق أنماط التفكير الإنساني منذ أن ارتبط بوجوده حيث حاول من خلاله تفسير مختلف الظواهر الطبيعية المحيطة به وبشكل أدق حاول فهم الوجود المادي الدي يحيا فيه وفهم ذاته ومايجري فيها معتمدا في ذلك على طرح مجموعة من الأسئلة وهو ما يعرف بالتفلسف وبهذا يعكس السؤال أهم خصوصية يتميز بها التفكير الفلسفي والذي في كثير من الأحيان مايتحول لإلى مشكلة .وانطلاقا من هذا طرحت إشكلية العلافة بين المشكلة والإشكالية والتي يمكن صياغتها على النحو التالي :ماوجه العلاقة بين المشكلة والإشكالية ؟
-إن كل من المشكلة والإشكالية يكون مسبوقا بدافع قد يكون هذا الدافع فضولا أوشعوراالمرء بالجهل كما أن كليهما يسعى للوصول إلى إجابة يحاول من خلالها فك الإبهام والكشف عن الغموض .بالإضافة الى أن كلاهما يرتبط بالإثارة والحيرة والقلق والدهشة لكي يخلقان إرتباكا في نفس السائل .فضلا عن ذاك فإن كلاهما يطرح قضايا فكرية تتجاوز الحسيات والتوجه أو التطلع نحو العقلاني فهما لا يهتمان فقط بالظواهر الجزئية الحسية بل أيضا بدراسة الكليات المجردة وخاصة الموضوعات الميتافيزيقية .
ولكن هذا لا يمنع وجود نقاط إختلاف بينهما .
من خلال الوقوف على حقيقة كل من المشكلة والإشكالية نلمس أن أهم وجه فرق بينهما يكمن في كون أن الإشكالية تترامى حدودها وتتسع أكثر وتنضوي تحتها المشكلات الجزئية .أمّا المشكلة فمجال بحثها في الفلسفة أقل إتساعا من الإشكالية حتى أننا نضع على رأس كل قضية فلسفية أساسية سؤالا جوهريا يقوم مقام الإشكالية ثم نفصل السؤال الجوهري هذا الى عدد من الأسئلة الجزئية تقوم مقام المشكلات .وإذا كان مصدر إشتقاقهما واحد فإن الإستعمال المريح يفصل بينهما فصل الكل عن أجزائه وهذافضلا عن أن الإشكالية قضية تثير قلقا نفسيا وتشوشا منطقيا والباحث فيهالايقتنع بحل أو بأطروحة أ, بجملة من الأطروحات ويبقى مجال حلها مفتوحا .إذن فالإشكالية أوسع من المشكلة فهي تحتضن مجموعة من المشكلات وإذا حددنا موضوع الإشكالية عرفنا المشكلات التي تتبعها كما تتتبع الأجزاء الكل .وعلى هذا الأساس نستعمل الإشكالية باعتبارها المعضلة الأساسية التي تحتاج إلى أكثر من علاج فهي بمثابة المصدر الذي لاينقضي وفي مقابل ذلك نستعمل المشكلة باعتبارها القضية الجزئية التي تساعد على الإقتراب من الإشكالية .
لكن وجود نقاط الإختلاف هذه لا تمنع وجود نقاط تداخل وتكامل بينهما
حيث أنّ الحديث عن الخلاف بين المشكلة والإشكالية كالحديث عن الخلاف بين الصبي والرجل أي رغم أنه ليس كل مشكلة إشكالية وليس كل إشكالية مشكلة إلاأن هذا لايمنع من القول أن الإشكالية والمشكلة تشخّص كلتاهما على أساس ما تخلفه هاته أو تلك من آثارواضطراب في الإنسان فإذا كان هذا الإضطراب إحراجا كانت القضية المطروحة إشكالية وإذا كان هذا الإضطراب دهشة كانت القضية مشكلة وكان الفرق بينهما كالفرق بين الإحراج والدهشة .
إنطلاقا مما تقدم نستطيع القول أن المشكلة والإشكالية يختلفان في بعض النقاط ولكن هذا لايمنع من تداخلهما وتكاملهما فالمشكلة قد تتحول إلى إشكالية إذا تفرعت منها مشكلات جزئية وتبقى المشكلة أقل إتساعا من الإشكالية
يعتبر التفكير الفلسفي من أقدم وأعرق أنماط التفكير الإنساني منذ أن ارتبط بوجوده حيث حاول من خلاله تفسير مختلف الظواهر الطبيعية المحيطة به وبشكل أدق حاول فهم الوجود المادي الدي يحيا فيه وفهم ذاته ومايجري فيها معتمدا في ذلك على طرح مجموعة من الأسئلة وهو ما يعرف بالتفلسف وبهذا يعكس السؤال أهم خصوصية يتميز بها التفكير الفلسفي والذي في كثير من الأحيان مايتحول لإلى مشكلة .وانطلاقا من هذا طرحت إشكلية العلافة بين المشكلة والإشكالية والتي يمكن صياغتها على النحو التالي :ماوجه العلاقة بين المشكلة والإشكالية ؟
-إن كل من المشكلة والإشكالية يكون مسبوقا بدافع قد يكون هذا الدافع فضولا أوشعوراالمرء بالجهل كما أن كليهما يسعى للوصول إلى إجابة يحاول من خلالها فك الإبهام والكشف عن الغموض .بالإضافة الى أن كلاهما يرتبط بالإثارة والحيرة والقلق والدهشة لكي يخلقان إرتباكا في نفس السائل .فضلا عن ذاك فإن كلاهما يطرح قضايا فكرية تتجاوز الحسيات والتوجه أو التطلع نحو العقلاني فهما لا يهتمان فقط بالظواهر الجزئية الحسية بل أيضا بدراسة الكليات المجردة وخاصة الموضوعات الميتافيزيقية .
ولكن هذا لا يمنع وجود نقاط إختلاف بينهما .
من خلال الوقوف على حقيقة كل من المشكلة والإشكالية نلمس أن أهم وجه فرق بينهما يكمن في كون أن الإشكالية تترامى حدودها وتتسع أكثر وتنضوي تحتها المشكلات الجزئية .أمّا المشكلة فمجال بحثها في الفلسفة أقل إتساعا من الإشكالية حتى أننا نضع على رأس كل قضية فلسفية أساسية سؤالا جوهريا يقوم مقام الإشكالية ثم نفصل السؤال الجوهري هذا الى عدد من الأسئلة الجزئية تقوم مقام المشكلات .وإذا كان مصدر إشتقاقهما واحد فإن الإستعمال المريح يفصل بينهما فصل الكل عن أجزائه وهذافضلا عن أن الإشكالية قضية تثير قلقا نفسيا وتشوشا منطقيا والباحث فيهالايقتنع بحل أو بأطروحة أ, بجملة من الأطروحات ويبقى مجال حلها مفتوحا .إذن فالإشكالية أوسع من المشكلة فهي تحتضن مجموعة من المشكلات وإذا حددنا موضوع الإشكالية عرفنا المشكلات التي تتبعها كما تتتبع الأجزاء الكل .وعلى هذا الأساس نستعمل الإشكالية باعتبارها المعضلة الأساسية التي تحتاج إلى أكثر من علاج فهي بمثابة المصدر الذي لاينقضي وفي مقابل ذلك نستعمل المشكلة باعتبارها القضية الجزئية التي تساعد على الإقتراب من الإشكالية .
لكن وجود نقاط الإختلاف هذه لا تمنع وجود نقاط تداخل وتكامل بينهما
حيث أنّ الحديث عن الخلاف بين المشكلة والإشكالية كالحديث عن الخلاف بين الصبي والرجل أي رغم أنه ليس كل مشكلة إشكالية وليس كل إشكالية مشكلة إلاأن هذا لايمنع من القول أن الإشكالية والمشكلة تشخّص كلتاهما على أساس ما تخلفه هاته أو تلك من آثارواضطراب في الإنسان فإذا كان هذا الإضطراب إحراجا كانت القضية المطروحة إشكالية وإذا كان هذا الإضطراب دهشة كانت القضية مشكلة وكان الفرق بينهما كالفرق بين الإحراج والدهشة .
إنطلاقا مما تقدم نستطيع القول أن المشكلة والإشكالية يختلفان في بعض النقاط ولكن هذا لايمنع من تداخلهما وتكاملهما فالمشكلة قد تتحول إلى إشكالية إذا تفرعت منها مشكلات جزئية وتبقى المشكلة أقل إتساعا من الإشكالية
- mosbahahmed60عضو فعال
- الجنس : عدد المساهمات : 442 نقاط التميز : 452 تقييم العضو : 5 التسجيل : 08/06/2013 العمر : 64 الإقامة : قسنطينة
تمت المشاركة السبت يونيو 08, 2013 10:34 pm
العادات والتقاليد
تعريف:
ممارسة أو طريقة أداء شيء ما، وانتقال هذه الممارسة من جيل إلى جيل. والعادات جزء من الثقافة المشتركة بين أفراد مجموعة اجتماعية بعينها. والعادات، شأنها شأن كل السمات الثقافية، ضرب من ضروب السلوك المكتسب بالتعليم، يختلف باختلاف الشعوب، فالأكل على سبيل المثال حاجة بيولوجية لكل الناس، أما التصرفات في أثناء تناول الطعام، وعادات إعداد الطعام فتختلف من جماعة إلى أخرى.
ويطلق على الممارسات التي تتغير كثيرًا اسم الموضات أو أساليب الحياة. ومن هذه الممارسات الرقص وأساليب الزي والتعابير العامية. وربما يصبح ذلك الأسلوب عادة بمرور الزمن. فقد كان استخدام شوكة الطعام مثلاً موضة جديدة في أوروبا خلال القرن السادس عشر الميلادي. أما الآن فهو عادة معروفة في كل أرجاء العالم تقريبًا.
والسبب في استمرار العادات هو أن الناس في أغلب الأحيان، عرفوا أن الانسجام مع المجتمع أسهل من مواجهة الاستهجان الذي يصدر منه. وقد يكون هذا الاستهجان سخرية خفيفة، وقد يكون عقوبة صارمة. كذلك فإن الإخلال بالكثير من العادات لا ينتج عنه إلا رد فعل ضعيف. وتشمل هذه العادات الكثير من عادات الزواج والمآتم وآداب المعاشرة. فالشخص الذي يخرق هذه العادات، ربما يواجه بشيء من الدهشة أو الضيق أو الامتعاض.
تسمى العادات المهمة التي تعكس نظرة المجتمع للخطأ والصواب الأعراف. وتتضمن الأمثلة على ذلك رد فعل الناس على القتل العمد، وأكل لحم البشر، وهي من الأفعال التي تُحْدث الغضب والصدمة. ويعتقد عدد كبير من الناس أن رفاهيتهم ورفاهية المجتمع تعتمد على مراعاة هذه الأعراف وإتباعها؛ ولهذا فإن كل المجتمعات تسن قوانين تعكس الأعراف السائدة أو تهدف إلى ترسيخ أعراف جديدة.
وقد أبقى الإسلام على كثير من العادات الحسنة في الطعام والشراب واللباس، وحارب العادات الضارة ثل شرب الخمر والميسر؛ لأنها تنافي العقيدة الصحيحة؛ فالعقيدة في المجتمعات المسلمة هي التي توجه سلوك الفرد نحو الحياة الكريمة.
وفي المجتمعات البدائية المعزولة، تظل معظم العادات دون تغيير عبر الأجيال. ويعتقد أغلب الناس في مثل هذه المجتمعات أن العادات القديمة هي الأفضل، وأن ما صلح به الآباء، يصلح به الأبناء. أما في المجتمعات الصناعية الحديثة فإن العادات تتغير بسهولة أكبر، وقد تؤدي بعض العوامل بما فيها الاختراعات الحديثة والاحتكاك مع الثقافات الأخرى إلى مثل هذه التغيُّرات.
أنماط المعيشة
الملابس :
يرتدي الناس منذ آلاف السنين وفي كل أنحاء العالم أنواعًا مختلفة من الملابس. وتنتشر أنماط الملابس الغربية في كثير من بقاع العالم اليوم، وبالرغم من ذلك يختلف الناس كثيرًا في أنواع الثياب التي يرتدونها، ولا سيما في أوساط سكان الريف.وتقف أسباب وراء التنوع في الملابس من قارة لأخرى، ومن قطر لآخر، ومن شخص لآخر، من بينها العادات و التقاليد.
عادات اللبس: تؤثر عادات اللبس على نمط الملابس، حيث تتوارث الشعوب عادات اللبس جيلاً عن جيل. وهكذا يتعلم الأطفال أنواع الثياب التي يلبسونها. وتتشابه في بعض الدول أنواع الملابس التي يلبسها المزارع مثلاً، كما في الصين والمكسيك من ناحية المواد الخام وطرق صناعتها. ورغم أن الحاجة إلى الثياب أو الملابس واحدة لكل الشعوب، إلا أن هناك تباينًا واضحًا في عادات اللبس. فالقبعة المكسيكية أطرافها تميل إلى أعلى بينما القبعة الصينية أطرافها تميل إلى أسفل.
السلوك :
هو مجموعة قواعد سلوكية تساعد الناس على أن يساير كل منهم الآخر. ويعتقد كثير من الناس أن آداب السلوك قائمة على مجموعة من القواعد الجافة مثل ترتيب الملبس بالشكل اللائق من أجل حفل، أو تنظيمات خاصة ودقيقة لإقامة حفل زفاف، أو إعداد مائدة لحفل عشاء رسمي. ولكن آداب السلوك تشمل مدى أوسع للسلوك. إنها تعني سلوكًا جيدًا، وهي تُقدم خطوطًا إرشادية لجميع علاقاتنا مع الآخرين.
وكل ثقافة لها نظامها الخاص بآداب السلوك. فالسلوك الذي يُعتبر لائقًا في إحدى الثقافات قد لا يكون لائقًا في الأخرى. ففي اليابان، على سبيل المثال، يخلع الناس أحذيتهم قبل دخول المنزل، ولكن في معظم البلاد الغربية فإن الضيوف يُعدُّون غير مهذبين سلوكيًا إذا خلعوا أحذيتهم. وفي بعض البلاد يُعدُّ سير الرجل أمام المرأة من سوء الأدب، وفي بعضها الآخر فإن المرأة تسير دائمًا وراء زوجها دلالة على تقديرها لمنزلته.
وقد تختلف آداب السلوك بدرجة كبيرة حتى في نطاق الثقافة الواحدة، فالناس الذين يعيشون في المدن الكبرى مثلاً لهم عادات مختلفة عن تلك التي لدى سكان القرى والريف. ففي المدن الكبرى لا يعرف كثير من الناس جيرانهم ويزورون أصدقاءَهم فقط عندما يُدْعون. أما في القرى والريف فإن معظم الناس يتعارفون، وغالبًا يتزاورون ويزورون الجيران الجدد ليرحبوا بهم في إطار من الود والترابط.
الموضة :
تعبير يطلق عامة لوصف طراز الملابس التي يرتديها السواد الأعظم من الناس في بلد ما في فترة زمنية محددة. وكذلك فإن الطراز المحبب لدى الناس من السيارات، والأثاث، والبيوت، وما إلى ذلك من الأمور يدخل أيضاً ضمن باب الموضة التي قد تندرج تحتها أيضًا أنماط الفنون، والموسيقى، والأدب، والرياضة التي يفضلها عدد كبير من الناس. وهكذا، فإن الموضة تعكس شكلاً من أشكال السلوك المقبول لدى السواد الأعظم من الناس في مجتمع ما.وقد تبقى موضة ما شائعة لأشهر أو لسنوات عدّة، إلى أن تُسْتَبْدَل بها أخرى. يعد مُنْتج ما، أو نشاط ما موضة أو مسايرًا للموضة خلال الفترة التي يعد فيها مقبولاً من قطاع
واسع من المجتمع. غير أن هذا المُنتج أو النشاط لا يلبث أن يصبح موضة قديمة بعد مرور فترة من الزمن، وذلك حين تَكُفّْ غالبية الناس عن تقبّله.
ولابد من القول إن معظم الناس لايتقبلون التغييرات المبالغ فيها من أنماط الموضة، ولذا فإن الموضات الجديدة تشابه في الغالب تلك التي تحل محلها من مناح كثيرة.
قد يبدأ استعمال طراز معين من الملابس كطراز من الموضة، إلا أنه لا يلبث أن يدخل ضمن نطاق العادة أو العرف التقليدي حين يتم توارثه من جيل إلى آخر. فعلى سبيل المثال، حلَّت السراويل الطويلة في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي محل تلك التي لاتتجاوز في طولها حدود الركبة، مع ارتداء الجوارب كموضة في ملابس الرجال في أوروبا والولايات المتحدة. أما الآن فقد أصبح ارتداء السراويل الطويلة عرفًا تقليديًا بالنسبة للرجال في معظم بلدان العالم، وإن كانت التغييرات في لون السراويل الرجالية ماتزال تُستحدث بين حين وآخر على مر السنين.
يُطلق باستمرار على الموضات التي تسود وتختفي بسرعة اسم تقليعة، علماً بأن الغالبية العظمى من الناس لايتقبلون التقليعات. وقد يمارس بعض الناس تقليعات معينة في السلوك لأن من الممكن الترويج للتقليعات على نطاق واسع. فقد انتشرت في منتصف القرن العشرين الميلادي مثلاً تقليعة اللعب بالأطواق التي تدار بسرعةٍ حول الخصر، وكذلك لعبة ألواح التزحلق.
الزواج :
علاقة بين رجل وامرأة تتم بموجب عقد له أركان.
عادات الزواج: كثيرٌ من عادات الزواج اليوم هي نفسها التي كانت شائعة في الأزمان الغابرة. وعلى سبيل المثال، من المرجح أن العرائس الرومانيات كُنَّ يرتدين خمارات الزفاف قبل أكثر من ألفي سنة. لقد أصبحت خمارات الزفاف معروفة في بريطانيا والأمريكتين في أواخر القرن الثامن عشر. كما ترجع عادة تقديم خاتم الزواج إلى قدماء الرومان. وغالبًا ماتمثل استدارة خاتم الزواج الخُلود والأبدِية.
ويرمز تقديم خاتم الزواج إلى اتحاد الرجل والمرأة إلى الأبد. يعتبر لبس خاتم الزواج في الأصبع المخصص له في اليد اليسرى عادة قديمة أخرى. ولقد اعتقد الناس مرَّة أنَّ العروق والأعصاب تنطلق مباشرة من هذا الأصبع إلى القلب. وهناك معتقد خرافي آخر يقول إنه يمكن أن تؤكِّد للعروس حُسن الطَّالع الجيد بارتداء "شيء قديم أو شيء جديد أو شيء مستعار وشيء أزرق اللَّون". وهناك معتقد خرافي آخر يقول: إنه من سوءِ طالع العريس والعروس أن يتقابلا قبل المراسم في يوم زفافهما.
وفي كثير من الأعراس يقوم الضيوف بنثر الأرز على العريس والعروس متمنين لهما المال والبنين. ويعتبر الأرز رمزًا للخصوبة والسعادة وطول العمر. وتقوم العروس بنثر باقة الأزهار على الضيفات من النساء غير المتزوجات. ويفترض أن تكون المرأة التي تقبض على الأزهار أول المتزوجات لاحقًا . وربما تكون قد بدأت هذه العادة في فرنسا في القرن الرابع عشر الميلادي. وربما تقوم العروس أيضا بقذف رباط جواربها على الرجال غير المتزوجين، ويفترض أن يكون الرجل الذي يقبض الرباط أول المتزوجين بعد ذلك.
المواقف المتغيرة حول الزواج: غالبًا مايكون لكل مجتمع أفكارٌ تقليدية معينة حول الزواج. على سبيل المثال، تتوقع معظم المجتمعات أن يتزوج كل من الرجل والمرأة. كما أن معظم الثقافات أيضًا لها تقاليد حول دور وواجبات الزوج والزوجة. وعادة ما يتوقع من الزوج السعي وراء الرزق وكسب العيش، كما يتوقع من الزوجة القيام بالأعمال المنزلية ورعاية الأطفال.
ويهمل العديد من الناس الآن نماذج الزواج التقليدي. فعلى سبيل المثال، يتقاسم عدد كبير من المتزوجين مسؤوليات كانت عادة إمَّا من مهام الرجل أو المرأة.كما يُؤَدِي عدد متزايد من النساء المتزوجات أعمالاً ويُساعدْن في دعم أسرهن. ويشارك الأزواج باطّراد في مسؤوليات كانت عادة تقوم بها المرأة. وتشتمل مثل هذه المسؤوليات على الطبخ والأعمال المنزلية ورعاية الأطفال. وتنعكس الأدوار التقليدية بالنسبة لبعض الأزواج كأن تلتحق الزوجة بوظيفة مدفوعة الأجر وتقضي جُلَّ وقتها في العمل بينما يبقى الرجل في المنزل لرعاية الأطفال.
في العديد من الدول، يتزوج الرجل امرأة واحدة، ويظلان متزوجين إلا إذا مات أحدهما أو تطلقا. وهذا النظام من الزواج يسمى الزواج الأحادي أو الزواج مرة واحدة في العمر. وتسمح بعض المجتمعات بتعدد الأزواج أو الزوجات، والذي تكون فيه للرجل أكثر من زوجة واحدة، أو يكون للمرأة أكثر من زوج واحد. ويسمى زواج الرجل لأكثر من زوجة واحدة بتعدد الزوجات ويمارس في الثقافات الإفريقية والشرق أوسطية. وتسمح الشريعة الإسلامية للرجل بالزواج من أربع نساء كحد أقصى إذا كان قادراً على العدل بينهن في مختلف الشؤون، وكذلك الإنفاق عليهن بكفاية. ويعد من الشذوذ المنافي للفطرة ما يمارس في بعض المجتمعات البدائية من تعدد الأزواج.
في بعض الثقافات يشتمل الزواج على هدية من أسرة العروس أو العريس إلى أسرة الآخر. وفي العديد من المجتمعات، على سبيل المثال، تقوم أسرة العروس بمنح المال أو بعض الأملاك للعريس أو أسرته وتسمى مثل هذه الهدية المهر، وفي بعض الحالات، يُمْنَح المهر إلى العروس وبهذا يمكن أن تستفيد هي وزوجها منه. وفي ثقافات أخرى، يقوم العريس وأسرته بتقديم الهدايا إلى أسرة العروس. وهذه المنحة تسمى مهر العروس.
تحتم بعض المجتمعات على الشخص الزواج من فرد ينتمي إلى قبيلته أو قبيلتها، (مجموعته أو مجموعتها) ويطلق على هذه العادة الزواج الداخلي ويكون بين أفراد القبيلة الواحدة. وفي أماكن أخرى يجب على الفرد أن يتَّبع قواعد الزواج الخارجي وتعني الزواج من الأباعد كأن يتزوج من قبيلة أو قرية أخرى. وتتطلب أكثر القواعد شيوعًا في الزواج الخارجي من الرجل أو المرأة أن يتزوجا من خارج أسرتيهما.
اللباس التقليدي لحنة العروس
التراث الشعبي:
عادات الناس وتقاليدهم وما يعبرون عنه من آراء وأفكار ومشاعر يتناقلونها جيلاً عن جيل. ويتكون الجزء الأكبر من التراث الشعبي من الحكايات الشعبية مثل الأشعار والقصائد المتغنّى بها وقصص الجن الشعبية والقصص البطولية والأساطير. ويشتمل التراث الشعبي أيضًا على الفنون والحرف وأنواع الرقص، واللعب، واللهو، والأغاني أو الحكايات الشعرية للأطفال، والأمثال السائرة، والألغاز والأحاجي، والمفاهيم الخرافية والاحتفالات والأعياد الدينية.
المعتقدات الخرافية والعادات: السمة الغالبة لهذا العنصر من التراث الشعبي أنه مؤشر للمرحلة الحضارية التي يعيش فيها معتنقوها. على سبيل المثال تحتوي العديد من الثقافات على عادة بدائية لحماية الطفل المنتظر، تسمّى كُوفَيْد. وبناءً على هذه العادة تتظاهر الزوجات بأنهن على وشك الولادة، فيمتنعن عن أنواع معينة من الأطعمة يعتقدن أنها مضرة للطفل المتوقع. وربما يتفادين العمل أيضًا لأن مثل هذا النشاط يمكن أنْ يؤذي الطفل القادم.
وهناك عادة زواج تسمى شاريفاري وهو لَفظ موسيقي يقصد منه الإغاظة والمرح بدلاً من الغناء، وتنتشر بصورة واسعة في مجتمعات أوروبية مختلفة. في ليلة الزفاف، يقوم أصدقاء العريس والعروس بعزف
الألحان بالضرب على القدور والمقلاة خارج غرفة نوم الزوجين. والرغبة في تفادي شاريفاري هي التي أدت إلى عادة قيام الزوجين بشهر العسل بعد الزفاف مباشرة.
وتدعو عادة زواجٍ شائعة في الغرب العريس أن يحمل عروسه فوق عتبة بيتهما. وتفترض هذه العادة أنّ المرأة ضعيفة، ويجب أن يحملها الرجل القوي وَيَعبُر بها عبر مدخل البيت، وبالتالي عبر الحياة كلها. وفي العديد من حكايات الجن الشعبية، يُقبض على المرأة بوساطة نَذْل أو وَغْد وتنتظر بهدوء حتى يحضر رجل بطل ينقذها.
يؤمن قليل من الناس بأنّ عددا كبيرًا من المعتقدات الخرافيّة والعادات، تساعد على التحكم في المستقبل أو التنبؤ به. وربما تقيم المجتمعات العاملة في حقل صيد الأسماك احتفالات كبيرة، تعد لتأكيد نجاح الصيد بصورة جيدة. كما أن العديد من الناس يحاولون التنبؤ بأحداث المستقبل بتحليل العلاقات بين النجوم والكواكب السيارة.
الغذاء:
تؤثر العادات والتقاليد فيما يأكله الناس، وكيفية تحضير الأغذية وتقديمها وأكلها. وكثير من الأقطار والأقاليم لها أطباق تقليدية معظمها مؤسس على أغذية منتجة محليًا. وفي عدة حالات، تشمل أطباق الناس من بيئات (ثقافات) مختلفة نفس المكونات الأساسية، لكن اختلاف التوابل وطرق الطبخ تعطي الطبق نكهة قومية أو إقليمية خاصة.
والغذاء الرئيسي لكثير من الناس في الشرق الأوسط هو الخبز الرقيق المستدير أو خبز بيتا، وهو خبز مسطح مصنوع من القمح. كما يقوم سكان المنطقة بتجهيز شيش كباب غالبًا في الاحتفالات. يتألف هذا الطبق من مكعبات من لحم الغنم وطماطم وتوابل وبصل مشوي، محمَّصة على سيخ شبيه بمسمار كبير. والأرز طبق رئيسي لكثير من الناس في اليابان وجنوب الصين والهند وجنوب شرقي آسيا. تحتوي الوجبات اليابانية عادة على خضراوات كثيرة والتوفو (خثارة فول الصويا) وسمك نيئ أو مطبوخ. يختلف فن الطبخ أو المطبخ الصيني (الذي يعتبره الكثيرون ضمن المطابخ ذات الشهرة العالمية) إلى حد كبير من إقليم إلى آخر. يخلط الطباخون في جنوبي الصين الخضراوات واللحوم مقطعة أثناء القلي، ويقدمونها مع صلصة معتدلة أوغير حارة وأرز، في حين يستمتع الناس في الأقاليم الشمالية بأغذية مقلية حارة أو كثيرة التوابل مقدمة مع شرائح معكرونة. يحب الهنود والآسيويون من جنوب شرقي آسيا الكري. يصنع الكري من السمك أو اللحم أو الخضراوات المطبوخة في صلصة حارة أو كثيرة التوابل.
تعدُّ الذرة الشامية والأرز وحبوب أخرى أغذية أساسية لكثير من الناس في إفريقيا. وفي نيجيريا، يطبخ الطعام غالباً في زيت النخيل أو زيت الفول السوداني، وقد يُنكّه بشدة ببهارات أو فلفل أحمر. ويقوم سكان زائير بتحضير الذرة الشامية والأرز في صورة عصيدة سميكة. وإذا توافر لديهم اللحم أو السمك أضافوه إلى العصيدة. ويستمتع كثير من الإثيوبيين باللحم النيئ في صلصة فلفل أحمر.
وفي بعض الثقافات، تحظى الطريقة التى يُقدّم بها الطعام؛ وكيفية إعداده باهتمام كبير. يرتب الطباخون الفرنسيون واليابانيون الغذاء بعناية لجعل كل طبق جذابًا. وفي السويد، تعتبر مائدة الشطائر طريقة شعبية أو شائعة لخدمة الضيوف، وتتألف هذه المائدة من طاولة طويلة عليها ضروب شتى من الخبز والأجبان والسمك والسلطات واللحوم الساخنة والباردة.
وقد تؤثر العادات أيضًا على أوقات تناول الناس للغذاء. ففي معظم البيئات أو المجتمعات، يتناول الناس عادة ثلاث وجبات في اليوم : الإفطار والغداء والعشاء. وفي المناطق الريفية، يتناول كثير من الناس أكثر طعامهم في وقت الظهيرة، وفي المساء، يتناولون عشاء خفيفًا. يضيف بعض الإنجليز وجبة إضافية خفيفة تسمى الشاي وتكون متأخرة إلي مابعد الظهر حيث يقدم في هذه الوجبة الشاي وأغذية مثل البسكويت الجاف أو الكعك أو الشطائر.وفي معظم الثقافات، يأكل الناس في صحون منفردة، ويستخدمون سكاكين وشوكًا وملاعق، ويستخدم الناس في الصين واليابان الأعواد. ويأكل الناس في مجتمعات كثيرة من طبق مشترك، ويستخدمون قليلاً من الأوعية أو الأدوات. ويتناول بعض الناس غذاءهم بالخبز أو بأصابعهم. فعلى سبيل المثال، يستخدم بعض سكان جزر هاواي أصابعهم لأكل البوي، وهو طعام شبيه بالعجينة مصنوع من نبات القلقاس الاستوائي.
العُرْفُ :
العادات التي تعكس أفكار المجتمع عن الصواب والخطأ. ويواجه الأفراد الذين ينتهكون عُرف المجتمع الذي ينتمون إليه معارضة وعقابًا شديدين. وعادة ما يوافق العُرْف التشريعات السماوية في أي دين حق كالإسلام وديانات أهل الكتاب الأصلية غير المحرفة إلا ما رفضته هذه الديانات من أعراف معينة وأبطلتها.
ويعتقد مُعظم الناس أن صلاح مجتمعهم يعتمد على تقوية عرفه. والعرف نمط من أنماط التفكير الشعبي، ولكن لا يمكننا أن نعدّ كل تفكير شعبي في أهمية العرف بالنسبة لخير المجتمع. ومن أمثلة التفكير الشعبي الأقل قوة، التي يعمل بها المجتمع، تقاليد الزفاف والجنائز وآداب المائد ة. ويؤدي انتهاك مثل هذه الأنماط من التفكير الشعبي إلى رد فعل غير حاد، مثل الدهشة أو الازدراء.
يُعَدُّ عالم الاجتماع الأمريكي وليم جراهام سمنر أول من صاغ اصطلاح العرف في اللغة الإنجليزية، وذلك في كتابه طُرق التفكير الشعبي( 1906م) وأشار سَمْنِر إلى أن العرف قد يختلف من مجتمع إلى آخر. وبوجه عام فإن كل مجتمع يعتقد أن عرفه الخاص هو أكثر الأعراف طبيعية وقيمة. وقد أطلق سَمنرعلى هذا الاعتقاد اصطلاح الاستعلاء العرقي.ومعظم الأعراف تبقى بلا تغيير من جيل إلى جيل، ولكن بعضها يتغير بعد فترة من الزمن. مثال ذلك، كان كثير من الناس في جنوب إفريقيا يعتقدون بالفصل بين البيض والسود. أما اليوم فإن الكثيرين يعتقدون أن الأفراد من كل الأعراق يجب أن ينالوا حقوقًا ديمقراطية متساوية، وفرصًا متساوية في الإسكان والتعليم والعمل والتسهيلات العامة.
تعريف:
ممارسة أو طريقة أداء شيء ما، وانتقال هذه الممارسة من جيل إلى جيل. والعادات جزء من الثقافة المشتركة بين أفراد مجموعة اجتماعية بعينها. والعادات، شأنها شأن كل السمات الثقافية، ضرب من ضروب السلوك المكتسب بالتعليم، يختلف باختلاف الشعوب، فالأكل على سبيل المثال حاجة بيولوجية لكل الناس، أما التصرفات في أثناء تناول الطعام، وعادات إعداد الطعام فتختلف من جماعة إلى أخرى.
ويطلق على الممارسات التي تتغير كثيرًا اسم الموضات أو أساليب الحياة. ومن هذه الممارسات الرقص وأساليب الزي والتعابير العامية. وربما يصبح ذلك الأسلوب عادة بمرور الزمن. فقد كان استخدام شوكة الطعام مثلاً موضة جديدة في أوروبا خلال القرن السادس عشر الميلادي. أما الآن فهو عادة معروفة في كل أرجاء العالم تقريبًا.
والسبب في استمرار العادات هو أن الناس في أغلب الأحيان، عرفوا أن الانسجام مع المجتمع أسهل من مواجهة الاستهجان الذي يصدر منه. وقد يكون هذا الاستهجان سخرية خفيفة، وقد يكون عقوبة صارمة. كذلك فإن الإخلال بالكثير من العادات لا ينتج عنه إلا رد فعل ضعيف. وتشمل هذه العادات الكثير من عادات الزواج والمآتم وآداب المعاشرة. فالشخص الذي يخرق هذه العادات، ربما يواجه بشيء من الدهشة أو الضيق أو الامتعاض.
تسمى العادات المهمة التي تعكس نظرة المجتمع للخطأ والصواب الأعراف. وتتضمن الأمثلة على ذلك رد فعل الناس على القتل العمد، وأكل لحم البشر، وهي من الأفعال التي تُحْدث الغضب والصدمة. ويعتقد عدد كبير من الناس أن رفاهيتهم ورفاهية المجتمع تعتمد على مراعاة هذه الأعراف وإتباعها؛ ولهذا فإن كل المجتمعات تسن قوانين تعكس الأعراف السائدة أو تهدف إلى ترسيخ أعراف جديدة.
وقد أبقى الإسلام على كثير من العادات الحسنة في الطعام والشراب واللباس، وحارب العادات الضارة ثل شرب الخمر والميسر؛ لأنها تنافي العقيدة الصحيحة؛ فالعقيدة في المجتمعات المسلمة هي التي توجه سلوك الفرد نحو الحياة الكريمة.
وفي المجتمعات البدائية المعزولة، تظل معظم العادات دون تغيير عبر الأجيال. ويعتقد أغلب الناس في مثل هذه المجتمعات أن العادات القديمة هي الأفضل، وأن ما صلح به الآباء، يصلح به الأبناء. أما في المجتمعات الصناعية الحديثة فإن العادات تتغير بسهولة أكبر، وقد تؤدي بعض العوامل بما فيها الاختراعات الحديثة والاحتكاك مع الثقافات الأخرى إلى مثل هذه التغيُّرات.
أنماط المعيشة
الملابس :
يرتدي الناس منذ آلاف السنين وفي كل أنحاء العالم أنواعًا مختلفة من الملابس. وتنتشر أنماط الملابس الغربية في كثير من بقاع العالم اليوم، وبالرغم من ذلك يختلف الناس كثيرًا في أنواع الثياب التي يرتدونها، ولا سيما في أوساط سكان الريف.وتقف أسباب وراء التنوع في الملابس من قارة لأخرى، ومن قطر لآخر، ومن شخص لآخر، من بينها العادات و التقاليد.
عادات اللبس: تؤثر عادات اللبس على نمط الملابس، حيث تتوارث الشعوب عادات اللبس جيلاً عن جيل. وهكذا يتعلم الأطفال أنواع الثياب التي يلبسونها. وتتشابه في بعض الدول أنواع الملابس التي يلبسها المزارع مثلاً، كما في الصين والمكسيك من ناحية المواد الخام وطرق صناعتها. ورغم أن الحاجة إلى الثياب أو الملابس واحدة لكل الشعوب، إلا أن هناك تباينًا واضحًا في عادات اللبس. فالقبعة المكسيكية أطرافها تميل إلى أعلى بينما القبعة الصينية أطرافها تميل إلى أسفل.
السلوك :
هو مجموعة قواعد سلوكية تساعد الناس على أن يساير كل منهم الآخر. ويعتقد كثير من الناس أن آداب السلوك قائمة على مجموعة من القواعد الجافة مثل ترتيب الملبس بالشكل اللائق من أجل حفل، أو تنظيمات خاصة ودقيقة لإقامة حفل زفاف، أو إعداد مائدة لحفل عشاء رسمي. ولكن آداب السلوك تشمل مدى أوسع للسلوك. إنها تعني سلوكًا جيدًا، وهي تُقدم خطوطًا إرشادية لجميع علاقاتنا مع الآخرين.
وكل ثقافة لها نظامها الخاص بآداب السلوك. فالسلوك الذي يُعتبر لائقًا في إحدى الثقافات قد لا يكون لائقًا في الأخرى. ففي اليابان، على سبيل المثال، يخلع الناس أحذيتهم قبل دخول المنزل، ولكن في معظم البلاد الغربية فإن الضيوف يُعدُّون غير مهذبين سلوكيًا إذا خلعوا أحذيتهم. وفي بعض البلاد يُعدُّ سير الرجل أمام المرأة من سوء الأدب، وفي بعضها الآخر فإن المرأة تسير دائمًا وراء زوجها دلالة على تقديرها لمنزلته.
وقد تختلف آداب السلوك بدرجة كبيرة حتى في نطاق الثقافة الواحدة، فالناس الذين يعيشون في المدن الكبرى مثلاً لهم عادات مختلفة عن تلك التي لدى سكان القرى والريف. ففي المدن الكبرى لا يعرف كثير من الناس جيرانهم ويزورون أصدقاءَهم فقط عندما يُدْعون. أما في القرى والريف فإن معظم الناس يتعارفون، وغالبًا يتزاورون ويزورون الجيران الجدد ليرحبوا بهم في إطار من الود والترابط.
الموضة :
تعبير يطلق عامة لوصف طراز الملابس التي يرتديها السواد الأعظم من الناس في بلد ما في فترة زمنية محددة. وكذلك فإن الطراز المحبب لدى الناس من السيارات، والأثاث، والبيوت، وما إلى ذلك من الأمور يدخل أيضاً ضمن باب الموضة التي قد تندرج تحتها أيضًا أنماط الفنون، والموسيقى، والأدب، والرياضة التي يفضلها عدد كبير من الناس. وهكذا، فإن الموضة تعكس شكلاً من أشكال السلوك المقبول لدى السواد الأعظم من الناس في مجتمع ما.وقد تبقى موضة ما شائعة لأشهر أو لسنوات عدّة، إلى أن تُسْتَبْدَل بها أخرى. يعد مُنْتج ما، أو نشاط ما موضة أو مسايرًا للموضة خلال الفترة التي يعد فيها مقبولاً من قطاع
واسع من المجتمع. غير أن هذا المُنتج أو النشاط لا يلبث أن يصبح موضة قديمة بعد مرور فترة من الزمن، وذلك حين تَكُفّْ غالبية الناس عن تقبّله.
ولابد من القول إن معظم الناس لايتقبلون التغييرات المبالغ فيها من أنماط الموضة، ولذا فإن الموضات الجديدة تشابه في الغالب تلك التي تحل محلها من مناح كثيرة.
قد يبدأ استعمال طراز معين من الملابس كطراز من الموضة، إلا أنه لا يلبث أن يدخل ضمن نطاق العادة أو العرف التقليدي حين يتم توارثه من جيل إلى آخر. فعلى سبيل المثال، حلَّت السراويل الطويلة في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي محل تلك التي لاتتجاوز في طولها حدود الركبة، مع ارتداء الجوارب كموضة في ملابس الرجال في أوروبا والولايات المتحدة. أما الآن فقد أصبح ارتداء السراويل الطويلة عرفًا تقليديًا بالنسبة للرجال في معظم بلدان العالم، وإن كانت التغييرات في لون السراويل الرجالية ماتزال تُستحدث بين حين وآخر على مر السنين.
يُطلق باستمرار على الموضات التي تسود وتختفي بسرعة اسم تقليعة، علماً بأن الغالبية العظمى من الناس لايتقبلون التقليعات. وقد يمارس بعض الناس تقليعات معينة في السلوك لأن من الممكن الترويج للتقليعات على نطاق واسع. فقد انتشرت في منتصف القرن العشرين الميلادي مثلاً تقليعة اللعب بالأطواق التي تدار بسرعةٍ حول الخصر، وكذلك لعبة ألواح التزحلق.
الزواج :
علاقة بين رجل وامرأة تتم بموجب عقد له أركان.
عادات الزواج: كثيرٌ من عادات الزواج اليوم هي نفسها التي كانت شائعة في الأزمان الغابرة. وعلى سبيل المثال، من المرجح أن العرائس الرومانيات كُنَّ يرتدين خمارات الزفاف قبل أكثر من ألفي سنة. لقد أصبحت خمارات الزفاف معروفة في بريطانيا والأمريكتين في أواخر القرن الثامن عشر. كما ترجع عادة تقديم خاتم الزواج إلى قدماء الرومان. وغالبًا ماتمثل استدارة خاتم الزواج الخُلود والأبدِية.
ويرمز تقديم خاتم الزواج إلى اتحاد الرجل والمرأة إلى الأبد. يعتبر لبس خاتم الزواج في الأصبع المخصص له في اليد اليسرى عادة قديمة أخرى. ولقد اعتقد الناس مرَّة أنَّ العروق والأعصاب تنطلق مباشرة من هذا الأصبع إلى القلب. وهناك معتقد خرافي آخر يقول إنه يمكن أن تؤكِّد للعروس حُسن الطَّالع الجيد بارتداء "شيء قديم أو شيء جديد أو شيء مستعار وشيء أزرق اللَّون". وهناك معتقد خرافي آخر يقول: إنه من سوءِ طالع العريس والعروس أن يتقابلا قبل المراسم في يوم زفافهما.
وفي كثير من الأعراس يقوم الضيوف بنثر الأرز على العريس والعروس متمنين لهما المال والبنين. ويعتبر الأرز رمزًا للخصوبة والسعادة وطول العمر. وتقوم العروس بنثر باقة الأزهار على الضيفات من النساء غير المتزوجات. ويفترض أن تكون المرأة التي تقبض على الأزهار أول المتزوجات لاحقًا . وربما تكون قد بدأت هذه العادة في فرنسا في القرن الرابع عشر الميلادي. وربما تقوم العروس أيضا بقذف رباط جواربها على الرجال غير المتزوجين، ويفترض أن يكون الرجل الذي يقبض الرباط أول المتزوجين بعد ذلك.
المواقف المتغيرة حول الزواج: غالبًا مايكون لكل مجتمع أفكارٌ تقليدية معينة حول الزواج. على سبيل المثال، تتوقع معظم المجتمعات أن يتزوج كل من الرجل والمرأة. كما أن معظم الثقافات أيضًا لها تقاليد حول دور وواجبات الزوج والزوجة. وعادة ما يتوقع من الزوج السعي وراء الرزق وكسب العيش، كما يتوقع من الزوجة القيام بالأعمال المنزلية ورعاية الأطفال.
ويهمل العديد من الناس الآن نماذج الزواج التقليدي. فعلى سبيل المثال، يتقاسم عدد كبير من المتزوجين مسؤوليات كانت عادة إمَّا من مهام الرجل أو المرأة.كما يُؤَدِي عدد متزايد من النساء المتزوجات أعمالاً ويُساعدْن في دعم أسرهن. ويشارك الأزواج باطّراد في مسؤوليات كانت عادة تقوم بها المرأة. وتشتمل مثل هذه المسؤوليات على الطبخ والأعمال المنزلية ورعاية الأطفال. وتنعكس الأدوار التقليدية بالنسبة لبعض الأزواج كأن تلتحق الزوجة بوظيفة مدفوعة الأجر وتقضي جُلَّ وقتها في العمل بينما يبقى الرجل في المنزل لرعاية الأطفال.
في العديد من الدول، يتزوج الرجل امرأة واحدة، ويظلان متزوجين إلا إذا مات أحدهما أو تطلقا. وهذا النظام من الزواج يسمى الزواج الأحادي أو الزواج مرة واحدة في العمر. وتسمح بعض المجتمعات بتعدد الأزواج أو الزوجات، والذي تكون فيه للرجل أكثر من زوجة واحدة، أو يكون للمرأة أكثر من زوج واحد. ويسمى زواج الرجل لأكثر من زوجة واحدة بتعدد الزوجات ويمارس في الثقافات الإفريقية والشرق أوسطية. وتسمح الشريعة الإسلامية للرجل بالزواج من أربع نساء كحد أقصى إذا كان قادراً على العدل بينهن في مختلف الشؤون، وكذلك الإنفاق عليهن بكفاية. ويعد من الشذوذ المنافي للفطرة ما يمارس في بعض المجتمعات البدائية من تعدد الأزواج.
في بعض الثقافات يشتمل الزواج على هدية من أسرة العروس أو العريس إلى أسرة الآخر. وفي العديد من المجتمعات، على سبيل المثال، تقوم أسرة العروس بمنح المال أو بعض الأملاك للعريس أو أسرته وتسمى مثل هذه الهدية المهر، وفي بعض الحالات، يُمْنَح المهر إلى العروس وبهذا يمكن أن تستفيد هي وزوجها منه. وفي ثقافات أخرى، يقوم العريس وأسرته بتقديم الهدايا إلى أسرة العروس. وهذه المنحة تسمى مهر العروس.
تحتم بعض المجتمعات على الشخص الزواج من فرد ينتمي إلى قبيلته أو قبيلتها، (مجموعته أو مجموعتها) ويطلق على هذه العادة الزواج الداخلي ويكون بين أفراد القبيلة الواحدة. وفي أماكن أخرى يجب على الفرد أن يتَّبع قواعد الزواج الخارجي وتعني الزواج من الأباعد كأن يتزوج من قبيلة أو قرية أخرى. وتتطلب أكثر القواعد شيوعًا في الزواج الخارجي من الرجل أو المرأة أن يتزوجا من خارج أسرتيهما.
اللباس التقليدي لحنة العروس
التراث الشعبي:
عادات الناس وتقاليدهم وما يعبرون عنه من آراء وأفكار ومشاعر يتناقلونها جيلاً عن جيل. ويتكون الجزء الأكبر من التراث الشعبي من الحكايات الشعبية مثل الأشعار والقصائد المتغنّى بها وقصص الجن الشعبية والقصص البطولية والأساطير. ويشتمل التراث الشعبي أيضًا على الفنون والحرف وأنواع الرقص، واللعب، واللهو، والأغاني أو الحكايات الشعرية للأطفال، والأمثال السائرة، والألغاز والأحاجي، والمفاهيم الخرافية والاحتفالات والأعياد الدينية.
المعتقدات الخرافية والعادات: السمة الغالبة لهذا العنصر من التراث الشعبي أنه مؤشر للمرحلة الحضارية التي يعيش فيها معتنقوها. على سبيل المثال تحتوي العديد من الثقافات على عادة بدائية لحماية الطفل المنتظر، تسمّى كُوفَيْد. وبناءً على هذه العادة تتظاهر الزوجات بأنهن على وشك الولادة، فيمتنعن عن أنواع معينة من الأطعمة يعتقدن أنها مضرة للطفل المتوقع. وربما يتفادين العمل أيضًا لأن مثل هذا النشاط يمكن أنْ يؤذي الطفل القادم.
وهناك عادة زواج تسمى شاريفاري وهو لَفظ موسيقي يقصد منه الإغاظة والمرح بدلاً من الغناء، وتنتشر بصورة واسعة في مجتمعات أوروبية مختلفة. في ليلة الزفاف، يقوم أصدقاء العريس والعروس بعزف
الألحان بالضرب على القدور والمقلاة خارج غرفة نوم الزوجين. والرغبة في تفادي شاريفاري هي التي أدت إلى عادة قيام الزوجين بشهر العسل بعد الزفاف مباشرة.
وتدعو عادة زواجٍ شائعة في الغرب العريس أن يحمل عروسه فوق عتبة بيتهما. وتفترض هذه العادة أنّ المرأة ضعيفة، ويجب أن يحملها الرجل القوي وَيَعبُر بها عبر مدخل البيت، وبالتالي عبر الحياة كلها. وفي العديد من حكايات الجن الشعبية، يُقبض على المرأة بوساطة نَذْل أو وَغْد وتنتظر بهدوء حتى يحضر رجل بطل ينقذها.
يؤمن قليل من الناس بأنّ عددا كبيرًا من المعتقدات الخرافيّة والعادات، تساعد على التحكم في المستقبل أو التنبؤ به. وربما تقيم المجتمعات العاملة في حقل صيد الأسماك احتفالات كبيرة، تعد لتأكيد نجاح الصيد بصورة جيدة. كما أن العديد من الناس يحاولون التنبؤ بأحداث المستقبل بتحليل العلاقات بين النجوم والكواكب السيارة.
الغذاء:
تؤثر العادات والتقاليد فيما يأكله الناس، وكيفية تحضير الأغذية وتقديمها وأكلها. وكثير من الأقطار والأقاليم لها أطباق تقليدية معظمها مؤسس على أغذية منتجة محليًا. وفي عدة حالات، تشمل أطباق الناس من بيئات (ثقافات) مختلفة نفس المكونات الأساسية، لكن اختلاف التوابل وطرق الطبخ تعطي الطبق نكهة قومية أو إقليمية خاصة.
والغذاء الرئيسي لكثير من الناس في الشرق الأوسط هو الخبز الرقيق المستدير أو خبز بيتا، وهو خبز مسطح مصنوع من القمح. كما يقوم سكان المنطقة بتجهيز شيش كباب غالبًا في الاحتفالات. يتألف هذا الطبق من مكعبات من لحم الغنم وطماطم وتوابل وبصل مشوي، محمَّصة على سيخ شبيه بمسمار كبير. والأرز طبق رئيسي لكثير من الناس في اليابان وجنوب الصين والهند وجنوب شرقي آسيا. تحتوي الوجبات اليابانية عادة على خضراوات كثيرة والتوفو (خثارة فول الصويا) وسمك نيئ أو مطبوخ. يختلف فن الطبخ أو المطبخ الصيني (الذي يعتبره الكثيرون ضمن المطابخ ذات الشهرة العالمية) إلى حد كبير من إقليم إلى آخر. يخلط الطباخون في جنوبي الصين الخضراوات واللحوم مقطعة أثناء القلي، ويقدمونها مع صلصة معتدلة أوغير حارة وأرز، في حين يستمتع الناس في الأقاليم الشمالية بأغذية مقلية حارة أو كثيرة التوابل مقدمة مع شرائح معكرونة. يحب الهنود والآسيويون من جنوب شرقي آسيا الكري. يصنع الكري من السمك أو اللحم أو الخضراوات المطبوخة في صلصة حارة أو كثيرة التوابل.
تعدُّ الذرة الشامية والأرز وحبوب أخرى أغذية أساسية لكثير من الناس في إفريقيا. وفي نيجيريا، يطبخ الطعام غالباً في زيت النخيل أو زيت الفول السوداني، وقد يُنكّه بشدة ببهارات أو فلفل أحمر. ويقوم سكان زائير بتحضير الذرة الشامية والأرز في صورة عصيدة سميكة. وإذا توافر لديهم اللحم أو السمك أضافوه إلى العصيدة. ويستمتع كثير من الإثيوبيين باللحم النيئ في صلصة فلفل أحمر.
وفي بعض الثقافات، تحظى الطريقة التى يُقدّم بها الطعام؛ وكيفية إعداده باهتمام كبير. يرتب الطباخون الفرنسيون واليابانيون الغذاء بعناية لجعل كل طبق جذابًا. وفي السويد، تعتبر مائدة الشطائر طريقة شعبية أو شائعة لخدمة الضيوف، وتتألف هذه المائدة من طاولة طويلة عليها ضروب شتى من الخبز والأجبان والسمك والسلطات واللحوم الساخنة والباردة.
وقد تؤثر العادات أيضًا على أوقات تناول الناس للغذاء. ففي معظم البيئات أو المجتمعات، يتناول الناس عادة ثلاث وجبات في اليوم : الإفطار والغداء والعشاء. وفي المناطق الريفية، يتناول كثير من الناس أكثر طعامهم في وقت الظهيرة، وفي المساء، يتناولون عشاء خفيفًا. يضيف بعض الإنجليز وجبة إضافية خفيفة تسمى الشاي وتكون متأخرة إلي مابعد الظهر حيث يقدم في هذه الوجبة الشاي وأغذية مثل البسكويت الجاف أو الكعك أو الشطائر.وفي معظم الثقافات، يأكل الناس في صحون منفردة، ويستخدمون سكاكين وشوكًا وملاعق، ويستخدم الناس في الصين واليابان الأعواد. ويأكل الناس في مجتمعات كثيرة من طبق مشترك، ويستخدمون قليلاً من الأوعية أو الأدوات. ويتناول بعض الناس غذاءهم بالخبز أو بأصابعهم. فعلى سبيل المثال، يستخدم بعض سكان جزر هاواي أصابعهم لأكل البوي، وهو طعام شبيه بالعجينة مصنوع من نبات القلقاس الاستوائي.
العُرْفُ :
العادات التي تعكس أفكار المجتمع عن الصواب والخطأ. ويواجه الأفراد الذين ينتهكون عُرف المجتمع الذي ينتمون إليه معارضة وعقابًا شديدين. وعادة ما يوافق العُرْف التشريعات السماوية في أي دين حق كالإسلام وديانات أهل الكتاب الأصلية غير المحرفة إلا ما رفضته هذه الديانات من أعراف معينة وأبطلتها.
ويعتقد مُعظم الناس أن صلاح مجتمعهم يعتمد على تقوية عرفه. والعرف نمط من أنماط التفكير الشعبي، ولكن لا يمكننا أن نعدّ كل تفكير شعبي في أهمية العرف بالنسبة لخير المجتمع. ومن أمثلة التفكير الشعبي الأقل قوة، التي يعمل بها المجتمع، تقاليد الزفاف والجنائز وآداب المائد ة. ويؤدي انتهاك مثل هذه الأنماط من التفكير الشعبي إلى رد فعل غير حاد، مثل الدهشة أو الازدراء.
يُعَدُّ عالم الاجتماع الأمريكي وليم جراهام سمنر أول من صاغ اصطلاح العرف في اللغة الإنجليزية، وذلك في كتابه طُرق التفكير الشعبي( 1906م) وأشار سَمْنِر إلى أن العرف قد يختلف من مجتمع إلى آخر. وبوجه عام فإن كل مجتمع يعتقد أن عرفه الخاص هو أكثر الأعراف طبيعية وقيمة. وقد أطلق سَمنرعلى هذا الاعتقاد اصطلاح الاستعلاء العرقي.ومعظم الأعراف تبقى بلا تغيير من جيل إلى جيل، ولكن بعضها يتغير بعد فترة من الزمن. مثال ذلك، كان كثير من الناس في جنوب إفريقيا يعتقدون بالفصل بين البيض والسود. أما اليوم فإن الكثيرين يعتقدون أن الأفراد من كل الأعراق يجب أن ينالوا حقوقًا ديمقراطية متساوية، وفرصًا متساوية في الإسكان والتعليم والعمل والتسهيلات العامة.
- barcaعضو محترف
تمت المشاركة السبت يونيو 08, 2013 11:04 pm
اخي الكريم نشكرك على المشاركة في المنتدى ولكن عليك وضع مساهماتك في موضوع مستقل
عن مواضيع الآخرين تابع معي هذا الموضوع اخي الكريم
شرح كيفية وضع موضوع في المنتدى للمبتدئين
عن مواضيع الآخرين تابع معي هذا الموضوع اخي الكريم
شرح كيفية وضع موضوع في المنتدى للمبتدئين
التوقــيـــــــــــــــــــــع
فداك أبـــــــــ يا رسول الله ــــــي وأمي
معلوماتـــ مهمة:
تنبيــه!! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى