تشكِّل الجولة
الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا يوم الأربعاء، فرصة أخيرة
لفرق بارزة للعودة إلى المنافسة بعد أن كان حصادها ضعيفاً في الجولتين
الأوليين، كما تشهد قمماً ساخنة أبرزها في المجموعة الرابعة بين بطلي
الدوري الإسباني ريال مدريد والألماني بوروسيا دورتموند على أرض الأخير.
جولة مفصليّة في المجموعة الرابعة
"سيغنال أيدونا بارك" متصدِّر المجموعة ريال مدريد، آملاً في تعويض خيبته
المحلّية بخطف الصدارة الأوروبية، وذلك بعد أن سقط أمام جاره اللدود شالكه
في المرحلة الثامنة من "بوندسليغا" (1-2) يوم السبت الماضي على نفس الملعب،
ويملك دورتموند 4 نقاط من فوزه على أياكس أمستردام الهولندي (1-0)
والتعادل مع مانشستر سيتي الإنكليزي (1-1)، فيما حصد ريال النقاط كاملة
بفوزه على سيتي (3-2) ثم أياكس (4-1).
ولا يقف التاريخ إلى جانب ريال مدريد لأنه
خاض 23 مباراة ضدّ الفرق الألمانية خارج ملعبه، فنجح في الفوز مرة واحدة
فقط مقابل 16 هزيمة، وسبق للفريقين أن تقابلا في المسابقة أربع مرّات،
فتعادلا (0-0) في دورتموند وفاز ريال في مدريد (2-1) في نصف نهائي موسم
1997-1998، وفي دور المجموعات (الثاني) موسم 2002-2003 فاز ريال في مدريد
(2-1) وتعادلا في دورتموند (1-1).
ومن المتوقَّع أن يعود إلى صفوف الفريق
الملكي لاعب الوسط المدافع الألماني سامي خضيرة بعد غيابه عن مباراة سلتا
فيغو في الدوري الإسباني (2-0)، ولقاء منتخب بلاده ضد السويد (4-4).
ولا يقدِّم دورتموند عروضه المعتادة
محلياً والتي أهّلته لاحتكار لقب الدوري في الموسمين الماضيين، إذ يتأخَّر
حالياً بفارق 12 نقطة عن بايرن ميونيخ المتصدِّر.
لكن مدرِّب ريال مدريد البرتغالي جوزيه
مورينيو تحدَّث عن صعوبة المباراة بالقول: "لست واثقاً أن مانشستر سيتي هو
أقوى منافسٍ لنا، بوروسيا دورتموند بطل ألمانيا وهو فريق منظَّم ويمتلك
لاعبين دوليين على مستوى عالٍ في منتخب ألمانيا وأفضل لاعبَيْن في بولندا،
كما أن ملعبه وأنصاره مدهشان".
وعلى ملعب "أمستردام أرينا" يلعب مانشستر
سيتي ورقته الأخيرة عندما يحلّ ضيفاً على أياكس أمستردام، ويدرك بطل الدوري
الإنكليزي أن لا مجال أمامه سوى تحقيق الفوز بعد أن جمع نقطة واحدة فقط من
تعادله بشقِّ الأنفس على ملعبه مع دورتموند في الجولة الثانية، ولا يختلف
الحال كثيراً بالنسبة لبطل الدوري الهولندي الذي لم يحقّق أي نقطة حتى
الآن.
ولم ترحم القرعة مانشستر سيتي الذي يخوض
المسابقة للمرَّة الثانية هذا الموسم، حيث وقع في المجموعة الحديدية
مجدَّداً، بعد أن اصطدم الموسم الماضي ببايرن ميونيخ ونابولي الإيطالي
وفياريال الإسباني، ورغم أنه جمع 10 نقاط فقد احتلّ المركز الثالث.
وفي الجانب الآخر لم تشفع لأياكس عروض
لاعبيه الشبّان الجيّدة إذ يفتقد الفريق للخبرة التي يتمتَّع بها لاعبو
الفرق المنافسة في هذه المجموعة.
ومن المتوقع أن يعود إلى صفوف سيتي صانع
ألعابه الإسباني دافيد سيلفا بعد تعافيه من إصابة في ساقه تعرَّض لها في
مطلع مباراة منتخب بلاده ضد فرنسا (1-1) في تصفيات كأس العالم الأسبوع
الماضي.
آرسنال للابتعاد في الصدارة
يواجه آرسنال اختباراً صعباً في المجموعة
الثانية عندما يستقبل شالكه على ملعب "الإمارات"، ويدخل الفريقان المباراة
بظروف متناقضة محلياً، إذ خسر آرسنال أمام نورويتش سيتي (0-1) وتراجع
للمركز التاسع بفارق 10 نقاط عن تشلسي المتصدِّر، بالمقابل فاز شالكه خارج
ملعبه على دورتموند لينفرد بالمركز الثالث خلف بايرن ميونيخ وآينتراخت
فرانكفورت.
لقطة من لقاء آرسنال وشالكه في لندن عام 2001 |
حساب مونبيلييه الفرنسي (2-1) وأولمبياكوس اليوناني (3-1)، أما شالكه فقد
فاز على أولمبياكوس (2-1) قبل أن يتعادل مع مونبيلييه (2-2)، ولذلك فإن
الفوز بالنسبة لفريق المدرِّب الفرنسي أرسين فينغر كفيل باستعادة التوازن
نسبياً كونه سيخطو خطوة عملاقة نحو حسم التأهُّل وصدارة المجموعة، معتمداً
على سجلّ شالكه الضعيف خارج ملعبه أمام الفرق الإنكليزية، إذ لم يفز في خمس
مواجهات، وكان الفريقان تواجها في الدور الأول موسم 2001-2002 ففاز آرسنال
في ملعبه (3-2) وخسر خارجه (1-3).
ويعوِّل فريق "المدفعجية" على حضور
مهاجميه الألماني لوكاس بودولسكي والفرنسي أوليفيه جيرو والإيفواري
جيرفينهو ومن خلفهم الإسباني المتألق سانتي كازورلا، لكن المَهمَّة لن تكون
سهلة أمام فريق عنيد يمتاز بقوّة هجومية يقودها الهدَّاف الهولندي كلاس
يان هونتيلار ومواطنه إبراهيم أفيلاي.
وفي المباراة الثانية بالمجموعة يستضيف
مونبيلييه على ملعب "لا موسون" أولمبياكوس، في مباراة لا تحتمل أنصاف
الحلول إذا ما أراد الطرفان الحفاظ على فرصهما في التأهُّل، ويملك بطل
الدوري الفرنسي الذي يشارك في البطولة للمرَّة الأولى نقطة واحدة في رصيده،
فيما لم يفتتح بطل الدوري اليوناني رصيده من النقاط بعد.
قمَّة وذكريات في "دراغاو"
يلتقي بورتو البرتغالي متصدِّر المجموعة
الأولى مع دينامو كييف الأوكراني على وقع ذكريات تاريخية، إذ كان أول لقاء
بين الطرفين في نصف نهائي المسابقة عام 1987 وحسمه الأول بالفوز ذهاباً
وإياباً (2-1)، قبل أن يُتوَّج بالبطولة بالفوز في النهائي على بايرن
ميونيخ الألماني.
لقطة من لقاء بورتو ودينامو كييف في ملعب "دراغاو" عام 2008 |
"دراغاو" الخاص ببطل البرتغال كانت إيجابية حيث فاز (1-0) في دور المجموعات
2007-2008 قبل أن يخسر إياباً (1-2).
وتعِد المواجهة القادمة بين الطرفين
بإثارة كبيرة، إذ يهدف بطل المسابقة 2003-2004 وبطل الدوري الأوروبي
2010-2011 إلى تعزيز صدارته للمجموعة بعد أن حقق 6 نقاط دون أن تهتزّ شباكه
من فوزيه على دينامو زغرب الكرواتي (2-0) وباريس سان جيرمان الفرنسي
(1-0)، فيما استعاد دينامو كييف توازنه بعد أن سقط (1-4) في باريس بالفوز
على دينامو زغرب (2-0)، ويعلم أن عودته لو بنقطة من المباراة ستكون مؤثِّرة
في حسابات المنافسة.
ويشدّ فريق النجوم الباريسي الرحال إلى
زغرب منتشياً بتساويه في المقدِّمة مع مرسيليا في الدوري المحلي، ومن
المنتظر أن تكون المباراة أمام الفريق الكرواتي على ملعب "مكسمير" في
متناول لاعبي المدرِّب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وأي نتيجة مغايرة تدخل تحت
بند المفاجآت.
تاريخ ميلان في مواجهة تألّق ملقا
له في المسابقة أن يحقّق فوزه الثالث على التوالي في المجموعة الثالثة
والاقتراب من إنجاز التأهُّل، وفي حال حقَّق هذا الفوز فإنه سيكون تاريخياً
كونه سيكون على منافس كبير هو ميلان الإيطالي.
لكن هذا الأخير يعيش أسوأ أيامه منذ فترة
طويلة، إذ حقَّق أسوأ انطلاقة في الدوري الإيطالي منذ نحو 80 عاماً، ويحتلّ
حالياً المركز الخامس عشر بعد فوز يتيم وتعادلين في ثمانية مراحل، وعلى
العكس تماماً فإن ملقا في حالة جيِّدة ويحتلّ المركز الثالث في "لا ليغا"
متأخِّراً بفارق 5 نقاط عن فريقي الصدارة أتلتيكو مدريد وبرشلونة.
ويقدِّم ملقا عروضاً ونتائج لافتة
أوروبياً إذ فاز بنتيجة واحدة في على زينيت سان بطرسبورغ الروسي وأندرلخت
البلجيكي (3-0)، فيما جمع ميلان 4 نقاط بعد التعادل مع أندرلخت (0-0)
والفوز على زينيت (3-2)، ورغم أن الفريق الأندلسي يبدو في حالة مثالية
لاستغلال تخبّط ميلان الذي سقط أمام لاتسيو (2-3) يوم السبت الماضي، إلا أن
كبرياء الفريق اللومباردي وخبرة عناصره قد تكون لها كلمة مؤثِّرة أمام
فريق المدرِّب التشيلي مانويل بيلليغريني.
وفي المباراة الثانية يأمل المدرِّب
الإيطالي لوتشانو سباليتي أن يضع فريقه الروسي على السكّة الصحيحة عندما
يقابل أندرلخت على ملعب "بيتروفيسكي"، ساعياً إلى الفوز للتقدُّم إلى
المركز الثالث في المجموعة على الأقل، وبالنظر إلى عروض وإمكانيات الفريقين
يبدو الأقرب إلى ذلك.