المدرج الروماني
في جنباته يتلاقح التاريخ مع الحاضر..
المدرج الروماني إرث يطل برأسه منذ ألفي عام
لا يزال المدرج الروماني في قلب العاصمة الأردنية عمان، شاهدا على الحضارة الرومانية كغيره من الأماكن الأثرية في جنوب البلاد وشرقها وغربها، يدخل إليه السياح يلتقطون عشرات الصور التذكارية، تنضح وجوههم بفرحة كبيرة حينما يعبرون عتباته، يهرولون إلى أسفله تارة وأخرى إلى أعلاه، يحدق فيهم الأردنيون، ويتساءلون، ماذا يجد هؤلاء الأجانب في هذه الحجارة الصماء؟ فيجيب واقع الحال أن هموم الأردنيين وفقرهم اكبر بكثير من الالتصاق بحجارة أو تذوق جمالها.
التقاط الصور والإمساك بلحظة الذكرى لا يقتصر على تسجيل الكاميرا للبناء الفريد بل يتعداه إلى التقاط صور الأردنيين، صور يظهر فيها الألم والكآبة ممدين على جباههم، خصوصا أولئك الباعة الذين يجولون المكان والمتسولين وبعض العراقيين الهاربين من آلة الحرب الأمريكية، إذ تجد عشرات العراقيات والعراقيين في الساحة يبيعون السجائر والخرز، فيحدق إليهم الناظر، وحاله يقول: "يا الله، هؤلاء أهل بلاد الرافدين، يا الله سحقا للاحتلال الذي حول جنانا إلى بؤرة لهب حارقة تطرد أهلها".
لكن المدرج الروماني يزداد بهاء وإشراقا وتسري الحياة في جنباته، فيتلاقح التاريخ مع الحاضر، حينما تعرض فيه العروض المسرحية والغنائية، فتخطف أضواؤه لب الحاضرين، وتجري الحياة في عروق المكان، حينما يغني فيه المطربون العرب، وغالبا لا يتسع المدرج لدخول كافة المعجبين بهذا الفنان أو ذاك، قفز، وفرح، ورقص، وتمايل، وموسيقى، وجمهور يصل تعداده إلى ستة آلاف متفرج يملؤون المسرح الذي ما يلبث أن يتحول في اليوم التالي إلى مكان أصم يعود إلى جموده وكبريائه دون حراك حينما يغادره العابرون.
يقع المدرج الروماني في الجزء الشرقي من العاصمة الأردنية عمان وبالتحديد على سفح جبل الجوفة (عمان) على احد التلال. وتشير كتابة يونانية موجودة على إحدى منصات الأعمدة إلى ان هذا المدرج قد بني إكراماً للامبراطور مادريانوس الذي زار عمان سنة( 130ميلادية) ويتألف من ثلاث طبقات يفصل بين كل طبقة و الأخرى عتبة تقارب المترين. كما يتخلل هذه الطبقات ممرات يبلغ عددها ثمانية في كل طبقة. للمدرج ثلاثة مداخل ضخمة و هي المداخل التي تفضي إلى شارع الاعمدة كما هو موضح في الصورة.
ما يميز المدرج التاريخي العريق، انه يقع في قلب العاصمة النابض بالحياة، ووصفه عدد من السياح الاجانب والعرب الذين زاروه بأنه طراز فني رفيع بني قبل آلاف السنين، وما زال شاهدا حتى يومنا هذا وهو على هيئته التي بني عليها وان فقد الكثير من معالمه الجمالية ولكنه يحتفظ بالحجارة المسطحة الجميلة وبهندسة فائقة التصميم وفق مهندسين مختصيون بفن العمارة.
ليس المهم في المدرج الروماني انه طراز بنياني عريق، ولكن المهم ان موقعه الفريد يكسبة اهمية بالغة من وجهتين، الاولى انه امتداد لجبل القلعة الذي يقع على ربوة من روابي عمان الساحرة، ومنه يتسنى للزائر مشاهدة عمان من كل الاتجاهات، والامر الثاني انه ما يزال نابضاً بالحياة، فقد اقيمت عليه العديد من المهرجانات المحلية والعالمية، والكثير من المسرحيات، وشدا فيه كبار المطربين عرباً واجانب.
ولعل أجمل الاوقات لجبل القلعة والمدرج الروماني ايام العيد، اذ تتجمل العاصمة وتتزين بابهى حلة، من خلال الانارات الملونة التي تضعها، وما يحيط بها من محال تجارية متلألئة الانوار، ومشهد الجبال التي تحيط بالعاصمة (منطقة) البلد وكأنها السوار للمعصم، فضلاً عن طبيعة المساكن الشعبية التي يتراءى للبعض انها بنيت على ايدي مهندسين كبار، بفضل تركيبتها الفريدة والتي تضفي على المكان سحراً وجمالاً أخاذاً.
لقد اجمع كل من حظي بزيارة وسط العاصمة وخصوصاً المدرج الروماني وجبل القلعة، بانها عاصمة نادرة من حيث الطبيعة الجغرافية للمكان، فضلاً عن عراقة المكان ووجود العديد من المقاهي الشعبية القديمة والمحال التجارية والمطاعم التي ما تزال على هيئتها منذ انشائها مع نشأة الدولة الاردنية في عام
المدرج الروماني مسرح روماني يقع في الجزء الشرقي من العاصمة الأردنية عمّان بالتحديد على سفح جبل الجوفة على أحد التلال المقابلة لقلعة عمان. تشير كتابة يونانية موجودة على إحدى منصات الأعمدة إلى ان هذا المدرج قد بني إكراماً للامبراطور مادريانوس الذي زار عمان سنة 130م.
المدرج الروماني وتقع إلى جانبه ساحة الفورم وتبلغ مساحتهما معا ما مجموعه 7,600 متر2 ويعود تاريخ بنائهما على الأرجح إلى القرن الثاني الميلادي وتحديدا بين عامي 138مو161م إبان عهد القيصر أنطونيوس بيوس.
استعمل المدرج الروماني للعروض المسرحيةوالغنائية. بسبب جودة نظام الصوت فيه، يستعمل لغاية اليوم أحيانا للعروض الفنية. يتسع المسرح 6,000 متفرج، يعد بذلك أكبر من المسرح الجنوبي في جرش، الذي يتسع إلى 4,000 - 5,000 متفرج.
يعتبر إلى يومنا هذا أكبر مسرح في الأردن. أمام منصة المسرح التي يعلوها الفنانون، هناك مكان معين في وسط المسرح، يسمع المتفرجون في جميع مدرجات المسرح بطريقة واضحة إلى الصوت الصادر عنه. المدرجات مقسمة إلى 44 صفا، في ثلاث مجموعات رئيسية. كانت مجموعة الصفوف الأولى تستعمل لعلية القوم وكبار الشخصيات، بينما كانت مجموعات الصفوف الثانية والثالثة مخصصة لباقي الشعب.
هناك غرف خلف منصة المسرح، يستعملها الفنانون لتغيير ثيابهم وللتحضير للظهور أمام الجمهور. كان يبلغ علو بناية منصة المسرح الأصلية حوالي ثلاث طوابق، أي أعلى من الأعمدة في ساحة الفورم. كان هناك معبد صغير في أعلى المسرح، منحوت في الصخر، كان به تماثيل للآلهة الرومانية.
هناك متحفان صغيران اليوم على جانبي المسرح، متحف الحياة الشعبية ومتحف الأزياء الشعبية. الأول يحكي تطور حياة سكان الأردن واستعمالهم للأدوات والأثاث على مدى القرن السابق، وخاصة حياة الريف والبدو. المتحف الثاني يتناول مواضيع أزياء المدن الأردنيةوالفلسطينية التقليدية والحلى وأدوات التزيين التي تستعملها النساء.
- زائرزائر
تمت المشاركة الثلاثاء أبريل 17, 2012 12:45 am
- bel9isseعضو مميز
- رقم العضوية : 11361
الجنس : عدد المساهمات : 1072 نقاط التميز : 1283 تقييم العضو : 20 التسجيل : 01/01/2012 العمر : 31 الإقامة : في جنة الخلد انا وانتم انشاء الله.
تمت المشاركة الثلاثاء أبريل 17, 2012 12:22 pm
مشكور عالمعلومات القييمة اللي عطيتنا اياها.
- زائرزائر
تمت المشاركة الخميس أبريل 19, 2012 12:19 am
يسلموا اخوي يازن ع المعلومااااات
يعطيك الف عافية
مودتي لروحك
يعطيك الف عافية
مودتي لروحك
- زائرزائر
تمت المشاركة الخميس مايو 24, 2012 5:29 pm
جميل ان نجدك في مواضيعنا اختي بلقيس شكرا لانك تكرمتي ومررت من هنا
- زائرزائر
تمت المشاركة الخميس مايو 24, 2012 5:30 pm
كل الشكر لمرورك الراقي والذي أسعدني كثيرا بهذه الطلة الجميلة
تقديري اختي شتات
تقديري اختي شتات
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى