- بدوي محمد نور الإسلامعضو فعال
- رقم العضوية : 5704
الجنس : عدد المساهمات : 706 نقاط التميز : 2013 تقييم العضو : 17 التسجيل : 01/06/2010 العمر : 29 الإقامة : www.yahoo.com
تمت المشاركة الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 5:05 pm
لقد أوقدتْ أنفاسُ الصباح الجبارة شعلة في قلبي
فأحسستُ بشوق ما بعده شوق
واختلجَ في صدري إيمانٌ لا يقف عند حد
وشعرتُ بفرح لا يضارعه ابتهاج
وبأمل يفوق الرغبات بزوغاً وتحليقاً.
وتذوقتُ طعمَ حبٍ يتغلغل إلى صميم أعماقي
فاشتعلتْ نيرانُ الوجد والتهبَ الحنينُ في غابة روحي.
لقد امتلأتْ حياتي وغمرَ الإلهامُ قلبي
فتلاشتْ الرؤى الواحدة بعد الأخرى
وذابتْ كل الأصوات في بحر السكون.
أما شكوكي فأضحتْ أقلَّ ثباتاً من الظِلال،
ومخاوفي أوهى من نسيج الأحلام،
وهموم العيش ولـّت كما تتلاشى الفقاعات الصغيرة.
وألغاز الحياة ومولدات القلق التي تبعث في النفس الحيرة الإرتباك
كلها تبخرت واندثرت.
صحيح أنني لم أتمكن من تحليلها أو حلها
لكنها صارت في خبر كان على أية حال.
لقد أصبحتْ شيئاً من الماضي
إذ بدّدت النسائم شملها فذهبت ولن تعود.
وبانت معاني الحياة بكل جلاء
واضحة كانبلاج الفجر.
ها هو سرّ الطبيعة يتجلى في شمس الصباح المشرقة
في السكينة الناطقة،
في الورود الغضة،
في فرح الحياة المتعاظم
في قلبي الخفاق
أشعر بما يعصى على النطق
وأعرف ما يفوق حدود التخمين.
أما غيوم الصباح المعرّقة بألوان الورد
وقمم الجبال التي طبعت على جبينها أشعة الشمس قبلات دافئة
والنهر الوحيد في انسيابه
وأصوات السواقي البعيدة
والضباب الذي يرتفع من المروج الخضراء
إذ تخترقه أشعة الشمس المطلة من الأفق الشرقي
كلها تمتزج وتذوب أمام عينيّ ثم تتوارى عن الأنظار
فتلتصق اليابسة بالمياه إذ تتحد الأرض بالسماء
وتفقد الأجزاء فرديتها
لتصبح الطبيعة كلاً لا يتجزأ
فتكتمل الحياة
وتنقضي أيام الإنتظار.
إنني أتنفس نفحات الصباح
وأشعر بوحدتي مع روح العالم.
لم أعد أحيا حياتي الفردية
بل حياة كل ما هو حيٌ في الوجود.
إنني أكثر من ذات صغيرة
لأنني امتزجتُ في الذات الكلية.
لقد عثرتُ على منابت ومنابع كياني في حمرة الأفق الشرقي
أنا الذات الحقة.. أنا الروح
لقد عثرتُ على شعلتي القدسية في أنفاس الصباح العاطرة.
وإن فقدتُ ذاتي لفصلٍ قصير
لكنني أجدها ثانية وقد تجددت وانتعشت في حياة الجميع.
لا أنظر إلى الأمام ولا أتطلع للخلف،
فهوّة الزمن السحيقة هي لا شيء بالنسبة لي.
فأنا أذرع الأفقَ من قطبٍ إلى آخر
متنقلاً بسرعة الفكر.
أضم العالم بأسره إلى صدري
وأحس بنبضه.. بحركته.. بسكونه..
متردداً مع كل دقة من دقات قلبي.
أحس بشيء يدغدغ مشاعري فأتساءل:
أهو سكون الوجود أم نبضه؟
أهو البرق الخاطف أم السلام الذي يبعثه في النفوس ضياءُ البدر؟
أيجوز أن أكون أكثر حرية من أمواج الأثير؟!
