استعاد منتخب البرتغال ثقته بنفسه وحقق
فوزاً صعباً على نظيره الدنماركي (3-2) اليوم الأربعاء، على ملعب "لفيف
آرينا" في مدينة لفيف الأوكرانية، ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة
الثانية في الدور الأوّل لكأس أمم أوروبا 2012 لكرة القدم المُقامة حالياً
في بولندا وأوكرانيا لغاية 1 تموز/ يوليو المقبل.
قدّم الفريقان مباراة غاية في المتعة
والندية، ولم يُعرف الطرف الفائز حتى الدقائق الأخيرة، رغم التقدم
البرتغالي الذي منحه المدافع بيبي (24)، وهدف التعزيز من المهاجم هيلدر
بوستيغا (36)، إلا أن مهاجم الدنمارك نيكلاس بندتنر قلّص الفارق برأسه
(41)، واستطاع العودة إلى التعادل برأسية ممتازة أيضاَ (80)، قبل أن يمنح
البديل سيلفستر فاريلا هدف الفوز والنقاط الغالية للبرتغال.
وبذل المدرب الدنماركي المخضرم مورتن
أولسن جهوداً جبارة لتفادي الخسارة وكان عناصره الطرف الأفضل في بعض
الأحيان، لكن باولو بينتو ولاعبيه أصرّوا على تحقيق فوزهم الأول في
البطولة، فحسموا الأمور بغياب لقائدهم كريستيانو رونالدو عن أي دور بارز في
هذا الفوز(87).
متعة وأهداف
الهجوم منذ البداية لنقل الضغط إلى مناطق منافسهم، فحصلوا على أربع ركنيات
متتالية قبل مرور الدقائق العشر الأولى، لكن قلب دفاع ريال مدريد الإسباني،
بيبي وضع خبرته لتأمين منطقته الدفاعية.
وبحث البرتغاليون عن طريق المرمى من خلال
الكرات المرفوعة، وتلقى منافسهم ضربة موجعة بخروج أحد العناصر المهمة في
تشكيلة أولسن، وهو مهندس خط الوسط نيكي زيميلينغ لإصابة تعرض لها في
الدقيقة (15) معوضاً إياه بياكوب بولسن.
وسدد كريستيانو رونالدو كرةً حاول بها الإعلان عن نفسه، لكنها جاءت بلا خطورة (18)، كما نفذ أخرى من حرة مباشرة علت العارضة.
ولأن لاعبو المدرب البرتغالي بينتو بأمس
الحاجة لاستعادة الثقة بالنفس، زادوا من ضغطهم في المباراة التي تعد بمثابة
مفترق طرق لهم في البطولة، ومن ركنية ثانية حصلوا عليها في الدقيقة (24)،
أرسل جواو موتينيو كرة دقيقة لرأس المُتألق بيبي الذي لم يتوانَ عن تسجيل
أوّل أهداف البرتغال في البطولة والثالث له في مشواره الدولي.
الأول، لم يتأخر الهجوم البرتغالي عن تكثيف المحاولات، و من هجمة مُنظمة
بدأها فابيو كوينتراو، وصلت الكرة لجواو بيريرا الذي لعبها بدوره للويس
ناني، ليمررها لاعب مانشستر يونايتد الإنكليزي إلى هيلدر بوستيغا الذي وضع
الكرة من لمسة واحدة وضع الكرة في الشباك (36).
في موازاة ذلك، سدد لاعب خط وسط الدنمارك كريستيان إريكسن كرة قوية أمسكها الحارس البرتغالي كأول رد فعل على الهدفين.
سيمنحهم هدفاً يجعل الشوط الثاني أقل صعوبة، أما قصة الهدف فجاءت بمنتهى
الجماليّة حين رفع لارس ياكوبسن كرة إلى الرواق الأيسر، أعادها مايكل
كرونديل برأسه إلى نيكلاس بندتنر الذي واجه المرمى الخالي ووضع الكرة في
المرمى مقلصاً الفارق إلى هدف واحد (41).
اشتعلت المباراة بين الطرفين فحاول
الدنماركيون إعادة النتيجة إلى التعادل، في المقابل كان ناني الذي ظهر بشكل
جيد في نهاية الشوط، يمول من جبهته اليُمنى عدد من الكرات الخطرة، لكن
الدفاع الدنماركي ومن خلفه الحارس تكفلا بإبعاد معظمها لينتهي الشوط الأول
بمتعة خالصة في طرفي المواجهة بين المدرب الأصغر في البطولة بينتو والمدرب
الأقدم من حيث الاستمرار في عمله أولسن .
قوة وندية
في الشوط الثاني بدأ منتخب البرتغال بقوة،
فانفرد رونالدو وجرى بالكرة من مسافة بعيدة لكنه سددها بتركيز أقل من
تموضع الحارس الدنماركي ستيفان أندرسن الذي أنقذ مرماه من هدف محقق (49).
رغم الأفضلية الواضحة التي بدأ بها
المنتخب المُتقدم في النتيجة، إلا أن أبطال أوروبا 1992 لم يستسلموا ابداً
واجتهدوا للعودة إلى المباراة، لكنهم تعرضوا لتبديل اضطراري آخر في سيناريو
مشابه للشوط الأول فخرج الخبير دينيس روميدال وحلَّ مكانه توبياس ميكلسن
(58).
وكان وليام كفيست قريباً جداً من التعديل لكن كرته المسددة بقوة انحرفت سنتيمترات قليلة عن مرمى البرتغال (62).
وبدا أن المنتخب الدنماركي قادر بأي لحظة
على تسجيل هدف وتعقيد وضعية منافسه، بالأخص عندما سدد نيكلاس بندتنر كرة
خطرة جاورت القائم البعيد (71).
في الدقيقة (77)، وبعكس المجريات أضاع
رونالدو فرصة قتل المباراة بشكل غريب جداً عندما تلقى كرة ناني المتقنة ولم
يستفد من الانفراد التام فلعب الكرة برعونة.
الكثير للعودة، ومن رفعة متقنة لكريستيان إريكسن إلى رأس المهاجم المُميز
نيكلاس بندتنر ورغم أن حارس البرتغال لمس الكرة لكنها تابعت طريقها إلى
الشباك بعد أن أصابت القائم (80) ليسجل مهاجم الدنمارك الهدف الثاني له
ولمنتخب بلاده.
وفي الدقائق الأخيرة وضع البرتغاليون خبرتهم لخطف النقاط الثالث وسدد رونالدو غير الموفق حرة مباشرة قوية جداً استقرت بأحضان الحارس.
بالتعادل، إذ تقدم البديل سيلفستر فاليرا الذي شارك مكان راؤول ميريليش،
وأحسن استغلال كرة فابيو كوينتراو على دفعتين وسجل هدف الفوز (87).
حاول الدنماركيون العودة مجدداً إلا أن الحظ لم يحالفهم هذه المرة لينتهي اللقاء بفوز البرتغال (3-2).
تشكيلة الفريقين
منتخب البرتغال:
خط الدفاع: (2) برونو ألفيش، (3) بيبي، (5) فابيو كوينتراو، (21) جواو بيريرا.
خط الوسط: (16) راؤول ميريليش، (4) ميغيل فيلوسو، ( جواو موتينيو.
الهجوم: (7) كريستيانو رونالدو ، (17)، لويس ناني، (23) هيلدر بوستيغا.
المدرب: باولو بينتو.
منتخب الدنمارك:
خط الدفاع: (3)سيمون كاير، (4)دانيال آغر، (5) سيمون بولسن، (6)لارس ياكوبسن.
خط الوسط: (7)وليام كفيست، (كريستيان إريكسن، (10) دينيس روميدال، (9) مايكل كرونديل، (21) نيكي زيميلينغ.
خط الهجوم: (11) نيكلاس بندتنر.
المدرب: مورتن أولسن.
الحكام:
حكم الساحة: كريغ تومسون (اسكتنلدا)، الحكمان المساعدان: ألسدير روس (اسكتنلدا)، ديريك روز (اسكتنلدا)، الحكمان الإضافيان: وليام كولوم (اسكتنلدا)، ايوان نوريس (اسكتنلدا)، الحكم الرابع: فيكتور تشفيتسوف (أوكرانيا).