الرئيسية
المنشورات
أحدث الصور
التسجيل
دخول
المحور الثاني: في المشكلة والإشكالية:
(متى يثير السؤال الدهشة والإحراج؟)
مقدمة وطرح المشكلة:
تتصور أنك تقرأ درس الفلسفة من الكتاب المدرسي لكن قد تقرأ الكلمات دون فهم معناها فيتبادر إلى نفسك وذهنك السؤال التالي: هل عدم فهمي يرجع إلى قلة تركيزي أم يرجع إلى صعوبة الدرس؟ وهذه السؤال هو الدافع إلى البحث عن حل للمشكلة التي تواجهك،.
فالسؤال له دور أساسي في عملية التعلم والتعليم لانه همزة وصل بين المتعلم وموضوع التعلم هو الحافز الذي يثير الرغبة والحماسة في نفس المتعلم لذلك لابد ان ترسخ قيمة السؤال في عملية التعلم بوجه خاص وفي ممارسة التفلسف بوجع عام، فالانسان العامي يسأل ورجل العلم يسأل والفيلسوف يسأل ويتساؤل عن القضايا التي تثير دهشة ويعمل على تحليلها.
لذلك نتساؤل مامعنى السؤال؟ وماهي إمتداداته ومتى يثير الدهشة والاحراج؟ وماعلاقة السؤال بالمشكلة الفلسفية؟؟ وماعلاقة المشكلة بالإشكالية؟؟ وماعلاقة السؤال بالدهشة والإحراج؟؟
1 _ هل كل سؤال هو مشكلة؟؟
1/معنى السؤال : لغة: هو الطلب والمطلب أو كل مايحتاج او يتطلب جوابا
اصطلاحا: له عدة معاني حسب المجال الذي يستخدم فيه
مثلا: السؤال في:
* علم البيولوجيا (موضوع)
* في الفلسفة (مشكلة او اشكالية)
*في السياسية (قضية)
*في الفقه( قضية صعبة تحتاج الى فقه)
2/معنى المشكلة: le probléme
لغة: هو الأمر الملتبس وهي بصيغة المؤنث والمذكر وهو مشكل وجمعها مشكلات وليست مشاكل.
إصطلاحا: هي المعضلة النظرية او العملية التي لا تصل فيها الى حل يقيني مع ملاحظة ان المعضلة اصعب من المشكلة
3/ ماعلاقة السؤال بالمشكلة؟
* ليس كل سؤال مشكلة بالضرورة ( الاسئلة المبتدلة)
* المشكلة جديرة بأن تكون سؤالا الا اذا تحققت فيها شروط وهي:
- اذا كانت قضية مستعصية عن الحل ( قضية او معضلة)
- اذا طرحت بطريقة استفهامية
*وقد تكون مشكلة رغم غياب الصيغة الاستفهامية . مثل: السؤال العلمي والسؤال الفلسفي ... حلل وناقش
*وليست كل مشكلة هي مشكلة فلسفية بالضرورة . مثل: المشكلة العلمية، مشكلة ازدحام المرور، مشكلة التسرب المدرسي.
* وهناك فرق بين المشكلة العلمية ( المادية) التي تهتم بالإسباب القريبة والمشكلة الفلسفية ( الميتافيزيقة) التي تهتم بالأسباب البعيدة والذي يجمعهما هو التفكير الجاد حيث قال الفيلسوف الأمريكي ( جون ديوي) (USA)
(إن التفكير لا ينشأ إلا اذا وجدت مشكلة ، وإن الحاجة إلى حل هذه المشكلة هي العامل المرشط دائما في عملية التفكير.)
2_ وهل الإشكالية ترادف المشكلة؟:
أولا:الإشكالية La problématique
لغة:مصدرها أشكل فهو إشكال وهي على وزن إفعالية فنقول : إشكال (إفعال) ، إشكالي ( إفعالي) ، إشكالية(إفعالية).
كما نقول إقطاع ، إقطاعي ، إقطاعية.
وأشكل اللون بمعنة اختلطـ ، فالاشكالية تدل على الامتزاج وهي اكثر صعوبة من المشكلة.
إصطلاحا: هي المسألة التي تثير نتائجها الشك، وهي القضية التي لايمكن الاقرار فيها بالاثبات او النفي.
ثانيا: الاشكالية لا ترادف المشكلة:
لان الاشكالية أوسع من المشكلة وبالتالي فالمشكلة هي جزء من الاشكالية على اعتبار ان المشكلة مغلقة نصل فيها الى جواب ، لكن الاشكالية مفتوحة ( لاجواب لها) لذلك قيل ( لكل مشكلة حل)
2_ متى يثير فينا السؤال الفلسفي الدهشة والاحراج:
السؤال الفلسفي 3 أنواع:
* سؤال يطرح مشكلة.مثل: هل يصح القول بأن لكل سؤال جواب؟
* سؤال يطرح إشكالية. مثل: هل نتحدث عن مشكلة ام عن اشكالية؟
* سؤال يطرح مشكلة واشكالية .مثل: هل هناك مايدعو الى الحديث عن الثوابت المطلقة في عصر المتغيرات؟.
تعريف الدهشة: هي الحيرة والاستغراب.
اصطلاحا: شعور المرء بجهل الصواب في قضية ما، فلايدري أين المخرج وهي نوعان:
*دهشة عادية: من الامر الغير مألوف (تشل الفهم).
* دهشة فلسفية: من الامر المألوف وهي تحفز الفهم وتنشطه وتجعله يسأل ، مثال: لماذا كنت طويل القامة؟؟ او كنت صغير القامة،،؟ ولماذا ولدت في هذا البلد ولم ألد في غيره؟
وهي دهشة تولد الفضول لذلك قال الألماني ( كارل يسبرس) ( يدفعني الاندهاش الى المعرفة ، فيٌشعرني بجهلي). وللندهاش حافزين
- الوعي بجهلي: حيث يدفعني الى التفكير والتامل للتحرر من الجهل ، لذل قال اليوناني ( سقراط) :'الفرق بيني وبين عامة الناس أنهم لايعرفون ولايعرفون بأنهم لايعرفون ، أما أنا فلا اعرف واعرف بأني لا أعرف'
بمعنى ان سقراط الفيلسوف يعي بأنه جاهل بخلاف عامة الناس الذين يجهولن ولا يعرفون ذالك.
- ادراك صعوبة السؤال: يدعو إلى الكشف عن وسيلة الحل ومصدر الانفراج.
الإحراج لغة: هو الضيق والاغلاق والحرج هو الأمر الذي لا منفذ منه.
الشخص المحرج هو الذي يعاني من مشقة زائدة عن اللزوم وهو نوعان:
احراج حقيقي/ هو الذي يكون من أسئلة فلسفية ويدعو الى التفكير والتأمل.
احراج غير حقيقي/ هو الذي يكون من اسئلة بسيطة ( مبتذلة) وهو يشل الفكر.
علاقة الدهشة بالاحراج:
هي علاقة اتصال في السؤال الفلسفي حيث يكون يتصف بالصفات التالية:
* يتضمن قضية فكرية عالمية انسانية.
* يتضمن مفارقات ( تناقضات)
* يثير الانسان من كيانه الداخلي، إذ يتضمن احراجا حقيقيا وبناء فكري شمولي تتسق فيه المتناقضات ، فالاثارة في السؤال الفلسفي متوقفة على بنية السؤال واستعداد المتعلم للتعامل مع السؤال فلا يمكن للسؤال الفلسفي ان يثير الدهشة والاحراج الا عند ادراك طبيعة العلاقة بين متنافرين او متفارقين او متناقضين ، لانه لا يمكن أن نطرح اسئلة فلسفية دون الاهتمام بالتفكير المنطقي ومعرفة صور التقابل بين المفاهيم.
- صور التقابل بين المفاهيم ( المتناقضات والمفارقات)
1/ ادراك علاقة التناقض:
وهو اثابت صفة عن شيئ ونفيها عنه في نفس الوقت، مثال: التلميذ حاضر وغائب،، ابيض ولا أبيض.
والمتناقضان لا يصدقان معا ولا يكذبان معا، مثال: الحركة # اللاحركة، فكل المشكلات الفلسفية هي متناقضات، اما المتناقضات ليست بالضرورة مشكلات فلسفية.
2/ ادراك علاقة التضاد:
لغة: هو التخالف او النظير
اصطلاحا: هو كل مناف وجوديا او عدميا بينهما وسط طويل جدا من الاحتمالات.مثال: أبيض# أسود،، ويوجد احتمالات اخرى قد يكون احمر او اصفر او اخضر .. الى غير ذلك، وهما لا يجتمعان وقد يختلفان.
3/ ادراك علاقة التعاكس:
العكس هو قلب الشيئ وجعل باطنه ظاهره وأعلاه أسفله ، فالمعاكسة هي المخالفة وتبديل حدي القضية فيصبح الموصوف صفة والصفة موصوف: مثال: كل جزائري إفريقي عكسها بعض الافارقة جزائريون
4/ ادراك علاقة التنافر:
وهو الصورة الشاملة لكل هذه العلاقات. يعني التعاكس تنافر والتناقض تنافر والتضاد تنافر
إستنتاج ( حل المشكلة)
إن السؤال الفلسفي المقلق هو الذي يضعنا بين اجابتين صحيحتين على الرغم من تنافرهما ولايمكن فهم السؤال الفلسفي الا بتحليله لغة وتحديد عناصر ،، والعلاقات بين هذه العناصر كان نستخدم ( لأن ، أو ، بينما،، إنما ، بالتالي).