هذا ما لا أعرفه، إنما في أعماق روحي..
في داخلي.. من حولي.. ومن فوقي
أحس بنهر عرضه عرض العالم يتدفق من كياني..
إنه نهر الحياة والمحبة.
ويا له من نهر صامت.. ساجٍ.. أبدي.. نقي.. كامل.. لا انتهاء له.
قد لا أستطيع قياس منعرجاته أو تتبع انعطافاته،
لكنني أدرك أن هدفه ثابت وأنه منطلق نحو غايته المباركة.
في نقاء ذلك النهر تحيا كل العواطف
وفي صمته تصدح كل الأنغام...
وأحس أنني محمولٌ على صدره
مثلما أشعر أنني واحد مع مصدره ومصبّه..
بدءاً من منابع الخليقة
وانتهاءً بمحيط الحب الكوني.
المصدر: - مجلة معرفة الذات
الترجمة بتصرف: محمود عباس مسعود
هذا العـــــــــالم
هذا العالم ليس واحداً لكل الناس. فكل واحد يعيش ضمن نطاقه الشخصي الصغير..
قد يعيش الواحد في مجال جمالي رائع حيث الموسيقى الراقية والأدب الرفيع، في حين يسكن الآخر منطقة كثيفة حيث الشهوات الزاعقة واللهاث المحموم خلف المادة.
مجال أحدهم قد يزخر بالسلام والوئام، في حين يعج مجال غيره بالمشاكسة والخصام.
لكن مهما كانت ظروف الشخص وبيئته التي يعيش فيها فإنها تشتمل على عالمين اثنين: باطني وظاهري.
عالمنا الخارجي هو الذي نعمل فيه ونتفاعل معه. أما عالمنا الباطني فهو الذي يقرر مدى سعادتنا أو تعاستنا.. لياقتنا النفسية أو عجزنا عن التعامل بمنطق وراحة مع الناس والأحداث من حولنا.
اليد غير المنظورة التي صنعت هذين العالمين دوزنتهما بحيث يعملان معاً بتناغم وانسجام. أما إن بدا هذان العالمان متنافرين فسبب النشاز مردّه أولئك الذين لا يحسنون التعامل مع القوى الممنوحة لهم، أو يسيئون استخدامها.
الناس قد أقنعوا أنفسهم أن مدركاتهم الشخصية هي حقائق لا تقبل الجدل إلى أن يبزغ برهان نقيض يثبت العكس.
من يستطيع إقناع المتزمتين برأيهم أن الكون بأسره يتحرك بإيقاع كوني أبدي وأن ما يبدو عدم تناسق هو سوء فهم أو تأويلٌ خاطئ ناجم عن رؤية المرء المحدودة والمشوهة؟
القادرون على السمع سيسمعون..
والقادرون على الرؤية سيبصرون..
ومن يملك قلباً حساساً سيشعر بالتناغم المقدس الذي يسري في مسامات وأنسجة الخليقة بأسرها.
معظم الفلاسفة والمفكرين يعاينون العالم من خلال مدركاتهم الحسية فتبدو الطبيعة بالنسبة لهم مليئة بالصراع والنشاز.
ففي العاصفة يقرأون غضباً..
وفي الزلزال يرون شقاءً تنوء تحته الأرض وما عليها..
ونظراً لحساسيتهم المفرطة يتألمون عندما يدركون أن الحياة بالنسبة للحيوان تعني موتاً للنبات، وأن دم الحيوان ولحمه غذاء للإنسان.
في كل ركن من أركان الطبيعة هناك صراع على الغلبة والبقاء.
فصيلة من الفصائل تقاتل غيرها..
وعرق من البشر يحارب عرقاً آخر..
وأمة تقوم ضد أمة..
فأين السلام والإنسجام؟!
بالنسبة للأذن غير الحساسة تبدو بعض الألحان ثرثرة وضوضاء.
وللعين غير المثقفة قد تبدو روائع الفن خربشات عشوائية من فرشاة الرسام.
أما الفكر غير المتناغم مع الكون وبارئه فلا يرى سبباً منطقياً لمفارقات الحياة.
