--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بعد
أن باركنا للناجحين بنيل شهادة التعليم المتوسط ان الأوان لنولي بعض
الاهتمام للراسبين عسى أن يوفقهم الله تعالى للنجاح العام المقبل
وفي
حالة رسوب الطفل في الامتحان النهائي للسنة الدراسية، يأتي الدور الأكبر،
وهو دور يفرض ضرورة إيجاد السبل الكفيلة بمساعدة الطفل على تجاوز محنته،
وحسب خبراء التربية، فإن الطفل الراسب يعود إلى الدراسة محملا بضغوط نفسية
كبيرة، حيث يكون دائما عرضة لنقد الأهل المستمر ولومهم له بسبب ضياع سنة
من عمره، إلى جانب انتقال زملائه إلى سنة متقدمة عليه، مما يزيد من حالة
التوتر والقلق لديه، ويجعله متخوفا من الاشتراك في أي نشاط مدرسي، أو أي
امتحان.
لقد نبه عدد من الأخصائيين الاجتماعيين الأمهات والآباء
وأيضا المدرسين إلى ضرورة إدراكهم الأبعاد النفسية للطفل الراسب، الذي قد
يتحول قلقه وتوتره إلى نوع من السلوك العدواني تجاه الآخرين، وبالتالي تقع
على عاتقهم، أي الأسرة والمدرسة، مسؤولية مساعدته على تخطي حاجز القلق
والخوف، وذلك بتشجيعه المستمر على المشاركة في الأنشطة المدرسية، وتكوين
صداقات جديدة، ودعمه دراسياً، وتعزيز ثقته بنفسه في أي مناسبة يحقق فيها
إنجازا ولو بسيطا، كما ينصحون الأهل دائما بمتابعة الواجبات المدرسية
اليومية، ومواصلة الاتصال بالمدرسة لمتابعة تطور أطفالهم، مع الابتعاد عن
أسلوب اللوم والتذكير المستمر بالفشل السابق، لأن هذا الأسلوب، حسب
الأخصائيين، لن يأتي بأي نتيجة سوى تكريس مشاعر القلق والخوف وعدم الثقة
بالنفس.
نصائح ذهبية
لا
يختلف اثنان على أن العودة إلى المدرسة تكون أسوأ وقعا على الطفل الراسب
الذي لم يسعفه الحظ في النجاح، لأنه سيضطر إلى العودة إلى ذات الفصل الذي
كان يدرس به السنة الماضية، في حين أن أصدقاءه انتقلوا إلى صف دراسي أعلى،
فماذا تفعل الأم عندما يأتي ابنها بالشهادة التي تحدد مستواه الدراسي من
السنة الدراسية وبها كلمة راسب؟
هنا ينصح علماء النفس والاجتماع
بألا تفقد الأم هدوءها وألا تتظاهر بعدم الاهتمام، وأن تخفي خيبتها وتشجع
ابنها بعبارات من قبيل: ستكون أفضل في المرة القادمة.
يجب أن
تستعمل أسلوب التعامل المنطقي الذي يعنى البحث عن جذور المشكلة، والضرورة
تفرض هنا البدء معه ومناقشته مناقشة صادقة بعيدة عن التشنج، والتفكير في
عروض للمساعدة قصد التغلب على الوضع كالتحدث إلى المدرسين لمساعدته في
الوصول إلى السبب الحقيقي لتخلفه الدراسي ومده بالمساندة الضرورية، ولا بد
للأم أن تضع في اعتبارها أن السبب قد يكون هو المدرسة، حتى لا تحمله بذلك
ما لا ذنب له فيه، وإذا توصلت إلى أن قدراته الذهنية لا تؤهله إلى ما هو
أفضل من ذلك، فلا بد أن تضبط توقعاتها بالنسبة إلى تحصيله الدراسي وأن تضع
نصب عينيها دائما أن السبب يتغير من سنة إلى أخرى ومن مادة إلى أخرى،
والاهم
أن تدفع الأم ابنها إلى النجاح عن طريق تشجيعه وإظهار الامتنان لتقدمه،
وهذه أفضل طريقة لضمان تعاون الطفل، مع العمل على تنمية مداركه وخاصة
الوعي الثقافي منذ الصغر، ليفهم أنه المسؤول الأول عن دراسته وواجباته
المنزلية، فبرامج الرعاية والأمومة وتفرغ الأم لطفلها خلال السنتين
الأوليين من حياته له أكبر الأثر في إعداد الطفل ذهنيا واجتماعيا وبدنيا
للحياة الأكاديمية والمدرسية مستقبلا.
رأي علم النفس الاجتماعي
حول هذا الموضوع يقول الدكتور عبد الكريم بلحاج، أستاذ وأخصائي في علم النفس الاجتماعي:
إن
ما يجب التأكيد عليه هو اجتناب معاقبة الطفل الذي رسب في الامتحان،
ولاسيما العقاب الذي يمارس عبر العنف والترهيب والتهديد، وما شابه ذلك.
لأن الطفل يكون في حالة نفسية محبطة ومتأثرا برسوبه، ويجب التقرب منه لا
إهماله حتى لا يؤدي العقاب إلى تعميق المحنة بالنسبة إلى الطفل، خاصة وأنه
يودع السنة الدراسية وعلى أبواب العطلة، وكذا عدم تمييز التعامل معه إذا
كان إخوته قد نجحوا في الامتحان، أو تذكيره بأقرانه المتفوقين.
كما
أن حرمانه من الاستفادة من العطلة أو السفر ليس بالحل. لذلك يكون من
الأجدر الأخذ بيد الطفل بكل هدوء حتى يستخلص العبرة والعمل على تحفيزه
وبعث الثقة لديه، كي لا تكون تجربة الرسوب عامل ابتعاد عن كل ما يمت إلى
المدرسة بصلة، إذ تنشأ في مثل هذه الحالات بعض أنواع من الرهاب والمخاوف
التي قد تصير مرضية، وبعض أشكال الرفض والهجران للمدرسة.
فالطفل
يكون في حاجة إلى مساعدة والديه لفهم حالته التي لا تنحصر في حدود هذا
الرسوب، ولكنها بمثابة إعلان عن ظروف حياته الخاصة طيلة السنة الدراسية،
كما أنه يكون في حاجة إلى دعم ومساندة للاطمئنان، والنظر إلى هذا الرسوب
على أنه حادثة. ويفضل أن تستغل فترة نهاية العطلة لإعادة الحديث معه في
الموضوع (لأن ثقافة التواصل تبقى عاملا مساهما في احتواء عدد من المشكلات
قبل حدوثها)، ووضعه أمام مسؤوليته (طبعا يتوقف الأمر على سن ومستوى الطفل).
ويجب
التذكير في هذا الصدد بأن الأمهات هن المؤهلات لفهم أبنائهن في مختلف
المواقف، وبفضل حدسهن وذكائهن يمكن جعل مشاعر محنة الرسوب مشاعر تحفيز
للنجاح في المرة اللاحقة.
- العائد من الظلامعضو مميز
- الجنس : عدد المساهمات : 2184 نقاط التميز : 2895 تقييم العضو : 19 التسجيل : 24/08/2009 العمر : 31
تمت المشاركة الأربعاء سبتمبر 30, 2009 10:05 pm
تحياتي لكم
- العائد من الظلامعضو مميز
- الجنس : عدد المساهمات : 2184 نقاط التميز : 2895 تقييم العضو : 19 التسجيل : 24/08/2009 العمر : 31
تمت المشاركة السبت أكتوبر 03, 2009 12:36 am
بارك لله فيك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى