استعرض الموضوع التالياذهب الى الأسفلاستعرض الموضوع السابق

وفاء امراة,,,,, Empty وفاء امراة,,,,,

دموع القلب
دموع القلب
عضو جديد
عضو جديد
الجنس : انثى عدد المساهمات : 80 نقاط التميز : 112 تقييم العضو : 7 التسجيل : 25/09/2012 العمر : 31
تمت المشاركة الجمعة مارس 01, 2013 4:25 pm
وفاء امــرأة ...

جاءت إليه تلهث في فسـتانها الأبيض الجميل ، الذي اشـترتـه لـها أمها منذ يومـين ..

كان الـعرق يكسـو رأسـها الصغير الجميل ..

وقالت وهي تقف أمامه في الحديـقة الصغيرة التي تعودا على اللقاء فيها واللعب وسط زهـورها وأشجارها

اليوم عيد ميلادي ، سوف أطفئ أربع عشرة شمعة ..

لقد كانت مفاجأة لي عندما صحوت من نومي في الصـباح واقتربت مني أمي لتقول لي :

كل سنة وإنت طيبة يا صـغيرتي وقلت لها أنني أريد أن أدعـو صـديقي إلى الحفل الصغير الذي

ستـقيمينه لي فقالت لي إنه عيد ميلادك ومن حقك أن تدعي إليه أصدقائك ...

ووقف الصبي الذي يكبرها بعام واحد يتأمل وجهها الجميل قبل أن يمدّ يده إلى جيبه ليبحث فيه عما تبقى

له من مصروفه ... ولكنه وجده خاوياً .. لـقد أنفقه كله ولن يستـطيع أن يشتري شيئاً ..

أي شيء يقدمه لصديقته الصغيرة في عيد ميلادها ...؟؟

وأحسّ بخجل شديد .. ولكنه لم يفقد الأمل تماماً ، فقد عبرت برأسه فكرة حاول أن يُنفذها

لماذا لا يعود إلى البيت قبل الذهاب إلى الحفل ، ويرجو والدته أن تعطيه مبلغاً صغيراً

يستـطيع أن يدفعه ثمناً للهديه التي سيختارها ليصديقته ...

وقال لها: عودي إنت إلى بيتك ، وسوف ألحق بك فذهبت وهي ترجوه ألا يتأخر

فقد أوشكت الشمس على الغروب ولا بد أن يبدأ الحفل في ساعة مبكرة وينتهي قبل أن يحين

موعد النوم قبل التاسعة ...

ففي الغد يوم جديد سيذهبان فيه إلى المدرسة معاً في نفس السيارة الكبيرة التي يلتقيان فيها كل صباح ،

وذهب الصبي إلى أمه ووقف يرجوها أن تساعده في شراء هدية لصديقته الصغيرة ، بنت الجيران التي

قضى معها رحلة السنوات السبع الأخيرة عندما انتقل مع والدته للعيش في هذه الضاحية الصغيرة بعد أن

رحل والده وهو يدافع عن تراب الأرض التي وُلد فيهاوكبر وسط جبالـها ووديانها ..

وابتسمت الأم في حنان واقتربت من ابنها الوحيد وضمته إلى صدرها وقالت هل تعرف أيها الرجل

الصغير أنني معجبة بصديقتك أنا أيضاً أحبها ...

ومن أجل ذلك سوف أعطيك هدية جميلة تقدمها لها في عيد ميلادها ..

وفتحت خزانتها الصغيرة وأخرجت منها خاتماً ذهبياً يحمل لؤلؤة ثمينة وقالت وهي تقدمه له

" لقد أعطتني أمي هذا الخاتم عندما كنت في مثل سن صديقتك .."

اذهب إليها الآن وقدمه لها ولا تنس أن تبلغها تمنياتي لها بعيد ميلاد سعيد ...

وقل لها أن تحرص عليه دائماً وألا تنزعه من إصبعها أبداً

وحمل الصبي الخاتم في جيبه وذهب إلى بيت صديقته ،

كان يحبها .. فقد كانت حياته مع أمه في وحدتها ـ بلا إخوة ولا أخوات ـ وقد ملأت قلبه الصغير بالحب

لكل الناس .. ولكنه كان يحمل حباً خاصاً لهذه الصبية الصغيرة ...

كان يرى فيها أخته وصديقته وزميلته التي لا يفترق عنها طوال سني الدراسة التي أمضاها في المدرسة

التي جمعتهما في فصل دراسي واحد ، وفي الحي الذي يسكنان فيه قريباً من بعضهما بعضاً ...

كانا يلعبان ويستذكران دروسـهما معاً ، ويخرجان للنزهة معاً ...

كانا يجدان في تلك الصداقة التي ربطت بينهما شيئاً جديداً جعل للحياة البريئة التي يعيشانها طعماً وهدفاً

هي أيضاً كانت وحيدة والديها وكانا يفيضان عليها من حبهما وحنانهما كل ما يمكن أن يحمله قلبهما

الكبيران اللذان اتسعا لحب كل أبناء الحي الصغير الذي يمضيان فيه أجمل سني العمر

ووصل الصبي أخيراً وكان الحفل قد بدأ .. وما كادت تراه قادماً حتى أسرعت إليه مهرولة

ومدت يدها الصغيرة تصافحه : لقد تأخرت كثيراً ... إنني لم أطفئ الشموع في كعكة عيد ميلادي بعد

فقد كنا جميعاً في انتظارك أمي وأبي وكل الأصدقاء ...

تعال معي لتساعدني في إطفاء الشموع ولكنه بقي واقفاً حيث هو ، ومدّ يده إلى جيبه وأخرج الخاتم

الذي أعطته له امه وقدمه إليها ولم ينس أن يتمنى لها عيد ميلاد سعيد ...

واحتضنت الصبية الخاتم بكلتا يديها وضمته إلى صدرها وأسرعت إلى أمها : أنظري يا أمي ماذا أعطاني

إنه خاتم جميل .. هل أستطيع أن أضعه في إصبعي ؟؟

وفعلت وأطفأت الشموع ... وأكل الصغار الكعكة اللذيذة التي أعدتها الأم

وانتهى الحفل وانصرف الجميع عائدين إلى بيوتهم .وبقي الخاتم في إصبع صديقته ...

كان الصبي حريصاً دائماً على أن يبحث عنه في إصبعها كلما لقيها في المدرسة أو في نزهتهما أو كلما

خرجا معاًللعب في الحديقة العامةالقريبة من البيت ...

وتمضي الأيام ...

وينتهي العام الدراسي ، وتحدث المفاجأة ,..

\
/
\
" يتبع "

التوقــيـــــــــــــــــــــع


يا قارئ خطي لا تبكي على موتي ...
فاليوم أنا معك وغداً في التراب ...
فإن عشت فإني معك وإن مت فاللذكرى ..!
ويا ماراً على قبري لا تعجب من أمري ...
بالأمس كنت معك وغداً أنت معي ...
أمـــوت و يـبـقـى كـل مـا كـتـبـتـــه ذكــرى
فيـا ليت كـل من قـرأ خطـي دعا لي

وفاء امراة,,,,, Empty رد: وفاء امراة,,,,,

دموع القلب
دموع القلب
عضو جديد
عضو جديد
الجنس : انثى عدد المساهمات : 80 نقاط التميز : 112 تقييم العضو : 7 التسجيل : 25/09/2012 العمر : 31
تمت المشاركة الجمعة مارس 01, 2013 4:27 pm
وينتهي العام الدراسي ، وتحدث المفاجأة ,..

لقد انتقل والد الصبية الصغيرة للعمل في إحدى المدن البعيدة ... وبدأت الأسرة تستعد للرحيل ...

ولأول مرة منذ أن تفتحت عينا الصبي على الحياة في القرية الصغيرة القابعة في بطن الجبل ،

أحس بأن شيئاً ثميناً قد ضاع منه ... إن صديقته التي أحبها وعرفها وملأت حياته

بهذه المعاني والصور الجميلة ، سوف تذهب ، وقد لايلتقي بها مرة أخرى

ترى كيف سيكون شكل الحياة بعد رحيلها مع والديها إلى هذا البلد البعيد ...

كيف سيمضي في هذه الرحلة الهادئة بعد أن تترك القرية والبيت الذي تعود أن يزورها فيه ...

والمدرسة التي أمضيا فيها هذه السنين معاً في فصل واحد ؟

هي أيضاً ... لـقد احتواها شعور بالألم والحزن ، وهي تجمع ملابسها وذكرياتها وتستعد للـرحيل ...

ولم تفلح كلمات الأم في أن تخفف عنها ألم فراق صديقها الصغير ،

الذي كان لها أخاً ورفيقاً في غدوها ورواحها ...

ولم ينجح الأب بدوره في أن يزيل عنها الهم الكبير الذي انتابها وهي تردد أمامه :

معنى هذا أنني لن أرى صديقي مرة أخرى بعد اليوم!

أبداً يا عزيزتي ، سوف نعود إلى القرية في عطلة الصيف ، وسنمضي في ربوعها أسابيع طويلة

تستطيعي خلالها أن تلتقي بصديقك ، وتتذكرا معاً أيام طفولتكما السعيدة

وجاءت لحظة الـوداع ...

وجاءت هي لتودعه في بيته ، وبكى الإثنان بكاء الأطفال ولكنهما تواعدا على تبادل الرسائل

وتبادل الزيارات كلما سنحت الفرصة !

ومرت الأعوام .. في البداية كانت تكتب له رسالة كل أسبوع ، وكان بدوره يبعث إليها برسالة يجمع فيها

كل ما يهمها أن تعرفه عن المدرسة وزميلاتها وزملائها ، وعن حياته في القرية بعد أن رحلت عنها

ولكن الرسائل بين الصديقين ، ما لبثت أن تقلصت وتناقصت .. أصبحت تصل مرة كل شهر ،

ثم مرة كل شهرين ... وبدلا من الصفحات الطويلة التي كانت تمتلئ دائما بالحكايات والذكريات

أصبحت مجرد سطور قليلة تحمل التحيات والتمنيات ...

ثم انقطع الاتصال فجأة بين الصديقين ...

بعد مرور بضع سنوات على بقائهما بعيدا عن بعضهما

شيء واحد بقى عالقا في ذهن الصبي ... إنه صورة الصبية

التي أحبها في طفولته وقد بقيت تحتل مكانها في قلبه ، وفوق

مكتبه ، وهو يعد لدرجة الماجستير ، بعد أن أكمل دراسته الجامعية ،

ورحل هو للعيش في المدينة التي راح يكمل في جامعتها

دراساته العليا ... إنه لم ينسى أبدا الأيام الحلوة

التي قضاها معها في قريتهم الصغيرة...

وما أكثر المرات التي وقف فيها حائرا أمام صورتها يسأل

نفسه ، أين هي الآن ؟ ماذا صنعت الايام بها

ترى كيف تبدو بعد مرور هذه السنين ... هل ما زالت جميلة

كان يحدث الصورة .. ولكن بأسلوب جديد ... بأسلوب الرجل

الذي يبحث عن المرأة التي كان يتمنى

لو أنها ظلت قريبة منه ، لتشاركه حياته في الزواج !

ومضى يكمل رحلته مع العلم حتى حصل على الدكتوراه ، وأصبح أستاذا في الجامعة

وطبيبا ناجحا ، إلى أن ساق القدر في طريقه يوما فتاة رقيقة

تنتمي إلى أسرة رقيقة الحال

وقدمها إلى أمه ، وقالت الأم تزوجها يا بني فقد طالت رحلتك

وحدك في هذه الدنيا

وقد تقدم بي العمر ، ولا أريد أن أتركك في وحدتك ...

أريد أن أرى أطفالك قبل رحيلي!

تزوجا في حفل صغير /// وجاءت الزوجة لتعيش في بيت

الزوج مع أمه .

ومضت الحياة بهدوء ... كان الابن يصحو من نومه مبكرا

ويذهب إلى الجامعة ويلتقي بطلبته ،

فإذا حان موعد الغداء عاد إلى البيت ليتناول وجبه سريعة

يستريح بعدها قليلا ،

ثم يستعد للذهاب إلى عيادته في المساء ،

وهكذا لم يكن عمله يسمح له بقضاء وقت كاف يتعرف من

خلاله على زوجته التي كانت تمضي

معظم وقتها في الحديث مع الأم عن الزوج الغائب دائما

وكان الحديث بين المرأتين صريحا دائما مليئا بالقصص

والحكايات عن أيام الطفولة وحياة الريف

وصديقة العمر التي اختفت من دنياه الصغيرة منذ سنووات

بعيدة مضت ،

وأخيرا رغبة الأم في أن ترى لابنها ولدا يملأ البيت ويملأ

حياتهما التي امتلأت بالفراغ

منذ رحيل والده وهو بعد ما زال طفلا!

ولاحظت الأم أن زوجة ابنها تحاول دائما أن تغير مجرى

الحديث عندما يقترب من الحمل والأطفال

إلى أن جاء اليوم الذي جلست فيه الزوجة تعترف لأم زوجها :

" لقد عرضت نفسي على الأطباء وأكدوا

لي أن لا يوجد سبب عضوي واحد يحول دون إنجابي للأطفال

وإذاً لا بد أن يكون السبب عند الزوج "

وأجفلت الأم وأسرت إلى ابنها بالأمر...

لكنه لم يهتم به كثيرا ... إنه سعيد في زواجه وزوجته فتاة طيبة ... وهي تحبه ..!!


وتمضي الأيام ...

وتذهب الأم في رحلتها الطويلة البعيدة التي كانت تتمنى ألا

تجيء قبل أن ترى أحفادها

وتحاول الزوجة أن تبحث لنفسها عن شيء يشغلها في وحدتها ...

ولكن حياتها الجديدة بعد رحيل أم زوجها لم تدم طويلا ،،، لقد

أصيبت بمرض حار الأطباء في علاجه

ثم رحلت هي الأخرى وفي عينها دمعة تحمل معاني الإعتذار:

أرجو أن تغفر لي

لأنني فشلت في أن أعطيك ولدا!

ويعود الإبن إلى وحدته ... ولكنه يترك البيت ويترك المدينة

كلها ويبدأ حياة جديدة في مكان بعيد

عن الماضي وذكرياته التي ما زالت تعيش في رأسه وقلبه !

وهناك في قلب المدينة الكبيرة التي ازدحمت بالناس والحياة والأضواء ...

هال الرجل أن يجد نفسه يعيش الماضي بكل تفاصيله ودقائقه ...

هل يمكن أن يحدث هذا هل يمكن أن يجد المرء نفسه وحيدا

وهو يعيش في واحدة من أكثر

مدن العالم ازدحاما بالناس ...؟؟.!!!

وفي مساء أحد الأيام كان يشقّ طريقه وسط هذا الزحام ..

وفي طريقه إلى المطعم القريب لتناول العشاء...

وفجأة أحسّ بقدمه تصطدم بشيء على الأرض...

وانحنى يلتقطه ، وإذا به حقيبة اليد الصغيرة التي تحملها

السيدة التي كانت تتقدمه

وهم واقفون في الطابور الطويل بانتظار الموائد التي تخلو بعد

أن يفرغ أصحابها من تناول طعامهم ..

والتقط الحقيبة وقدمها إلى صاحبتها لكنه أحسّ


أن قدميه قد تسمرتا في الأرض...

وهي أيضا لم تمدّ يدها لتستعيد حقيبتها ... لقد بقيت واقفة في

مكانها تحدق في هذا الوجه

هل يمكن أن تكون هي ؟

وتذكر على الفور الخاتم الصغير الذي أهداه لها في عيد

ميلادهافنظر إلى أصابع يديها ...

وكانت المفاجأة ....

لقد وجده هناك في إصبع يدها الصغير .. لقد كان لقاء حارا ..

لقاء صامتا لم يقاطعه أحد

ولم ينتهي أبدا ...

والدمـوع ...

دموعهما فقد كانت التعبير الوحيد للفرحة التي ملأت قلبيهما ...

نفس القلبين اللذين افترقا في الربيع .. والتقيا قبل أن تسقط
أوراق الشجر في خريف الحياة

بسنواته القصيرة ...

قال لها لا تحدثيني عن الماضي قولي لي من أنتِ الآن ؟

قالت : أنا ... أنا لم أتغير صديقتك الصغيرة التي أمضت أجمل سني عمرها تبحث عنك ...

وقد بقيت بلا زواج !!!

قال : لقد تزوجت وماتت زوجتي ..

هل ..هل تقبلينني زوجا لك ؟؟

تزوجا وكان قد مضى على اليوم الذي افترقا فيه أكثر من خمسة وعشرين عاما !!

وبعد عام واحد كانا يحتفلان بمولد الطفل الذي أنجبته له زوجته قبل مجيء الخريف ....!!
م ن ق و ل
التوقــيـــــــــــــــــــــع


يا قارئ خطي لا تبكي على موتي ...
فاليوم أنا معك وغداً في التراب ...
فإن عشت فإني معك وإن مت فاللذكرى ..!
ويا ماراً على قبري لا تعجب من أمري ...
بالأمس كنت معك وغداً أنت معي ...
أمـــوت و يـبـقـى كـل مـا كـتـبـتـــه ذكــرى
فيـا ليت كـل من قـرأ خطـي دعا لي

وفاء امراة,,,,, Empty رد: وفاء امراة,,,,,

عبد المهيمن
عبد المهيمن
عضو فعال
عضو فعال
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 476 نقاط التميز : 562 تقييم العضو : 13 التسجيل : 25/12/2011 العمر : 45 الإقامة : في ارض الله
تمت المشاركة الجمعة مارس 01, 2013 4:31 pm
روعة ما تم نقله سيدتي المتألقة
ولكن نحتاااج الى وقت لقراءتها Smile والى ذلك الوقت لي عودة مرة ثانية
شكرا جزيلا لك مع تقييم


))اسير (((
التوقــيـــــــــــــــــــــع


وفاء امراة,,,,, Sharurah.uploader-3e5d5fe284



وفاء امراة,,,,, %D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%85%D8%AA

وفاء امراة,,,,, Empty رد: وفاء امراة,,,,,

دموع القلب
دموع القلب
عضو جديد
عضو جديد
الجنس : انثى عدد المساهمات : 80 نقاط التميز : 112 تقييم العضو : 7 التسجيل : 25/09/2012 العمر : 31
تمت المشاركة الجمعة مارس 01, 2013 4:32 pm
وينتهي العام الدراسي ، وتحدث المفاجأة ,..

لقد انتقل والد الصبية الصغيرة للعمل في إحدى المدن البعيدة ... وبدأت الأسرة تستعد للرحيل ...

ولأول مرة منذ أن تفتحت عينا الصبي على الحياة في القرية الصغيرة القابعة في بطن الجبل ،

أحس بأن شيئاً ثميناً قد ضاع منه ... إن صديقته التي أحبها وعرفها وملأت حياته

بهذه المعاني والصور الجميلة ، سوف تذهب ، وقد لايلتقي بها مرة أخرى

ترى كيف سيكون شكل الحياة بعد رحيلها مع والديها إلى هذا البلد البعيد ...

كيف سيمضي في هذه الرحلة الهادئة بعد أن تترك القرية والبيت الذي تعود أن يزورها فيه ...

والمدرسة التي أمضيا فيها هذه السنين معاً في فصل واحد ؟

هي أيضاً ... لـقد احتواها شعور بالألم والحزن ، وهي تجمع ملابسها وذكرياتها وتستعد للـرحيل ...

ولم تفلح كلمات الأم في أن تخفف عنها ألم فراق صديقها الصغير ،

الذي كان لها أخاً ورفيقاً في غدوها ورواحها ...

ولم ينجح الأب بدوره في أن يزيل عنها الهم الكبير الذي انتابها وهي تردد أمامه :

معنى هذا أنني لن أرى صديقي مرة أخرى بعد اليوم!

أبداً يا عزيزتي ، سوف نعود إلى القرية في عطلة الصيف ، وسنمضي في ربوعها أسابيع طويلة

تستطيعي خلالها أن تلتقي بصديقك ، وتتذكرا معاً أيام طفولتكما السعيدة

وجاءت لحظة الـوداع ...

وجاءت هي لتودعه في بيته ، وبكى الإثنان بكاء الأطفال ولكنهما تواعدا على تبادل الرسائل

وتبادل الزيارات كلما سنحت الفرصة !

ومرت الأعوام .. في البداية كانت تكتب له رسالة كل أسبوع ، وكان بدوره يبعث إليها برسالة يجمع فيها

كل ما يهمها أن تعرفه عن المدرسة وزميلاتها وزملائها ، وعن حياته في القرية بعد أن رحلت عنها

ولكن الرسائل بين الصديقين ، ما لبثت أن تقلصت وتناقصت .. أصبحت تصل مرة كل شهر ،

ثم مرة كل شهرين ... وبدلا من الصفحات الطويلة التي كانت تمتلئ دائما بالحكايات والذكريات

أصبحت مجرد سطور قليلة تحمل التحيات والتمنيات ...

ثم انقطع الاتصال فجأة بين الصديقين ...

بعد مرور بضع سنوات على بقائهما بعيدا عن بعضهما

شيء واحد بقى عالقا في ذهن الصبي ... إنه صورة الصبية

التي أحبها في طفولته وقد بقيت تحتل مكانها في قلبه ، وفوق

مكتبه ، وهو يعد لدرجة الماجستير ، بعد أن أكمل دراسته الجامعية ،

ورحل هو للعيش في المدينة التي راح يكمل في جامعتها

دراساته العليا ... إنه لم ينسى أبدا الأيام الحلوة

التي قضاها معها في قريتهم الصغيرة...

وما أكثر المرات التي وقف فيها حائرا أمام صورتها يسأل

نفسه ، أين هي الآن ؟ ماذا صنعت الايام بها

ترى كيف تبدو بعد مرور هذه السنين ... هل ما زالت جميلة

كان يحدث الصورة .. ولكن بأسلوب جديد ... بأسلوب الرجل

الذي يبحث عن المرأة التي كان يتمنى

لو أنها ظلت قريبة منه ، لتشاركه حياته في الزواج !

ومضى يكمل رحلته مع العلم حتى حصل على الدكتوراه ، وأصبح أستاذا في الجامعة

وطبيبا ناجحا ، إلى أن ساق القدر في طريقه يوما فتاة رقيقة

تنتمي إلى أسرة رقيقة الحال

وقدمها إلى أمه ، وقالت الأم تزوجها يا بني فقد طالت رحلتك

وحدك في هذه الدنيا

وقد تقدم بي العمر ، ولا أريد أن أتركك في وحدتك ...

أريد أن أرى أطفالك قبل رحيلي!

تزوجا في حفل صغير /// وجاءت الزوجة لتعيش في بيت

الزوج مع أمه .

ومضت الحياة بهدوء ... كان الابن يصحو من نومه مبكرا

ويذهب إلى الجامعة ويلتقي بطلبته ،

فإذا حان موعد الغداء عاد إلى البيت ليتناول وجبه سريعة

يستريح بعدها قليلا ،

ثم يستعد للذهاب إلى عيادته في المساء ،

وهكذا لم يكن عمله يسمح له بقضاء وقت كاف يتعرف من

خلاله على زوجته التي كانت تمضي

معظم وقتها في الحديث مع الأم عن الزوج الغائب دائما

وكان الحديث بين المرأتين صريحا دائما مليئا بالقصص

والحكايات عن أيام الطفولة وحياة الريف

وصديقة العمر التي اختفت من دنياه الصغيرة منذ سنووات

بعيدة مضت ،

وأخيرا رغبة الأم في أن ترى لابنها ولدا يملأ البيت ويملأ

حياتهما التي امتلأت بالفراغ

منذ رحيل والده وهو بعد ما زال طفلا!

ولاحظت الأم أن زوجة ابنها تحاول دائما أن تغير مجرى

الحديث عندما يقترب من الحمل والأطفال

إلى أن جاء اليوم الذي جلست فيه الزوجة تعترف لأم زوجها :

" لقد عرضت نفسي على الأطباء وأكدوا

لي أن لا يوجد سبب عضوي واحد يحول دون إنجابي للأطفال

وإذاً لا بد أن يكون السبب عند الزوج "

وأجفلت الأم وأسرت إلى ابنها بالأمر...

لكنه لم يهتم به كثيرا ... إنه سعيد في زواجه وزوجته فتاة طيبة ... وهي تحبه ..!!


وتمضي الأيام ...

وتذهب الأم في رحلتها الطويلة البعيدة التي كانت تتمنى ألا

تجيء قبل أن ترى أحفادها

وتحاول الزوجة أن تبحث لنفسها عن شيء يشغلها في وحدتها ...

ولكن حياتها الجديدة بعد رحيل أم زوجها لم تدم طويلا ،،، لقد

أصيبت بمرض حار الأطباء في علاجه

ثم رحلت هي الأخرى وفي عينها دمعة تحمل معاني الإعتذار:

أرجو أن تغفر لي

لأنني فشلت في أن أعطيك ولدا!

ويعود الإبن إلى وحدته ... ولكنه يترك البيت ويترك المدينة

كلها ويبدأ حياة جديدة في مكان بعيد

عن الماضي وذكرياته التي ما زالت تعيش في رأسه وقلبه !

وهناك في قلب المدينة الكبيرة التي ازدحمت بالناس والحياة والأضواء ...

هال الرجل أن يجد نفسه يعيش الماضي بكل تفاصيله ودقائقه ...

هل يمكن أن يحدث هذا هل يمكن أن يجد المرء نفسه وحيدا

وهو يعيش في واحدة من أكثر

مدن العالم ازدحاما بالناس ...؟؟.!!!

وفي مساء أحد الأيام كان يشقّ طريقه وسط هذا الزحام ..

وفي طريقه إلى المطعم القريب لتناول العشاء...

وفجأة أحسّ بقدمه تصطدم بشيء على الأرض...

وانحنى يلتقطه ، وإذا به حقيبة اليد الصغيرة التي تحملها

السيدة التي كانت تتقدمه

وهم واقفون في الطابور الطويل بانتظار الموائد التي تخلو بعد

أن يفرغ أصحابها من تناول طعامهم ..

والتقط الحقيبة وقدمها إلى صاحبتها لكنه أحسّ


أن قدميه قد تسمرتا في الأرض...

وهي أيضا لم تمدّ يدها لتستعيد حقيبتها ... لقد بقيت واقفة في

مكانها تحدق في هذا الوجه

هل يمكن أن تكون هي ؟

وتذكر على الفور الخاتم الصغير الذي أهداه لها في عيد

ميلادهافنظر إلى أصابع يديها ...

وكانت المفاجأة ....

لقد وجده هناك في إصبع يدها الصغير .. لقد كان لقاء حارا ..

لقاء صامتا لم يقاطعه أحد

ولم ينتهي أبدا ...

والدمـوع ...

دموعهما فقد كانت التعبير الوحيد للفرحة التي ملأت قلبيهما ...

نفس القلبين اللذين افترقا في الربيع .. والتقيا قبل أن تسقط
أوراق الشجر في خريف الحياة

بسنواته القصيرة ...

قال لها لا تحدثيني عن الماضي قولي لي من أنتِ الآن ؟

قالت : أنا ... أنا لم أتغير صديقتك الصغيرة التي أمضت أجمل سني عمرها تبحث عنك ...

وقد بقيت بلا زواج !!!

قال : لقد تزوجت وماتت زوجتي ..

هل ..هل تقبلينني زوجا لك ؟؟

تزوجا وكان قد مضى على اليوم الذي افترقا فيه أكثر من خمسة وعشرين عاما !!

وبعد عام واحد كانا يحتفلان بمولد الطفل الذي أنجبته له زوجته قبل مجيء الخريف ....
منقول

التوقــيـــــــــــــــــــــع


يا قارئ خطي لا تبكي على موتي ...
فاليوم أنا معك وغداً في التراب ...
فإن عشت فإني معك وإن مت فاللذكرى ..!
ويا ماراً على قبري لا تعجب من أمري ...
بالأمس كنت معك وغداً أنت معي ...
أمـــوت و يـبـقـى كـل مـا كـتـبـتـــه ذكــرى
فيـا ليت كـل من قـرأ خطـي دعا لي

وفاء امراة,,,,, Empty رد: وفاء امراة,,,,,

barca
barca
عضو محترف
عضو محترف
رقم العضوية : 2
الجنس : ذكر عدد المساهمات : 30651 نقاط التميز : 40610 تقييم العضو : 915 التسجيل : 05/08/2009 الإقامة : guelma
http://www.guelma24.net
تمت المشاركة السبت مارس 02, 2013 12:37 pm
جميلة هاته الرواية اختي دموع القلب
سلمت يداك على الطرح المميز
تقبلي مروري
التوقــيـــــــــــــــــــــع



فداك أبـــــــــ يا رسول الله ــــــي وأمي
وفاء امراة,,,,, Oussam10
وفاء امراة,,,,, 662263250
معلوماتـــ مهمة:

تنبيــه!! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وفاء امراة,,,,, 34380_1232858421

وفاء امراة,,,,, Empty رد: وفاء امراة,,,,,

اسيرة الحب
اسيرة الحب
عضو مشارك
عضو مشارك
الجنس : انثى عدد المساهمات : 205 نقاط التميز : 203 تقييم العضو : 5 التسجيل : 03/01/2013 العمر : 27
تمت المشاركة السبت مارس 02, 2013 1:00 pm
mrc pour cet histoire

وفاء امراة,,,,, Empty رد: وفاء امراة,,,,,

mirou camilla
mirou camilla
عضو متقدم
عضو متقدم
رقم العضوية : 13578
الجنس : انثى عدد المساهمات : 3042 نقاط التميز : 3487 تقييم العضو : 18 التسجيل : 13/10/2012 العمر : 30 الإقامة : في قلب من احب
تمت المشاركة السبت مارس 02, 2013 2:47 pm
دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ

يُسع ـدني أإلـرٍد على مـوٍأإضيعكًـم

وٍأإألتلـذذ بِمـآ قرٍأإتْ وٍشآهـدتْ

تـقبلـوٍ خ ـآلص احترامي

لآرٍوٍآح ـكُم أإلجمـيله
التوقــيـــــــــــــــــــــع


وفاء امراة,,,,, Tumblr_lsz6ce21F01qjecgxo1_500

سّألتُ رفيق لي :
حين تهبّ ريآح آلغياب
مآذآ يجب علينآ أنَ نفعل !؟

قآل لي :
احتس كَوبّآ منَ اللامُبآلآة..
و آغلق جميع الأبواب , وردد يَا ربّ
آنتَ معيْ فمآ حآجةَ لي بخلق


لآ اتصنع الرآحه حين أقول أنني بخير ,,

لكنني أكره ان اعكر صفو مزآجهم

بأسبآب ,, عدم راحتي المعتآدة
وفاء امراة,,,,, Top4top_8a689e46a71 .
استعرض الموضوع التاليالرجوع الى أعلى الصفحةاستعرض الموضوع السابق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى