ألهبت تصريحات السيد ''كزافيي درايندوكور'' السفير الفرنسي نهاية الأسبوع
بفندق مهية بلاص، بعاصمة ولاية تبسة والمشيدة بالكفاءات الفردية للعناصر
الوطنية لكرة القدم، والتي قال فيها، إن الخضر كمجموعة متناسقة في أحسن
رواق افتكاك التأهل إلى نهائيات كأس العالم عن جدارة واستحقاق أمام
الفراعنة حماسة الشارع التبسي الذي تزيّن بالراية الوطنية على مستوى جميع
مداخل المدينة.
وفي غضون ذلك سمحت جولة صحفي ''الخبر'' بوسط المدينة
لاكتشاف انتشار منقطع النظير لمجموعات شبانية احتلت الأرصفة بكل عفوية
ووجدت من خياطة الألوان الوطنية في أشكال متنوعة ومختلفة مناصب عمل وجمع
للقوت اليومي، ونسيان لآثار أزمة البطالة مع اقتراب الإعلان عن فرحة تجمع
جميع الجزائريين، عشرات الشباب اصطفّوا ''بزنقة الشواية'' بوسط مدينة تبسة
العريقة يعرضون العلم الوطني بأسعار من 100 دج إلى 300 دج، وشرائط خضراء
وحمراء وبيضاء كتبت عليها عبارات ''ون، تو، ثرِي.. فيفا للجيري'' للأطفال
الصغار بـ20 دج. وأخذنا فضولنا للتحدث مع مروان أحد الشبان الذي أجابنا
أنه و''بالرغم من أزمة الاحتياج والفقر والبطالة فإني أتوجه بالشكر
لمجموعة الخضر التي سيباركها الله وتتأهل إلى كأس العالم بفضل الشيخ
الحكيم سعدان رابح، وأنا ممتن لهم بأنهم خلقوا مناصب شغل مؤقتة، نقتات
منها لبضعة أيام بيع الرايات الوطنية لإضفاء الفرحة على تبسة والجزائر
بصفة عامة، هي تشغيل وحرفة لنا نحن مجموع الشباب البطال بزنقة الشواية
فبائع القماش ارتفع رقم أعماله، وأصحاب حرفة الخياطة استفادوا إلى جانب
هذه المجموعات الشبانية التي أعطت روحا جديدة لمدينة ميتة لا نسمع فيها
سوى أخبار الجريمة، وربما ملايين الشباب بالبليدة والعاصمة ووهران وكل
الجزائر هم اليوم في تجارة مؤقتة بفضل زياني ورفقائه.. أكرر شكري للخضر
ولن نعرف النوم إلى غاية نهاية مقابلة غزلان الخضر بالمنتخب الرواندي
والإعلان عن فرحة ستفجر مكنونات الشعب والتعبير عن مدى حبّه لبلده وغيرته
وتحرّكه العفوي بعيدا عن متاعب السياسة والسياسيين''.
وبينما كنا
نتجاذب أطراف الحديث مع مروان، اقترب خليل عبد الكريم المدعو وشة، المناصر
الوفي لاتحاد تبسة والخضر، وقال لنا إن كل المناصرين القدامى بتبسة
تمسّكوا بقراءة أخبار الخضر بصفحات ''الخبر'' لأنها حركت الشارع وألهبت
حماسه، فقد انطلقت أطول راية خيّطت منذ مقابلة مصر ـ الجزائر من طرف المحب
لكرة القدم الحاج العلمي تجوب شوارع المدينة، وأمسك الأطفال بأعلام صغيرة
وعلقت الراية الوطنية على شرفات العمارات والمحلات التجارية بكل الأحياء
لارمونط ولاكومين الزاوية وبوحبة وطريق عنابة وذراع الإمام حي 580 سكن
فتزيّنت المدينة ذات الطابع الحضاري الروماني والبيزنطي بالأخضر والأحمر
والأبيض.