- barcaعضو محترف
تمت المشاركة الأربعاء سبتمبر 30, 2009 11:07 am
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( قال الله : أَنْفِق يا ابن آدم أُنْفِق عليك )
تخريج الحديث
رواه البخاري و مسلم .
منزلة الحديث
هذا
الحديث من الأحاديث العظيمة التي تحث على الصدقة والبذل والإنفاق في سبيل
الله ، وأنها من أعظم أسباب البركة في الرزق ومضاعفته ، وإخلاف الله على
العبد ما أنفقه في سبيله .
فضل الإنفاق
جاءت النصوص
الكثيرة التي تبين فضائل الصدقة والإنفاق في سبيل الله ، وتحث المسلم على
البذل والعطاء ابتغاء الأجر الجزيل من الله سبحانه ، فقد جعل الله الإنفاق
على السائل والمحروم من أخص صفات عباد الله المحسنين ، فقال عنهم : { إنهم
كانوا قبل ذلك محسنين ، كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ، وبالأسحار هم
يستغفرون ، وفي أموالهم حق للسائل والمحروم } ( الذاريات 16-19) وضاعف
العطية للمنفقين بأعظم مما أنفقوا أضعافاً كثيرة في الدنيا والآخرة فقال
سبحانه : { من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة }
( البقرة 245) .
والصدقة من أبواب الخير العظيمة ، ومن أنواع
الجهاد المتعددة ، بل إن الجهاد بالمال مقدم على الجهاد بالنفس في جميع
الآيات التي ورد فيها ذكر الجهاد إلا في موضع واحد ، يقول - صلى الله عليه
وسلم - : ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ) رواه أبو داود .
وأحب
الأعمال إلى الله كما جاء في الحديث ( سرور تدخله على مؤمن ، تكشف عنه
كرباً ، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً ) ، رواه البيهقي ، وحسنه
الألباني .
والصدقة ترفع صاحبها حتى توصله أعلى المنازل ، قال -
صلى الله عليه وسلم - : ( إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً
وعلماً فهو يتقي فيه ربه ، ويصل فيه رحمه ، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل
المنازل. ) رواه الترمذي .
كما أنها تدفع عن صاحبها المصائب
والبلايا ، وتنجيه من الكروب والشدائد ، وفي ذلك يقول - صلى الله عليه
وسلم : ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات ، وأهل المعروف
في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ) رواه الحاكم وصححه الألباني ، أضف
إلى ذلك إطفاؤها للخطايا وتكفيرها للسيئات ، ومضاعفتها عند الله إلى أضعاف
كثيرة ، ووقايتها من عذاب الله كما جاء في الحديث ( اتقوا النار ولو بشق
تمرة ) رواه البخاري وغير ذلك من الفضائل .
فهو يخلفه
ومن
فضائل الصدقة التي دل عليها هذا الحديث القدسي مباركتها للمال ، وإخلاف
الله على صاحبها بما هو أنفع له وأكثر وأطيب ، وقد وعد سبحانه في كتابه
بالإخلاف على من أنفق - والله لا يخلف الميعاد - قال تعالى : {وما أنفقتم
من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين }(سبأ 39)، أي مهما أنفقتم من شيء فيما
أمركم به وأباحه لكم ، فإنه يخلفه عليكم في الدنيا بالبدَل ، وفي الآخرة
بحسن الجزاء والثواب ، فأكد هذا الوعد بثلاث مؤكدات تدل على مزيد العناية
بتحقيقه ، ثم أتبع ذلك بقوله :{وهو خير الرازقين } لبيان أن ما يُخْلِفه
على العبد أفضل مما ينفقه .
ومما يدل أيضاً على أن الصدقة بوابة
للرزق ومن أسباب سعته واستمراره وزيادته ، قوله تعالى :{لئن شكرتم
لأزيدنكم }( إبراهيم 7) والصدقة غايةٌ في الشكر .
كما أن نصوص
السنة الثابتة جاءت بما يؤكد هذا المعنى الذي دلت عليه آيات الكتاب، ومنها
قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( .. وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة
إلا زاده الله بها كثرة .... ) رواه أحمد ، وقوله : ( ما من يوم يصبح
العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ، ويقول
الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا ) أخرجاه في الصحيحين .
وفي مقابل
ذلك جاءت نصوص عديدة تردُّ على من ظن أن الصدقة منقصة للمال ، جالبة للفقر
، وتبين أن الشح والبخل هو سبب حرمان البركة وتضييق الرزق ، يقول- صلى
الله عليه وسلم- : ( ثلاثة أقسم عليهن ، وأحدثكم حديثا فاحفظوه ، قال : ما
نقص مال عبد من صدقة .... ) رواه الترمذي .
وعادَ - صلى الله
عليه وسلم- بلالاً ذات مرة في مرض أصابه ، فأخرج له بلال كومة من تمر ،
فقال : ما هذا يا بلال ؟ قال : ادخرته لك يا رسول الله ، قال : ( أما تخشى
أن يجعل لك بخار في نار جهنم ، أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً
) رواه الطبراني وغيره بإسناد حسن .
إضافة إلى أن الواقع
والتجربة المشاهدة والمحسوسة ، تثبت أن المعونة تأتي من الله على قدر
المؤونة ، وأن رزق العبد يأتيه بقدر عطيته ونفقته ، فمن أَكثر أُكثر له ،
ومن أقل أُقِل له ، ومن أمسك أُمسِك عليه ، وهو أمر مجرب محسوس ، والقضية
ترتبط بإيمان العبد ويقينه بما عند الله ، قال الحسن البصري رحمه الله :
"من أيقن بالخُلْف جاد بالعطية" .
بين الإسراف والتقتير
ولأن
هذا المال هو في الحقيقة مال الله ، استخلف عباده فيه لينظر كيف يعملون ،
فليس للإنسان الحق المطلق في أن يتصرف فيه كيف يشاء ، بل إن تصرفاته ينبغي
أن تكون مضبوطة بضوابط الشريعة ، محكومة بأوامرها ونواهيها ، فيُبْذَل حيث
يُطْلب البذل ، ويُمْسك حيث يجب الإمساك ، والإمساك حيث يجب البذل بُخْلٌ
وتقتير ، والبذل حيث يجب الإمساك إسراف وتبذير ، وكلاهما مذموم ، وبينهما
وسط محمود وهو الكرم والجود ، وهو الذي أمر الله به نبيه عليه الصلاة
والسلام بقوله
:{ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل
البسط فتقعد ملوما محسورا }( الإسراء 29)، وامتدح به عباده المؤمنين بقوله
:{والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما }(الفرقان
67) ، قال ابن عباس : " في غير إسراف ولا تقتير " ، وسُئل ابن مسعود عن
التبذير فقال : " إنفاق المال في غير حقه " .
فالجود في ميزان
الشرع - كما قال ابن حجر - : " إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي وهو أعم من
الصدقة " ، وهو وسط بين الإسراف والإقتار ، وبين البسط والقبض ، وله
مجالاته المشروعة ، ولذا فإن بذل المال في غير موضعه قد لا يكون كرماً ،
ومما أثر عن مجاهد قوله : " إذا كان في يد أحدكم شيء فليقتصد ، ولا يتأول
هذه الآية : {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين }(سبأ 39) ،
فإن الرزق مقسوم ، لعل رزقه قليل ، وهو ينفق نفقة الموَسَّع عليه " .
منقول
- زائرزائر
تمت المشاركة الخميس يناير 27, 2011 6:32 pm
بارك الله فيك و جزاك كل خير
مشكووووووور ننتظر جديدك
مشكووووووور ننتظر جديدك
- سحر الوردعضو مميز
- رقم العضوية : 8517
الجنس : عدد المساهمات : 1404 نقاط التميز : 1735 تقييم العضو : 12 التسجيل : 01/12/2010 الإقامة : قسنطينة
تمت المشاركة الخميس يناير 27, 2011 8:08 pm
جزاك الله خيرا أخي بارصا ونفع بك
ورزقك أعلى الجنان
شكرا لك
ورزقك أعلى الجنان
شكرا لك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى