نجوم الفراعنة تائهون بين سهرات الديسكو والبرامج التلفزيونية و صفقات الاشهار
.
عمرو زكي مهاجم لا يسجل وشوقي محترف في عطلة
تراجع
مستوى المنتخب المصري بشكل رهيب منذ تتويجه في كأس الأمم الإفريقية
الأخيرة بغانا، وصولا إلى مباراته المرتقبة يوم 14 نوفمبر المقبل، حتى إنه
لم يعد يقوى على الفوز أمام منتخبات متواضعة إلا بشق الأنفس، وخسر
بالثلاثة مع المنتخب الجزائري الذي لم يشارك في الطبعتين الأخيرتين لكأس
إفريقيا.
ويصف الكثير من النقاد المصريين أن الأيام الأخيرة توحي
بأنها نهاية جيل رسم البسمة على المصريين، وأن المنتخب الجزائري سيدق
المسمار الأخير في نعش الفراعنة، الذين سيطرت على معسكراتهم التحضيرية
الرتابة، بالإضافة إلى انزلاق الإعلام المصري في نشر الكثير من
الفضائح،وعدم وقوفه إلى جانب منتخب بلاده.
وسيطرت حالة من الوهن على
المنتخب المصري حتى أنه بات يخشى من الغياب عن الكأس الإفريقية بسبب تردي
نتائجه قبل أن يعود للمنافسة بشكل مفاجئ بعد انتصاره على رواندا ذهابا
وإيابا بالنتيجة على حساب الأداء.
ولم يعد المنتخب المصري، ذلك المنتخب
الذي يعشقه الكثير من العرب، والذي وقف إلى جانبه كل الجزائريين وهللوا
بتتويجه في غانا بسبب سيطرة بعض المشاكل، خاصة منها الأخلاقية والتي أكد
عليها رئيس الاتحاد المصري نفسه.
ورغم ذلك فإن الجماهير الجزائرية
لازالت تكن كل الود والاحترام للثلاثي أبوتريكة وأحمد حسن، وحسني عبد ربه
وهي العناصر التي تصدت للرعونة التي ميزت بعض لاعبي أبطال إفريقيا.
سهرات"الديسكو"أحرجت الفراعنة أمام زامبيا
وكان
المنتخب المصري عرضة للكثير من الفضائح التي مست سمعة نجومه، بعد أن أثبت
من خلال تحقيق قامت به الاتحادية المصرية أن نجوم الفريق والمحترفين من
اللاعبين وراء النكسة التي تعرض لها منتخب الفراعنة أمام زامبيا.
أدانت
التحقيقات التي أجراها المسؤولون بالاتحادية المصرية بعض اللاعبين
المحترفين، وفي مقدمتهم محمد شوقي "ميدلسبره" الإنجليزي، ومحمد زيدان
"بورسيا دورتموند الألماني"، و"ميدو" وعمرو زكي، بعدما تأكد حسن شحاتة أن
هؤلاء اللاعبين كانوا وراء حالة التسيب والرعونة والخلافات التي سيطرت على
أجواء الفريق أثناء معسكره قبل مواجهة زامبيا، في أول لقاءات التصفيات
النهائية المؤهلة لكأس العالم، والتي فشل الفريق في تحقيق الفوز فيها.
وكان
سمير زاهر قد علق على ذلك لوسائل الإعلام المصرية بأن التحقيقات التي تمت
مع بعض لاعبي المنتخب، المعلومات الخاصة التي حصل عليها من داخل معسكر
المنتخب فإن بعض اللاعبين المحترفين، لم يقدروا المسؤولية الملقاة على
عاتقهم، وأشاعوا مناخا من الأزمات الشخصية والخلافات الذاتية بين بقية
اللاعبين، مما كان له تأثير سلبي على الفريق وأفقدت الجهاز الفني وبقية
اللاعبين التركيز المطلوب.
وأوضح زاهر أنه تأكد أيضا أن بعض اللاعبين
المحترفين سهروا حتى الصباح في صالات الديسكو بعد المباراة ليحتفلوا
بالعرض السيء والنتيجة المتواضعة التي حققها الفريق أمام زامبيا، بما يؤكد
عدم إحساسهم بمشاعر جماهير الكرة المصرية الغاضبة بسبب الفشل الذي لحق
بالفريق في أولى مبارياته.