وحتى نيتشه، بالرغم من ومضاته الفكرية المتألقة وعقله الثاقب عجز عن إدراك التناغم الباطني الذي يكمن في روح وقلب كل مظاهر الحياة. فلا عجب إن عجزت الأفكار الأقل انطلاقاً وتحليقاً عن معاينة هذه الحقائق.
الأشياء ليست كما تبدو. فعندما ننظر إلى مستقطع عرضي لشيء ما لا نرى الصورة كاملة. ولكن عندما نرى ذلك الشيء بكامل أبعاده تبزغ الصورة واضحة جلية.
وبالمثل، فإن رسوم الخليقة الرائعة تمتد عبر الفضاء والزمان اللا متناهيين.
إن كل شيء وكل حدث في الطبيعة هو لمسة بارعة من أنامل الرسام الكوني. لكن الناس يبصرون نتفاً مفككة وأجزاء مبعثرة لا يمت بعضها لبعض بصلة.
كل ما يحدث هو نوتة من سيمفونية العازف الكوني.
النوتات الفردية المستقلة تبدو لا معنى لها حتى تـُسمع ضمن المعزوفة الكاملة.
إن موسيقى الخالق دائمة العزف..
وكل ما يحدث في الحياة هو نوتة متممة لذلك اللحن الأكبر..
كلها تعمل معاً في إيقاع كوني متسق النغم..
تسمعه النفس عندما تصغي لسيمفونية الحياة المترددة أنغامها في أعماق الذات.
والسلام عليكم
- MiMiToU_iiعضو محترف
تمت المشاركة الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 5:27 pm
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركته
كل الشكر لك اخي اسلام على الموضوع الرائع تحياتي لك ++تقيمي++
كل الشكر لك اخي اسلام على الموضوع الرائع تحياتي لك ++تقيمي++
التوقــيـــــــــــــــــــــع
عندما ﺗتحدث : فيّ ظہر احدهمم
حاول ان تَتحدث فيمآ .
. تستطيع ان تتحملہ ﺂنت !
-لآنكك ستُبلآ بہَ يوما ما
- بدوي محمد نور الإسلامعضو فعال
- رقم العضوية : 5704
الجنس : عدد المساهمات : 706 نقاط التميز : 2013 تقييم العضو : 17 التسجيل : 01/06/2010 العمر : 29 الإقامة : www.yahoo.com
تمت المشاركة الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 5:35 pm
شكرا لك ميمي الطيبة القلب بارك الله فيك لأنني أحب تعلقاتك الطيبة
- ملاك الروحعضو محترف
- الجنس : عدد المساهمات : 18389 نقاط التميز : 21364 تقييم العضو : 159 التسجيل : 04/12/2009
تمت المشاركة الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 7:18 pm
مشكور اخي اسلام على هذه الكلمات الجميلة
موضوعك جميل كحضورك
تقبل مروري البسيط
موضوعك جميل كحضورك
تقبل مروري البسيط
- زائرزائر
تمت المشاركة الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 10:31 pm
~شُـكَـرٍاً~
أنسٍَجهآ لـكُمـ بَخيٍوٍطٍ مٍنْـ ذَهَبّ
عٍَلىّ طٍَرٍحَكُِمٍـ أإلـرٍآئٍعْ
سَلٍمتًمْـ وٍسَلٍمْـ قَلَمَكُمْـ لـٍنآآ
تَحيَتي مَعطـرٍه بأإلـرٍيآحـيَنْ أإبَعَثـًٍهآآ لـَكُـمـ
دُمـتُمْ بَخٍ ــيًٍرٍ
أنسٍَجهآ لـكُمـ بَخيٍوٍطٍ مٍنْـ ذَهَبّ
عٍَلىّ طٍَرٍحَكُِمٍـ أإلـرٍآئٍعْ
سَلٍمتًمْـ وٍسَلٍمْـ قَلَمَكُمْـ لـٍنآآ
تَحيَتي مَعطـرٍه بأإلـرٍيآحـيَنْ أإبَعَثـًٍهآآ لـَكُـمـ
دُمـتُمْ بَخٍ ــيًٍرٍ
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى