الرئيسية
المنشورات
أحدث الصور
التسجيل
دخول
الجزء الأول
سلوى هي فتاة عذبة الملامح براءة وجهها تفصح عن عمرها وعيناها السودوان ترويان ألف حكاية ، تتمايل على الشرفة
كفراشة تحوم قرب زهرة،تتأمل وجوه المارة بترقب يخالطه الشوق ، طال الإنتظار وضاقت ذرعاً بالمكان ، هاهو يطل من بعيد بابتسامته
المعهودة ولهفته كلما لمح طلتها المشرقة وقدها الممشوق وخصلات شعرها المتطايرة .
عبد الرحيم شاب بمقتبل العمر منذ يومين بلغ الحادية والعشرين من العمر وكانت سلوى إبنة الرابعة عشر أول من خفق القلب لها، تبادلا النظرات بخجل جعل خدي سلوى يكتسيان بحمرة الورد وبريق لمع بعيني عبد الرحيم.
مضت أيام وشهوروهم على نفس الحال إلى أن واتته الشجاعة وأرسل لها رسالة تبوح بمكنونات القلب وترتجي الوصال وطلب رؤيتها لبرهة ولو من وراء الباب ، وتعددت اللقاءات وكبر الحب بينهما كنبتة جميلة خضراء يرويانها باللهفة وحر الأشواق
صارح عبد الرحيم والدته رغبته بالارتباط إعترضت وحاولت ثنيه فهو مازال طري العود قليل الخبرة بالحياة وهي لاتملك سواه سنداً بعد ترملها منذ سنوات وإبنة قد تزوجت وسكنت بعيدة عنها ولاتراها كثيراً بسبب مسؤولياتها ،ولكنه أصر فلم تملك أمام عناده إلا الإذعان لرغبته .
وقامت بزيارة أهل سلوى وطلب يدها ، وهنا كان الرفض ماقوبل به طلبها فالفتاة مازالت صغيرة على الزواج وهي تركت الدراسة وتتعلم الخياطة وقد تميزت جداً بين قريناتها .
واصلت والدةعبد الرحيم محاولاتها وتسخير الواسطات وتكرار المحاولات.وأهل سلوى متشبثون بموقفهم ليوم تمردت فيه سلوى وأعلنت أنها
تريد الزواج به رغم كل القرارات وأنها تفضل الموت على التخلي عنه وبعد محاولات عقيمة لثنيها عن قرارها إمتثل الأهل صاغرين على مضض
وأعلنت الخطوبة وعقد القران بترتيبات بسيطة توازي إمكانيات عبد الرحيم المادية متجاهلاً إعتراضات أهل خطيبته وتذمرهم .
إستأجر بيتاً صغيراً متواضعاً ليقطنه هو وسلوى ووالدته المسنة ،وكان متلهفاً لإتمام الزواج بأسرع وقت ممكن بعد ماغمر الغرام قلبيهما وتملك من كل مافيه وهذا فعلاً ماكان.
تم الزفاف بعد طول صبر وعناء وأخيراً جمعها بيت واحد وظللهما سقف واحد وكانت سلوى بعرسها رائعة الجمال وكالبدر المضئ بليلة تمامه
قال لها :مبارك لي بكِ
قالت:بل مبارك لي بك ولاحرمني الله منك أبد الدهر
ولم يدركا بتلك اللحظة مايخبئه القدر لهما.....