المجاملات.. والإذعان لرجال المال والأعمال
المستوى
المتواضع المتردي والأداء الباهت لنجوم الكرة المصرية لم يأت من فراغ بل
كان نتيجة طبيعية للمجاملات التي شهدتها المرحلة الأخيرة منذ معسكرات
المنتخب المصري، فالبداية كانت بالمكان الذي اختاره قبيل لقاء زامبيا إذ
أصر حسن شحاتة ومعاونوه على السفر إلى الإسكندرية للإقامة هناك في أحد
الفنادق الكبرى الذي يمتلكه هشام طلعت مصطفى رجل الأعمال المتهم في قضية
قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم.
الفندق الذي نزل به منتخب مصر كان
مفتوحاً يصلح للتنزه أكثر من الاستعداد لهذه المباراة المهمة، خاصة أنه
يضم مركزا تجاريا وترفيهيا كبيرا، وعددا من المطاعم المفتوحة، كانت كافية
لإفساد تركيز اللاعبين.
كما اختار عمان لإقامة معسكر قبيل مواجهة
»الخضر«، وهو ما يعتبره المصريون ترضية لأحد رجال الأعمال المصريين المقيم
بعمان، طالما أن التربص كان هدية مجانية، وبالتالي تم تفضيل العائد المالي
على حساب المصلحة الوطنية.
ويبدو أن المنتخب المصري يحاول أن يصحح
أخطاءه الماضية من خلال برمجة معسكر في مدينة أسوان بعيدا عن الضغط، على
الرغم من هذه المنطقة التي تعرف طقسا حارا يختلف تماما عن ذلك في القاهرة،
وأن هذا الاختيار تم اللجوء إليه من منطلق الهروب من ضغط الإعلام
والجماهير، لكنه حتما سيكون له المفعول السلبي على أشبال شحاتة في مواجهة
"الطموح الكبير" لزملاء مطمور.
نجوم، إعلانات، وحوارات صحفية بالمقابل
الأمر
الآخر الذي جعل المنتخب المصري أقرب من الخروج من تصفيات المونديال بخفي
حنين، هو تحوّل لاعبيه وطاقمه الفني إلى نجوم إعلام وإعلانات، على حساب
تحضيراتهم مع المنتخب.
وأضحى يتلاحق كل من شحاتة ومساعدوه على القنوات
التلفزيونية في إدلاء تصريحات، وتحين الفرصة جيدا من خلال سلم مكافآت وفق
الأهواء، فحوار حصري مع أي قناة يعني مكاسب مالية بغض النظر عن الحق في
تقديم معلومة للمشاهد المصري والعربي.
فتحوّل حسن شحاتة بين عشية
وضحاها إلى نجم إعلانات، ومن حق شحاتة أن يظهر كبطل إعلانات كما يحلو له،
فكل هذه الإعلانات عبارة عن باب رزق فتحه الله للكابتن حسن شحاتة بعد أن
أصبح لا حديث للقارة الإفريقية إلا عنه، نعم من حقه أن يفعل هذا.
ولكن
هذا"النيولوك"الذي ظهر عليه الكابتن حسن شحاتة، ولاعبو فريقه، كنجوم
إعلانات، أضر المنتخب المصري من حيث لا يدري، فالمكاسب المالية سيطرت عن
المكاسب الرياضية.
فالقائد أحمد حسن هو صاحب شركة سياحة وتأجير سيارات،
وكان في البداية بمشاركة وكيل أعماله خالد ذكرى، ولكن افترقا وقام أحمد
حسن بإنشاء شركة خاصة به في الفترة الماضية، اعتمادا على ما حصل عليه من
خبرة. ولم تتوقف مشروعات أبرز لاعب في مصر عند هذا الأمر، ولكنه امتلك
أيضا شركة سمسرة بيع أراضٍ، أما عصام الحضري حارس مرمى منتخب مصر يمتلك
مصنع للتأثيث بمحافظته بدمياط.
عمرو زكي..المهاجم الذي لا يسجل
ورغم
حالة المواساة التي يطلقها الإعلام المصري للاعبيه، وتمنيات الشارع المصري
فإن سوء حالة معظم العناصر الأساسية من لاعبي المنتخب المصري، لا يمكن
إخفاءها وقد يصطدم بمفاجأة الخسارة العريضة أمام الخضر والذي سيسعى إلى
تسجل ثلاثة أهداف كاملة في شباك أقوى دفاع في المجموعة.
وأفضل مثال هو
عمرو زكي الذي يفترض أنه المهاجم الصريح الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه
في التسجيل فإذا به يخيب آمال الجميع بكثرة اعتراضاته وخروجه عن التركيز
وابتعاده طوال فترات المباراة.
بل وإن هذا المهاجم الذي فشل في تجربته
الاحترافية بانجلترا رغم الانطلاقة الواعدة، فإنه لم يسجل منذ زمن بعيد،
وطرد بالبطاقة الحمراء في المباراة الأخيرة لفريقه، فبغض النظر عن الجانب
الانضباطي للاعبن فإنه فنيا يبدو أنه انهار بشكل لافت، ولم يعد يقدم
الإضافة إطلاقا، حتى أن هناك من يتهم شحاتة باستدعائه للاعبه من باب
المجاملات.
فشل اللاعب المصري في الاحتراف الخارجي
ربما تكون هذه هي
المرة الأولى التي تشهد فيها الكرة المصرية هذا التراجع الرهيب لمحترفيها
بالخارج، فقد عاد للدوري المصري خلال الموسم الكروي الحالي 2010/2009 ستة
محترفين كانت الجماهير المصرية تعوّل عليهم كثيراً في رفع شأن الكرة
العربية داخل القارة البيضاء؛ حيث بداية الموسم ما يشبه "غزو المحترفين"،
حيث عاد كل من عمرو زكي من ويغان الإنجليزي، وأحمد حسام ميدو من
"ميدلزبره" الإنجليزي، وعصام الحضري من سيون السويسري، وشريف إكرامي حارس
المرمى من فينورد الهولندي، وأحمد أبو مسلم من أجاكوا الفرنسي، وعماد متعب
من اتحاد جدة السعودي.
عودة 6 محترفين بالخارج أثارت ردود أفعال قوية
في الشارع الكروي، خصوصاً أن هذه العودة جاءت في وقت كان يظن فيه الكثيرون
أن القارة الأوروبية ستشهد احتراف العشرات من اللاعبين المصريين عقب فوز
مصر بأمم إفريقيا مرتين متتاليتين عامي 2006 و2008 بجانب تألق الفراعنة
اللافت للنظر في بطولة العالم للقارات الأخيرة التي أقيمت في جنوب إفريقيا.
وباستثناء
أحمد حسن الذي صنع الاستثناء في تركيا وبلجيكا قبل أن يعود إلى الأهلي،
فإن جل اللاعبين المصريين فشلوا بما فيهم ميدو الذي وصل التمني بالعرب لأن
يكون خليفة رابح ماجر في الملاعب الأوروبية، لكن المصيبة هي أن الفرق شاسع
بين الرجلين وبين الثرى والتريا.
وفشل عمرو زكي رغم البداية القوية مع
ويغان، وشوقي مع ميدلسبره الذي لا يشارك معه إطلاقا، والحضري الذي جاء
احترافه متأخرا على الرغم من إمكانياته الكبيرة.
ويبدو أن اللاعب
المصري لا يملك مقومات الاحتراف مثل التضحية، والابتعاد عن السهر، وكذلك
عدم قدرته على التأقلم والخروج من المحيط المصري، وعدم إجادته للغة وهي
كلها مطبات جعلت المنتخب المصري رهين لاعبيه المحليين من الزمالك والأهلي.
ويبقى المثال الوحيد الناجح لاحتراف اللاعب المصري هو المدافع هاني رمزي الذي تألق بشكل لافت في الملاعب الألمانية مطلع التسعينيات.
محمد شوقي..احتراف بـ "السمنة"
ويتهم
حسن شحاتة مجاملته لمحمد شوقي وهو لاعب بديل في ناديه الإنجليزي، ولا
يشارك بشكل أساسي منذ فترة؟ وازداد وزنه بشكل لافت حيث يعاني من السمنة
بسبب مشاركاته القليلة مع ناديه.
ويلعب شوقي كأساسي مع المنتخب المصري،
وقد كان نقطة الضعف في المنتخب المصري أثناء هزيمته بالثلاثة في لقاء
الذهاب أمام الخضر، والواضح أن المنتخب الجزائري سيستغل ذلك جيدا، خاصة
وأن شوقي بدأ يفكر بجد في العودة إلى مصر بعد فشله في الاحتراف.
ولطالما
تحدثت وسائل الإعلام المصرية بالسلب عن هذا اللاعب من خلال تركيزه على
الظهور بأناقة في لباسه وتفضيله الظهور بأرقى اللباس وفي أحسن مظهر على
حساب تركيزه على اللعب، حتى أنها تطيرت منه بسبب إطلاقه للحية في وقت سابق.
الغالي في مصر.. رخيص في السعودية
وبينما
كان التفاؤل شديدا بالنسبة للمنتخب المصري بالعودة القوية للمحترف حسام
غالي مع فريقه النصر السعودي، انقلبت الأمور رأسا على عقب، علما أن حسام
غالي دخل في مشادة مع زميله المهاجم سعد الحارثي الأحد الماضي، مما جعل
مدرب الفريق يخرجهما من المران.
وحسب تقارير إعلامية سعودية فإن الخلاف نشب بين غالي والحارثي أثناء المران دون أن تذكر تفاصيل الواقعة.
ويبدو
أن حتى الأمل في البحث عن عناصر بديلة في المنتخب المصري تفاديا للطوارئ
بات أمرا عسيرا، فعماد متعب عاد للتو من الإصابة رغم أنه يوصف بمدلل
شحاتة، وهناك واقعة شكلت أزمة كبيرة في المنتخب المصري حينما همس ميديو في
أذنيه قبيل مواجهة زامبيا وأبلغه فيها بذلك.
ويبقى مصير المنتخب المصري
معلقا بالمشاكل العاطفية لزيدان، فإذا وجد الأحضان من نواعم أوروبا فإنه
حتما سيقدم الآداء الجيد، لكن إذا تذكر النانة مي عز الدين والتي ستكون في
مدرجات 14 نوفمبر فإن الوضع سيصبح معقدا للغاية.
وكانت صحيفية "بيلد"
الألمانية قد نقلت في وقت سابق قول أحد مسيري فريق ماينز قالت فيه إن
اللاعب حساس جدا، ولا يختلف إحساسه المرهف عن الأطفال الصغار بعد أن أجهش
بالبكاء، حينما فشل في الصعود إلى القسم الأول مع هذا النادي.
المنتخب شاخ ولا بد من تجديد الدماء
هذه
المقولة لم تكن من نسيج إعلامي جزائري، وإنما هي عصارة استنتاجات النقاد
والخبراء المصريين عقب الخسارة الكبيرة لمنتخبهم أمام الخضر، أين أكدوا
بأن"العواجيز" سيطروا على تعداد بطل إفريقيا.
اتفق خبراء ومدربو كرة
القدم في مصر على أن المنتخب المصري استحق الهزيمة أمام نظيره الجزائري في
الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم. كما حدد الخبراء
الأسباب التي أدت إلى الهزيمة الثقيلة وغير المتوقعة لبطل إفريقيا وفقده
أغلى ثلاث نقاط في مشواره نحو المونديال.
واتفق كل من حسن الشاذلي وعلي
أبوجريشة وعلاء صادق وعلاء نبيل وجعفر فاروق أن لاعبي مصر وصلوا إلى حد
التشبع وانهارت لياقتهم البدنية وبالتالي لابد من ضخ دماء جديدة في
المنتخب إذا أراد البقاء في دائرة المنافسة قاريا.
وأمام هذه المعضلات
لا يستبعد أن ينهزم المنتخب المصري على أرضه أمام نظيره الجزائري، ولا
يبدو ذلك مستبعدا أو غريبا، لكن وقع الصدمة سيكون كبيرا بعد أن نفخ
الإعلام المصري وبالضبط فضائياته التي يشرف عليها دخلاء المهنة
والطفيليين، وصنع من أبوتريكة وزملائه الفريق الذي لا يقهر، وبالتالي فإنه
لابد من تهيئة الجماهير المصرية على القبول بالهزيمة مثلما هم يتفاءلون
بشكل مفرط بالفوز على الجزائر بأكثر من هدفين والوصول إلى المونديال بأية
طريقة