أثارت التصريحات المستفزة التي أطلقها العديد من الإعلاميين المصريين حول
اللقاء القادم الذي سيجمع منتخب الفراعنة بنظيره الجزائري يوم 14 نوفمبر
المقبل بالقاهرة ردود أفعال غاضبة للغاية من طرف الجزائريين الذين لم
يهضموا إساءة القنوات الفضائية المصرية عبر برامجها اليومية لكل ما هو
جزائري
*
*
حيث تجاوز البعض من هؤلاء كل الخطوط
الحمراء وحولوا مباراة في كرة القدم تجمع بين شعبين يربطهما تاريخ مشترك
إلى حرب معلنة سيكون ملعب القاهرة مسرحا لها، وبدت حالة الغليان في الشارع
الجزائري واضحة للغاية جراء الإساءات المتكررة لبلد المليون ونصف المليون
شهيد من خلال كم المكالمات الهاتفية التي تلقتها جريدة "الشروق اليومي"
عبر كامل مكاتبها المنتشرة في مختلف ولايات الوطن وعلى وجه الخصوص المكتب
الجهوي بوهران، إذ عبر العشرات من المواطنين عن رفضهم التام للتجريح في
رموز وتاريخ الدولة الجزائرية بسبب لقاء يندرج تحت إطار لعبة اسمها "كرة
القدم".
*
وأكبر المغضوب عليهم من بين الإعلاميين المصريين هو
اللاعب السابق للمنتخب القومي المصري مصطفى عبده والمقدم الحالي لبرنامج
الكرة في دريم الذي يبث على قناة دريم الأولى حين خرج عن المألوف وطالب
بإحالة النجم السابق للمنتخب الجزائري لخضر بلومي على العدالة فيما يعرف
بقضية الطبيب المصري والتي حلت منذ أشهر فقط ليعود مصطفى عبده مرة أخرى
رفقة ضيفه "ابراهيم حسن" صاحب مهزلة الاعتداء على الحكم تواتي جاب الله
بملعب بجاية "للنبش" في قضية طالما عكرت الأجواء بين الاتحادين المصري
والجزائري، وتمادى مقدم البرنامج إلى حد تأييده لكلام عمرو أديب المغضوب
عليه في كل مكان في الجزائر بسبب تطاوله الغريب على الماضي الجزائري قائلا
بأن المصريين هم من أخرجوا الجزائريين من نفق الأمية والتخلف وأفضال مصر
عل الجزائر لا تعد ولا تحصى، وأضاف اللاعب السابق للمنتخب المصري بأنه لا
مجال للمصالحة والفراعنة سينتظرون أنصار الخضر بفارغ الصبر ليعلموهم كيفية
التعامل مع أسيادهم طالبا من جميع المؤسسات ورجال الأعمال شراء تذاكر
موقعة القاهرة لقطع الطريق على الجماهير الجزائرية الراغبة في دخول
الملعب، كما لوحظ تدخل معد البرنامج مرات كثيرة لتنبيه مصطفى عبده بأنه
تجاوز كل الخطوط الحمراء، كل هذه التصريحات ولدت المزيد من الاحتقان
والغضب لدى الشارع الجزائري ووصفوا كلا من عمرو أديب ومصطفى عبده
بالمتطرفين اللذين يحاولان إذكاء نار الفتنة بين شعبين شقيقين تصفية
لأحقاد شخصية.
*
و نال "محمد سيف" مدير تحرير وكالة أنباء
الشرق الأوسط حصته من الانتقادات بسبب تصريحه خلال استضافة أحمد شوبير له
يوم الخميس الماضي، حيث اتهم جريدة الشروق اليومي بشن حرب "صليبية" على
مصر جعلت مقدم البرنامج يتدخل في العديد من المرات لتحويل مسار النقاش
تخوفا من حدوث انزلاقات أخرى تزيد الأمور تعفنا.
*
وعلى النقيض
تماما فلاتزال شعبية الحارس الكبير للمنتخب المصري والإعلامي الرياضي
بقناة الحياة المصرية أحمد شوبير في تصاعد كبير فقد أكد لنا معظم المتصلين
بالمكتب الجهوي لوهران احترامهم وتقديرهم لشوبير، معتبرين أنه صوت الحق
والاعتدال وسط مجتمع إعلامي مصري دخل مرحلة الجنون و"الفلتان" في إعطاء
المباراة أكثر من حجمها الرياضي وتجلى ذلك من خلال دفاعه عن المنتخب
الجزائري مما خلق له الكثير من المتاعب مع بعض المصريين الذين حاولوا
تشويه صورته بشتى الوسائل، وهو نفس الموقف الذي حدث مع الناقد المصري علاء
صادق الذي اضطر لتقديم استقالته من قناة مودرن سبورت على المباشر ليخسر
منصبه كمذيع بالقناة، لكنه كسب شعبية أكبر في الجزائر، إذ عبر المتصلون عن
تضامنهم معه واقتناعهم باحترافيته الكبيرة.