السلام عليكم ..
انتقيت لكم من عيون ماقاله الشاعرالجاهلي امرؤ القيس بن حجر، رائد شعراء المعلّقات السبع، قصيدة ليس من السّهل فهمها برغم بساطة موضوعها ، كما ليس من السّهل قراءة بعض مقاطعها وفك لغز بعض مفرداتها ،رغم أنّها عربية . إنّها قصيدة "تعلّق قلبي طفلة عربية" ، التي لم يقو على آدائها غناء سوى الفنانة اللبنانية "هيام يونس" ، كما لم يبدع في تجسيد مقاطعها الصوتية سوى هذه الفنانة القديرة ...كلّ شيء يغني في هذه القصيدة ، ويعرب عن الجمال العربي والتعلّق بنساء العرب دونهن من نساء العجم لدى الجاهليين ..."كندة" بكسرالكاف قبيلة امريء القيس ، ومن خلفها قبائل ومدن عربية عريقة تنبض حبا وجمالا في هذه القصيدة . أتمنى أن يكون انتقائي عند حسن ظن متذوّقي الأدب والشعر على وجه الخصوص ، وإليكم القصيدة :
من طلـل بيـن الجديـة والجبل *** محـل قديـم العهـد طالـت بـه الطيـل
عفـا غيـر مرتـاد ومـر كسر حب *** ومنخفــــض طـام تنكـر واضمـحـل
وزالت صروف الدهر عنه فأصبحت *** على غير سكان ومـن سكـن ارتحـل
تنطـح بالأطـلال منـه مجلجل *** أحـم إذا احمومـت سحائـبـه انسـجـل
بريـح وبـرق لاح بيـن سحائب *** ورعـد إذا مـا هـب هاتـفـه هـطــــــل
فأنبـت فيـه مـن غشنـض وغشنض *** ورونـق رنـد والصلنـدد والأسـل
وفيـه القطـا والبـوم وابـن حبوكل ***.وطيـر القطـاط والبلنـدد والحجـل
وعنثـلـة والخيـثـوان وبرسـل *** وفـرخ فـريـق والرفـلـة والـرفـل
وفيـل وأذيـاب وابـن خويدر *** وغنسلـة فيهـا الخفيـعـان قــد نــزل
وهـام وهمهـام وطالـع أنجد *** ومنحبـك الروقيـن فــي سـيـره مـيـل
فلما عرفـت الـدار بعـد توهمي *** تكفكـف دمعـي فـوق خـدي وانهمـل
فقلـت لهـا يـادار سلمـى ومـا الذي *** تمتعـت لا بدلـت يـادار بالبـدل
لقد طال ما اضحيـت قفـرا ومالفا *** ومنتظـرا للحـي مـن حـل أو رحـل
ومـأوى لأبكـار حسـان أوانـس *** ورب فتـى كالليـث مشتهـرا بـطـل
لقد كنـت أسبـي الغيـد أمـرد نـا شئا *** ويسبيننـي منهـن بالـدل والمقـل
ليالـي أسـبـي الغانـيـات بجمة *** معثكـلـة ســوداء زينـهـا رجــل
كـأن قطيـر البـان فـي عنكاتها *** علـى منثنـى والمنكبيـن عطـى رطـل
تعلـق قلبـي طفلـة عربية *** تنعـم فــي الديـبـاج والحـلـي والحـلـل
لهـا مقلـة لـو أنهـا نظـرت بها *** إلـى راهـب قـد صـام لله وابتـهـل
لأصبـح مفتونـا معنـى بحبها *** كـأن لـم يصـم لله يومـا ولــم يـصـل
ألا رب يـوم قـد لهـوت بدلهـا *** إذا مـا أبوهـا ليلـة غـاب أو غـفـل
فقالـت لأتـراب لهـا قـد رميته *** فكيـف بـه إن مـات أو كيـف يحتبـل
أيخفى لنا إن كان في الليـل دفنه *** فقلـت وهـل يخفـى الهـلال إذا أفـل؟
قتلت الفتى الكندي والشاعـر الذي *** تدانـت لـه الأشعـار طـرا فيـا لعـل
لمه تقتلي المشهـور والفـارس الذي *** يفلـق هامـات الرجـال بـلا وجـل
ألا يا بنـي كنـدة اقتلـوا بابـن عمكـم *** وإلا فمـا انتـم قبيـل ولا خـول
قتيل بوادي الحـب مـن غيـر قاتـل *** ولا ميـت يعـزى هنـاك ولا زمـل
قتلـك التـي هـام الفـؤاد بحبها ***. مهفهـفـة بيـضـاء دريــة القـبـل
ولي ولها في النـاس قـول وسمعة ***ولـي ولهـا فـي كـل ناحيـة مثـل
كأن علـى أسنانهـا بعـد هجعة ***سفرجـل أو تفـاح فـي القنـد والعسـل
رداح صموت الحجل تمشي تبخترا.***وصراخة الحجلين يصرخن في زجـل
غموض عضوض الحجل لو أنها مشت***به عند بـاب السبسبييـن لانفصـل
فهي هي وهي هي ثم هي هي وهي وهي***منى لي من الدنيا من الناس بالجمل
ألا لآ لا إلا لــيء لا بــث ***ولا لآ لا إلا لآلــيء مـــن رحـــل
فكم كم وكم كم ثم كم كم وكـم وكم ***قطعـت الفيافـي والمهامـة لـم أمـل
وكاف وكفكاف وكفـي بكفها ***وكـاف كفـوف الـودق مـن كفهـا انهمـل
فلو لو ثم لو لـو ولـو ولـو . ***دنـا دار سلمـى كنـت اول مـن وصـل
وعن عن وعن عن ثم عن عن وعن وعن***أسائل عنها كل من سار وارتحـل
وفي في وفي في ثم في في وفي وفي ***وفي وجنتي سلمـى أقبـل لـم أمـل
وسل سل وسل سل ثم سل سل وسل وسل***وسل دار سلمى والربوع فكم أسل
وشنصل وشنصل ثم شنصل عشنصل***على حاجبي سلمى يزين مـع المقـل
حجازيـة العينيـن مكيـة الحشى ***عراقيـة الأطـراف رومـيـة الكـفـل
تهاميـة الأبـدان عبسـيـة اللمى ***خزاعـيـة الأسـنـان دريــة القـبـل
وقلت لها أي القبائل تنسبي ***لعلـي بيـن النـاس فـي الشعـر كـي أسـل
فقالـت أنـا كنديـة عربية ***فقلـت لهـا حـاشـا وكــلا وهــل وبــل
فقالت أنا روميـة عجمية ***فقلـت لهـا ( ورخيـز بياخـوش ) مـن قـزل
فلمـا تلاقينـا وجـدت بنانها ***مخضـبـة تحـكـي الشـواعـل بالشـعـل
ولا عبتها الشطرنـج خيلـي ترادفت***ورخـي عليهـا دار بالشـاه بالعجـل
فقالت وما هـذا شطـارة لاعب ***ولكـن قتـل الشـاه بالفيـل هـو الأجـل
فناصبتها منصوب بالفيل عاجلا ***مـن اثنيـن فـي تسـع بسـرع فلـم امـل
وقـد كـان لعبـي كـل دسـت بقبلة *** أقبـل ثغـرا كالـهـلال إذا أهــل
فقبلتهـا تسعـا وتسعيـن قبلة ***وواحـدة أيضـا وكـنـت عـلـى عـجـل
وعانقتها حتى تقطع عقدها ***وحتى فصـوص الطـوق مـن جيدهـا انفصـل
كأن فصوص الطوق لمـا تناثرت ***ضيـاء مصابيـح تطايـرن عـن شعـل
وآخـر قولـي مثـل مـا قلـت أولا ***لمـن طلـل بيـن الجديـة والجبـل
انتقيت لكم من عيون ماقاله الشاعرالجاهلي امرؤ القيس بن حجر، رائد شعراء المعلّقات السبع، قصيدة ليس من السّهل فهمها برغم بساطة موضوعها ، كما ليس من السّهل قراءة بعض مقاطعها وفك لغز بعض مفرداتها ،رغم أنّها عربية . إنّها قصيدة "تعلّق قلبي طفلة عربية" ، التي لم يقو على آدائها غناء سوى الفنانة اللبنانية "هيام يونس" ، كما لم يبدع في تجسيد مقاطعها الصوتية سوى هذه الفنانة القديرة ...كلّ شيء يغني في هذه القصيدة ، ويعرب عن الجمال العربي والتعلّق بنساء العرب دونهن من نساء العجم لدى الجاهليين ..."كندة" بكسرالكاف قبيلة امريء القيس ، ومن خلفها قبائل ومدن عربية عريقة تنبض حبا وجمالا في هذه القصيدة . أتمنى أن يكون انتقائي عند حسن ظن متذوّقي الأدب والشعر على وجه الخصوص ، وإليكم القصيدة :
من طلـل بيـن الجديـة والجبل *** محـل قديـم العهـد طالـت بـه الطيـل
عفـا غيـر مرتـاد ومـر كسر حب *** ومنخفــــض طـام تنكـر واضمـحـل
وزالت صروف الدهر عنه فأصبحت *** على غير سكان ومـن سكـن ارتحـل
تنطـح بالأطـلال منـه مجلجل *** أحـم إذا احمومـت سحائـبـه انسـجـل
بريـح وبـرق لاح بيـن سحائب *** ورعـد إذا مـا هـب هاتـفـه هـطــــــل
فأنبـت فيـه مـن غشنـض وغشنض *** ورونـق رنـد والصلنـدد والأسـل
وفيـه القطـا والبـوم وابـن حبوكل ***.وطيـر القطـاط والبلنـدد والحجـل
وعنثـلـة والخيـثـوان وبرسـل *** وفـرخ فـريـق والرفـلـة والـرفـل
وفيـل وأذيـاب وابـن خويدر *** وغنسلـة فيهـا الخفيـعـان قــد نــزل
وهـام وهمهـام وطالـع أنجد *** ومنحبـك الروقيـن فــي سـيـره مـيـل
فلما عرفـت الـدار بعـد توهمي *** تكفكـف دمعـي فـوق خـدي وانهمـل
فقلـت لهـا يـادار سلمـى ومـا الذي *** تمتعـت لا بدلـت يـادار بالبـدل
لقد طال ما اضحيـت قفـرا ومالفا *** ومنتظـرا للحـي مـن حـل أو رحـل
ومـأوى لأبكـار حسـان أوانـس *** ورب فتـى كالليـث مشتهـرا بـطـل
لقد كنـت أسبـي الغيـد أمـرد نـا شئا *** ويسبيننـي منهـن بالـدل والمقـل
ليالـي أسـبـي الغانـيـات بجمة *** معثكـلـة ســوداء زينـهـا رجــل
كـأن قطيـر البـان فـي عنكاتها *** علـى منثنـى والمنكبيـن عطـى رطـل
تعلـق قلبـي طفلـة عربية *** تنعـم فــي الديـبـاج والحـلـي والحـلـل
لهـا مقلـة لـو أنهـا نظـرت بها *** إلـى راهـب قـد صـام لله وابتـهـل
لأصبـح مفتونـا معنـى بحبها *** كـأن لـم يصـم لله يومـا ولــم يـصـل
ألا رب يـوم قـد لهـوت بدلهـا *** إذا مـا أبوهـا ليلـة غـاب أو غـفـل
فقالـت لأتـراب لهـا قـد رميته *** فكيـف بـه إن مـات أو كيـف يحتبـل
أيخفى لنا إن كان في الليـل دفنه *** فقلـت وهـل يخفـى الهـلال إذا أفـل؟
قتلت الفتى الكندي والشاعـر الذي *** تدانـت لـه الأشعـار طـرا فيـا لعـل
لمه تقتلي المشهـور والفـارس الذي *** يفلـق هامـات الرجـال بـلا وجـل
ألا يا بنـي كنـدة اقتلـوا بابـن عمكـم *** وإلا فمـا انتـم قبيـل ولا خـول
قتيل بوادي الحـب مـن غيـر قاتـل *** ولا ميـت يعـزى هنـاك ولا زمـل
قتلـك التـي هـام الفـؤاد بحبها ***. مهفهـفـة بيـضـاء دريــة القـبـل
ولي ولها في النـاس قـول وسمعة ***ولـي ولهـا فـي كـل ناحيـة مثـل
كأن علـى أسنانهـا بعـد هجعة ***سفرجـل أو تفـاح فـي القنـد والعسـل
رداح صموت الحجل تمشي تبخترا.***وصراخة الحجلين يصرخن في زجـل
غموض عضوض الحجل لو أنها مشت***به عند بـاب السبسبييـن لانفصـل
فهي هي وهي هي ثم هي هي وهي وهي***منى لي من الدنيا من الناس بالجمل
ألا لآ لا إلا لــيء لا بــث ***ولا لآ لا إلا لآلــيء مـــن رحـــل
فكم كم وكم كم ثم كم كم وكـم وكم ***قطعـت الفيافـي والمهامـة لـم أمـل
وكاف وكفكاف وكفـي بكفها ***وكـاف كفـوف الـودق مـن كفهـا انهمـل
فلو لو ثم لو لـو ولـو ولـو . ***دنـا دار سلمـى كنـت اول مـن وصـل
وعن عن وعن عن ثم عن عن وعن وعن***أسائل عنها كل من سار وارتحـل
وفي في وفي في ثم في في وفي وفي ***وفي وجنتي سلمـى أقبـل لـم أمـل
وسل سل وسل سل ثم سل سل وسل وسل***وسل دار سلمى والربوع فكم أسل
وشنصل وشنصل ثم شنصل عشنصل***على حاجبي سلمى يزين مـع المقـل
حجازيـة العينيـن مكيـة الحشى ***عراقيـة الأطـراف رومـيـة الكـفـل
تهاميـة الأبـدان عبسـيـة اللمى ***خزاعـيـة الأسـنـان دريــة القـبـل
وقلت لها أي القبائل تنسبي ***لعلـي بيـن النـاس فـي الشعـر كـي أسـل
فقالـت أنـا كنديـة عربية ***فقلـت لهـا حـاشـا وكــلا وهــل وبــل
فقالت أنا روميـة عجمية ***فقلـت لهـا ( ورخيـز بياخـوش ) مـن قـزل
فلمـا تلاقينـا وجـدت بنانها ***مخضـبـة تحـكـي الشـواعـل بالشـعـل
ولا عبتها الشطرنـج خيلـي ترادفت***ورخـي عليهـا دار بالشـاه بالعجـل
فقالت وما هـذا شطـارة لاعب ***ولكـن قتـل الشـاه بالفيـل هـو الأجـل
فناصبتها منصوب بالفيل عاجلا ***مـن اثنيـن فـي تسـع بسـرع فلـم امـل
وقـد كـان لعبـي كـل دسـت بقبلة *** أقبـل ثغـرا كالـهـلال إذا أهــل
فقبلتهـا تسعـا وتسعيـن قبلة ***وواحـدة أيضـا وكـنـت عـلـى عـجـل
وعانقتها حتى تقطع عقدها ***وحتى فصـوص الطـوق مـن جيدهـا انفصـل
كأن فصوص الطوق لمـا تناثرت ***ضيـاء مصابيـح تطايـرن عـن شعـل
وآخـر قولـي مثـل مـا قلـت أولا ***لمـن طلـل بيـن الجديـة والجبـل