الرئيسية
المنشورات
أحدث الصور
التسجيل
دخول
طوفان بشري يجتاح الجوهرة السياحية حمام دباغ بقالمة
تدفق آلاف السياح أول أمس الجمعة على الجوهرة السياحية حمام دباغ بقالمة في أول
أيام عطلة الربيع و لم تتمكن هياكل الاستقبال و لا طرقات المدينة من
استيعاب الأعداد الكبيرة من السياح القادمين من مختلف ولايات الوطن
لاستكشاف القطب السياحي المميز و الاستمتاع بالمناظر الطبيعية النادرة.
و قد بدأت قوافل السياح في الوصول منذ الساعات الأولى للصباح و بلغت موجة
التدفق درجتها القصوى بعد منتصف النهار حيث شغل السياح كل الفضاءات
الطبيعية المفتوحة كالشلال الشهير و محمية العرائس و المركب السياحي و إلى
غاية السد الكبير و منطقة السنقط أين تتواجد البحيرة الجوفية التي مازالت
تحتفظ بأسرار كبيرة رغم حملات الاستكشاف الدولية التي مرت بها في السنواتالأخيرة.
و بالرغم من تحولها إلى قطب سياحي وطني إلا أن الجوهرة
السياحية حمام دباغ مازالت تعاني من نقص كبير في هياكل الاستقبال و مشاكل
مرورية معقدة و خاصة بالفضاءات المحيطة بالشلال و محمية العرائس و المركب
السياحي حيث تشهد حركة السير حالات من الشلل التام ساعات الذروة الأمر الذي
يجبر الكثير من السياح على الهروب إلى أطراف المدينة في انتظار تراجع
الحركة مع اقتراب ساعات المساء.
و قد ازداد وضع السياحة بالمدينة
تدهورا بعد ان غزت الخرسانة المسلحة أهم الفضاءات الطبيعية بالمدينة حيث
تشهد محمية العرائس كثافة عمرانية كبيرة بعد أن أقدمت مصالح العمران على
بيع مساحات كبيرة من المحمية لمستثمرين أقاموا بناءات على طول المحمية التي
تعرف تقلصا كبيراو تعاني المدينة أيضا من نقص هياكل الاستقبال و
ازداد الوضع تدهورا بعد إقدام البلدية على غلق الحمام الشعبي بن ناجي
لإخضاعه للترميم، وهو ما أثار غضب السياح الذين قالوا بأنه كان على البلدية
أن تؤجل عملية الترميم إلى ما بعد موسم الربيع و الإبقاء على هذا المرفق
الهام مفتوحا أمام السياح الذين اشتكوا أيضا من نقص الفنادق الأمر الذي
يجبرهم على زيارة المدينة نهارا و مغادرتها قبل حلول الليل. و حتى هياكل
الاستقبال القليلة بلغت بها الحجوزات مرحلة التشبع قبل حلول العطلة
الربيعية.
و تفتقد الجوهرة السياحية إلى شبكة طرقات فعالة و محولات
متطورة تسمح باستيعاب أعداد كبيرة من السياح حيث ظل سكان المدينة يطالبون
بإقامة جسور و حزام من الطرقات المزدوجة يحيط بالمدينة و يفك عنها الازدحام
المروري الخانق.
و مع حلول كل موسم تعود قضية منطقة التوسع السياحي
إلى الواجهة قطع أرضية مهملة فنادق توقفت في منتصف الطريق و مستثمرون حصلوا
على العقار بأسعار رمزية ثم غادروا بلا رجعة باستثناء القليل منهم الذين
يحاولون بعث الروح في مشاريع حاصرتها الأشواك و تحولت إلى هياكل خرسانية
مهجورة. و يرى المتتبعون لشؤون المدينة بأنه بات من الضروري إطلاق برنامج
خاص يتضمن جسورا متطورة و طرقات مزدوجة و فنادق كبرى تسمح باستيعاب السياح
الذين تتزايد أعدادهم من سنة لأخرى.
