في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- المتفق عليه يقول -صلى الله عليه وسلم- : ( للصائم فرحتان ، فرحة عند فطره ، وفرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ) متفق عليه.
وفرحة الفطر تكون بإتمام اليوم والإفطار ، وتكون بإتمام الشهر. وهي فرحة بأمر معنوي يتصل بإتمام الفريضة والتوفيق للطاعة ، والنجاح في حمل النفس عليها ابتغاء رضوان الله والدار الآخرة ، وهو فرح دنيوي ؛ بإباحة الأكل والشرب والجماع.
وفي صحيح البخاري عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال : ( إن كنا لنفرح بيوم الجمعة ؛ كانت لنا عجوز تأخذ أصول السلق ، فتجعله في قدر لها ، فتجعل فيه حبات من شعير ، إذا صلينا زرناها ، فقربته إلينا ، وكنا نفرح بيوم الجمعة من أجل ذلك ) البخاري.
كان فرحهم بأن الجمعة عيد المسلمين ، وموسم عبادة واجتماع واستماع للحكمة والموعظة الحسنة ، كما كان فرحهم أنهم يذهبون لتلك المرأة من الأنصار ويأكلون عندها السلق ، ويشربون عندها المرق.
وثمة فرح للصائم عظيم ، عند لقاء الله ، ورؤية ثواب العمل : { فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ } [ آل عمران : 170].
ومن فرح المسلم برمضان ، فرحه بشهر المغفرة والتوبة ؛ رجاء أن يتوب الله عليه ويوفقه للإقلاع عن الذنوب ، والله تعالى يفرح بذلك ، كما في الصحيحين : ( الله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه ، من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة ، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه ، فأيس منها ، فأتى شجرة ، فاضطجع في ظلها ، قد أيس من راحلته ، فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده ، فأخذ بخطامها ، ثمل قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك . أخطأ من شدة الفرح ) متفق عليه.
غــنيت مكــة أهـلــهـا الصــيــدا = والــعيــد يمأألاً أضــلعي عيداً
فرحوا فــلألاً تحت كـل ســمــاء = بيــت على بيت الهــدى زيدا
وعـلــى اسم رب العالمين عــلا = بـنـيانه كـــالشــهـب ممــدودا
يا قــارئ القرآن صـــل لــهـــم = أهــلـــي هناك وطيب البيـــدا
مـــن راكــع ويـــداه آنــســتـــا = أن ليس يبقى الباب موصـودا
أنــا أيـنـمــا صلـى الأنــام رأت = عينــي السماء تفتحت جــوداً
لـو رمــلة هــتفــت بمبدعــهــا = شـجوا لكنــت لشــجوها عوداً
الفرح طبع إنساني ، وغريزة بشرية ، كالحزن ، وهو دافع للعمل والإنتاج والاستمتاع بالحياة ، والشكر للبارئ المنعم جل وتعالى.
على المرء أن يفرح حتى بالأشياء الصغيرة ، ويعود نفسه على السرور بها .
يستقبل الناس فسحة جديدة إلى الحج ثم إلى رمضان آخر ، ولا شك أن لذلك مباهج ومتعاً من المباحات والتواصلات الجيدة والحميدة ، فمن المهم أن يحرص المرء على تحقيق معنى الاستمتاع الحياتي الراقي ، بعيداً عن التجاوز والانتهاك الذي يعود على القلب هماً وحزنا ًوألماً وتأنيباً لضميره.
ليس الفرح استثناءً تتعدى فيه الحدود ، وكلما كان فرح الإنسان مربوطاً بحدوده الشرعية ؛ كان أدعى إلى دوامه واستمراره.
إن الفرح بذاته فطرة ، ولذا فرحت عائشة -رضي الله عنها- في العيد ، وقامت تنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد ، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يتكئ لها لتنظر من ورائه.
ولما دخل أبو بكر وعند عائشة -رضي الله عنها- جاريتان تضربان بالدف في يوم العيد ، فغضب أبو بكر ، وقال : أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ؟! فقال له -صلى الله عليه وسلم- : ( يا أبا بكر ، إن لكل قوم عيداً ، وهذا عيدنا ) متفق عليه .
وكانوا يفرحون في الجاهلية بالأعياد ، فجاء الإسلام لا ليلغي هذا الفرح ويقول : إنه مذموم . وإنما أبدلهم بأعياد النيروز والمهرجانات وغيرها أعياد الإسلام ، وهي الفطر والأضحى وشرع لهم من اللعب والمتعة المباحة ما يحقق مقصود الفرحة.
ومما يشرع يوم العيد : الخروج لصلاة العيد ، حتى تخرج العواتق وذوات الخدور ، ولا يكن متطيبات ، ولا متبرجات بزينة ، وفي أجواء من البهجة والجمال واللقاء والتعاون والإحساس العميق بالإنجاز والانتقال إلى موسم آخر !.
كما تشرع صدقة الفطر والأضحى ؛ من أجل أن يستمتع الفقير ويشارك في الفرح ؛ فالعيد مناسبة لتحقيق الانتماء الاجتماعي والتواصل ، وهيهات أن يتحقق الانتماء إذا كانت الفوارق المادية واسعة بين أفراد المجتمع ، ولا عطف ولا إحساس بمعاناة الآخر.
معنى يلهم التسامح والتصافي بين الناس والتواصل والتزاور والتواد ، وألا تكون المشاجرات بين الجيران ، أو المشكلات بين الزوجين ، أو غيرها ، سبباً في تدير صفاء العيد ؛ فهو فرصة للتواصل وللتوسعة على الأهل بالنفقة واللعب المباح ، فهذا هو الفرح المحمود.
- زائرزائر
تمت المشاركة الجمعة أغسطس 17, 2012 6:13 pm
- MiMiToU_iiعضو محترف
تمت المشاركة الجمعة أغسطس 17, 2012 7:12 pm
موضوع فالقمة اختي الغالية تسلم يمناك وتقبلي مروري
التوقــيـــــــــــــــــــــع
عندما ﺗتحدث : فيّ ظہر احدهمم
حاول ان تَتحدث فيمآ .
. تستطيع ان تتحملہ ﺂنت !
-لآنكك ستُبلآ بہَ يوما ما
- barcaعضو محترف
تمت المشاركة الجمعة أغسطس 17, 2012 7:13 pm
بارك الله فيك وجزاك الله جنات الفردوس الاعلى اختي سندس
تحياتي وتقديري لك
تحياتي وتقديري لك
التوقــيـــــــــــــــــــــع
فداك أبـــــــــ يا رسول الله ــــــي وأمي
معلوماتـــ مهمة:
تنبيــه!! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى