تلاوة القرآن
شفاءٌ للمؤمنين و رحمةٌ للعالمين
القرآن العظيم هو
كتاب الله الخالد ودستوره السماوي الجامع.. ولو أردنا أن نتحدث عن بعض
فضله لما استطعنا ولضاق بنا المقام ... والآيات والأحاديث في فضل القرآن
كثيرة... فالقرآن هداية وشفاء ورحمة ونور وفرقان وتبيان لكل شئ وبرهان...
فهل يستشعر المسلم كل هذه المعاني عندما يقرا القرآن ؟؟؟
فالذي يقرأ
القرآن يجب أن يستحضر أنه يسمع كلام الله مباشرة.. ولكن القرآن يشكونا إلى
الله لأننا هجرناه ووضعناه فوق الأرفف وفي السيارات...
ومن نعمة الله
علينا أن القرآن الكريم انزل بلسان عربي مبين مما يسر لنا فهمه والتأثر به
... لذلك يجب أن نعرف محاور القرآن الكريم...
محاور القرآن الكريم:
هناك خمسة محاور رئيسية كبرى يدور حولها القرآن الكريم...
المحور الأول: معرفة الله عز وجل...
أي معرفة أسمائه وصفاته وقدراته وملكه , وحبه والخوف منه...
المحور الثاني: معرفة سبب وجودك في الحياة...
وكيف خُلقت وكيف نشأت وكيف بدأ الكون ...ولهذا تكررت قصة آدم عليه السلام عشرات المرات في القرآن لكي نتذكر هذا المعنى جيداً
المحور الثالث: معرفة نعم الله وفضله علينا...
وهناك عشرات الآيات التي تتحدث في فضل الله تعالى ونعمه على عباده وهي لا تعد ولا تحصى
المحور الرابع: معرفة الإنسان مصيره ونهايته...
وتتناول ذلك في القرآن آيات الجنة والنار والحساب والصراط والميزان ... إلخ
المحور الخامس: إصلاح حياة البشر...
وتتناول ذلك الآيات التي تتحدث عن الشرائع والأخلاق وقصص الأنبياء وغيرها من الوسائل التي تضبط حياة البشر....
بعد أن عرفنا فضل القرآن ... نأتي لأهم نقطة في الموضوع ...
واجبنا نحو القرآن :
لا شك أن للقرآن حقوقاٍ عظيمة علينا معشر المسلمين... ولكن سيقتصر حديثنا على ست واجبات ... ليتنا نحصيها ونطبقها في حياتنا
الأول: كثرة القراءة وتحديد ورد ثابت كل يوم
أعلم
أن مشكلتك هي ضيق الوقت ... ما رأيك أن تجرب أن تقرا وردك بعد صلاة الفجر
وقبل أن تذهب لعملك ... إنه وقت بركة ... حيث يكون القلب خاشعاً والصدر
منشرحاً والعقل متفتحاً لاستقبال كلام الله..
ولا تنسى أن حبيبك صلى
الله عليه وسلم كان يعشق القرآن فإذا كنت حقاً تحبه...فلا تفرط في وردك إن
انشغلت عنه لأي سب فاقرأه خلال اليوم ولو في مواصلاتك أثناء الراحة من
عملك .. قبل أن تنام ... إياك أن تهجر القرآن ...
الثاني: تعلم قراءة القرآن
وهذا
الأمر ليس صعباً فمعظم الناس قد يتعلمون الإنجليزية أو الفرنسية , فلماذا
يصعب عليهم تعلم القرآن الذي نزل بلغتهم وحديثهم اليومي؟؟!
ومعنى أن
يقرأ المسلم القرآن بأحكامه : يمد الممدود ويغن الغنة ويقلقل القلقلة..إلخ
؛ لأن المسلم مطالب أن يقرأ القرآن كما كان يقرؤه الحبيب صلى الله عليه
وسلم
الثالث: التأثر عند قراءة القرآن
يجب على المسلم أن يتأثر بالقرآن عند تلاوته ويتفاعل معه فيضطرب أو يهتز قلبه ويشعر أن القرآن يتنزل عليه هو وفي لحظة قراءته..
الرابع: تدبر القرآن
وبعض
الوسائل المعينة على تدبر القرآن قراءة بعض تفاسير القرآن لمعرفة ما قد
يغمض منه من كلمات أو معان , ويفضل أن نبدأ بتفسير ابن كثير فهو تفسير
بسيط...
الخامس: مراجعة ما نحفظ من القرآن
فلا يصح لمسلم أن يحفظ كلام الله ثم ينساه ومما يعين على الحفظ كثرة المراجعة والصلاة بما تحفظ خاصة في قيام الليل ...
السادس: العمل بالقرآن
فالقرآن
حجة لك أو عليك ... ويكون حجة عليك عندما تقرؤه فلا يتجاوز آذانك ولا
ينعكس على سلوكياتك وتصرفاتك... ولا تنسى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
خلقه القرآن أي كان يحرص على تطبيق ما في القرآن..
التطبيق العملي :
-
هل لديك مصحف جيب؟؟! ... إذا لم يكن لديك واحداً فاشتريه وضعه دائماً في
جيبك ... واجعل وردك جزء كل يوم ... لا تنشغل ولا تنام دون أن تقرأه...
- لا تختم القرآن في أكثر من شهر ولا اكثر من ثلاث ..فهذه هي سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم...
-
اقرأ وتدبر... فرب تالً للقرآن والقرآن يلعنه ...فأنت قد تقرا قول الله
تعالى ((لعنة الله على الكاذبين)) .. فإذا كنت قد كذبت في موقف وتقرأ هذه
الآية بدون أن تتدبرها فأنت بذلك قد تكون لعنت نفسك... لكن لو كنت تتدبر
ما تقرأ ستتذكر إنك كذبت في موقف معين وستستغفر الله كثيرا وستتوب إليه
حتى لا تحل عليك لعنة الله
ماذا قال الحبيب ؟ :
- عن أبي أمامة
رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
وَسَلَّم يقول: اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه رواه
مُسلِمٌ.
- وعن عثمان بن عفان رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه
رواه البُخَارِيُّ.
- وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت قال رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به
مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له
أجران متفق عَلَيهِ.
- وعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه
اللَّه القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه اللَّه
مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار متفق عَلَيهِ.
- وعن ابن
مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيهِ وَسَلَّم: من قرأ حرفاً من كتاب اللَّه فله حسنة، والحسنة بعشر
أمثالها، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف رواه
التِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
أحلى ما قال السلف :
أوس بن عبد الله
نقل الحجارة أهون على المنافق من قراءة القرآن .
مالك بن دينار
ماذا
زرع القرآن في قلوبكم؟؟! إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع
الأرض... فيا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟؟ أين صاحب السورة؟!
أين صاحب السورتين؟! ماذا عملتم فيها؟؟!!
عثمان بن عفان
لو طهرت قلوبنا ما شبعت من كلام الله
ابن تيمية
من لم يقرأ القرآن فقد هجره, ومن قرأ القرآن ولم يتدبره فقد هجره, ومن قرأ القرآن وتدبره ولم يعمل به فقد هجره.
** لا تنسونا بصالح دعائكم ** تحياتي