الرئيسية
المنشورات
أحدث الصور
التسجيل
دخول
كانت عقارب الساعة تشيرإلى الحادية عشرة من تلك الرحلة المحفوفة بكل المخاطر.. وكان الصراخ وغيوم الدخان تتصاعد في عاصمة قرطاج.. حين الدخول من بوابة " خضراء الأمس ، قابلنا حرس وعسس بأزياء متباينة ... " أنتم لستم نزلاء الأمس ، ولكم أن تاتمروا باوامرنا ، حماية لأنفسكم "... كان هذا أوّل حديث اقتبلنا به ، ونحن مشرئبون إلى ما تصنعه الأحداث ...
في الطريق إلى النزل ، كان الصراخ والهتاف يتعالى مدويا المدينة ، مدينة كانت بالأمس هادئة ، لايسمع من أهلها سوى عبارات " مرحبا.. مرحبا بكم "، "إجّا أقولك" ...ونحوها من عبارات التهليل . أما الآن وقد شغر قصر قرطاج ، فبكل الصنوف يستقبل الزائرون ، على مضض ...
كانت بقايا العصي والمتاريس والحرائق تتطايروسط وعلى جنبات الطريق ، وكان حشرجات الجموع تهتف بحياة النظراء من الثوار الذين قضوا نحبهم ، ولكثرة ما تعليه من الأسماء وتباين اللهجة ، شق علينا التقاط الكثير من أسماء الشهداء ،، إنها "ثورة الياسمين " ثورة الياسمين التي لايقهرها أحد ، مثلما حدّثنا أحد المرافقين إلى النزل ..
لم نقلع النفاس سوى وقت قصير ، ولم نأخذ حماما كعادة نزلاء مثل هذه المرافق من الرواد ،، وإذا بأحد الزملاء يلحّ علينا بالخروج والالتفاف بالغاضبين الثائرين ، لاستجماع ما يحدث من الميدان .. تقاسمنا ادوار تقديم أنفسنا للجماهير ولرجال الأمن ،، وخرجنا نلف الشوارع وسط المواج البشرية التي أحكمت قبضتها على معظم الشوارع في تلك الأمسية ...
.../ ...
