في لحظات غفلة بينما كنت اتفكر في حالي وفي حال الناس وما آل إليه
تفكرت إلى متى ونحن في غفلة عن الأخرة
الى متى كل منا يحمل في قلبه على اخيه
الى متى نسي الظن بالناس ولا نقبل اعذاراهم
نتسامح بالسنتنا دون صفاء القلوب
ألى متى همنا إرضاء الذات والناس
ونظن أننا معصمون من الخطا والزلل
نرى أخطاء الناس وننسى أخطاءنا
إلى متى نهجر ونتكبر
أليس قدوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
من علمنا صفاء القلوب
وبدات أبحث عن ما ينجينا من الفتن
فرأيت مركب من بعيد
نعم هو ماكنت أبحث عنه
إنه سفينة النجاة في بحر الدنيا المتلاطم الأمواج المختلط بالفتن والأهواء ،
العمل الصالح أنيس الوحشة في القبر والقرين بعد أن ذهب الأهل والأصحاب ،
والمال والبنون ، بالعمل الصالح فاز الصالحون وإليه مطمع الفائزون ، بالعمل الصالح تتنزل الرحمات ،
وبه تنال البركات ، وبه يحصل الحفظ والرعاية ، والأمن والوقاية ،
بالعمل الصالح يثقل الميزان يوم القيامة يوم لا دينار فيه ولا درهم ،
العمل الصالح يشفع لصاحبه في الدنيا والآخرة ، فثمرة العمل الصالح عاجلة وآجلة
"مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ" (فاطر: من الآية10)
وأصحاب الأعمال صالحة يجاهدون أنفسهم عليها جهادا مستمرا أمام شهوات النفس
وزينة الحياة الدنيا ، ويدفعون عن أنفسهم الرياء والسمعة وداء العجب بما هم عليه
من طاعة حتى يجدوا حلاوة ولذة أعمالهم الصالحة
قال أحد السلف وقد بلغ الستين من عمره : جاهدت نفسي على قيام الليل أربعين سنة وتلذذت بها عشرون.
ومن السلف من لم تفته تكبيرة الإحرام أربعين سنة ،
وقال الشيرازي : إذا سمعتم حيّ على الصلاة ولم تروني في الصف الأول ، فاطلبوني في المقبرة
.
فكيف هو حالي وحالك قارئ الكريم...
التسويف سوف أفعل وسأفعل ... إلقاء التبعات ... زماننا غير زمانهم ..
.وكان لهم أعوان ونحن لا أعوان لنا... حياتهم كانت أسهل ...
.وهكذا مما زينت لنا شهواتنا وسول لنا الشيطان وإسلامنا حجة لنا أو علينا!
ونحن غرتنا الدنيا وألهتنا بزينتها وزخارفها
إرضاء لشهواتنا
فكيف حالنا إذا فارقنا الأهل والأحباب
وتوسدنا التراب وليس لنا ما نحاجوا به عند الله
فكيف حالنا إذا تطايرت الصحف
وحشر الناس إلى أرض المحشر
ونادى المنادي هلم إلى العرض
فرحماك ربنا
اللهم سلم
اللهم سلم
اللهم سلم
هلم معي لنكرب سفينة النجاة
على الطريق الخير نمضي وعين الله ترعانا
اعملوا وجددوا الثقة بالله وبأنفسكم وليكن طموحكم عليّا يصل الثريا
واخلصوا في أعمالكم فكل ميسر لما خلق له
"و ما عند الله خير وأبقى والعمل للباقية خير وأبقى من العمل للفانية
والعمل محمدة و شرف للمرء وعون له عل حصول الخير
ولا يعوق سعيك الآخرين ، ولتكن خشيتك من الرقيب الأعلى
مقدمة على الخوف من الرقيب الأدنى
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا
وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين
مخرج
قد يتحول كل شيء ضدك و يبقى الله معك
فكن مع الله يكن كل شيء معك
"كن في الحياة كعابر سبيل واترك وراءك كل أثر جميل
فما نحن في الدنيا الا ضيوف وما على الضيف سوى
الرحيل