الرئيسية
المنشورات
أحدث الصور
التسجيل
دخول
الرضيع ،، تعانق شبرا ممزقا ، تنعق فيه الغربان وتعوي بحنباته ذئاب مكر...
خلف ذلك البحر بحر تتأجّج فيه تجاعيد وجهك ، ولا ذكرغير الذكريات التي سطا
الجلادون على بقايا وريقاتها الممزّقة البالية .!
إلى بحرك " يافا" ورملك الدافيء حنين بحجم توقي إلى يوم القيامة ، إلى
حين ملاقاة ربّ العرش ، بلا بندقية ولا خظي رزية هذي الدنى الملتاعة ...
على الضفة الأخرى ، التي فيها احتضاربدون انتظار، وبحضنها شفق يلوّح بغد
العودة ،وأمل العودة ،، هناك يصفّق عرّابنا من شتى الملوك والرؤساء بتنويم
روح القضية ، ولا ينمو في أجسادهم سوى غيض الطلاق ،ووأد الرفاق من
الشهداء...هناك تسامرنا حالكات تصاويرالمحن والنكبات ، ولا يبعث فيهم "
صلاح " ولا" عمر" ولا" فاطمة " ولا الأخريات ولا الأخر...
على الضفة الأخرى نضاجع التشريد والتهجيروالتكفير ، وتكتب أسماؤنا في
قواميسهم "عصاة أبناء عصاة "، وتحجز لأعمارنا عقود وفاة بلا قبور... تنهش
أجسادنا أنياب " العقيد " وتتفنن في شيّها أنامل " الأسيد" ، ولا نكتب في
قواميسهم سوى "عبيد"...
أيتها الضفة التي نفترش جمرها ونلتحف عجاجها ،، أيتها التي وسموك بأم
الثكالى وحضن المواجع ،،، لقد ابتعنا من صرف لبانك عذبا ، وغذينا
بالصبرهذي الفواجع ؛ أنت لازلت بكرا فينا ، لاتبخلين على تفقّد نعوشنا ،
ولا على سترأجسادنا خلقة الأثواب ، لأنك تقدّسين الطهارة فينا وفي أرواحنا ،
وتتقين الله فينا وفي تشردنا...
أيتها التي حين نجهش بالبكاء تواسينا ، وحين يستشهد الشريد فينا تضرمين
في الحداد ،، إنا على موعد الخلاص من زنازين ملوك العرب وخزي العرب ، وكم
تطيب الشهادة والخلاص ، خلاص الشرف حين يبتسم الحلم على شفاه الجرح ،
ويرتسم النصرمن فوه ما تبقى من الزفرات..!!!
