البهائية

البهائية


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:


تعريف البهائية:
فرقة باطنية كافرة ظهرت في إيران في القرن الثالث عشر الهجري على يد حسين علي المازندراني الملقب بالبهاء.


مؤسس البهائية
• الميرزا حسين علي بن الميرزا عباس بزرك المازندراني النوري ولد سنة 1233هـ وكان والده مأموراً للمالية.
• ولد في أسرة كانت لها علاقات طيبة وطيدة مع السفارة الروسية بطهران.
• تلقى الميرزا العلوم الشيعية والصوفية وكان يعاشر الصوفية، ويتعب نفسه كثيراً في قراءة كتبهم كما كان مطلعاً على كتب الباطنية والفلاسفة القدامى.
• عندما ادعى الميرزا علي محمد المهدية مال إليه بإرشاد من الملا عبد الكريم القزويني.
• بدأ ينشر تعاليم أستاذه في طهران ثم توجه إلى مازندران وحضر مؤتمر بدشت مع غانية البابية قرة العين وكان له تأثير عظيم عليها.
• كان يوجه مؤتمر بدشت خلف الكواليس مستغلاً خضوع قرة العين له.
• كان يَتَّبع لتمكين شخصيته طرقاً عديدة فتارة يتستر بالتقية وتارة بالزهد وتارة يضفي على نفسه شيئاً من الهالة والهيبة بعدم السماح بمقابلته إلا لأشخاص معدودين.
• ثقافته خليط بين البرهمية والبوذية والكنفوشيوسية والصوفية والشيعية والمزدكية والباطنية والنصرانية والإسلامية.
• كان موالياً للدول الاستعمارية بريطانيا وروسيا كما يوجد تعاون بينه وبين اليهود.
• الميرزا حسين يلقب بالبهاء وإليه نسبت البهائية.


خصومات البهاء مع أخيه يحيى:
1. بعد أن أعلن البهاء دعوته نفي إلى بغداد ومعه أخوه يحيى ولكنهما لم يلبثا أن تنازعا على الزعامة الدينية فكل منهما يدعيها لنفسها.
2. يتفق جميع المؤرخين على أن الباب استخلف الميرزا يحيى نور الذي لقبه بصبح أزل قبل إعدامه بمدة وكتب بذلك ورقة التوصية بخطه وختمها وجعله بها خليفة من بعده ثم عين أخاه الميرزا حسين علي (البهاء) وكيلاً عنه وأمره بحجبه وإخفائه لئلا يُمس بسوء ولا يقع في أيدي الحكومة الإيرانية لذا انتقل سراً مع البهاء إلى بغداد.
3. البهاء بالغ في إخفاء أخيه حتى حجبه عن أتباعه.
4. لما رأى يحيى أن الميرزا حسين تمادى وجد أن الأمر قد خرج من يده فحصل بينهما خصومة ومشاغبة حتى أدى إلى أن وضع كل منهما السم لأخيه في الطعام فتدخلت الحكومة العثمانية باتفاق مع سفارة إيران فنفت صبح أزل وأتباعه إلى قبرص ونفت الميرزا حسين علي وأتباعه إلى عكا.
5. استمر الميرزا حسين علي البهاء في منفاه حتى هلك عام 1309هـ وأوصى بالخلافة لابنه المسمى بعبد البهاء.
6. مرت دعوته بثلاث مراحل كما حدث مع سلفه الباب إلا أنه لم يدَّع البابية وإنما ادَّعى أولاً أنه عيسى بن مريم عليه السلام ثم ادَّعى النبوة ثم انتهى أخيراً إلى مرتبة الربوبية.


تعاليم البهائية
1. يزعمون أن الأديان بأوضاعها الحاضرة سببت البغضاء والشحناء ثم هم يعالجون هذا بالدعوة إلى الخروج على الأديان جميعاً.
2. وحدة الأوطان: من أقواله في ذلك: ومن التعصبات الرديئة التي تلحق بالتعصب الجنسي التعصبُ السياسي، أو الوطني، فقد حان الوقت لأن تندمج الوطنية الضعيفة ضمن الوطنية العمومية الكبرى، التي يكون فيها الوطن عبارة عن العالم بأجمعه.
3. قالوا يجب أن تكون هناك لغة مشتركة واحدة للإنسان بجانب اللغات المحلية لأن وحدة اللغة في زعمهم تؤدي إلى التفاهم المشترك.
4. السلام العالمي وترك الحروب ويهدفون من وراء ذلك إلى تعطيل فريضة الجهاد والذل والخنوع والخضوع للمستعمرين.
5. مساواة النساء بالرجال: وقد ساروا في ذلك على طريق البابية حيث خَلُصت من هذه الدعوة إلى الإباحية المطلقة وتحطيم الأخلاق.


عقائد البهائيين وشرائعهم
1. يرون أن التوحيد هو معرفة الأجساد البشرية التي تجلت فيها حقيقة الإلهية فكل ما يقال عن الله يجب أن يقال عن الجسد البشري الذي حلت فيه الألوهية وهو البهاء فهم يؤلهونه ويعبدونه ويزعمون أنه لا يعزب عن علمه شيء.
2. البهائية فرقة باطنية ومن مظاهر ذلك أنهم يقولون:
• إن للقرآن ظاهراً وباطناً ورموزاً وأسراراً ويفسرونه حسب رأيهم.
• يقولون عن قصص القرآن أنها رموز وأسرار وليس لها سند من العلم والواقع والتاريخ.
• من تأويلاتهم للقرآن ما يلي: في قوله تعالى [يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ] قالوا: الحياة الدنيا هي الإيمان بمحمد والآخرة هي الإيمان بميرزا حسين علي البهاء
• قالوا في قوله تعالى [كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ] قالوا أَيْ فريقاً هدى فآمن ببهاء الله وفريقاً لم يؤمن فحق عليه الضلالة.
• قالوا في قوله تعالى [وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ] اجتمع اليهود والنصارى والمجوس على دين واحد فامتزجوا وهو دين البهاء.
• قالوا في قوله تعالى [وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ] هي الجنين يسقط في هذه الأيام فيموت فيُسأل عنه قبل القوانين لأنها تمنع الإجهاض.
• قالوا في قوله تعالى [وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ] كثرت الجرائد والمجلات.
• قالوا في قوله تعالى [وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ] امبدععت أي الشريعة الإسلامية لم يعد يستظل بها أحد.
• قالوا في قوله تعالى [وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ] الأولى لمن عارض الميرزا والثانية لأتباعه المؤمنين.
3. قبلتهم التي يتوجهون إليها عند الصلاة هو البهاء كما صرح هو بذلك وتتقلب القبلة حسب تنقلاته وتحركاته
4. عدد الصلوات ثلاث بركعات تسع حين الزوال والبكور والآصال وتسمى الكبرى والوسطى والصغرى ويكفي أداء واحدة منها وفي السَّفر يكفي عن الصلاة أن يقول ساجداً: (سبحان الله)
5. حسين علي البهاء لم يصلِّ في حياته قط لأنه كان القبلة التي يتجهون إليها في صلواتهم وابنه كان مثله لأنه لم ينقل عنه صلاة بهائية مطلقاً بل كان منافقاً يتستر بالتقيِّة فيصلي مع المسلمين في صلاتهم وخلف إمامهم وفي مساجدهم.
6. الصوم عندهم هو تسعة عشر يوماً في شهر العلاء آخر الشهور البهائية التسعة عشر ومعناه أن الصائم يفعل كل شيء إلا الأكل والشرب أما فرضيته فقد عُفي عن المسافر، والمريض والحامل والمرضع والكسول والهرم والذي يشتغل بالأعمال الشاقة!.
7. يقول البهاء: قد كتب عليكم تزكية الأقوات وما دونها بالزكاة هذا ما حكم به منزل الآيات في هذا الرَّقِ المنيع.
8. الحج عندهم هو حج للبيت الذي أقام فيه حسين علي في بغداد والبيت الذي سكنه علي محمد الشيرازي الباب بشيراز وهذا واجب على الرجال دون النساء مع دعواهم المساواة بين الرجال والنساء ولم يذكر في كتبهم كيفية الحج أو زمانه.
9. يحكمون على كل شيء بالطهارة فالمني طاهر عند البهائية، والأشياء النجسة الأخرى.
10. أمر المازندراني بالغسل في كل أسبوع مرة وغسل الأرجل في الصيف مرة وفي الشتاء مرة بعد الأيام الثلاثة وأما الوجه والأيدي فليس له أهمية.
11. يؤولون الآيات القرآنية التي تتحدث عن الحساب والكتاب والجنة والنار والبعث والحشر والميزان وعذاب القبر وغيرها من الأمور الآخرة شأنهم في ذلك شأن الفرق الباطنية.
12. تنص تعليماتهم على أنه لا يحرم أية امرأة عندهم على الرجل غير زوجة الأب أما بقية النساء فحلال أن ينكحهن المرء بما فيهن الأخوات والخالات والعمات وأمهات الرضاعة.
13. يحرمون الجهاد.
14. يقوون بالتناسخ والحلول والمكاشفة.
15. يقولون بالتقية.


أساليب الدعوة
• يبدأون بمعرفة حال المدعوين أفراداً وجماعات ثم يأتون كل واحد من أقرب شيء إلى قلبه وأدناه إلى فهمه ويتصرفون مع كل طائفة بتصرف ينسجم مع عاداتها وتقاليدها.
• الميرزا حسين أمر أتباعه بأن يكونوا مخلصين لكل دولة مطيعين لكل قانون ويتعاملون مع جميع أهل الأرض بالروح والريحان.
• طبق أتباعه تلك التعاليم لذلك قد يُرون وهم يصلون مع المسلمين في المساجد أو يقفون وقفة خشوع أمام الصليب مع النصارى أو يرتلون مع اليهود قصص التوراة ويقرؤون الوصايا العشر ولا مانع لديهم أن يقدسوا البقر مع الهنود أو يمجدوا نار المجوس مع الزرادشتيين.


كتب البهائية
أشهرها الإيقان والأقدس.
وكتاب الإيقان يتنازعه البهاء المازندراني وأخوه المخالف له يحيى المازندراني فكل منهما يدعيه لنفسه.
أما الأقدس فهو من تأليف البهاء الميرزا حسين الذي زعم أنه نزل من سماء المشيئة الإلهية ويقع في 22 صفحة من الحجم المتوسط.
وفي هذا الكتاب يلاحظ ما يلي:
1. ضعف التركيب وكثرة اللحن والأخطاء اللغوية.
2. كثرة التعقيد والتكرار الممجوج.
3. كثرة الأخطاء العلمية الفاحشة والمعاني الساقطة والأحكام العشوائية.
4. الجهل المركب بأمور الحياة والمجتمع.
5. كتاباته تطفح بادعاء الربوبية والألوهية.
6. اشتماله على الأفكار الصوفية التي يهيم صاحبها في أودية الخيال.
7. لم يقف الميرزا عند حد تقليد أسلوب القرآن وإنما سطا على آياته وحشرها في كتبه موهماً أنها أحكام جديدة.


نماذج من كتابات البهاء:
1. يقول البهاء عن كتابه الأقدس: قل تالله الحق لا تغنيكم اليوم كتب العالم، ولا ما فيه من الصحف إلا بهذا الكتاب الذي ينطق في قطب الإبداع، وإنه لا إله إلا أنا العليم الحكيم.
2. ويقول: احمدوا الله بهذه الموهبة، التي أحاطت السموات والأراضين، اذكروا الله بهذه الرحمة التي سبقت العالمين، قل قد جعل الله مفتاح الكنز حبي المكنون، لو أنتم تعرفون، لولا المفتاح لكان مكنوناً في أزل الآزال، لو أنتم توقنون، قل هذا المطلع الوحي، ومشرق الإشراق الذي به أشرقت لو أنتم تعلمون.
3. ويقول: قد حكم الله دفن الأموات في البلور، أو الأحجار الممتنعة، أو الأخشاب الصلبة اللطيفة، ووضع الخواتيم المنقوشة في أصابعهم، إنه لهو المقدر العليم، ويكتب للرجال، ولله السموات والأرض وما بينها وكان بكل شيء عليماً، وللورقات، ولله ملك السموات والأرض وما بينهما وكان الله على كل شيء قديراً.
4. وقوله: وجعلنا الدار المسكونة والألبسة المخصوصة للذرية من الذكران دون الإناث والوارث إنه لهو المعطي الفياض.
5. وقوله: من يقرأ آية من آياتي خير له من أن يقرأ كتب الأولين والآخرين.
6. وقوله: من يُحزن أحداً فله أن ينفق تسعة عشر مثقالاً من الذهب هذا ما حكم به مولى العالمين ويقصد بذلك نفسه.
7. من سرقاته من القرآن الكريم
• قوله: إنه يفعل ما يشاء ولا يُسأل عما يشاء أخذاً من قوله تعالى: [لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ].
• وقوله: إذا أرسلتم الجوارح للصيد اذكروا الله إذ يحل ما أمسكن لكم ولو تجدونه ميتاً إنه لهو العليم الخبير أخذاً من قوله تعالى: [وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ].