لا يمكن وصف مساعي الاتحاد المصري لكرة القدم للضغط على الاتحادية الدولية
لكرة القدم من أجل ''تعديل'' قانون الفصل بين المنتخبات، بما يخدم
المصريين أمام الجزائر، إلاّ بتخوّف ''الفراعنة'' من ''محاربي الصحراء''.
والغريب فيما يذهب إليه المصريون، ومختلف الوسائل الإعلامية بهذا البلد
الشقيق، وتدخلات ما يعتبرونهم محللين ومختصين، لتأكيد حجتهم بأن نتيجة 2-0
لصالح مصر أمام الجزائر يوم 14 نوفمبر تؤهّل منتخبهم إلى المونديال على
حساب الجزائر دون إجراء عملية القرعة أو مباراة فاصلة. وبما أن ثمة قوانين
صريحة على مستوى الاتحادية الدولية لكرة القدم، فإنه يكفي أن نقرأها بشكل
صحيح حتى نتأكّد بأن ما يقوله الجزائريون بمسؤوليهم وصحافييهم، هو الصحيح،
حيث إن نتيجة 2-0 لمصر أمام الجزائر، وهو ما لن يحدث، حسب تقديرنا، لأن
''الخضر'' سيهزمون ''الفراعنة'' بأرضهم، تجعل ''الفيفا'' تلجأ إلى سحب
القرعة أو إجراء مباراة فاصلة.
ونقرأ في المادة 17 من القوانين
المتعلّقة بمونديال جنوب إفريقيا ,2010 في الفصل المخصص للأدوار التأهيلية
لكأس العالم في الصفحتين 20 و21 أن هناك نظاما خاصا لحساب فارق الأهداف
يخص مباريات البطولة المصغّرة، وتم ترتيبها بشكل يجعل المعيار الأول عدد
النقاط ثم فارق الأهداف في كل مباريات المجموعة، ثم عدد الأهداف المسجلة
في كل مباريات المجموعة. وتؤكد الفيفا من خلال البند السادس من المادة 17
بأنه في حال التساوي في المعايير الثلاثة (بين منتخبين أو أكثر)، يتم
الاحتكام إلى قياس أكبر قدر من النقاط المتحصّل عليها في مباريات المجموعة
بين المنتخبات المعنية، ثم إلى فارق الأهداف في مباريات المجموعة بين
المنتخبات المعنية، وأخيرا عدد الأهداف المسجلة في مباريات المجموعة بين
المنتخبات المعنية، ليأتي في البند السابع أن الفيفا تلجأ إلى سحب القرعة
للفصل بين المنتخبات أو إجراء مباراة فاصلة لو سمحت الرزنامة الدولية
بذلك. ولم تشر ''الفيفا'' بأي شكل من الأشكال إلى أنه يتم احتساب الهدف
المسجّل خارج القواعد مضاعفا، ما يعني أن المصريين يعيشون أحلام
''اليقظة''، ويعني أيضا أن الإعلام المصري يوهم الشعب المصري بأشياء غير
حقيقية.
وذهب أحد الخبراء المصريين إلى التأكيد أن نتيجة 2-0 تؤهّل
منتخب مصر، واستظهر عبر شاشة التلفزيون وثيقة، قال بأنها إثبات من الفيفا،
غير أن الحاصل أن الخبير المصري، قرأ، وبشكل قطعي، قرأ البند التاسع الذي
يتحدّث عن إجراء مباراة الفصل بين منتخبين ذهابا وإيابا، حيث يتم اعتماد
الهدف المسجّل خارج القواعد بمثابة هدفين، حيث كانت ''الفيفا'' واضحة، بأن
ما يذهب إليه المصريون يتعلق بنظام الإقصاء المباشر وليس بنظام البطولة
مثلما هو حاصل في الوقت الراهن بين الجزائر ومصر. وبناء على نص الفيفا
الخاص بتنظيم كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، فإن نتيجة 2-,0 أو أي نتيجة
كانت لصالح مصر فارقها هدفين، تقود إلى عملية القرعة أو إجراء مباراة
فاصلة.