عَلَى بَيَاض كُرَّاسَتِي رَسَمْتُك طَيْفَا مِن أَجْلِه أَسْتعرّت مِن الْفَجْر لَوْنُه
وَمَن الْسَّمَاء فِرْشَاة وَمَن الْنُّجُوْم بَرِيْق فَلَا يُمْهِلْنِي الْلَّيْل لَأَرْش الْيَاسَمِيْن
بَيْن يَدَيْك ..وَلايَمْنْحَنِي مُتَّسَعا مِن الْحُلْم لِأَرْسُمَهَا
عَيْنَيْك .. لِأَعُود مُشَبَّعَة بِالْحَنِيْن فَكَم أَشْتَاق إِلَيْك
مِن أَجْلِك حَبِيْبِي تُوْرِق الْسَّمَاء فَوْق خَاصِرَة حُلُمِي لِيَشْدُو وَيَرْقُص غُنْجَا وَدَلَال
وَيَتَنَاثَر فَرَحِي مَطَرَا ..لِأُحَلِق فَوْق سُحُبُك بِأَغَنِّيَات مَاجِدَة الْرُّوْمِي وَقَصَائِد نِزَار
فَيُوْرِق الْحُب فِي صَدْرِي وَتَتَفَتَّح زُهُوْر الْحَنِيْن لِيَلُونَهَا الْهَمْس وَيُدَلِّلُها الْنَّدَى
ياطْعم الارْتِوَاء يَارَائِحَة الْمَطَر …يَانَكْهَة بِأَلْوَان الْطِيف يَّاكَوَاكِب الْنُّوْر
يّاصَوّت الْجَدَائِل ..يَامَوَاسْم الْحَنِيْن ..يَافُصُوّل مِن شَجَن …
فَأَي قُدِّر أَهْدَانِي أَنْت ياهُدّيّة مَن الْسَّمَاء ..يَامَس أَصَابَنِي وَعَلِّمْنِي جُنُوْن الْحُب بِلَا خَجَل
الَم تَعْلَم ..لَم أَعُد طِفْلَة تَخْجَل مِن جَعْل عُبِّك حِجْرا لَهَا وَلَا مِن كَفَّيْك وَسَائِد لِنَوْمِهِا
عِطْرُك الْسَّاكِن صَدْرَك أَصْبَح جُرْعَة مِن حَنَان تَتَسَلَّل الَي صَدْرَك انَامَلِي لِتَعْبَث بِه بِهُدُوْء
فَيُثِير بِدَاخِلِي رُوْح انْثَى تُكَبِّر عَلَى صَدْرِك فَتُلْقِي بِرَأْسِهَا وَتُضَمُّك الَيْهَا وَتَغْفُو خَالِعَة عَنْهَا
كُل الْتَفَاصِيْل لْتَرْتَدَيك رُوْحَا ..وَتَهْرُب مَعَك الَى أَرْض لَا يَسْكُنُهَا سِوَى أَنْت …
لِانَّنِي وَحْدِي أَمِيْرَة تَسْكُن أَحْلَامَك وَحُوّريّة تَزُوْر مَسَاءَاتُك
ادْرِك انَّنِي اتَعَثَّر بَيْن ارِيكَتك وَاذُوْب مَع سُكْر قَهْوَتِك
ادْرِك انَّنِي انَام عَلَى وِسَادَتِك وَبَيْن غِطَائُّك …فَمَافَارَقْتَنِي يَوْمَا انْفَاسُك ..
أَعْلَم أَنَّك مَعِي رَفِيْق سَفَرِي وَرِحْلَتِي وَجَبَت مَعَك ارْض خَيَال
كُنْت أُفِيْق كُل صَبَاح عَلَى صَوْتِك الَّاتِي مِن الْحُلْم
وَانَام عَلَى هَمْس حُبَّك الْحَانِي وَقُبْلَاتِك الْمَجْنُوْنَة
كُنْت أَزْوَرَك مَلَامِحَك فِي وُجُوْه الْنَّاس وَبَيْن الْمَقَاهِي وَالطُّرُقَات
وَاسْمَع صَوْتِك مَع صَخَب الَاغَانِي وِّهُدَوَء النَّايَات ..
أَدْرَكْت أَنَّك رَجُلا يَتَلَبَّسُنِي لَم يُغَادِرْنِي يَوْمَا ..وَانَّك رُوْحَا مَافَارِقَتْنِي
وَحُضُنَا ..يُغْفِيْنِي كُل مَسَاء عَلَى صَدْرِه ..
وَأَنَا الْذَّائِبَة حَد الْتَّلْاشِي فِيْك وَمَعَك فَقَط أَشْبِهُنِي
وَأَنَا الْقِصَّة الَّتِي كَتَبْتُهَا أَنْت بِوْجُودَك وَبِعَيْنِك فَقَط اقْرَأَنِي
تَذَكَّرْتُك وَالْبَحْر يُغَازِل قَدَمَي وَيُدَاعِبُهُا
وَمُوَجَّه الْمَغْرُوْر يَتَقَاسَم الْغَزَل مَعَه وَانَا لَسْت الَا مَعَك
تَذَكَّرْتُك وَكُل صَوْت هَادِر يَشُق صَدَر الْهُدُوء مِن حَوْلِي
تَذَكَّرْتُك وَانَا فِي الْغَالِب لَا أَنْسَاك وَان حَدَث عُدْت بِحِكَايَة لَك احُبُبُتُهُا وِبْضِحْكِة مِنْك حَفِظْتُهَا
تَذَكَّرْتُك يَا حَبِيْبِي وَمَا أَجْمَل أَن تَأْتِي أَنْت لِتَكُوْن حَيْث أَنَا حَاضِرا مُهِمَّا أَكَّدَت الْأَمَاكِن غِيَابَك
مَوْجُوْد مُهِمَّا غِيْبِتِك الْظُّرُوْف وَأبِعَدَتك عَنِّي ..
أَشْتَقْت الَيْك ..أَشْتَقْتُك بِجُنُوْن رَغْم حُضُوْرَك الْدَائِم فِي صَدْرِي رَغْم تَعَثُّرِي بِذِكْرَيَاتِك
لَيْتَك تُدْرِك أَنَّك مَاقارقَت رُوْحِي لَحْظَة وْماغبت عَنِّي ثَانِيَة وْمَاغَادَرْتَنِي سَاعَة
لَيْتَك تَعْلَم كُلَّمَا أَشْتَقْتُك وَلَم أَجِدْك أَرْكُض الَى كلماتي
لَأُعَانقُها بِقُوَّة ..أَقْبَل أَحْرُفِي وَكَأَنَّهَا شَفَتَيْك
أَتَذُوْقَهَا بِنَشْوَة مَغْرُوْرَة تَجْعَلْنِي أَنْتَشِي حَد
الْنَّشْوَة وَأَزْهُو مَفْتُوُنَة بِّأُنُوْثَتِي الَّتِي مَاكَانَت الَا
بَيْن يَدَيْك ..
كُنْت أَمُد بَصَرِي الَى ارْوِقَة الْسَّمَاء لَتَأْتِيَنِّي كــــ شُعَاع
الْشَّمْس وَمِن غَيْمَة بَكْر تَهْطُل عَلَي بِلَهْفَة وُحَنَان
دَائِمَا حَبِيْبِي أَدْرَك أَنَّك قَرِيْب وَتَسْمَعُنِي أَلْتَقِيْك فِي صَدْرِي كُل يَوْم فَنَرتَشِف الْحَنَان بَيْن أَضْلُعِي
وْأَمُوْت فَرَحَا كُلَّمَا فَاضَت رُوْحِي إِلَيْك ..فَأَصْبَح لَذِيْذَة وَشَهِيَّة بَيْن يَدَيْك كـ طَعْم الْحُب ,,
فَلَا تَتَعَجَّب حِيْن أَتَيْك ..يَسْبِقُنِي أَنِيْن أَشْوّاقِي وَلُهَاث وَلَهِي ..وَأَرْكُض إِلَيْك لتسبقني الْمَسَافَة ..
أَصْعَد حَبِيْبِي سَلَالِم أَضْلُعِي وَتَسَكَّع كَمَا تَشَاء بَيْن
أَوْرِدَتِي وَأَرْتَشِف نُبُضَي ..وَأَسْتَمِع لِنَبْضَات قَلْبِي
سَأَخْلِق لَك عُمْرَا جَدِيْدَا مَاوُلِد الَا بَيْن يَدَيْك ..وَعَيْنَان أَبْصَرَت بِك فَلَن تَعْرِف سِوَاك ..
وَشَفَتَان مَاتَذوَّقت طَعِم الْخَمْر الَا بِتَّقْبِيْل شَفَتَيْك ..وَقَلْب يَنْبِض وَيَنْبِض وَيَنْبِض بِحُبِّك أَنْت …
كُل لَيْلَة سَأَحْمِل حُلُمِي وَآَتِي إِلَيْك وَأَطْرَق نَوَافِذ أَشْوّاقِي لَانْتَظِر مَطَر حَنِيْنُك ..
لَا أَحُلُم سِوَى بِكُوْخ فِي أَرْض خَضْرَاء ..وَشَلال وَنَهَر وَعَلَى صَفْحَة الْسَّمَاء قَمَر
وَانَا وَأَنْت وَقِبْلَة وَحَضَن وَصَوْتُك الْهَامِس أُحِبُّك حَبِيْبَتِي حَتَّى آَخِر الْعُمُر ..
سَأُخَبِّئ لَك فَصْلا مِن الرَّبِيْع تَتَفَتَّح أَزْهَارَه عَلَى صَدْرِي حِيْن أُضَمِّك ..
وَأُغَادِر فَصْلا مِن الْخَرِيف تَسَاقَطَت أَحْزَانَه حِيْن دُخُوْلِك عُمْرِي …
حِيْن أَحْبَبْتُك أِبْتُدِأَت الْفُصُول ..وَحِيْن عَشِقَتُك أَزْدَحَمَت الْمَوَاسِم بِالْمَطَر ,,
اااه مِنْك كَم ..تُثِيْر بِدَاخِلِي كُل الْفُصُول كُلَّمَا هَزَّنِي الْشُوْق الَيْك ..