الرئيسية
المنشورات
أحدث الصور
التسجيل
دخول
دعني ألملم ماتبقى من هنيهات الأمس الحبيب بعضا من شتات زفيرك.. دعني أستأنس بحرفك الغائر في أعماقي ونسماتك المحملقة بأفقي الهائم..
بصماتك أخي أسامة آخر انفاسي التي تنبض بأمل الانفجار، لأنك فضّلت الصمت الذي يوميء بحكمة ...
كم تمنيت أن اكون رصاصة البندقية التي ترفع في وجه الجبن الضارب على عروبتنا ، غيرأنّ جلادي غلّق كلّ المنافذ التي أشرف منها على أصدقاء المصير..
رحت أبعثر رعشات أمسي وسط دوامة الدجى الضارب على زنزانتي ، فعثرت على بصمة من بصماتك الحلوة التي جادت بها قريحتك ذات يوم من أيام أمسنا الغابر... لقد فكّرت أخي أن أنفض قليلا من الغبار عنها ، علّي أواسي بعضا من حسراتي ...هذه عصارة حلوة من عصارات شقيقي وعزيزي " أسامة العلي " ابن فلسطين ، وددت أن أنفخ فيها روحا كي تعانق من أحبّه ، علّها تعيد إليّ بعضا من روحي ،وكم أتمنى أن تحيي موات الغياب والاحتجاب لواحد من أعزّ إخواننا ، فإليكموها:
قال أسامة وهو يرد على واحدة من رعشاتي :
مالي انا واشباه الرجال
كان ليلي حلم ووجع ورشفة انتظار
وعيناي لغد رائع يترقبان
سيفا مسلولا من خبايا التاريخ ينسل بلا انكسار
ووجوه كنافخ الكير ملؤوا الدروب عفن
ومن طائرة الورق اصلابهم
واصولهم صعاليك وياليتهم مثلهم
يعون ان بين خبايا الزنازين بلابل
وسلاسل القيد ملح ارض وامل
وزيتونتي مابكت والموت يحتضنها
فتساقط الشهد من رغيف خبزي
وامتلا صدري صبابة وشموخا
اتمختر مع الموت صديقا وهو ظل للصديق
انا وجه الوطن فلا اموت
عمري اطول من عمر جلادي
فلا استكين
وهمي مرهون برجعة ارضي
وطفلي يرضع الكبرياء عزة استشهاد وقبح عرب
الغد لنا والحاضر ترقبهم اياد مغموسة بالذل
فاصلبوا ارواحكم ايا اشباه الرجال
زنزانتكم ودبابتهم وفي كفنا حجر الاستقلال
الإمضاء: أسامة العلي .
