الإنفجار العظيم ..بين نظريات العلم وآيات القرآن الكريم
[size=29]مقدمة تـاريخيـة:يمكنالعودة بأولى تصورات الإنسان لنشأة الكون إلى العصر الحجري أي قبل مئاتالآلاف من السنين، حيث سيطرت الخرافة على خيال الإنسان وتطور العقل البشريعند المصريين القدامى والبابليين الذي تجلى عندهم الربط بين أزلية الكونوالآلهة المتعددة المسيطرة عليه، وقد حاول فلاسفة الإغريق والرومان وضع نظريات للظواهر الكونية بينما ساد علم التنجيم الحضارتين الهندية والصينية.
إن الخاصية العامة التي طبعت تصوراتالكون عند الحضارات القديمة هي ارتباطها بعالم الآلهة واعتقادها الراسخبوجود اختلاف أساسي بين الأرض والسماء، مما لم يسمح بوضع نظريات عن الكون وكيفية نشأته، لكن بعد التطورات الهامة التي شهدتها الإنسانية فيبداية القرن العشرين في المجال الفلكي (Cosmology) على الصعيد النظري، معنظرية النسبية العامة التي وضعت الإطار الرياضي الصحيح لدراسة الكون،وكذلك على الصعيد الرصدي مع الاكتشافات الرائعة لأسرار الفضاء، كان لا بدمن وضع نظرية عامة تقوم بإدماج تلك المعطيات مقدمة تصوراً موحداًومتجانساً قصد تفسير أهم الظواهر الكونية ومنها نشأة الكون.
لقد اقترح القس البلجيكي "جورج لوميتر" (George Le Maitre) سنة 1927 صورة جديدة لنشأة الكون وتطوره وقدوافقه على ذلك جورج غاموف (George Gamov) الفيزيائي الأمريكي (من أصلروسي) الذي قدّم أفكاراً طورت نظرية (لو ميتر).
حقائـق علمية:
- في عام 1927 عرض العالم البلجيكي: "جورج لو ميتر" (George Le Maitre) نظرية الانفجار العظيم والتي تقول بأن الكون كان في بدء نشأته كتلة غازية عظيمة الكثافة واللمعانوالحرارة، ثم بتأثير الضغط الهائل المتآتي من شدة حرارتها حدث انفجار عظيمفتق الكتلة الغازية وقذف بأجزائها في كل اتجاه، فتكونت مع مرور الوقتالكواكب والنجوم والمجرّات.
- في عام 1964 اكتشف العالمان"بانزياس" Penziaz و"ويلسون" Wilson موجات راديو منبعثة من جميع أرجاءالكون لها نفس الميزات الفيزيائية في أي مكان سجلت فيه، سُمّيت بالنورالمتحجّر وهو النور الآتي من الأزمنة السحيقة ومن بقايا الانفجار العظيم الذي حصل في الثواني التي تلت نشأة الكون.
- في سنة 1989 أرسلت وكالة الفضاءالأمريكية "نازا" (NASA) قمرها الاصطناعي Cobe explorer والذي أرسل بعدثلاث سنوات معلومات دقيقة تؤكد نظرية الانفجار العظيم وما التقطه كل من بنزياس وويلسن.
- وفي سنة 1986 أرسلت المحطات الفضائية السوفياتية معلومات تؤيد نظرية الانفجار العظيم.
التفسير العلمي:
إن مسألة نشأة الكون من القضايا التيتكلّم فيها الفلاسفة والعلماء ولكنها كانت خبط عشواء، فلقد تعددت النظرياتوالتصورات إلى أن تحدث عالم الفلك البلجيكي "جورج لو ميتر" (George LeMaitre) سنة 1927 عن أن الكون كان في بدء نشأته كتلة غازية عظيمة الكثافةواللمعان والحرارة أسماها البيضة الكونية. ثم حصل في هذه الكتلة، بتأثيرالضغط الهائل المنبثق من شدة حرارتها، انفجار عظيم فتتها وقذفها معأجزائها في كل اتجاه فتكونت مع مرور الوقت الكواكب والنجوم والمجرات.
ولقد سمى بعض العلماء هذه النظرية بالانفجار العظيم “Big Bang” وبحسب علماء الفيزياء الفلكية اليوم فإن الكون بعد جزء منالمليارات المليارات من الثانية (10 -43)، ومنذ حوالي خمسة عشر مليار سنةتقريباً كان كتلة هائلة شديدة الحرارة بحجم كرة لا يبلغ قطرها جزءاً منالألف من السنتيمتر.
وفي عام 1840 أيد عالم الفلكالأمريكي (من أصل روسي) جورج غاموف (George Gamov) نظرية الانفجار العظيم:“Big Bang”، مما مهد الطريق لكل من العالمين "بانزياس" Penziaz و"ويلسون"Wilson سنة 1964 اللذين التقطا موجات راديو منبعثة من جميع أرجاء الكونلها نفس الخصائص الفيزيائية في أي مكان سجلت فيه، لا تتغير مع الزمن أوالاتجاه، فسميت "النور المتحجّر" أي النور الآتي من الأزمنة السحيقة وهومن بقايا الانفجار العظيم الذي حصل في الثواني التي تلت نشأة الكون.
وفي سنة 1989 أرسلت وكالة الفضاء الأمريكية “NASA” قمرها الاصطناعي “Cobe explorer” والذي قام بعد ثلاث سنوات بإرسال معلومات دقيقة إلى الأرض تؤكد نظرية الانفجار العظيم، وسمّي هذا الاكتشاف باكتشاف القرن العشرين.
مراجع علمية
لقد ذكرت الموسوعة البريطانية انه فيعام 1963، كلفت مختبرات “Bell” العالِمان أرنو بنزياس و روبرت ويلسونباتباع أثر موجات الراديو التي تشوش على تقدم اتصالات الأقمار الاصطناعية.اكتشف العالِمان "بنزياس" و "ويلسون" أنه كيفما كان اتجاه محطة البث فإنهيلتقط دائماً موجات ذات طاقة مشوشة خفيفة، حتى ولو كانت السماء صافية،أسهل حل كان إعادة النظر في تصميم اللاقطات لتصفي الموجات من التشويش،ولكنهما ظلوا يتتبعون أثر هذه الموجات المشوشة، فكان اكتشافهم المهمللموجات الفضائية التي أثبتت نظرية الانفجار العظيم.
بنزياس و ويلسون ربحوا جائزة نوبل في الفيزياء على هذا الاكتشاف سنة 1978.
وجه الإعجاز في الآية القرآنية :
هذه الحقائق العلمية ذكرها " القرآن الكريم " منذ أربعة عشر قرناً ، حيث تقول الآية الثلاثون من سورة الأنبياء:{أَوَلَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَكَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا}. ومعنى الآية أن الأرض والسموات بماتحويه من مجرات وكواكب ونجوم والتي تشكل بجموعها الكون الذي نعيش فيه كانتفي الأصل عبارة عن كتلة واحدة ملتصقة وقوله تعالى {رتقاً} أي ملتصقتين، إذالرتق هو الالتصاق ثم حدث لهذه الكتلة الواحدة "فتق" أي انفصال وانفجارتكونت بعده المجرات والكواكب والنجوم، وهذا ما كشف عنه علماء الفلك فينهاية القرن العشرين.
أو ليس هذا التوافق مدهشاً للعقول، يدعوها للبحث عن خالقهذا الكون، مسبب الأسباب؟{الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَالْمُمْتَرِينَ}. صدق الله العظيم
منقول
الحمد لله على نعمة الإسلام[/size]