لم تكن مجرد أخطاء بسيطة تلك التي وقع فيها البرتغالي جوزيه مورينيو ، بل إنها كانت أخطاء كارثية شعرنا من خلالها وكأن مورينيو لم يسبق له أن واجه برشلونة من قبل ، أو أنه يعيش ظرفاً ومعطيات غير الموجودة بالحقيقة ، ولكي ندخل في صلب الموضوع سنناقش "خطايا مورينيو" بنقاط واضحة ومحددة ومرتبة :-
1- لماذا دخل مورينيو المباراة بتشكيل هجومي ؟
كل الخبراء قبل الكلاسيكو أجمعوا أن مورينيو سيدخل المباراة بخطة 4-3-3 التي دخل بها مباراة فالنسيا وحقق المطلوب ، وهي الخطة التي بدت مثالية لظروف الريال ، فالريال قبل المباراة كان بينه وبين البرسا ثلاثة نقاط ومباراة الأسبوع السابع عشر التي لم يلعبها بينما لعب البرسا المباراة الخاصة به ، وفارق ست نقاط فارق جيد جداً إذا ما تم الحفاظ عليه ، لذا يبدو منطقياً لو كان دخل الريال بثلاثة محاور بالوسط وهم خضيرة ولاس ويتوسطهما ممول الكرات تشابي ألونزو ويدفع بالخط الأمامي دي ماريا ورونالدو وواحداً من بن زيمة أو أوزيل ، فلو دفع ببن زيمة سيجعل رونالدو جناح أيمن وإن دفع بأوزيل سيكون رونالدو هو رأس الحربة الأوحد ، خطة كهذه كانت ستجبر البرسا على الاندفاع الهجومي فالبرسا يحتاج لتذليل الفارق والتوازن بين الدفاع والهجوم ليس من مصلحته ، وقتها يستطيع الريال أن يلدغ لدغته بمرتدة ويخطف نقاط المباراة أو حتى يلعب مدافعاً بالتسعون دقيقة .. !
2- كوينتراو ظهير أيمن ؟!
ربما تكون هذه الخطوة عندما تلعب أمام خيتافي أو أياكس أو حتى أتليتكو مدريد ، ولكن ليس أمام برشلونة ، كوينتراو يمكنه اللعب بشكل لا بأس به كظهير أيمن ، وأمام فرق بعينها .. وليس أمام أفضل فريق بالعالم !
السؤال الذي يطرح نفسه هو .. لماذا لم يقم بالخيار الأفضل ، بظل عدم تواجد ريكاردو كارفاليو وهو ما كان سيجعله يقحم راموس بالخانة اليمنى لطرف الدفاع ، وهو الدفع بألفارو أربيلوا ؟
ربما تكون مساندة أربيلوا الهجومية ليست بالقوية حقاً ، ولكنه متزن دفاعياً ويستطيع ببعض المساندة من محور من الوسط أن يؤدي بشكل طيب أمام إنييستا ، خاصة وأن أبيدال لا يقوم بالواجب الهجومي بكثرة بالحالات العادية وقطعاً أمام الريال لن يقوم به أبداً !
3- بعد البداية المثالية .. لماذا تأخر الدفع بخضيرة ؟
نتيجة 1/1 التي انتهى عليها الشوط الأول كانت نتيجة ممتازة للريال ، نتيجة تحتاج لعمق بوسط الملعب وكثافة عددية بلاعبي الوسط لسحب لاعبي البرسا أكثر وأكثر وحثهم على الهجوم وهو ما كان سيترك مساحات شاسعة بالخلف وفي جبهة دانيال ألفيش بالذات ، لماذا لم يدفع مورينيو بخضيرة بين الشوطين على حساب أحد الثنائي خارج نطاق الخدمة وهنا نذكر أوزيل ورونالدو ، ربما رونالدو كان أسوء حالاً ولكن سحبه لم يكن منطقياً لأن رونالدو بكل لحظة كان الجميع يشعر أنه سيتحسن وأن سيصنع الفارق ، ولكن سوء أوزيل جعل الموضوع أسهل على مورينيو فرونالدو لم يكن السيئ الوحيد !
ربما يكون مورينيو قد طمع بإمكانية خطف النقاط الثلاثة من البرسا خاصة وأننا رأينا برشلونة سيء ، نعم فبرشلونة لم يلعب بذات الرونق الخرافي الذي قدمه أمام ميلان مثلاً ، برشلونة أمام ميلان كان خطيراً ولكن برشلونة أمام الريال كان أقل ، الفارق فقط أن الريال كان أسوء منه !
الغريب أن مورينيو ليس بالمدرب الطماع أو الذي قد تغره حالة خصمه فيقوم بمخاطرة أو تكنيك هجومي ، فمورينيو بإيطاليا له سابقة شهيرة عندما خرج من شوط مباراة ديربي المادونينا أمام ميلان بثلاثية نظيفة بالأسبوع الثاني من موسم 2009/2010 بأواخر أيام أغسطس آب 2009 ووقتها الكل توقع أن الإنتر سيرد السداسية التاريخية وهو الدين القديم للإنتر لدى ميلان منذ 11 مايو 2011 ، ولكن وقتها لم يطمع مورينيو بالمباراة على الإطلاق واكتفى بما تحقق وكانت كل تغييراته دفاعية ، فدفع بمونتاري ذو الميول الدفاعية مكان تياجو موتّا صاحب النزعات والصولات الهجومية بتغييره الأول بالدقيقة 60 وأعقبه بتغييرين دفاعي آخر ، فسحب شنايدر وأقحم فييرا وحتى التغيير الأخير سحب البرنشيبي ، رأس الحربة ، وأقحم بالوتيللي صاحب الإمكانيات التي تتيح له اللعب على الجناح وتحت رأسي الحربة !
4- تغييرات سيئة ، ولكن الثالث هو الأسوأ !
تغييرات مورينيو بالمباراة كانت كارثية ، فإقحام كاكا الذي لا يزال يتحسس خطوات الأداء الجيد بمباراة كهذه شيء مميت فعلاً ، لعلنا لن نرى كاكا متميز بعد الآن لأن خطوة كهذه صعبة جداً ومدمرة لمعنوياته فهو مطلوب منه إحياء ميت !
التغيير الثاني برغم سوءه وتسرعه لأن لاسانا كان أفضل لاعبي وسط الريال ، ولكن لاسانا كان لديه بطاقة وربما خشى من طرده !
ولكن الغريب أن مورينيو سحبه بمجرد حصوله على البطاقة بشكل غريب جداً ، فلاسانا لم يكن عصبياً بأدائه بالشكل الذي يجعله يخاف من إقصاؤه بهذه الطريقة ، كما أن لاس لم يكن عنيفاً بكل لقطة كما هو حال بيبي وتدخلاته العنيفة لأكثر من مرة !
التغيير الأخير كان كارثياً بكل معاني الكلمة .. فمورينيو أصبح يهاجم بثنائي رأسي حربة ، ومن يمدهم بالكرات لاعب غائب عن المباريات الكبيرة منذ مدة طويلة " كاكا" والأخر خارج نطاق الخدمة تماماً !
بالختام هناك نقطتين يجب الإشارة إليهما .. مورينيو يتحمل نسبة 90 % حتى بخصوص سوء لاعبيه فهو لم يهيئهم نفسياً قبل المباراة ، لم يشرح لهم ماذا يريد الفريق من هذه المباراة ،هذا ما تبين من أداء اللاعبين ، فلو كان هناك تهيئة نفسية بكل تأكيد لنعكس هذا الأمر على الأداء في الملعب .
نقطة ملحوظة على مورينيو هو إنه منذ أن ترك الإنتر وهو فاقد لميزته الأبرز .. التهيئة النفسية وضبط الأجواء بداخل غرف خلع الملابس للفريق ، هذا الشيء كان يجعل مورينيو يختلف عن الآخرين ، والآن لم يعد يتمتع به !
النقطة الأخرى كان بخصوص راموس ، حيث حان الوقت أن يعود راموس لمركز الظهير الأيمن وأن يشتري الريال مدافعاً كبيراً وهنا ربما نذكر الاسم الأنسب ، الإيطالي جيورجيو كيليني مدافع يوفينتوس .