![](https://i.servimg.com/u/f11/19/43/51/72/untitl12.png)
قولهم في تحيَّة الوارد: أَهْلاً ومَرْحَبًا، أَيْ: صادَفْتَ أَهْلاً ومَرْحَبًا.
وقالوا: مَرْحَبَك اللّهُ ومَسْهَلَكَ.
وقولهم: « مَرْحَبًا وأَهْلاً » أَي: أَتَيْتَ سَعةً، وأَتَيْتَ أَهْلاً، فاسْتَـأْنِس ولا تَسْتَوْحِشْ.
وقال الليث: معنىٰ قول العرب مَرْحَبًا: انزل في الرَّحْب والسَّعةِ، وأَقِمْ، فلَكَ عِندنا ذلك.
وسُئِلَ الخليل عن نصب مَرْحَبًا؟
فقال: فيه كَمِـينُ الفِعْل؛ أَراد: به انْزِلْ أَو أَقِمْ، فنُصِب بفعل مضمر، فلما عُرِف معناه المراد به، أُمِـيتَ الفِعلُ.
قال الأَزهري، وقال غيره، في قولهم « مَرْحَبًا » : أَتَيْتَ أَو لَقِـيتَ رُحْباً وسَعةً، لا ضِـيقاً؛ وكذلك إِذا قال: سَهْلاً، أَراد: نَزَلْت بلَداً سَهْلاً، لا حَزْناً غَلِـيظاً.
شمر: سمعت ابن الأَعرابي يقول: مَرْحَبَكَ اللّهُ ومَسْهَلَكَ ! ومَرْحَبًا بك اللّهُ؛ ومَسْهَلاً بك اللّهُ !
وتقول العرب: لا مَرْحَبًا بك ! أَي: لا رَحُبَتْ عليك بلادُك! قال: وهي من المصادر التي تقع في الدُّعاءِ للرجل وعليه،
نحو سَقْياً ورَعْياً، وجَدْعاً وعَقْراً؛ يريدون سَقاكَ اللّهُ ورَعاكَ اللّهُ؛
وقال الفرّاءُ: معناه رَحَّبَ اللّهُ بك مَرْحَبًا؛ كأَنه وُضِعَ مَوْضِعَ التَّرْحِـيبِ. ورَحَّبَ بالرجل تَرْحِـيباً: قال له مَرْحَبًا؛ ورَحَّبَ به دعاه إِلى الرَّحْبِ والسَّعَةِ.
وفي الحديث: قال لِخُزَيمةَ بن حُكَيْمٍ: مَرْحَبًا، أَي: لَقِـيتَ رَحْباً وسَعةً؛ وقيل: معناه رَحَّبَ اللّهُ بك مَرْحَبًا؛ فجعلَ الـمَرْحَبَ موضع التَّرْحِـيب.
ورَحَبةُ المسجِد والدارِ، بالتحريك: ساحَتُهما ومُتَّسَعُهما.اهـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([ « لسان العرب » للعلاَّمة ابن المنظور - رحمهُ الله تعالىٰ - ])